أديبة ومحاضرةوناشطة أمريكية وتعتبرهيلين كيلر إحدى رموز الإرادة الإنسانية، حيث إنها كانت فاقدة السمع والبصر، واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية لما قاومته من إعاقتها حيث أن مقاومة تلك الظروف كانت بمثابة معجزة
البداية:_ولدت هيلين كيلر فى توسكومبيا بولاية الاباما الامريكية من اليوم 27 من شهر يونيه لعام1880م وكانت طفلة طبيعي جدا وعندما بلغت 19 شهراًصيبت بمرض التهاب السحايا والحمى القرمزية مما جعلها تفقد السمع وفي الوقت نفسه كانت تتواصل مع الاخرين بـ مارتا واشنطن ابنة طباخة العائلة التي بدأت معها لغة الإشارة عند سن السابعة أصبح لديها 60 إشارة تتواصل بها مع عائلتها وقد اراد والديها ان يعلموها ولكن لا يعرفان الى اين يتجهان فذهب بها والدها إلى مدينة بالتمور لمقابلة طبيب مختص بحثا عن نصيحة، فأرسلها إلى ألكسندر غراهام بل الذي كان يعمل آنذاك مع الأطفال الصم فنصح والديها بالتوجه إلى معهد بركينس لفاقدي البصر حيث تعلمت لورا بردجهام .وهناك تم اختيار المعلمة آن سوليفان التي كانت في العشرين من عمرها لتكون معلمة هيلين وموجهتها ولتبدأ معها علاقة استمرت 49 سنة.وصلت آن سوليفان إلى منزل هيلين كيلر , ولكنها لم تعجب بالطريقة التي تعامل بها الأم ابنتها وحنانها الزائد لأنها كانت تؤمن أن الإنسان مهما كان لديه من عاهات يستطيع أن يتعلم ويصبح إنسانا عاديا . حاولت ( آن ) تعليم ( هيلين ) اللغة ولكنها تمردت عليها وأصابتها كثيراً , وكسرت أسنان معلمتها ولكن ( آن ) كانت صارمة ولم تيأس بداية التعليم :_
توصلت المعلمة ( آن ) إلى طريقة مميزة للتعامل مع ( هيلين ) وتعليمها خاصة وأن ( هيلين ) لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم , فبدأت بتعليم ( هيلين ) الحروف الهجائية باللمس داخل كف اليد ، وقد وجدت المعلمة في طريقة برايل فرصة لتتعلم ( هيلين) القراءة
وبعد عامين من الجهد تمكنت الطفلة من إجادة القراءة بطريقة برايل، وأجادت الطباعة أيضاً على الآلة الكاتبة المصممة بنفس حروف برايل . تقول هيلين :_
ذهبت انا والمعلمة ان إلى البئر وكان هناك شخص يضخ الماء، ووضعت معلمتي يدي تحت المضخة ، وفي حين كان تيار من الماء البارد ينهمر على إحدى يدي كانت معلمتي تكتب بإصبعها على يدي الأخرى كلمة water في البداية ببطء ثم بعد ذلك بسرعة , وقفت ساكنة وكل تركيزي منصب على حركة إصبعها، وفجأة شعرت بحالة وعي ضبابية لشيء كان منسياً، بالإثارة المصاحبة لفكرة عائدة، وهكذا تكشف أمامي غموض اللغة، وكم كانت فرحة هيلين عظيمة وقد انفتح لها باب العالم الخارجي الذي كان موصداً دونها، ولم تعد إلى البيت إلا بعد أن سألت عن اسم كل شيء مررت به .
في سنة 1891 عرفت هيلين بقصة الفتاة النرويجية راغنهيلد كاتا التي كانت هي أيضا صماء وبكماء لكنها تعلمت الكلام. فكانت القصة مصدر الهام لها فطلبت من معلمتها تعليمها الكلام وشرعت آن بذلك مستعينة بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الاخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف على كفها. لاحقا تعلمت هيلين طريقة برايل للقراءة فاستطاعت القراءة من خلالها ليس فقط باللغة الإنجليزية ولكن أيضا بالألمانية واللاتينية والفرنسية واليونانية.
ثم في مرحلة ثانية أخذت سوليفان تلميذتها إلى معلمة قديرة تدعى (سارة فولر) تعمل رئيسة لمعهد (هوارس مان) للصم في بوسطن وبدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام، بوضعها يديها على فمها أثناء حديثها لتحس بدقة طريقة تأليف الكلمات بالسان والشفتين .وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي كانت هيلين تصدرها.
لم يكن الصوت مفهوماً للجميع في البداية، فبدأت هيلين صراعها من أجل تحسين النطق واللفظ، وأخذت تجهد نفسها بإعادة الكلمات والجمل طوال ساعات مستخدمة أصابعها لالتقاط اهتزازات حنجرة المدرسة وحركة لسانها وشفتيها وتعابير وجهها أثناء الحديث.وتحسن لفظها وازداد وضوحاً عاماً بعد عام في ما يعد من أعظم الإنجازات الفردية في تاريخ تريبة وتأهيل المعوقين.ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتباً.
التعليم الجامعى :_
عندما بلغت هيلين كيلر السادسة عشرة من عمرها استطاعت أن تذهب إلى الجامعة ودخلت في كلية (رادكليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية، وكانت معلمتها آن تجلس إلى جوارها وتنقل بأصبعها كل ما يقوله الأساتذة في المحاضرات، وكانت تجهد عينيها بالقراءة لتنقل لها كل ما تقرأه .
تخرجت من الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوس فى العلوم والفلسفة في سن الرابعة والعشرين ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات لالقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات. بعد تخرجها من الجامعة عزمت هيلين على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدتهم . وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين. والخياطة. حول العالم :_ قامت هيلين كيلر بزيارة إلى 35 بلدا في القارات الخمس بين 1939 و 1957 , والتقت بالكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة .
قامت بزيارة الجرحى والمصابين و عندما تعجب الناس منها ، قالت لهم :
إني أستطيع أن انتقل وأنا عمياء وصماء وأنا سعيدة لأني أصبحت أقرأ أعمال الله التي كتبها بحروف بارزة لي ، فدائما عجائبه ومحبته تشملني. انشطاتها:_
أصبحت هيلين كيلر متحدثة وكاتبة مشهورة حول العالم كما انها اصبحت محامية للاشخاص ذوي الاعاقة لأسباب عدة كما انها كانت تنادي بحق المرأة في الاقتراع واحد الدعاة إلى السلام واحدى خصوم وودرو ويلسون صاحب الفكر الاشتراكي الراديكالي والمؤيد لتحديد النسل وفي عام 1915 قامت بتأسيس منظمة هيلين كيلر الدولية (HKI) بمساعدة من جورج كيسلر وقد كرست هذة المنظمة لأبحاث المتعلقة بحاسة البصر والصحة والتغذية كما ساهمت في عام 1920 في تأسيس الاتحاد الامريكي للحريات المدنية )ACLU( وقد سافرت بصحبة معلمتها سوليفان إلى العديد من البلدان الغربية كما قامت برحلات عدة لليابان حتى اصبحت احدى الشخصيات المفضلة لدى اليابانيين وقد التقت هيلين بالعديد من رؤساء الولايات المتحدة الامريكية بداية بالرئيس غروفر كليفلاند وانتهاء بالرئيس ليندون جونسون بالاضافة إلى الصداقات التي كانت تربطها بالعديد من الشخصيات المشهورة امثال الكساندر غراهام بيل و تشارلي شابلن و مارك توين وفي مطلع القرن العشرين تم اعتبار هيلين كيلر ومارك توين متطرفين ونتيجة لذلك فقد تم نسيان ارائهم السياسية. وفائها لمعلمتها:_ ما أعظم هذا الوفاء الذي استمر عمره 49 عاماً ظلت هيلين وفية لذكرى معلمتها ، و ألفت كتاباً كاملاً اسمته Teacher , وتقول هيلين في كتابها The Story of My Life عن معلمتها :
كم هي قريبة إلى نفسي (معلمتي) لدرجة أني نادراً ما أفكر في نفسي بمعزل عنها، لا أدري فيما إذا كان استمتاعي بجمال الأشياء من حولي يعود في أغلبه إلى أمر فطري لديّ، أو بسبب تأثيرها في، وأشعر أن وجودها لا يمكن فصله عن وجودي، أفضل ما عندي ينتمي إليها، ولا توجد في داخلي موهبة، أو أمنية، أو متعة إلا أيقظتها بلمستها الحانية. مؤلفاتها:_ نشرت هيلين كيلير 18 كتابا , ومن أشهر مؤلفاتها (قصة حياتى ) , (العالم الذى أعيش فيه ) , (أغنية الجدار الحجرى ) , ( الخروج من الظلام) , (تفاؤل ) , ( ايمانى ) ، (الحب والسلام) ،( فلنؤمن) و (هيلين كلير فى اسكتلندا) وغيرها , وترجمت كتبها إلي 50 لغة وفاتها:_ توفيت هيلين كيلر فى شهر يونيه من العام 1968م , عن عمر ناهز ثمانية وثمانين عاماً . من أقوالها:_ الحياة إما أن تكون مغامرة جرئيه … أو لا شيء
إن العمى ليس بشيء وإن الصمم ليس بشيء، فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم” "عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".
المصدر\ هيلين كيلر قصة حياتى العجيبة ترجمة محمد وهدان ارجو ان ينال هذا الموضوع رضاكم وتمنياتى لكم بالمزيد من العلم و المعرفة
ساحة النقاش