تَهاويتُ منْكَ
أمْشِي هشَّةَ الخُطُوَات
أرْضِي كلُّها عثَرَات

أَنْبِشُ عنكَ في ذاتِي
في شوقٍ صارَ ذَاكرَةً
في همْسَةٍ صارتْ وديعَة 
تَحْمِلُنِي على أكْتَافِهَا
وتعْبُرُ إليك

بَداخِلِي وجعٌ ...
اخْتِصَار المَوْت
و مازِلْت أبْحثُ 
عن سحرِ الطفًولَةِ
فِي عيْنَيْك...

هَاهيَ أوْراقِي تغْدو
مُبعثَرةً
تَتَرَنَّحُ العبارتْ
مخمورَةَ الكلماتْ..

لحْظةٌ نامتْ فِي جوْفِ القَمر
وأخْبَرَتْنِي
أنَّ أجْسادَنا أصبَحت أصْنام 
يَطْرُدُهَا الموْتُ
والشَّياطِينُ
خَجِلَةُ الِإغْوَاءْ..

والصَّمْتُ
الصمتُ كِيانٌ
يعيشُ في ذاتِي
مُزْدحِمٌ به المَكَانْ

ماعَادَ يَلينُ
ولَا عادَ يَنْقُرَ دوائِرَ الأجْرَاس 
خَرْسَــاء و صمَّــاء هيَ
اللحَظات
جامِدَة الأحْضَانْ

مِسكينَةٌ صَغِيرَتِي
عقارب سَاعَتِي
تَحْتَضِرُ ومَا زالتْ
على قيْدِ الحياة

وبَعْضِي يَتَأَمَّلُ بَعْضِي
يَنْصَهِرُ في ذاكَ الهَمْسِ
يَجتَازُ الحُدودَ
ويُعيدُ الصَّمتَ للَّحَظَات

إذنْ لِنَصْمُتْ
قُبَيْل الفَجْرِ
قبلَ أنْ
نُسَافِرَ ونُودِّعَ 
و يَخْنُقُنَا الوَهْمُ
لِنَصْمُتْ
يَسْكُنُنَا الزَّمن
وَهوِيَّةُ العمرِ ثَوانِي
لحظَة
تَشْتَرِي المَصِيرْ

مَعْذِرَةً
سقَطَتْ خرِيطَتِي
وضَاعَتْ الحُدود

أنكرَنَا الزَّمَانُ والمَكَان
ومَا زِلْنَا نُجيدُ التَّصْفِيقَ
والحقيقةُ تَذْكار
يَعْجَزُ
تُكَبِّلُهٌ المَسَافَاتْ
وَبعْضُ الحُروفِ مَخْنَوقَةٌ
وليتَ الدَّمْعَ يُغْتَال
تَتَجَرَّعُه
تحْتَسِيه
أرواحٌ تشْتاق

هيَ الأيَّامُ تأخذُُ
دقَائِقَ من جُنُوني
بعِيداً
سأُدفَنُ
وأنْمو
و أنْسِجُ ابتسامةً
فوقَ بعْضِ وسَادَتِي
وسأَمْشِي..
سَأَمْشِي
في مدينَتِي في زُقَاقِي
في صُراخِ أحشَائِي
سأمْشِي فيكَ حوْلِي
رونقُ كلِّ مكان
تصحُو القصيدَةُ
منْ جُرْحِ المعْزُوفَةِ
و أنينِ النَّاي..

وَعَرَفْتُ كيفَ
عاشَ قيسٌ ليْلى 
و كيفَ ماتَهَا
وكيفَ نسجْتَ أنْتَ
منَ الحبِّ فَرَاشَات

ياأنْتَ
يا بيْتاً يأْوِي أحزَاني
يا شِعْري وأحْلى الكلِمات 
يا أوْقَاتاً وهَبتْني دُروبِي
وَ طَوَّقَتْ ذَاتِي

فِي عيْنَيْكَ سيِّدِي
عِطْرٌ يُزَاحِمُ الأنْفاس
وجْهُكَ المَلائِكِيُّ
وسام على صدري
يُنْشِدُ أحلى المُوَشَّحَات
كَصَوْتٍ تحْلُمُ بهِ الدَّمْعَات
كوجْهِ طفْلٍ
كَضَمَّةِ جنِين
كَلُجُوئِي لِذَاتي 
لابديلَ 
لا تكْفيكَ الحُروفُ 
لَاحُدودَ
إلَّا صمتَ العِبَارَات

أُعـانِـقُ فيكَ الأوْتار
ويَا ليْتَهَا تدْري الأيَّام
فَتَكُفَّ عنِّي الدَّهْرَ
تَكُفُّ الأحْزان

تَنْطِقٌ بالفَرَحِ
رائحةُ قهوةِ صبَاح
تَشْهَدُ عيْنَيْك
حيثُ السَّماءُ في فؤادِكَ تعْلُو
يا أنتَ يا كلَّ مشَاعِرِي
لاتَسْأَلْني عنْك
وعنِ المَوْقِدِ
لاتوقظْ الجِرَاح

ياأنتَ يا أسرارَ أظْلُعِي 
يا أنتَ ياوحْيَ قَلَمِي
يا نُبُوءةً صدقتْ في الحبِّ
فعَانَقَتْ توْحيدِي
يا بحرَ هواجِسِي 
يا سذاجَةَ عمْرٍ يغْدُو
يُحَطِّمُ قَوارِبِي
ويَتذَوَّقُ طعْمَ الشَّوْقِ فِي أوْرِدَتِي
فَيحْتَضِرُ الرَّحيلُ في عيْنَيْك
عَليلاً يتَجَرَّعُ وجَعَ المسَافَاتْ ....،،

د/ أميرة عبد العزيز

11 مارس 2012 م


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 109 مشاهدة
نشرت فى 12 مارس 2012 بواسطة amira-abdelaziz

ساحة النقاش

أميرة عبد العزيز

amira-abdelaziz
شاعرة وكاتبة ورئيس رابطة إبداع العالم العربي والمهجر باريس »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,170