أشعار وأفكار

حرية التفكير حق لكل إنسان يعادل حق الحياه...

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :

مرت المنطقة العربية عبر تاريخها لأحداث جمة من نشأت الخليقة وحتى يومنا هذا ، حيث تمتعت بموقع متميز وكانت طريقا هاما لجميع الشعوب ومازالت، منها انطلق الإنسان الأول ليعمر الأرض ويكون خليفة الله في الأرض و توالت فيها الحضارات وتعاقبت عليها الأزمات و سكنها أعرق شعوب الأرض

 ومنها انطلقت الديانات السماوية لتنير طريق البشرية أجمع وكان أهم حدث على هذه الأرض بعثة النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم ليغير مجرى التاريخ ويعلو شأن الأمة العربية  لتصبح الأمة الرائدة في عالمنا لتنشر دين الله الذي ارتضاه للبشرية ولتنطلق لتضم لها شعوب الأرض تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله

ساد العرب المسلمين العالم عبر الخلافة الإسلامية لقرون طويلة تمثلت بالخلفاء الراشدين ثم الدولتين الأموية والعباسية وفروعها

إلا أن خلافة المسلمين لم تدم بيد العرب لكنها انتقلت ليد العثمانيين  الذين انتهت الخلافة الإسلامية بعد ضعف دولتهم عبر ما يسمى الثورة العربية الكبرى

الثورة العربية الكبرى لمحة تاريخية

 

في نهاية عد الدولة العثمانية سيطرت حركة عسكرية على مقاليد الحكم في الدولة سمت نفسها بحركة الإتحاد والترقي حيث مارست هذه الحركة تخريبا في كافة مناحي الدولة وزادت الشعور لدى العرب باضطهاد العثمانيين لهم ولكن العرب حتى هذا التاريخ لم يفكروا بعد بالانفصال عن العثمانيين وكان لديهم الأمل بإصلاح الخلافة الإسلامية ، تشكلت حركات وجمعيات عربية عديدة طالبت بشكل سري وعلني بالإصلاح الذي كان حاجة ملحة لكل الشعوب الإسلامية العربية وغيرها لكن كان الأمل أن تصلح الخلافة وتتخلص من حركة الإتحاد والترقي

هذه الحركة التي اتهمت كثيرا من قبل المؤرخين بأن معظم أفرادها من اليهود ، كان من أبرز أعمال هذه الحركة تحرير الحسين بن علي من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه السلطان العثماني وأرسل أميرا على مكة المكرمة وسمي الشريف حسين بن علي – ولن نخوض هنا بشخصية هذا الرجل ولن نتناول الجدل الذي أثير حوله بين المؤرخين فمنهم من أعطاه وسام الشرف العربي بطلا قوميا ومنهم من وصفه بأنه رجل في قمة الانحلال – سيطر الشريف حسين بن علي على مكة المكرمة  من الناحية الدينية بينما بقيت السلطة العسكرية بيد العثمانيين الأتراك إلا أنه حاول الاتصال ببعض القبائل العربية ليكون لنفسه قوة عسكرية ليحقق من خلالها حلمه بالملك هذا الحلم الذي توافق مع أطماع الدول الاستعمارية وخصوصا بريطانيا

لقد فتحت بريطانيا الطريق لمفاوضات متعددة مع العديد من الشخصيات العربية مثل عزيز علي المصري وغيره لتنشأ تحالفا عسكريا معهم ضد العثمانيين لعدة أسباب سنذكر بعضها لاحقا المهم أن الشريف حسين لم يكن الشخصية الأولى الذي فكرت به بريطانيا إلا أنه الشخص الذي وقع عليه الاختيار بعد عدة مراسلات بينه وبين السير مكماهون حيث قدم الشريف حسين العديد من التنازلات لبريطانيا مقابل اعتراف بريطانيا به ملكا على العرب ولكن ومن خلال بحثي في هذه المراسلات كان أصعب شيء هو قبول الشريف حسين بإقصاء بعض المدن العربية خارج حدود الدولة العربية مثل دمشق وحمص وحلب بحجة أنها ليست عربية محضة

ومع قيام الحرب العالمية الأولى أعلن الشريف حسين ما يسمى بالثورة العربية الكبرى التي كان من المفروض أن تحقق استقلال العرب وعودة الخلافة إليهم من جديد

ووقع العرب ضمن مكيدة مدبرة من الدول الاستعمارية و مضوا بأرجلهم نحو الاستعمار و التجزئة والدخول بمتاهات لم يستطيع معظمهم الخروج منها إلى يومنا هذا مخدوعين بما سمي الثورة العربية الكبرى .

تحالف الشريف حسين وبريطانيا

أولا : لماذا دعمت بريطانيا العرب ضد الأتراك

حقيقة الأمر لم تدعم بريطانيا العرب ولم يكن يعنيها إن تخلص العرب من ظلم الأتراك أم لا لأنها وبالتزامن مع وعدها للعرب وللشريف حسين بالحرية كانت تعد مخططاتها مع صديقاتها الاستعماريات لتقاسم الدولة الإسلامية ولكن لماذا تظاهرت بمساندة العرب تظاهرت بذالك لعدة أسباب منها

1.  تمزيق الدولة الإسلامية والقضاء على الخلافة الإسلامية وخصوصا بعد دخول الدولة العثمانية بكل أطيافها إلى جانب الألمان في الحرب العامية الأولى .

2.  إفشال دعوة الجهاد التي دعا لها السلطان العثماني خلال الحرب ولتسقط فيما بعد كل دعوة من هذا النوع ولضامن عدم انصياع الشعوب المسلمة التي تسيطر بريطانيا على بلادها كمصر والسودان والهند لهذه الدعوة.

3.     تسهيل مهمتها هي وصديقاتها مثل فرنسا لتقاسم البلاد العربية والإسلامية .

4.  التمهيد لبناء وطن قومي لليهود في فلسطين العربية المسلمة للتخلص من تواجد اليهود في أوربا ولضمان السيطرة طويلة الأمد على الأمة الإسلامية عبر إيجاد عدو دائم لهم يمنع توحدهم من جديد ويجعلهم يطلبون الرحمة من الدول الاستعمارية دوما.

ثانيا : لماذا تحالف الشريف حسين مع بريطانيا

لقد كان لدى حسين بن علي حالما قديما بالملك مما دعا السلطان العثماني لإخضاعه للإقامة الجبرية لسنوات طويل لكنه خضع مؤخرا لضغط داخلي وخارجي دعاه إلى تعين الحسين بن علي أميرا على مكة وهناك رأى الشريف حسين أملا بتحقيق حلمه بالتحالف مع بريطانيا التي تعهدت بمساعده مساعدة كاملة والأهم من ذالك أنها تعهدت له بالاعتراف به ملكا على العرب بعد أن سلبته الكثير من المناطق العربية مثل دمشق وحمص وحلب والعراق ودول الساحل المهادن على الخليج العربي وقبل كل شيء شمال إفريقيا بأكمله الذي لم يدخل أصلا في ساحة الحوار

ثالثا : الأسباب المشتركة بين حسين وبريطانيا

استشعرت بريطانيا رغبة الشريف حسين الجامحة للملك في الوقت الذي رفضت معظم الشخصيات العربية مثل عزيز علي المصري و السيد رشيد رضا قيادة هذه الثورة ولم تقدم التنازلات التي قدمها الشريف حسين الذي كان على يقين انه لا يستطيع وحده هزيمة العثمانيين دون مساعدة بريطانيا له ونشأ تحالف بين الطرفين لخديعة العرب.

الكذبة الكبرى على الشعب العربي(الثورة العربية الكبرى)

 

نعم إنها كذبة كبرى حيث قامت بريطانيا بتنفيذ مخططها لتقسيم الدولة الإسلامية والسيطرة عليها وهدمت الحلم الذي جعلت العرب يحلمون به وهو الدولة العربية التي تشمل كامل شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق

فمن خلال مراسلاتها مع الشريف حسين قلصت هذه الحدود كثيرا واعترفت للشريف حسين مبدئيا بملك على الصحراء حيث استثنت من الدولة عدة مدن منها دمشق وحمص وحلب بحجة أنها ليست عربية محضة (ليست عربية محضة) كما استبعدت الساحل السوري لأنه توجد به مصالح فرنسية واستبعدت العراق خارج الحدود لأنه لبريطانيا العظمى مصالح بها بالمختصر وكأنها تنفذ اتفاقية سايكس بيكو - المعاهدة التي عرف بوجودها الشريف حسين ولكنه قبل حجة بريطانيا بأنها محادثات بداية الحرب دارت بينها وبين حلفائها - واستثنت فلسطين وجعلتها محمية دولية تمهيدا لزرع اليهود بها في حين كان العرب والمسلمين في شمال إفريقيا يخضعون لسيطرت الدول الاستعمارية  كما استبعدت عدن ودول الساحل المهادن من حدود دولة الحلم لأن لبريطانيا مصالح بها حقيقتا من حق السائل أن يسأل ماذا بقي للشريف حسين سوى الصحراء الواسعة ليقيم  بها دولته العربية لن أجيب على هذا السؤال وأترك للقارئ أن يبحث ويجيب

ولم تكنفي بريطانيا بهذا القدر من الكيد للعرب وللمسلمين وأعلنت صراحتا عن نيتها بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وهذا هو السبب الأول والرئيس لكل هذه الخطط من تدمير للخلافة الإسلامية وتمزيق لجسد الدولة المسلمة ونهب خيراتها وإذلال شعبها وخصوصا العرب

حيث أعلنت بريطانيا ما يعرف تاريخيا بوعد بلفور ولما طلب الشريف حسين توضيحاً لهذا الوعد أرسلت له بريطانيا واحداً من رؤساء مكتبها العربي في القاهرة دافيد جورج هوغارث ليؤكد له أن »الاستيطان اليهودي في فلسطين لن يكون مسموحاً به إلا بقدر ما يتفق ذلك مع حرية السكان العرب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية«.

ومرة أخرى يذعن الشريف حسين لمطالب أسياده الإنجليز، فينشر رسالة في جريدة (القبلة) موجَّهةً لأهل فلسطين يوصيهم بالقيام بواجبات الضيافة والتسامح، ويحضهم على الترحيب باليهود، وعلى التعاون معهم في سبيل الصالح المشترك. (بل في سبيل تحقيق حلمه بالملك ولو كان على الصحراء)

ومضى الشريف حسين بثورته وطرد العثمانيين من البلاد العربية فماذا حققت لنا هذه الثورة

نتائج الكذبة الكبرى على الشعب العربي

مازال العرب والمسلمين يحصدون ثمار هذه الكذبة إلى يومنا هذا ومنها

1.     فصل العرب عن باقي الشعوب المسلمة مثل الأتراك وباقي الشعوب الإسلامية في أسيا.

2.  تمزيق الدولة الإسلامية بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص لأكثر من 20 دولة لم يتمتع الكثير منها بشخصية مستقلة أو استقلال سياسي ليومنا هذا ، دويلات تتبع الطرف الأقوى دوما فليس لها رأي وليست قادرة على حماية نفسها ولا على استثمار مقدراتها أو ثرواتها.

3.  دخول ما تبقى من العرب تحت الانتداب الإجباري الفرنسي البريطاني هذا الانتداب الذي دام عشرات السنين عانى العرب خلال العام الأول منه ما لم يعانوه خلال مئات السنين في ظل الدولة الإسلامية .

4.  القضاء على الخلافة الإسلامية بشكل نهائي سواء كانت بيد العرب أو بيد الأتراك أو غيرهم المهم أنه لا خلافة ولا دولة موحدة للمسلمين والأمر من ذالك هو ضرب المسلمين بالمسلمين للقضاء عليهم.

5.  انتهاء خدمات الشريف حسين الذي أتم مهمته على أكمل وجه فتم تكريمه من قبل بريطانية حليفته وأبنائه البر ره بإبعاده إلى قبرص ليقضي أيامه الأخيرة ويموت هناك ومتابعة مسيرة الكذب على الشعوب العربية عبر أبنائه الذين لم تكن أحلامهم تقل عن أحلام أبيهم في الملك حيث عين فيصل ملكا على العراق في ظل بريطانيا بعد طرد فرنسا له من سورية أما عبد الله فد عين أميرا لأمارة لا مورد لها إلا مساعدة بريطانيا سميت بإمارة شرق الأردن بعد أن تعهدت بريطانيا العظمى بعدم عبور اليهود للنهر ولم تقف الكذبة هنا بل تابعت الكذبة الكبرى من خلال أحفاد الشريف حسين وصولا لمعاهدات السلام مع اليهود تطبيقا لوصية جدهم بحسن الضيافة وحسن الجوار .

نحن لا نتهم أحدا ولكن من حقنا أن نسأل

هل فعلا خدع الشريف حسين من قبل بريطانيا ؟!!!!!!!!

طالب بدولة عربية مترامية الأطراف ولكن بريطانيا قلصت حدودها وقبل وعلم باتفاقية سايكس بيكو وقبل بحجة بريطانيا الواهية له بأنها مباحثات كانت في بداية الحرب سمع بوعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين فكتب للفلسطينيين يدعوهم إلى حسن ضيافة اليهود

والسؤال الأهم طالما أن الحسين بن علي خدع فلماذا أستمر أبنائه بالتعاون مع بريطانيا وقبل كل منهم المنصب الذي عرضته علية بريطانيا سواء في العراق أو في شرق الأردن وبما أن الأبناء خدعوا لماذا استمر الأحفاد بالتعاون مع بريطانيا ليومنا هذا وما الحجة التي قبلوا بها ليجروا معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني المحتل لأرضنا العربية.

بين الأمس واليوم

هذا ما جناه العرب والمسلمون نتيجة تحالفهم مع الدول الاستعمارية بالأمس القريب فلماذا هم مستمرون بالمضي في هذا الطريق أم خدعت الشعوب العربية من جديد من خلال الثورة الكاذبة في مصر وتونس وهل حلم العرب الذي تمليه عليهم القوى الغربية ستجر عليهم الاستعمار والتجزئة من جديد في الحقيقة جرت لهم الاستعمار و انتهى الأمر فالعراق شاهدا أمام الجميع وليبيا التي تئن تحت القصف الغاشم والدعوات الانفصالية التي ظهرت باليمن وتقسيم السودان فعلا وتشتيت قوة العرب بإشعال الفتن الداخلية في كل بلد عربي أم الإعلان الصريح لسوريا بالتخلي عن دورها المقاوم لتستعيد أمنها و استقرارها.

حقيقتا لم أتناول موضوع الكذبة الكبرى على الشعب العربي(الثورة العربية الكبرى) إلا لأقول كلمة واحدة هل التاريخ يعيد نفسه في الحقيقة نعم ولكن بأمس قطعوا أوصال الخلافة الإسلامية و قضوا على حلم العرب بأن يكون لهم دولة موحدة مستقلة و قسموا العالم الإسلامي والوطن العربي للكثير من الدويلات فماذا اليوم قسم السودان إلى دولتين هل ستقسم الدولتين كل منها إلى دولتين أيضا.

الخاتمة

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب ... فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

Amf706

2011-07-11

 

 

 

 

 

المصدر: أشعار و أفكار
amf706

amf706

ساحة النقاش

FURSANMOHAMMAD

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام وعلى رسول الله
صديقي علاء لقد قرات مقالك
في الحقيقة كلامك مزبوط بس اتمنى ان تكون اكثر تحديدا
وبالذات عندما تتكلم عن العرب بشكل عام
لقد تكرر في مقالك معنى تحالف وتآمر وخيانة العرب مع الغرب على الامة العربية والاسلامية ولكنك لم تحدد وتشير على وجه الدقة بأن من تحالف وتآمر وخان الامة هم الزعماء والرؤساء والحكام والامراء بالدرجة الاولى وليس العرب كشعوب
مع اني متفق معك بتقصير الشعوب وسكوتها عن جرائم حكامها
هذا السكوت هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه الان
واحب ان اجيب على تسؤلك المنطقي والصحيح وهو استمرار العرب اي حكام العرب بالتحالف مع الغرب ضد الامة على الرغم من انهم شهدوا خوازيق من سبقهم واقول سبب الاستمرار هو انانيتهم الفاحشة انانيتهم لانفسهم ومصالحهم
ودليل ذلك انظر كيف فعلوا بشعوبهم حتى يبقوا في كراسيهم
الا يعلمون انه ان تزول الارض والسماء اهون عند الله من قتل مسلم ظلما وعدوانا
ها هم يتفرجون ويامرون بالقتل مقابل ان يبقوا بالكرسي
ندائك للعرب بالصحوة في محلة بس اشعر من صيغة مقالك بانك تدعو الشعوب للوقوف في وجه الغرب وتتجاهل الحكام وكانهم ليسوا موجودين وهم بالاصل سبب المشكلة
الحكام العرب هم سبب واصل المشكلة
الغرب بعظمته لا يمكن ان يحقق شيء من مطامعه بدون وجود هؤلاء الانانيين
واختصر واختم بالقول :
الغرب الان لا يحركون الاحداث ولكنهم يستفيدون من نتائج هذه الاحداث التي لا احد يعلم من يحركها
ربما الشعوب وربما الاعلام وربما المثقفين وربما الزعران وربما اكثر من جهه مجتمعة ولكن دون تنسيق فيما بينها
وشكرا

ابحث

تسجيل الدخول

من نحن

amf706
علاء الفريدي - »

عدد زيارات الموقع

18,574