مخلفات النخيل والتمور وطرق الاستفادة منهما في الوطن العربي

د. أحمد محمد فراج قاسم     د. عوض بالقاسم لعيرج

               كلية الاقتصاد - درنة – جامعة عمر المختار

الملخص والتوصيات

نظراً لارتفاع حجم مخلفات النخيل على مستوى الدول العربية وتراجع الاستعمال التقليدي لمخلفات النخيل  وعدم توفر الثقافة الكافية لدى مزارعي النخيل للاستفادة من تلك المخلفات فإن جزء كبير من تلك المخلفات أصبح يمثل في كثير من الأحيان عبئاً على الحقل وعلى المزارع، ومما لا شك فيه أن تخليص البيئة من فاقد ومخلفات مزارع ومصانع التمور في صورة سلع ومنتجات غذائية والتعامل معها على أنها مواد أولية لصناعات جديدة وبتكاليف منخفضة أو استخدامها في تدعيم العلائق الحيوانية أو إنتاج بدائل السماد العضوي من مخلفات النخيل تعد من أهداف التنمية الاقتصادية المنشودة.

          وأثبتت الدراسات والبحوث الميدانية إلى جانب الخبرة في هذا المجال أنه عند تقليم أشجار النخيل بصورة منتظمة فإن النخلة الواحدة يمكن أن تعطي في المتوسط من 10 – 15 جريدة، وزن الجريدة 2 كيلوجرام قبل فقد الرطوبة والتي تصل إلى 60% من الوزن، وتعطي حوالي 10 كربات، وزن الكربة 0.75 كيلوجرام، كما تعطي حوالي 2.5 كيلوجرام من الليف، وبصفة عامة يمكن للنخلة الواحدة إذا ما تم تقليمها بصفة منتظمة أن تعطي ما يقرب من 25 كيلوجرام سنوياً من المخلفات. ولذا يمكن القول بأن هذه الكميات الهائلة من المخلفات ليس لها أسواق في معظم أقطار الوطن العربي، كما أن معظمها يستهلك مباشرة بمعرفة صاحب النخلة أو يتم حرقه نظراً لعدم توافر الثقافة لدى مزارعي النخيل لاستخدام هذه المخلفات، الأمر الذي يستوجب ضرورة التفكير في كيفية استثمار تلك المخلفات بشكل يسمح بقيام صناعات غير تقليدية عليها.

          استهدف البحث دراسة اقتصاديات مخلفات النخيل في الوطن العربي وحصر الطرق الممكنة للاستفادة من مخلفات النخيل والتمور في إقامة صناعات غير تقليدية عليها، وقد اعتمد البحث على استخدام أسلوبي التحليل الاقتصادي الوصفي والكمي لإجراء المقارنات النسبية بين المتغيرات الاقتصادية المرتبطة بالدراسة والتعرف على اتجاهاتها وطبيعة تغيراتها، كما اعتمد البحث على البيانات الثانوية المنشورة المتعلقة بالدراسة وخاصة التي تصدرها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الدراسات والبحوث المرتبطة بموضوع الدراسة.

          وقد توصل البحث لمجموعة من النتائج المرتبطة باقتصاديات مخلفات النخيل وطرق الاستفادة منها في الوطن العربي خلال الفترة (1990 – 2008) حيث يمكن استعراض تلك النتائج في الآتي: (1) على الرغم من قلة المساحات المزروعة بالنخيل في بعض الدول العربية مثل مصر مقارنة بدول الوطن العربي إلا أنها تمثل المرتبة الأولي في إنتاج التمور، والمرتبة الثانية في أعداد النخيل المثمرة، مما يتضح أنه يمكن تكثيف أعداد النخيل وزيادة إنتاج التمور في باقي الدول العربية وخاصة الدول التي  تمتلك بمساحات كبيرة مخصصة لزراعة النخيل مثل الإمارات، و السعودية، والعراق (2) بلغ معدل النمو السنوي في كل من المساحة المزروعة بالنخيل، وأعداد النخيل المثمرة، وإنتاج التمور في الوطن العربي بمعدل نمو سنوي قدر بحوالي 2.42%، 1.54%، 2.5% لكل منهم على التوالي (3) الزيادة السنوية لكل من كمية مخلفات النخيل، وكمية مخلفات التمور في الوطن العربي بمعدل نمو سنوي قدر بحوالي 1.54%، 2.5% لكل منهما على التوالي (4) يمكن الاستفادة من مخلفات النخيل في إنتاج أخشاب عالية الجودة من تصنيع الجريد، واستخدام سعف النخيل في صناعة الكارينة المستخدمة في تنجيد الأثاث والكراسي والأنتريهات الخشبية، وأيضاً استخدام مخلفات النخيل في إنتاج بدائل السماد العضوي لتغذية النباتات، وإنتاج العلف الحيواني من مخلفات التمور.

          ويوصي البحث بالآتي: (1) الاهتمام بعمل دراسات جدوى اقتصادية للتعرف على مدي ربحية تصنيع مخلفات النخيل والتمور ومدى إمكانية تحقيقها للكفاءة الاقتصادية وأثرها على الاقتصاد العربي (2) إنشاء مراكز متخصصة لتجميع مخلفات النخيل حتى تسهل من عمليات التصنيع (3) تشجيع مزارعي النخيل والمسئولين في هذا المجال بالاهتمام بقطاع النخيل ومنتجاته (4) قيام مراكز البحوث العاملة في هذا المجال بإجراء الدراسات والبحوث اللازمة لاكتشاف طرق حديثة في تصنيع مخلفات النخيل والتمور بما يؤدي إلى رفع الكفاءة الاقتصادية في استغلال تلك المخلفات (5) تفعيل دور جهاز الإرشاد الزراعي في كل الدول العربية من خلال إرشاد المزارعين بأهمية الاستفادة من مخلفات النخيل والتمور في صناعات عديدة وتوعيتهم بعدم حرق تلك المخلفات داخل المزرعة للتخلص منها (6) اهتمام المراكز والنشرات الاقتصادية المتخصصة بجمع البيانات والمعلومات الكافية عن النخيل والتمور ومخلفاتهما على مستوى الدول العربية لكي تساعد الباحثين والمهتمين بهذا المجال بإعداد الدراسات والبحوث الكافية بغرض التوصل إلى الاستغلال الأمثل لمخلفات النخيل والتمور. 

An economic study of  palm dates trees residues and

methods of  using it in  the Arab World

     Dr. Ahmed M. Farag Kassem                                    Dr. Awad   B. Lairje

Faculty of Economics -   Derna -  Omar Al- Mukhtar University .

ABSTRACT

Research aimed at studying the economics of palm trees residues in the Arab world and the possible ways to take advantage of it in non-traditional industries, descriptive and quantitative analysis have been used in the comparisons between the relative economic variables associated with the study and identifying the trends and nature of changes.

The research was based on published secondary data relating to the study issued by the Arab Organization for Agricultural Development in addition to some studies and research related to the subject of study.

Some research results associated with the economics of palm trees residues and  methods of using it  in the Arab world during the period (1990 - 2008) can be listed  as the following :  (1) Despite  Egypt has less cultivated areas of palm trees compared to other Arab countries, it ranked the first in the production of dates, and second in the number of productive  palm trees.  This indicates the possibility of  intensifying  the number of palm trees and increasing the production of dates in the rest of the Arab countries, particularly those who have a large ( wide )  areas dedicated to the cultivation of palm trees such as the UAE, and Saudi Arabia, and Iraq, etc. ( 2) The estimated annual growth rate of the cultivated area of palm trees, the number of productive palm trees, and the production of dates in the Arab world, are at  2.42%, 1.54%, 2.5% for each of them respectively. (3) the estimated annual growth rate of  each  palm tree residues and  the amount of  waste of dates in the Arab world, are 1.54%, 2.5% respectively.  (4) The residuals of palm trees can be utilized in many ways viz : the production of high quality manufacture wood, the production of alternatives to organic fertilizer to feed plants, the production of animal feed from the remnants of dates, ect.,

The research recommends the need to: (1) Focus on economic feasibility studies to identify the profitability of manufacturing of palm residues and  palm dates and the possibility of achieving economic efficiency and impact on the economy.  (2) establishment of specialized centers to collect residues from the palm in order to facilitate manufacturing processes (3) encouraging farmers and officials attention to palm industry and its products.  (4) encouraging research centers to work in this area to conduct studies and do research necessary to discover the modern methods in the manufacture of palm dates residues, so as to raise economic efficiency in the exploitation of these residues. (5) Activating the role of the extension departments  in all Arab countries by guiding farmers to take advantage of the palm dates residues and its importance  in many industries and make them aware not to burn the waste on-farm disposal. (6) economic centers should pay more attention to specialized publications, data collection and adequate information on the remnants of the Date Palm at the level of Arab States in order to assist researchers and those interested in this area of studies and preparation of adequate research in order to reach optimum utilization of  palm date residues.