تطوير المنهج فى مدارس الصم:
Curriculum Development in School for the Deaf
إن مناهج مدارس الصم بوجه عام تشبه مناهج مدارس الذين يسمعون مع التكيف المناسب لصعوبات التواصل اللفظى. ومن ناحية أخرى فإن نمو اهتمام قومى لتحسين تعليم جميع الأطفال فى كل المستويات قد عبر عن نفسه من خلال تركيز الانتباه والطاقة وتوفير المصادر لتعديل المناهج ومراجعتها. ومن خلال تلك الجهود ينبه معلمى الصم للبحث عن طرق لتحسين أداء مدارسهم. ولقد ركزت جهود تطوير المناهج على بعض الاعتبارات هى الأهداف والعمليات والمواد ونشرها وتطبيقها وتقييمها.
الأهداف:Goals
فى البداية من يحدد الأهداف؟ هل هو مديرى المدارس أم المعلمين أم الوالدين أم الراشدين الصم أم الطلاب الناضجين أم علماء النفس أم علماء الاجتماع أم الإنسانية أم العمال أم الأطباء النفسيين أم المتخصصين فى النظم ووكالات الدعم أم العديد منهم معاً؟.
يتضح لنا من خلال البحث على أساس عقلانى بعض الإسهامات والمكونات التى تعمل على صياغة الأهداف ، على سبيل المثال ما يقدمه طلاب الصحة النفسية لنا عن حكمة تلك الأهداف طويلة المدى مثل الدمج الكامل للصم فى عالم السامعين ؟ وهناك تساؤل آخر يتعلق بتحديد الأهداف هو كيف سيتم تحديدها هل من خلال المحتوى أم من خلال المهارات مثل القراءة والكتابة أو الأهداف السلوكية مثل المعرفة والوصف والتمييز وتطبيق القاعدة ؟ هل تلك الأهداف أبعد من التوظيف المعرفى والسلوكى ؟ ما هى الخطط التى تقدم تلك الفئات بعلاقات مقبولة .
وهناك شيء آخر لتحديد الهدف هو القدرة على تحقيقه ، ما هى القيود المثالية والقيود الواقعية التى تفرضها علينا قيود الصمم والتى تفرضها علينا التسهيلات المادية والاحتياجات المالية والجغرافية وعدم وجود معلمين ذوى مقدرة ودافعية كافية والتى يرضها علينا التغير التكنولوجى والموقف الاجتماعى ؟
العمليات والمواد :
إن تقديم مجموعة من الأهداف للمتعلم هى الآن مهمة عالم التكنولوجيا وهم متخصصى الوسائل وخبراء النظم وعلماء النفس التعليمى أو المعلمين أو الأفراد لتقديم عمليات ومواد تعمل على تحقيق الأهداف .
ويجب هنا أن نكون على حذر أن المواد لا تحدد الأهداف والعمليات .
فالأهداف تقدم لكى تستخدم المواد المتوفرة لتحقيقها .
إن زيادة العمليات والمواد بوفرة تبرز أهمية أخصائى التكنولوجيا التعليمية ، وهناك حاجة شديدة لمعدل وأنواع تعليم العمليات المتوفرة لنا وتشتمل على التعليم الخاص ومناقشات المجموعة الصغيرة والمحاضرات والجماعات العملية والتعليم المبرمج للكتب والشرائط والأفلام والتليفزيون التعليمى والتعليم بمساعدة الكمبيوتر .
وحتى تتم عملية نشر وتطبيق المواد المعدل يقوم مكتب التعليم بقسم الصحة والتعليم والرعاية بدعم تطوير مراكز فى كل منطقة لتقديم مواد تعليمية للتربية الخاصة بالإضافة إلى الدورات التى تتناول المناهج الخاصة ببرامج تعليم المعلمين . فى الحقيقة إن هناك تساؤلات ترتبط بالنشر والتطبيق فعلى سبيل المثال أظهرت سمات معلمى الصم البارزين هى التلقائية وقدرتهم على الإحساس بفرصة تعليم الطفل ومهاراتهم فى استغلال الموقف وعند نشر وتطبيق المواد المعدة إننا نعتمد عليهم بسبب تلقائيتهم وتخيلهم .
الكتاب هو الآخر يعد مثال تقليدى للمواد المعدة ، إن تركيزنا على تحسين المناهج يتجه نحو إعداد مهنيين لهم أداء يعكس هم مشكلات تعليم الأطفال الصم وكيف يتم ذلك .
التقييـم :
لقد قال رئيس المؤتمر القومى لتعليم الصم عام 1967 :
إن الاهتمام المزعج هو مشكلة التقييم سواء كان للمنهج أو لطريقة التواصل أو للتعليم والإرشاد أو طريقة التنظيم والإدارة ، ويتطلب الإحساس العام اختبار فاعلية أى إجراء تغييره من خلال الأبحاث الموضوعية التى يمكن أن نقدمها حتى نضع أسس ملموسة لإزالة أو تعديل ترتيباتنا وممارستنا . أما فى التعليم فإنه من الصعب عمل ذلك .
إن العديد من النتائج ينتظر سنوات قبل محاولة التقييم المناسب ومع هذا فإن المؤتمرات من وقت لآخر تتجه نحو التقييم واحتياج هذا التقييم لمزيد من الانتباه .
إننا قد نتسائل عن ما هى الحاجات التى تحتاج للتقييم ؟
ولقد قدم Dyer فكرة جيدة لكل المدارس :
فى الحقيقة برغم الكم الهائل من البيانات التى تم جمعها من تقارير المعلمين والاختبارات والاستبيانات والسجلات السكنية من كل نوع فلا تزال لدينا فكرة سطحية عن ما هو تأثير الخبرات المدرسية .
إن لدينا اختبارات عن التحصيل الأكاديمى التى قد يكون لها تأثير غير مناسب على أهدافنا والتى لا تهتم بمستويات محددة من مشكلاتنا فى تعليم الأطفال الصم . ولكن لم يتم إلا إجراء القليل لتقييم النتائج الاجتماعية لخبرات المدرسة فالمعلم قد يؤدى عملية تعليم القراءة بنجاح ولكنه فى نفس الوقت يعلم بعض الأطفال الاستخفاف بالقراءة فهل نتجه نحو تقييم نتائج اختبارات القراءة وهل نضع فروض مناسبة لمتطلبات الأسلوب ؟ ومن سيقوم بعملية التقييم هل ينبغى أن يقوم بها المعلمين والمديرين وعلماء النفس ؟ وماذا عن تقييم الوالدين ؟ وما ذا عن تقييم الأفراد والجماعات خارج المدرسة ؟ وتقييم موظفى الصم ؟ وماذا عن تقييم الصم أنفسهم ؟
إن هناك حاجة لمقدمات خاصة للأطفال فى ظروف الإعاقة بالإضافة إلى الصمم ، وفى العام الدراسى 1967 ، 1968 كان هناك 409 طفل فى فصول متعددى الإعاقة فى المدارس النهارية والمدارس الخاصة ، ولم تتوفر بيانات هؤلاء الأطفال فى أى مدارس أخرى ومن بين الظروف المعقدة التى حدثت كانت صعوبة التعليم الخاص والتخلف العقلى وعدم التآزر الحركى الشديد وشذوذ الرؤية .
مشكلات الوالدين Problems of parents :
عندما يدرك الوالدين أن طفلهم أصم فإن رد فعلهم الأول يكون الحزن الشديد. إنه من المحزن أن يسمع الشخص أن طفله أصم ولا يوجد أمل فى استعادة السمع. ولسوء الحظ فإن العديد من الوالدين يرفضون مواجهة تلك الحقيقة فيبدءوا بعمل رحلة لا تنتهى من طبيب لآخر يأملون فى معجزة ولا يستمعون إلى نصيحة ضرورة التربية الخاصة بدلاً من إنفاق أموالهم على إلحاقه بالحضانات المدرسية لحصول على أى علاج وكل علاج يقرءوا عنه.
وهناك من الوالدين من يحيطون الطفل بحب بالغ يؤدى إلى اضطرابه بعد معرفتهم بالصم. إنهم يريدون عمل شىء لتعويض الطفل عن حرمانه فيلبسونه ملابسه ويطعمونه ويسلونه ويجنبوه التواصل مع الأطفال الآخرين. وبالتالى فإنه يحرم من فرص النمو الطبيعى ويتأخر تعليمه.
وإن عاجلاً أم آجلاً فإن جميع الوالدين يدركون أن التربية الخاصة ضرورة ولكنهم يكونوا فى حالة حيرة طبيعية فيقول أحدهم \"إن ابنى أصم ولكن ماذا أفعل بعد ذلك؟\" إن أطباء الأذن والمعلمين وعلماء السمع من الممكن أن يساعدوا الوالدين على عمل ترتيبات تعليمية أفضل وتناسب احتياجات الطفل. إن المدارس مختلفة والمجتمعات مختلفة والأطفال الصم مختلفين عن بعضهم البعض ولا توجد إجابة واحدة صحيحة لكل الصم ى كل مكان. ولقد أشرنا إلى بعض أسس التعليم الخاص بالصم ولكن الاختيار الحقيقى فى مدرسة بشكل خاص يعد مشكلة صعبة.
وفى النهاية وقد تم اختيار المدرسة أثناء تعليم الطفل. إن الوالدين أكثر عرضة ورغبة للمشاركة فى تلك المرحلة الهامة إذا أدركوا أن حزنهم وحيرتهم قد أدركه المعلمون بعطف وفهم وبوضوح دون إلحاح واستشاره. ومن هنا يقع على عاتق المدرسة مسئولية كبيرة:
أولاً : إدراك طبيعة الانفعالات القوية التى تحيط بعلاقة الوالدين والطفل الأصم.
ثانياً : عمل تعاون منزلى من خلال إرسال تقارير معلوماتيه وتنظيميه وتشجيع الوالدين على زيارة المدرسة. إن الوالدين يجب أن يعضوا على تلك الفرصة بالنواجز فى البيت حتى يتمكن الطفل من ممارسة الكلام وما تعلمه فى المدرسة وفى البيت وقرأه الكلام. إنهم من الممكن أن يساعدوه من خلال تنمية وتصحيح كلامه وإثراء وترجمة خبراته إلى لغة مفهومة. وإذا كان الطفل فى مدرسة داخلية ينبغى أن يستمر التواصل بين البيت والمدرسة بالرسائل والصور. إن إخبار البيت تجعل الطفل الأصم يشعر بالسعادة كما أن خطابات المعلمين وتقاريرهم وزيارة الوالدين للمدرسة تجعلهم على علم بما يتعلق بتقدم طفلهم.
وعندما يصل الأصم إلى مرحلة المراهقة فإن احتياجاته الأساسية هى نفس احتياجات باقى الأطفال فيجب أن يكون على استعداد لكسب الأموال وصناعة قراراته والارتباط بالجنس الآخر والتنافس مع الذين يسمعون. ويجب أن يقوم البيت والمدرسة بإعداد الطفل الأصم لبيئته الكبرى.
ويجب أن يتعاون المعلمين والوالدين ومنفذى البرامج فى المدارس لاختيار مدرسة للتعليم الإضافى أو التدريب المهنى بعد تخرجه من مدرسة الصم. وهناك العديد من المتغيرات تؤثر على القرار: عمر الطفل ، ذكاؤه ، وقدرته على التواصل ، سجله الدراسى ، والاهتمامات والمهارات التى توفرها له المدرسة والفرص المهنية المتاحة فى المجتمع. وينبغى على الوالدين بذل جهود مخلصة لمساعدة الطفل على عمل صداقات فى مجتمعه المنزلى.
وعندما يكون الوالدين قادرين على ملاحظة ثمار عملهم الطويل فإنهم يعايشوا الرضا والراحة بسبب تلك الجهود التى بذلوها وجهود المدرسة قد لعبت دوراً ذو دلاله كبيرة فى تواق طفلهم وإحساسه بالسعادة.
ومن جانب المدرسة فلا توجد فلسفة واضحة فى التفاؤل ولكن الاتجاه لفهم مشكلة الوالدين قد أدى إلى التوافق. ولا ينبغى على الوالدين أن يشعروا أنهم مدينون للمعلمين لأنه من خلال نصحهم وصبرهم وفهمهم قد أدى إلى نمو طفلهم.
ويمكننا أن نقول أن الطفل الأصم يكون على استعداد للكلام عندما:
1- يبدأ فى ملاحظة التحدث عندما يتكلم.
2- يبدأ فى قراءة الشفاه ، أى فهم ما يقال (مرحلة قراءة وفهم معنى لحركات الشفاه).
3- يخرج صوته وينطق بعض كلمات قليلة من تلقاء نفسه. (مرحلة تعلم النطق والكلام).
4- يكون له ميل اجتماعى ويرغب فى الاتصال بالغير.
نشرت فى 21 مايو 2013
بواسطة anamel-tasmaa
انامل تسمع
موقع يقوم بعرض ومناقشة كل ما يخص الاعاقة السمعية والتخاطب ----- مسئول الموقع / عبير بكري --- تحت اشراف / ناهد عبد المعطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
732,797
ساحة النقاش