*
اليَومُ التَّاسِع
طريق كربلاء
*
*
حلَّ المَساءُ
واقْتَحَمَ الظَّلَامُ قلْبَ الأُفُقْ
خرجَ القمرُ على رأسِ عشرينَ ألفَ نَجْم
كَتَائِبُ تَشُقُّ صُفوفَ الليلْ
سُحُبٌ تزْحفُ إلى شَواطِئِ الفُرَاتْ
عَلَّهَا تَحْجُبُ شمْسَ العَاشِرْ
عَلَّهَا تَسْتَبِقُ السِّهَام
*
وَعَلَى الفَاجِعَة
تَطْلُعُ شمْسٌ
خَجِلَةَ الإِشْرَاقِ
تُلْقِي بِعَبَاءَتِهَا الصَّفْرَاء
*
تَنْطَلِقُ الذِّئَابْ
تَسْرُجُ مَخَالِبَهَا علَى الضِّفَافْ
و الأَنْهاَرُ تَتَصَبَّبُ عَرَقاً
تَحْمِلُ على أَكُفِّهَا الفَزَعَ
مَخَافةَ أنْ تَروِي عطشَ الحُسَينِ دِمَاء
*
آهِ لو تعلمُ الشَّمْسُ
مَا كانتْ أشْرَقَتْ
ومَا زَحَفتْ المَقَابِرُ
على كَرْبَلاءْ
*
مُغْرَقٌ قلْبُ التَّارِيخِ
ودامِيَةٌ هذهِ اللحَظَات
صُورةٌ تَتَنَهَّدُ
وَدَمْعَةٌ غَلَبَتْ انْتِحَابَ الخَنْسَاء
*
والسَّمَاءُ مُثْقَلَةُ بِالغَيْمِ
تَهْتِفُ للرِّيحِ
أنْ طَوِّقِي الأَوْغَاد
و فِي ارْتِعَاشَاتِ الأُفُق
تَبْعثُ رِمَالاً
عَبَثاً تَعْصِفُ الرِّمَاحُ
*
تَغْدُو الخُيُولُ
مُكْفَهِرَّةَ الوَجْهِ
وَدَّتْ لوْ طرَحَتْ
كُلَّ منْ علَيْهَا
أوْ تَفْنَى قبلَ أنْ تَبْلُغَ
السَّاحَةَ الحَمْرَاءْ
*
ويَمُرُّ قطيعُ الذِّئَابْ
فَيَرْتَحِلُ الرِّيحُ
وَتَشْهَدُ البَيْدَاءُ
صُيوفً الحَصَادْ
**
يَحْمِلُ قَلْبُ الفارسِ
تَنْهِيدةً في يَدٍ
وَمَأْسَاةً فِي أُخْرَى
يَمْضِي و الرِّمَاحُ
بِدمَائِهِ تَكْتُبُ
تَكْتُبُ فِي العُروقِ فِي الدِّمَاءِ
مَظْلَمَةً و الشَّاهِدُ أَخْرَسُ
و هَلْ تُنْصِفُ الِإشَارَاتْ
*
أكْبَادُ الحبيبِ تَحْتَ أقْدَامِ
منْ خَلَفَهُ صَلُّوا
هلْ لِي بِعُيُونِ الزَّهْرَاء
وانْتِحَابِ السَّمَاء
*
وَرَبِّي مَا تَعَزَّيْتُ فيهم
إذْ نَاحَتْ النُّجُوم
ما بَدَا إلَّا إرْثُ ابْتِلَاء
*
وَجَعٌ يُذِيبُ قُرْصَ الشَّمْسِ
فِي أعْيُنِ السَّحَاب
تَتَجَرَّعُهُ الأرْضُ
فَتَرْسُو على ضِفَافِهَا
الأَنْقَاض
*
وَ يَضْرِبُ لنَا موْعِداً معَ العِيد
فَالأَضَاحِي لهَا مَعَنَا
وِصَالْ
*
د/ أميرة عبد العزيز
وطريق كربلاء
وتستمر الرحلة*
*
باريس
16 مارس 2012 م
*
*
*
المصدر: عن ديوان طريق كربلاء
نشرت فى 17 مارس 2012
بواسطة amira-abdelaziz
أميرة عبد العزيز
شاعرة وكاتبة ورئيس رابطة إبداع العالم العربي والمهجر باريس »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
7,169
ساحة النقاش