بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الإنسان بطبعه كائن طموح يسعى دوما ليحقق لذاته أعلى المراكز ويسعى دوما ليحقق لنفسه أعلى المراتب، وتميز عالمنا العربي بالأشخاص الطموحين على مر التاريخ فكان العلماء والأدباء والفلاسفة والقادة و الزعماء والأنبياء الذين أشرقت بهم صفحات التاريخ العالمي قبل التاريخ العربي، لكن وللأسف لم يكن كل الطموحين العرب يسعون لما سعا له هؤلاء الأبطال فلكل قاعدة شواذ، نعم كانوا طموحين إلا أن طموح البعض كان هداما، فجل سعيهم الوصول لمكاسب شخصية ومنافع ذاتيه.
ومن بين أبرز الشخصيات الطموحة في عصرنا الحديث الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حاكم دولة قطر.
وقبل كل شيء نوجه التحية لشعبنا العربي في قطر هذا الشعب الأبي الحر.
أما بطل مقالنا اليوم الشيخ حمد الذي ذكرنا أنه من الشخصيات النادرة والطموحة في عالمنا العربي، لكننا لن نصرح لكم نوع طموحه ونترك للقارئ الكريم أن يحلل ويستنتج.
أولا : لمحة تاريخية و جغرافية
دولة قطر
قطر هي شبه جزيرة محاطة بمياه الخليج العربي من ثلاث جهات ولا تتصل باليابسة إلا عبر حدودها الجنوبية مع السعودية ، تتمتع بمساحة صغيرة حيث تبلغ مساحة دولة قطر (11،521) كيلومتراً مربعاً.
حكمت مذ تشكلها من قبل آل ثاني نسبة للشيخ ثاني بن محمد ، ويبلغ عدد السكان حوالي 800 ألف نسمة 20% فقط من هؤلاء هم السكان الأصليون.
خضعت قطر كسائر البلاد العربية للحكم العثماني وكان (آل خليفة) في البحرين هم حكام قطر وكانت قطر تابعة للبحرين ووضعوا آل ثاني مندوبين وممثلين عنهم في قطر، إلى أن أعلن آل ثاني في قطر الانشقاق على حكام البحرين (آل خليفة) ، وكان ذلك باتفاقية أشرف عليها العقيد (لويس بيلي) المقيم السياسي البريطاني في الخليج .
تعاقب على حكم قطر حوالي 8 شيوخ من آل ثاني ، ولكن الغريب بالأمر أنه لم تنتقل السلطة بين هؤلاء الشيوخ بشكل طبيعي عبر ما يقارب 100 عام فالابن يطيح بأبيه والأب يقود انقلابا ضد ابنه وهكذا، وأطرف قصة كانت قصة الشيخ عبد الله بن قاسم وهو الوحيد الذي آل إليه الحكم بشكل طبيعي بعد وفاة والده الشيخ قاسم بن محمد ولكنه سلم عنوة الحكم مرتين لولديه الشيخ حمد و الشيخ علي حيث أجبر الشيخ للتنازل لولده الأول الشيخ حمد الذي مات بحيات والده الذي لم تدم فرحته طويلا حيث اضطر لتسليم الحكم لولده الثاني الشيخ علي .
واستمر الحال حتى وصل الحكم إلى الشيخ خليفة بن حمد الذي أتته الضربة من أقرب الناس إليه ابنه البار الشيخ الطموح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني .
ثانيا : قطر والقائد الطموح
ولد الشيخ حمد بن خليفة في الدوحة عام 1950 م وتلقى علومه الأولى في مدارس قطر حتى استطاع الحصول على شهادة الثانوية العامة بصعوبة بالغة بعد تدخل أميري من قبل والده وبعدها التحق بكلية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة وفصل منها بعد 9 شهور من تاريخ التحاقه فيها (تقول الرواية الرسمية القطرية أنه تخرج منها وكنت أسأل ما هذه الكلية التي يتخرج الطالب منها بعد 9 شهور) وبعد عودته لقطر انضم إلى القوات المسلحة القطرية.
تدرج في المناصب والرتب العسكرية حتى رقي لرتبة لواء وعين قائداً عاماً للقوات المسلحة القطرية – التي يبلغ تعدادها حوالي 7500 جندي -ـ، وعين ولياً للعهد(حيث تضاربت الروايات حسب تاريخ هذا التعين)، كما عين وزيراً للدفاع بالتاريخ نفســــــه هذا المنصب الذي احتفظ لنفسه به حتى بعد توليه حكم البلاد عقب طرد والده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة والاختلاس وتركه يعتاش على الهبات في السعودية وغيرها من دول الخليج.
… كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوروبا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى برودة أوروبا … ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي اجري له في مطار الدوحة كان الأخير … وان الابن الشيخ حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التلفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بابيه واستلام الحكم.
في صبيحة يوم أحد الأيام… عام 1995 قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد … وعرض التلفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه … وقيل فيما بعد أن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة … وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة أن ابنه الشيخ حمد وجه الدعوة إلى وجهاء المشيخة وقام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون أن يكونوا على علم بما يجري وهو الذي دعا الكثيرين إلى وصف الانقلاب بأنه ” انقلاب تلفزيوني“.
تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربين للشيخ الأب خليفة وتم الزج بهم في سجن بوهامور …وكانت تلك هي بداية الانهيار الجديد في الأسرة الحاكمة … ففي 1996 أعلن عن اكتشاف خطة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة … ويبدو أن أولاد الشيخ حمد قد شاركوا بشكل أو بآخر فيها انتصارا لجدهم لذا تم طرد الشيخ فهد بن الشيخ حمد من سلاح الدروع واتهامه بأنه” إسلامي متطرف ” وتم وضع الشيخ مشعل بن الشيخ حمد قيد الإقامة الجبرية … وقيل يومها أن الشيخين عزلا بضغط وتخطيط من الشيخة موزه حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو … و هذا ما كان حيث أعلن في عام 1996 عن تعيين جاسم بن الشيخ حمد وليا للعهد وهو الابن البكر للشيخة موزه وهو – مثل أبيه ومثل سائر أبناء حكام الخليج – تخرج من كلية ساندهيرست في بريطانيا دون أن يكمل تعليمه الثانوي العادي وسرعان ما أقصي عن ولاية العهد لأسباب غامضة وتم تعين شقيقه الشيخ تميم الابن الثاني للشيخة موزه وليا للعهد .
إن رفض الأب خليفة القبول بالأمر الواقع ودعمه لعملية الانقلاب الفاشلة كشف النقاب عن الكثير من أسرار الحكم في مشيخة قطر وعن علاقاتها الدولية و الإقليمية.
فقد تبين أن عائدات النفط تذهب بالكامل إلى حساب شخصي باسم الشيخ وان حوالي عشرين بالمائة من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة و الأجهزة الخدمية فيها … وتبين أيضا أن للشيخ حصة معلومة في جميع الشركات والمؤسسات العاملة في المشيخة وان جميع رشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح وخلافه تذهب إلى الشيخ و أولاده.
هذه الأسرار خرجت إلى العلن بعد أن قام الابن بالطلب رسميا من البنوك السويسرية بالحجر على أموال أبيه على اعتبار أنها تعود للمشيخة وتم حل المشكلة وراء الأبواب المغلقة و بوساطات عربية بعد تعهد الأب بالامتناع عن القيام بأية تحركات مريبة أو الاتصال بمؤيديه في الداخل وموافقته على تسليم كبار معاونيه.
ثالثا : وراء كل شيخ عظيم امرأة
الشيخة موزة بنت ناصر المسند ، ناصر المسند الذي كان من أهم المعارضين للحكم وتزويج ابنته من ابن الحاكم تم عبر صفقة سياسية تخلى بموجبها المعارض عن معارضته في مقابل نفوذ من نوع خاص لم يكن الشيخ خليفة نفسه يتوقع أن يتطور إلى درجة تصبح فيها العروس الصفقة ” موزة ” هي الحاكم الفعلي في قطر والعقل المدبر لعملية انقلاب أطاح بالشيخ الأب خليفة بل وأطاح بأولاد زوجها الشيخ حمد من زوجاته الأخريات بعد اتهامهم بتهم مختلفة.
فكان زواج الشيخ حمد و موزة المسند قد شكل انقلابا في حياة الشيخ حمد … وفي تاريخ المشيخة … وكانت صفقة الزواج بين آل خليفة وال المسند صفقة سياسية بالدرجة الأولى تهدف إلى وضع حد لطموحات آل المسند… ولم يكن الشيخ خليفة يتخيل أن ابنة خصمه ناصر المسند الصغيرة الجميلة ” موزة” يمكن أن تدق المسمار الأخير في نعش خليفة نفسه.
موزة دخلت إلى الأسرة كزوجة ثالثة (وفي بعض الروايات كزوجة رابعة) للشيخ الصغير الشيخ حمد بن خليفة … الذي ارتبط ببنات عمومته … وبدل أن تعيش موزة على الهامش كما رسم وخطط لها ” حماها ” نسجت الشيخة خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم … الطامح بخلافة والده
وعلا نجم الشيخة موزة علوا كبيرا على الصعيد المحلي لدولة قطر والعالم حيث تقلدت الشيخة الشابة العديد من المناصب في دولة قطر وخارجها ومن هذه المناصب المبعوث الخاص للتعليم الأساسي والعالي من قبل اليونسكو ،حيث عينت اليونسكو الشيخة موزة مبعوثا خاصا للتعليم الأساسي والعالي في عام 2003م.
ولا يكاد يظهر الشيخ حمد على شاشات التلفزة العربية أو الدولية إلا وكانت الشيخة موزة إلى جانبه وكأنها ظله (والأصح أنه هو أي سمو الشيخ حمد ظل للشيخة موزة)
حمد وموزة
لقد كان للشيخ الطموح أحلاما وطموحات لم تقل عن أحلام وطموحات زوجته الشابة الجميلة ونستطيع القول أنهما اتفقا بكثير من هذه الأحلام حيث حلمت العروس الجديدة أن تملأ قلب وعقل زوجها الشاب وتسرقه من زوجاته السابقات لها ونجحت فعلا بذالك إلا أن أحلامها لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته إلى حدود بعيدة وتوافقت مع أحلام زوجها بالملك الذي لم يحتمل الانتظار حتى يتوفى والده ليتولى الحكم بشكل طبيعي وسار على نهج أبيه وأجداده وأطاح بحكم أبيه و أصبح أميرا على قطر تسانده الشيخة موزة وتقف إلى جانبه وتشد على يده.
و باءت محاولات الأب المخلوع للعودة إلى الحكم بالفشل وفشلت محاولته بالانقلاب على ولده البار الشيخ حمد ولكن هذه المحاولة كانت فرصة ذهبية للشيخة موزة لاتهام ابني زوجها الشيخ مشعل الابن البكر لزوجها والشيخ فهد وترتيبه الثاني حيث جردا من مناصبهما و أخضعا للإقامة الجبرية.
وقادت الشيخة موزة عدة انقلابات داخل الأسرة الحاكمة قسم منها معلن والأخر مجهول ونظمت أيضا عدة تحالفات لضمان الحكم لأحد أبنائها.
.... لكن كانت هناك مخاطر جمة تهدد أحلام الشيخ وزوجته منها الأسباب الداخلية التي ذكرناها أعلاه كمحاولة الانقلاب وتنحية لولديه من زوجاته عن ولاية العهد، والكثير من الأسباب الخارجية كخوف الشيخ من وساطة السعودية لوالده وخشيته من إمكانية دعم السعودية للشيخ الأب.
مما دفع الشيخ حمد ليبحث عن طريقة يحفظ بها ملكه الذي اغتصبه من أبيه ، ودفع الشيخة للبحث عن طريقة تضمن بها تسلم أحد أبنائها الحكم بعد أبيه الذي يعاني من قصور كلوي، تلفت الشيخ حمد وزوجته موزة يمنة ويسرة فلم يجد أمامه حلا إلا أن يرتمي بحض القوى العالمية الاستعمارية – كما فعل أجداده قديما - المتمثلة بأمريكا شرطي العالم والراعي لحقوق الإنسان و إسرائيل جرثومة العالم الخبيثة.
سعا الشيخ إلى أمريكا و إسرائيل سعيا حثيثا فعرض على أمريكا أن يبني قاعدة عسكرية على أرض قطر وعلى نفقة قطر) كقاعدة "العديد" الجوية التي تعد اكبر قاعدة أميركية في قطر و التي انطلقت منها الطائرات الأميركية لقصف العراق الشقيق و يشاع انه استخدمت لتزويد الطائرات الإسرائيلية بالعتاد و الوقود في عدوان تموز 2006 على لبنان (الأمر الذي أغرى و أعجب أمريكا خصوصا بعد ظهور حرب الكويت فوجدت أمريكا أن الشيخ حمد قائدا عربيا فذا وهو من القادة نادري التكرار فعملت على إنشاء القواعد الأمريكية في قطر لتتحول قطر بذالك لمحمية أمريكية إسرائيلية وبوابة لتنفيذ مخططات الدول الاستعمارية لتدمير الوطن العربي وسلب خيراته وقتل أبناءه.
... فمن منا ينسى القوات الأمريكية وهي تقصف الشعب العراقي البطل من الأراضي العربية وبتمويل عربي والفضل كله يعود إلى الشيخ الطموح ، من يستطيع تجاهل القصف الصليبي على أشقائنا في ليبيا بدعم عربي قطري حيث لم يكتفي الشيخ الطموح بالمساعدة المادية والمعنوية لقادة الغزو الصليبي بل تعدى ذالك إلى الدعم العسكري من خلال الطائرات القطرية التي بات تقتل أبناءنا في ليبيا مسببتا جراحا يصعب أن تندمل – عندما يجرحك العدو فإنك تجرح جرحا واحدا ولكن عندما يجرحك الشقيق فإن الجرح يغدو جرحين أحدهما عضوي قابل للشفاء و آخر نفسي صعب الشفاء ولكننا سنحاول أن ننسى – لحديثنا هذا شجون ويطول الحديث به ولكننا لسنا بحاجة لذكر كل مفرداته هنا فكلنا يشاهده يوميا على شاشات التلفزة.
...هذا جانب ومن جانب آخر سنحاول ن ننسى الجوع الذي يخيم في أرجاء وطننا العربي على امتداده وقطر تنفق 100 مليار دولار أمريكي لاستضافة كأس العالم ، سنحاول ن ننسى الشروط المجحفة التي قبلت بها قطر من أجل هذه الاستضافة الشروط التي تتنافى مع كافة الأديان وليس ديننا الإسلامي فقط والتي تضمن للمثلي الجنس ممارسة غرائزهم سرا وعلانية على أرض قطر – كان الله بعونكم أهلنا بقطر –
... و سنحاول ن ننسى التحريض على الفوضى والفتنه والقتل والمتاجرة بدمائنا وتزيف الحقائق وتسميم الفكر العربي والتشويه المتعمد لشخصية الإنسان العربي من قبل الصرح الإعلامي الشهير من منجزات قائدنا الطموح "قناة الجزيرة " حيث الرأي و لا رأي آخر هذه القناة التي ساهمت وتساهم في الفوضى التي تصيب العالم العربي أجمع .
ولكن من يستطيع أن ينسى بذور الحقد والكراهية التي تبثها طموحات شيخنا البطل بين الأشقاء بالعالم العربي بأفعاله وأقواله كتصريحه العلني لشباب مصر بأنه هو ولا فخر سيختار لم رئيسهم الجديد وكأن الشعب المصري لا رأي له و لا يستطيع التفكير ولا يستطيع و لا يحسن اختيار قائدا له.
... من سينسى وماذا ننسى فهناك الكثير والكثير و الكثير و الكثير و الكثير لننساه وهل نستطيع أن ننسى؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
الخاتمة :
لا يسعني في نهاية مقالنا هذا إلا أن أقول للشيخ حمد و الشيخة موزة كلمة واحدة
"""""""""" شكراً """"""""""
Amf706
19 - 07 - 2011
ساحة النقاش