ﻋﻨﺪﻣﺎﺩﺧﻞﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻗﺒﻞانتهاءﺍﻟﻘﺮﻥﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺍﻷﻭﻝ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔﻣﺠﺮﺩ ﻣﺪﻳﻨﺔﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲﺃﻳﺪﻱ ﻣﻠﻮﻙﻗﺸﺘﺎﻟﺔ ﻣﻦﻧﺼﺎﺭﻯ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ،ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﺷﻬﺮ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮةﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﺑﺮﺣﺖ -ﺑﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ حضارتها ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺗﻘﻒ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ .ﺃﺳﺴﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻳﺒﻴﺮﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ " ﺃﺷﺒﺎﻟﻲ" ،ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﺳﻨﺔ 205 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺻﺎﺭﺕ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ " ﺃﺷﺒﺎﻟﻴﺲ" ،
ﻭﻋﺮّﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ،
الموقع
نقع أﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻗﺮﺏ ﻣﺼﺒﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ ﻋﻤﻴﻖ، ﺑﺤﻴثﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺑﺤﺮﻳًّﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ . حالها قبل دخول المسلمين ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺃﻳﺒﻴﺮﻳﺎ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻁ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﻘلت ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﺳﻨﺔ 567 ﻡ .ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟذىﻗﺎﺩﻫوا ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑنﻧﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺘﺤﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺎﺭ ﺩﺍﻡ ﻋﺪﺓ ﺷﻬﻮﺭ؛ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﺃﺳﻮﺍﺭﻫﺎ .
ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻮﻻﺓ
ﻭﻗﻊ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻧﺼﻴﺮ ﺃﻭﻝ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺓ
ﻟﻮﻻﻳﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻮﻗﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻻﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻳﺴﺮ ﻭﺩﻭﻥ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺇﻻ ﻟﺜﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ، ﺇﺫ ﺃﺩﻯ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻌﺪ ﻋﺰﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺎﺗﺢ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 98 ﻫـ / 717 ﻡ، ﻭﻓﺸﻞ ﺧﺎﻟﻪ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻠﺨﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎﻡ 98 ﻫـ، ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺮﻃﺒﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺇﺫ ﻓﻀّﻞ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻗﺮﻃﺒﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻯ ﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﻴﻤﺎ ﺯﺧﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔﺑﻌﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬﻋﻬﺪ ﺍﻟﻘﻮﻁ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ . ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥاﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺴﻜﺮ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺺ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔﺑﺈﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻭﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺳﻮﺍﺣﻠﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 742 ﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺑﻨﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻏﺎﻓﻖ، ﻭﺑﻨﻲ ﺯﻫﺮﺓ، ﻭﺑﻨﻲﺣﺠﺎﺝ، ﻭﺑﻨﻲ ﺧﻠﺪﻭﻥ
تعامل المسلمين مع النصارى و ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻃﺪﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ ﻭﻛﺜﺮ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺎﺕ، ﻭﻧﺸﺄ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦﻋﺮﻓﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪﻳﻦ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺳﻜﺎﻥﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ .
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻣﻮﻱ
ﺷﻬﺪﺕ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺃﺯﻫﻰ ﻋﺼﻮﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ) ﺻﻘﺮ ﻗﺮﻳﺶ ( ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻭﻗﺪ ﻋﻨﻲ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﻭﺧﻠﻔﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺻﻘﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﻠﻚ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ .
ﻓﻘﺪ ﺃﻧﺸﺄ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ) ﺍﻷﻭﺳﻂ ( ﻣﺴﺠﺪًﺍ ﺟﺎﻣﻌًﺎ ﺑﺈﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 829 ﻡ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻏﺰﺍﺓ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭﻣﺎﻧﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﺟﻤﻮﺍ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺳﻨﺔ 884 ﻡ،
ﻭﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺑﻘﻮﺍﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ، ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺈﺿﺮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪﻭﺧﺮﺑﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺰﻳﻤﺘﻬﻢ ﻭﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭﻣﺎﻧﺪ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﺤﺼﻴﻦﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ، ﻓﺄﻧﺸﺌﻮﺍ ﺳﻮﺭًﺍ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺩﺍﺭًﺍ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻧﻮﺍﺓﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻤﺮﺩًﺍ ﻭﺍﺳﻌًﺎ، ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺎﺡ
ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﺒﺪ ﺑﻬﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﺠﺎﺝ ﺃﺣﺪ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﺷﺮﺍﻓﻬﺎ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﻨﻮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ) ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ( ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻗﺮﻃﺒﺔ، ﻭﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺗﺤﺖﺭﺍﻳﺔ ﺧﻼﻓﻴﺔ، ﻭﻧﺠﺢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻔﺼﻮﻥﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﺑﻘﻠﻌﺔ ﺑﺒﺸﺘﺮ، ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺣﺠﺎﺝ .
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﻧﻀﻮﺕ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺀ ﻗﺮﻃﺒﺔ، ﻭﻋﻘﺐ ﺳﻘﻮﻁ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺳﻨﺔ 1042 ﻡ، ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺎﺩﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭًﺍ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻭﺃﺿﺤﺖ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺪﻥ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻗﺮﻃﺒﺔ،
ﻭﻓﻲ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﺯﺩﻫﺮﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﺒﻠﺔﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ .
ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ
ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺎﺩ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﻤﻠﻮﻙ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻣﺎﻟﺒﺚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻲﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺘﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺰﻻﻗﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻧﻜﺒﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻭﺭﺍﺡ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻮﻥ ﻳﻌﺰﻟﻮﻥ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧر ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1091 ﻡ ﻭﻗﺒﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ
ﻭﺟﺮﺩﻭﻩ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻘﻴﺮًﺍ ﻣﻌﺪﻣًﺎ .
ﻭﻣﻊ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﺍﺟﺘﺎﺯﺕ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻣﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﻭﺑﺎﻳﻊ ﺃﻫﻞ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺳﻨﺔ 1156 ﻡ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﺣﺎﺿﺮﺓﻟﻤﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻟﺘﺤﺘﻞ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ .ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺳﻨﺔ 1164 ﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒًّﺎ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺭﻏﻢ ﻣﻴﻮﻟﻪ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﺣﺎﺿﺮﺗﻪ ﻓﻲﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺇﺫ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﻗﻀﻰ ﻓﻲ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻗﺪﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ .ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻋﻤﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻓﺸﻴﺪ ﺑﻬﺎﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻴﻞ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻣﻠﻜﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺯﺩﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝﺧﻼﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ .
ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻟﺪﺍﺍﺳﺘﺤﻖ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻮﺵ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻷﺭﻙﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ) ﻳﻮﻟﻴﻮ 1195 ﻡ ( ، ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ، ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥﻳﺸﻴﺪ ﻣﺌﺬﻧﺔ ﻟﻤﺴﺠﺪ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ، ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺻﻮﻣﻌﺔ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻄﻞ ﻓﻲ ﺇﺑﺎﺀﻭﺭﺷﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻑ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻷﺭﻙ ﺑﺼﻨﻊ ﻓﺘﺎﺣﺎﺕ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺬﻫﺒﺔ ﻟﺘﻜﻠﻞ ﺍﻟﻤﺌﺬﻧﺔ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭﻩ،ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺴﻔﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﻭﺃﺯﻳﺤﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺴﻮﻫﺎ، ﻓﺒﻬﺮﺕﺑﺒﺮﻳﻘﻬﺎ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺌﺬﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻣﺰًﺍ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺝ ﻧﻮﺍﻗﻴﺲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﺳﻢ " ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻟﺪﺍ " ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺯﻭﺩﺕ ﻓﻲﺃﻋﻼﻫﺎ ﺑﺘﻤﺜﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﻧﺰ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺻﻨﻌﻪ ﺑﺮﺗﻮﻟﻮﻣﻲ ﻣﻮﺭﻳﻞ ﺳﻨﺔ 1567 ﻡ
ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺧﻴﺮﺍﻟﺪﻳﻮ ﺃﻱ ﺩﻭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺌﺬﻧﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻟﺪﺍ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻟﺪﺍ، ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺌﺬﻧﺔ65.69 ﻣﺘﺮًﺍ .
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻭﻋﻘﺐ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺳﻨﺔ 1212 ﻡ، ﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤًﺎ
ﺃﻥ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﻭﺷﻴﻜﺔ، ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻱ ) ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺇﺩﺭﻳﺲﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻌﻘﻮﺏ ( ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﻹﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺭﻭﻧﻘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ، ﻓﻌﻤﺪﺇﻟﻰ ﺗﺤﺼﻴﻨﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ 1221 ﻡ ﺑﺮﺟًﺎ ﺿﺨﻤًﺎ ﻫﻮ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺬﻫﺐﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺛﻢ ﺟﺪﺩ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺷﻴﺪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺳﻮﺭًﺍﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻳﺘﻘﺪﻣﻪ ﺧﻨﺪﻕ ﻣﺎﺋﻲ .
ﻭﺑﻤﻮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻱ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻂ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﻭﻗﺮﻣﻮﻧﺔ ﻭﺣﺼﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺣﺼﻦ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻭﻗﻠﻌﺔ ﺟﺎﺑﺮ .
ﻭﻓﻲ 22 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1248 ﻡ ﺩﺧﻠﺖ ﺟﻴﻮﺵ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺎﺭ ﺩﺍﻡ ﻗﺮﺍﺑﺔﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ، ﻭﻗﺎﺳﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ .
ﻭﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻘﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﻓﻘﺪ ﺧﺸﻲ ﻓﺮﻧﺎﻧﺪﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ؛ ﻭﻟﺬﺍ ﻋﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻗﻼﻋﻬﺎ ﻭﺃﺳﻮﺍﺭﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﺩﻓﻊﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﺑﻬﺎ
ساحة النقاش