جامعة غالوديت: آفاق تتسع أمام الصم وضعاف السمع
07 كانون الثاني/يناير 2013
غلاف الكتيب
تشكل جامعة غالوديت مجتمع تعليم فريد من نوعه يضم 1100 طالب جامعي و400 طالب دراسات عليا، وجميعهم من الصم أو ضِعاف السمع. إنها مؤسسة التعليم العالي الوحيدة في العالم حيث صممت جميع البرامج والخدمات لتتناسب مع الطلاب الصم وضعاف السمع. يتم تدريس جميع المواد بلغة الإشارات الأميركية واللغة الإنجليزية.
وتتمثل رسالة الجامعة في المحافظة على "تقليد عريق من الأبحاث والنشاطات العلمية وإعداد خريجيها لفرص مهنية في عالم تكنولوجي شديد التنافس ومتغير بسرعة، استنادًا إلى بيان مهمة الكلية. تهدف جامعة غالوديت أيضًا إلى تعزيز الحيوية الفكرية والاجتماعية واللغوية والاقتصادية للصم على الصعيد المحلي والدولي، للمحافظة على تاريخ الصم و"الترويج للاعتراف بأن الصم ولغات الإشارات التي يستخدمونها تشكل موارد ضخمة مع مساهمات كبيرة في الأبعاد المعرفية، والإبداعية، والثقافية للتنوع البشري."
تدريب المهنيين الصم
تقدم جامعة غالوديت، الموجودة في واشنطن العاصمة، شهادات بكالوريوس في الآداب وبكالوريوس في العلوم في أكثر من 40 اختصاصًا. وتمنح برامج الدراسات العليا شهادة الماجستير في حقول مثل الإدارة العامة والتنمية الدولية وشهادة الدكتوراه في علم النفس السريري وعلم اللغة، من جملة حقول علمية أخرى.
صممت معظم برامج الدراسات العليا في جامعة غالوديت لتدريب الطلاب في مجال الخدمات المهنية للصم وضعاف السمع. فعلى سبيل المثال، يعدّ برنامج غالوديت للدراسات النقدية في تعليم الصم الخريجين كي يصبحوا "عوامل تغيير في أدوارهم كممارسين، وإداريين، ومدرسي المعلمين، وباحثين من خلال التفحص النقدي للقضايا التعليمية والاجتماعية والسياسية". وفي قسم علوم السمع والخطابة واللغة، يتعلم الطلاب حول الصمم من وجهة نظر بيولوجية واجتماعية وثقافية، ويتم إعدادهم لشغل مراكز في هيئة التدريس والأبحاث في الجامعات ومرافق أبحاث أخرى، من خلال تقديم مقررات دراسية في مجال علم الإحصاء، وطرق البحث، وعلم أصول التدريس العالي.
يضم مركز لوران كلارك لتعليم الصم في جامعة غالوديت مدرسة كاندال الابتدائية مع برامج للأطفال الصغار والمدرسة الثانوية النموذجية للصم، التي تخدم الطلاب حتى سن الدخول إلى الجامعة.
تشمل ملاعب الجامعة، ملاعب لكرة القدم الأميركية وكرة السلة وكرة القدم الدولية (سوكر) والبيسبول، بالإضافة إلى ألعاب رياضية أخرى. ساهم فريق الكرة الطائرة للنساء بعشر لاعبات مثيرات للإعجاب إلى الفريق القومي للكرة الطائرة للنساء الصم الذي شارك بالمنافسة في البطولات القومية المفتوحة للكرة الطائرة التي أقيمت في سولت لايك سيتي في عام 2012.
تاريخ تفتخر به
إن جامعة غالوديت هي مؤسسة تعليمية خاصة لا تبغي الربح، مرخص لها من الحكومة الفدرالية. في عام 1857، أنشأ الكونغرس الأميركي معهد كولومبيا لتعليم الصم والبكم والمكفوفين. وتبرع آموس كندال، المدير العام السابق لدائرة البريد خلال عهد الرئيسين أندرو جاكسون ومارتن فان بورين، بأرض من أملاكه العقارية في واشنطن لحرم الكلية. كان أول رئيس لها إدوارد مينر غالوديت، الذي كان والده توماس هوبكنز غالوديت رائدًا في تعليم الصم. وفي عام 1864، أجاز الكونغرس للكلية منحًا علمية. ووقع الرئيس إبراهام لنكولن على القانون في ذروة الحرب الأهلية. ووقع الرئيس يوليسيس إس. غرانت على الشهادات التي منحتها الجامعة لأول ثلاثة خريجين، ومنذ ذلك الحين، يوقع الرئيس الأميركي كل شهادة علمية تمنحها الجامعة.
وفي عام 1894، أعيد تسمية الكلية بكلية غالوديت تكريمًا لتوماس هوبكنز غالوديت.
أدخل الكونغرس تعديلات مهمة على ميثاق غالوديت في عام 1954، وأجاز تقديم مخصصات فدرالية دائمة للكلية. وفي عام 1986، وقع الرئيس رونالد ريغان قانون تعليم الصم لعام 1986، الذي أكد من جديد التزام الحكومة الأميركية بجعل فرص التعليم متاحة للصم وأعاد تأسيس كلية غالوديت باسم جامعة غالوديت. تشرف وزارة التعليم على المخصصات الفدرالية السنوية لجامعة غالوديت.
يفتخر طلاب جامعة غالوديت بسجلهم في المناصرة القوية لصالح الأشخاص الصم. وكانت إحدى القضايا البارزة تعيين رئيس للجامعة من الصم. وفي عام 1988، عندما أعلنت الجامعة بأنها اختارت رئيسًا صحيح السمع كرئيسها السابع وفضلته على مرشحين نهائيين من الصم، أغلق طلاب جامعة غالوديت، بدعم من خريجيها وموظفيها وهيئة التدريس فيها، أبواب الجامعة لعدة أيام. طالب المحتجون بأن يتنحى الرئيس الجديد ورئيس مجلس الأمناء من منصبيهما وتعيين رئيس أصم للجامعة. نجحت عملية الاحتجاج التي حملت شعار "الرئيس الأصم الآن" في نهاية المطاف، وجرى تعيين أي. كينغ غوردان الرئيس الثامن – وأول رئيس أصم للجامعة. خدم غوردان في هذا المنصب حتى عام 2006.
وفي عام 2014، سوف تحتفل جامعة غالوديت بالذكرى السنوية المئة وخمسين لتوقيع الرئيس لنكولن على القانون الذي أجاز للكلية منح شهادات جامعية للطلاب الصم. وتحت شعار "تكريم 150 عاما من القيادة الحكيمة" سوف يسلط الاحتفال الأضواء على الدور الرائد لجامعة غالوديت في تعزيز الفرص والإنجازات للطلاب الصم وضعاف السمع.
بيئة متنوعة
جاء كرشنير صن إلى جامعة غالوديت من سوفا، فيجي. وهو يعمل للحصول على شهادة بكالوريوس في تكنولوجيا المعلومات. وهو طالب في السنة النهائية، يعيش مع أصدقاء له خارج الحرم الجامعي.
أجرى صن في فيجي بعض الأبحاث حول الجامعات، ووجد أن غالوديت تقدم برامج تعليمية فريدة من نوعها للأشخاص الذين يعانون من الصمم. وأشار إلى أن "جميع المدرسين هنا يستعملون لغة الإشارات، وتتوفر لنا إمكانية وصول مباشرة واتصالات مباشرة، ولذا، فإن هذه ناحية مهمة للغاية. ومن بين أساتذتي أول امرأة صماء تحصل على شهادة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر".
بالإضافة إلى البيئة التعليمية، يقدر صن الفرصة المتاحة له لمقابلة أشخاص لم يكن من الممكن مقابلتهم بخلاف ذلك. "لدينا مجموعة متنوعة من الطلاب هنا، بدرجة لم أعتد عليها. لدينا مجموعة من المثليين والمثليات هنا، فضلا عن أعداد من السود، واللاتين– جميع هذه المجموعات المتنوعة، أُحب ذلك. كما يشمل أيضًا أشخاصًا يسمعون، وضعاف السمع وكذلك أناسًا من الصم."
تمكن صن من الالتحاق بجامعة غالوديت بفضل المنحة الدراسية للقيادة العالمية للصم. تمول هذه المنحة، التي ترعاها مؤسسة نيبون في اليابان، طلاب جامعة غالوديت "الذين يظهرون القدرة على أن يصبحوا قادة دوليين ويقدموا مساهمات جليلة لبلادهم وربما للعالم أجمع."
وأكد صن، "إن هدف البرنامج، والهدف الخاص بي، هو الرجوع إلى الوطن إلى فيجي لتأسيس برنامج يستفيد منه مجتمع الصم.
Read more: http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/pamphlet/2013/01/20130107140694.html#ixzz2dNx7UiGM
ساحة النقاش