موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

خطة التدريس

استراتجيات التدريس

مهمات المعلم ونشاطاته في غرفة الصف: 

إثارة الدافعية والرغبة عند التلاميذ :
 يمكن للمعلم بشكل عام دفع التلاميذ وإثارة رغباتهم في الدراسة والمتابعة: ويمكن إثارة هذه الرغبة والدافعية أن أراد المعلم ذلك وعلم العكس .
فالمعلم بإمكانه إثارة الدافعية في تلاميذه عن طريق الثواب والعقاب مع أن المكافأة أجدى بكثير من العقاب لكن بعض الطلاب لا تثار لديهم الدافعية إلا بشيء من ، ومن غير المستحسن أن يبني المعلم علاقته مع التلاميذ على المكافأة إلى أن يزول أثرها فاعليتها مع التكرار . 

التخطيط للدرس:
 ويفضل أن يقوم المعلم بإشراك التلاميذ في التخطيط للدرس للأسباب التالية :

  • يسهم اشتراك التلاميذ في التخطيط في إثارة استغرابهم ورغبتهم هذا بالإضافة إلى إثارة اهتمامهم مما يفيدهم في تحمل المسؤولية
  • شد انتباه الطلبة للمعلم والمحافظة على انتباههم طوال الحصة التعليمية
  • رفع معنويات التلاميذ من خلال مشاركتهم في الدرس.

تقديم المعونة : حيث يقدم المعلم المعونة بطرق وأساليب مختلفة يمكن له أن يستخدم طرقا مختلفة في تقديم درس واحد حسب المواقف التدريسية كأن يستخدم الوسائل المعينة والمثيرة.

الضبط والمحافظة على النظام : وهو شرط أساسي لنجاح عملية التدريس والتعليم وبدونه لا يمكن المعلم في الانتقال إلى الخطوة التالية ويمكن أن تكون أساليب الضبط مختلفة تتراوح بين الإشارة أو التلميح إلى العقاب البدني.

التقييم :
 يقوم المعلم بتقييم أساليب التعلم وطرق التدريب ومدى فعاليتها في تقيم وتعديل سلوك التلاميذ.

العوامل التي تساعد المعلم على تحقيق التدريس الفعال:

  1. إعداد المعلم : حيث أن هناك أسلوبين لأعداد المعلم هما أسلوب ما قبل العمل ويتم هذا الأسلوب قبل التحاق المعلم بمجال الخدمة .
    والأسلوب الثاني أثناء العمل (الخدمة) ويتم بعد التحاق بمجال المعلم بمجال العمل حيث يتم تزويد المعلم بالمعرفة المستخدمة وكيفية التعامل مع التلاميذ وإطلاعه على المستجدات
  2. تقييم المعلم : من الإجراءات الفعالة في زيادة فاعلية المعلم هو القيام بعملية تقييم له أثناء الخدمة ويمكن أن يتم ذلك عن طريق قياس تحصيل التلاميذ , أو تقييم التلاميذ للمعلم أو الملاحظة المباشرة .
  3. العلاقة بين المعلم والتلميذ : حتى يتم تحقيق عمليتي التعلم والتعليم بالصورة المطلوبة يجب أن تتوفر علاقة فعالة بين طرفي هاتين العمليتين وهما المعلم والتلميذ . وهذا ليس بالشيء الصعب حيث يستطيع المعلم تحقيق الاتصال العملي مع المتعلمين عن طريق معرفته بخصائصهم وحاجاتهم ومعرفته بفلسفة التعليم ومبادئ تطور ونمو الأطفال .

تطوير استراتيجيات التدريس :

نجاح العملية التعليمية والتربوية مرهون بمدى تمكن المعلم من تخصصه ومهاراته التربوية في التعامل مع كل الأطراف المتصلة بالتعليم . لذا بنت الوزارة مشروعها الجديد ( تطوير استراتيجيات التدريس ) لتحقيق جملة من الأهداف المهمة في مجال التعليم والتعلم ، ومنها : نقل التدريس نقلة نوعية تعتمد على الدور النشط للطالب في عملية التعلم ، وتجاوز الأساليب التقليدية التي ينفرد بها المعلم ملقيا والطالب متلقيا ، وزيادة مساحة النشاط داخل الفصل من خلال تفاعل الطالب مع زملائه ومشاركتهم . 

ويطمح المشروع إلى إيجاد بيئة تعليمية جاذبة محببة للطلاب ، باستخدام الأساليب الحديثة والمتطورة ، بالإضافة إلى إثارة تفكير الطالب من خلال البحث والدراسة والاستنتاج وتنمية العلاقات الإيجابية البناءة بين الطلاب أنفسهم ، من خلال تعاونهم وتضافر جهودهم بما يدعم نموهم ذاتيا ، ويحفّز قدراتهم الشخصية وثقتهم بأنفسهم ويشكّل شخصياتهم السوية المنطلقة .

عناصر بناء علاقة فعالة بين الطالب والمعلم :

  1. تعزيز أداء الطلب الايجابي الذي له أثرا كبيرا في إحساس الطالب بأهمية واهتمام المعلم به وهذا ينطبق على الطلبة العاديين والمعوقين .
  2. أن الأساس الذي يجب أن يعتمد عليه المعلم في تعامله مع التلاميذ هو أنه يتعامل مع بشر لهم صفات إنسانية ومشاعر وان لا تكون لديه نزعات عرقية وجنسية أو يتأثر بنوعية الإعاقات التي يعاني منها الطلاب.

العلاقة بين المعلم والوالدين والتلميذ: 

أخذت العلاقة بين المعلم  والبيت تأخذ طابعا جديدا وخاصا في الوقت الحاضر ازدادت أهمية مشاركة الأهل في برامج إعداد وتدريب وتدريس أطفالهم ويتم إشراك الوالدين في المدارس في التخطيط والتنفيذ لكل خطوة في العملية التعليمية.

محتوى الخطة التربوية الفردية:

  1. وصف مستوى الأداء التربوي الحالي للطفل, وذلك لتحديد ومعرفة قدرات الطفل الحالية وتحديد احتياجاته للتعلم والمهارات المتوفرة لديه كمهارات التهيئة المهنية ومهارات الحياة اليومية.
  2. وصف أو تقرير عن الأهداف العامة, الأهداف القصيرة المدى, والهدف العام تعبير يوضح نتيجة التحصيل المتوقع من الطفل خلال مدة زمنية معينة كسنة دراسة ويجب أن يتضح من الهدف ناتج تعليمي يمكن قياسه.
  3. تحديد الخدمات التربوية الخاصة المرتبطة بالخطة التربوية الفردية والواجب تزويد الطالب بها ومن ثم تحديد أوجه مشاركة الطالب في برامج التعليم العادية .
  4. وضع برنامج زمني لتقديم بمدى لتقديم هذه الخدمات وتحديد المتوقعة لتقيمها .
  5. تحديد المعايير بمدى تحقيق الأهداف الخاصة والعامة والأهداف القصيرة المدى على أن تكون معايير التقييم مناسبة للفرد ونوع الإعاقة والسلوك المتوقع وعلى المعلم إنهاء تحقيق الهدف قبل الانتقال إلى هدف آخر.

نظريات في التعلم:

  1. النظرية البنائية( تعتمد على المفاهيم )
  2. النظرية التعلم بالاكتشاف ( تعتمد على السلوكيات )
  3. النظرية برونر

النظرية البنائية في تطوير بيئات التعلم وتصميم التدريس:

البنائية كمفهوم ظهرت قديماً ولعبت دوراً في العلوم الطبيعية ، إلا أن الالتفات لها كمنهج للتطبيق في كافة العلوم لم يتبلور إلا في عصرنا الحديث ، وكان أحدث مجال غزته البنائية هو مجال التربية ، حيث برزت فيه بثوب جديد يتمثل في التطبيق العملي والاستراتيجيات التدريسية التي تهدف إلى بناء المعرفة لدى المتعلم .

تشتق كلمة البنائية من البناء أو البنية وفي اللغة العربية تعني كلمة بنية ما هو أصيل وجوهري وثابت لا يتبدل بتبدل الأوضاع والكيفيات .

وتعرف البنية بأنها " كل مكون من ظواهر متماسكة ، يتوقف كل منها على ما عداه ، ولا يمكنه أن يكون هو إلا بفضل علاقته بما عداه " .وبناءً على ذلك يرى البنائيون أن كل ما في الوجود ( بما في ذلك الإنسان ) هو عبارة عن بناء متكامل يضم عدة أبنية جزئية بينها علاقات محددة ، وهذه الأبنية الجزئية لا قيمة لها في حد ذاتها بل قيمتها في العلاقة التي تربطها بعضها ببعض والتي تجمعها في ترتيب يؤلف نظاماً محدداً يعطي للبناء الكلي قيمته ووظيفته 

ويعرفها المعجم الدولي بأنها: رؤية في نظرية التعلم ونمو الطفل، قوامها أن الطفل يكون نشطاً في بناء أنماط التفكير لديه، نتيجة تفاعل قدراته الفطرية مع الخبرة. وبتعبير فلسفي فإن البنائية تمثل تفاعلاً أو لقاء بين كل من التجريبية والجبلية.

إن البنائية الحديثة قد ظهرت منذ أكثر من عشرين سنة على يد مجموعة من الباحثين أمثال: أرنست ، فون جلاسرسفيلد ، ليس ستيف ، نيلسون جودمان. وبالتدريج سادت الأفكار البنائية، وانتشرت إلى أن تم تعديل للنموذج البنائي في صورته الحديثة القائم على البنائية الحديثة بواسطة سوزان لوك هورسلي ، وتعتبر الفلسفة البنائية من الفلسفات الحديثة التي يشتق منها عدة طرق تدريسية متنوعة ، وتقوم عليها عدة نماذج تعليمية متنوعة ، وتهتم الفلسفة البنائية بنمط بناء المعرفة وخطوات اكتسابها.وتقوم البنائية على افتراضين أساسيين هما:

  1. إن المعرفة لا تكتسب بطريقة سلبية نقلاً عن الآخرين، ولكن يتم بناؤها بطريقة نشيطة من خلال الفرد الواعي كون الأفكار والمعتقدات لا تنتقل إلى عقولنا عن طريق إرسالها من الآخرين كما لو كانت طرداً بريدياً مرسلاً من قبل فرد لآخر. وبالتالي فإنه لا ينبغي لنا أن نضع الأفكار في عقول التلاميذ، وإنما يجب أن يبنوا معانيهم بأنفسهم . فالاتصال الذي نجريه مع الآخرين لا يؤدي إلى انتقال أفكارنا إليهم بنفس المعنى الموجود في عقولنا، بل إن تعبيراتنا يمكن أن تثير مضامين مختلفة لدى كل فرد من التلاميذ . ولذلك فإن البنائيين ينكرون مبدأ نقل المعرفة ، باعتبارها أداة و مصدراً لاكتسابها، خاصة المنظر الكبير فون جلاسر سفيلد، وذلك "بقوله: " لا يوجد سبيل أمام منظري البنائية لنقل المعرفة ، فكل فرد عليه أن يبنيها بنفسه لأن
  2. الكائن المعرفي يفسر الخبرة وبتفسيره هذا لها يشكل عالما منتظما " وهذا هو الافتراض الرئيسي الذي يتبناه كل البنائيين، وهو يهدف عموماً إلى خلق تراكيب معرفية تناسب العالم التجريبي.
  3. إن وظيفة العملية المعرفية  هي التكيف مع تنظيم العالم التجريبي تنظيم العالم التجريبي وخدمته، وليس اكتشاف الحقيقة الوجودية المطلقة .

وتعد المدرسة البنائية من أكثر المداخل التربوية التي ينادي بها التربيون في العصر الحديث، وهي تتداخل مع الإدراكية في كثير من النقاط إلا أنها تتميز عنها بتأكيدها على توظيف التعلم من خلال السياق الحقيقي، والتركيز على أهمية البعد الاجتماعي في إحداث التعلم. والمدرسة البنائية لها أكثر من منظور في التعلم وهي بشكل عام تؤكد على أن الفرد يفسر المعلومات والعالم من حوله بناء على رؤيته الشخصية، وان التعلم يتم من خلال الملاحظة والمعالجة والتفسير أو التأويل ومن ثم يتم الموائمة أو التكييف للمعلومات بناء على البنية المعرفية لدى الفرد، وان تعلم الفرد يتم عندما يكون في سياقات حقيقية واقعيه وتطبيقات مباشره لتحقيق المعاني لديه.

وللبنائية في التعلم أوجه متعددة، حيث أكدت أعمال بياجيه و برونر على فكرة انه ما يحصل في العقل يجب أن يكون قد تم بنائه بالفرد عن طريق المعرفة بالاكتشاف، مع التركيز على عملية التمثيل والتكييف للمعرفة، ويكون الإحساس بالمعنى متلازم مع التفسير الذاتي للفرد.

بينما يؤكد ديوي على أن المعرفة تتم من خلال النشاط والخبرة وفي ربط الأشياء والتي يتم فيها التفاعل مع البيئة بما فيها الشق الاجتماعي، والتعلم عملية نشطة للبناء وليست اكتساب للمعرفة، وان المعرفة لا تقتصر على الحالة العقلية بل تتجاوز ذلك إلى الخبرة في علاقات الأشياء ببعضها وليس لها معنى خارج هذه العلاقات

ويرى هانج أن البنائية تركز على التالي:

  1. التعلم هو عملية بنائية نشطة ولا تتم عبر اكتساب سلبي للمعرفة.
  2. يمكن أن تبنى المعرفة في سياق اجتماعي.
  3. أن تفسير المعرفة يعتمد على عاملين وهما المعرفة والاعتقادات السابقة في الذاكرة. وعلى السياق الثقافي والاجتماعي الذي تبنى من خلاله .

نظرية التعلم بالاكتشاف ( جيروم برونر ) :

تعد نظرية التعلم بالاكتشاف امتدادا للتفكير المعرفي لمفهوم التعلم ، فقد قام جيروم برونر بتطبيق أسس التعلم المعرفي في مجال التعليم حيث أنطلق من مبدأ أن : الإنسان كائن فاعل ومتفاعل مع البيئة . لذلك يجب أن تعكس مواقف التعلم جميعها هذا المفهوم ، فتتيح للفرد فرصة العلم من خلال استثمار طاقاته العقلية ، وإبراز دوره الإيجابي في مواقف التعلم ، ولتحقيق ذلك يجب أن يتحول الموقف التعليمي من حشو ذهن التلميذ بالمعلومات والحقائق فقط إلى تقديم المعلومات بطريقة تمكنه من اكتشاف العلاقات بينها ، والوصول إلى القوانين والمبادئ التي تحكمها . وبهذا يؤكد التعلم بالاكتشاف علي عملية التعليم وليس علي نتائج التعليم.

أن التعلم بالاكتشاف هو : قدرة التلميذ علي إدراك العلاقات بين عناصر الموضوع ، والخروج بقوانين لمجموعة الأمثلة والحقائق التي يقدمها المدرس فيتحدد بذلك دور المدرس في تقديم المعلومات اللازمة التي تمكن التلميذ من القيام بعملية اكتشاف القوانين والقواعد ، فيمكن للمدرس أن ينظم موقفا تعليميا لانكسار الضوء في الماء ، من خلال غمس مسطرة في حوض به ماء ، أو أن يطلب من التلاميذ أن يصيبوا هدفا منغمرا في إناء به ماء ، ويطلب منهم تلخيص نتائج ملاحظاتهم ومشاهداتهم ، واستنتاج مبدأ عام حول ظاهرة انكسار الضوء .

تتضمن عملية التعليم بالنسبة ( لبرونر) ثلاثة مفاهيم أساسية وهي :

  1. الاكتساب
  2. التحويل
  3. الاختبار

يري برونر أن هذه العمليات تتم بشكل متزامن . حيث أن الاكتساب هي العملية التي يستقبل فيها التلميذ المعلومات الخارجية ، أما التحويل عملية خلق معنى لهذه المعلومات ( تفسيرها) وربطها بما لديه من خبرات .، أما الاختبار فهو عملية التيقن والتحقق من صحة سلامة هذه المعلومات .

ومن خلال فهمنا لهذه العمليات نجد أن التلميذ لا يستطيع أن يكتسب معلومات من الخارج الأ إذا وجد لها تفسيرا باستخدام خبرته في هذا الموضوع ، ولكي تصبح هذه المعلومات من ضمن تكوينه المعرفي لابد من أن يخضعها للتجربة والاختبار .

(ميز برونر ) بين ثلاثة مراحل من التعلم ...

فالمرحلة الأولي : عبارة عن التعليم من خلال الخبرة المباشرة حيث يتم التعلم بالاتصال الحسي مع الأشياء الخارجية كأن يتعلم الطفل الفرق بين المثلث والدائرة بإعطائه نموذجا للمثلث وللدائرة . يتحول بعدها الطفل إلى التعلم من خلال قدرته على تكوين صورة بصرية عن طريقها يمكن القول أن الطفل وصل إلى مرحلة تمثيل العالم الخارجي ذاته بشكل صور ذهنية فيبدأ بالتعامل مع العالم من خلال مطابقة هذه الصور على ارض الواقع.

أما المرحلة الأخيرة: مرحلة التعلم الرمزي وهي مرحلة من مراحل التعلم التي يبدأ التلميذ فيها بالتفكير المجرد أي القدرة على التعامل مع كثير من المفاهيم التي ليس لها تطبيقات حسية مباشرة على ارض الواقع كالديمقراطية والعدالة والفضيلة وما شابه ذلك .

(وضع برونر) مجموعة من النقاط التي يمكن عدها شروط للتعلم بالاكتشاف والشروط هي:

  1. استشارة اهتمام التلاميذ بموضوع التعلم :
    قبل أن يبدأ موضوع الدرس يجب أن نتأكد من أن التلاميذ على درجة من الانتباه والتيقظ والرغبة في التعلم لأن هذا العامل على درجة عالية من الأهمية ولا يمكن من دونه أن يحدث التعلم . فلا نتوقع من التلميذ أن يتعلم ، أو يكتسب معلومة وذهنه مشغول في أمور أخري ، أو أنه يري عدم أهمية هذا الموضوع بالنسبة له . ويمكن للمدرس أن يحقق الاستثارة الضرورية لجذب اهتمام التلاميذ بأساليب عدة ، كأن يبدأ بسؤالهم عن بعض القضايا المرتبطة بالموضوع أو بأهمية هذا الموضوع لحياتهم الخاصة ، وحياة الناس في المجتمع بشكل عام .
  2. أخذ مستويات التلاميذ بعين الاعتبار :
    لا يمكن أن يتم التعلم إذا لم يأخذ المعلم المستويات العقلية للتلاميذ بعين الاعتبار فكما نعرف أن التلاميذ ، في أي سنة دراسية أو مرحلة تعليمية ، لهم مستويات عقلية تختلف عن السنوات والمراحل الأخرى . لذلك يجب أن يعكس التدريس هذه المستويات . ونحن نقدر حرص المدرس لأن يرتقي بتفكير التلاميذ ويمدهم بالخبرات اللازمة ، ولكن ذلك يجب أن يكون في إطار وحدود قدراتهم فقط فمن الضروري أن يفهم المدرس ، ويتفهم هذه القدرات ، ويعرف الكيفية التي يتعلم من خلالها التلاميذ . فلا يتعامل مع تلاميذ المرحلة الابتدائية بالصور نفسها كما لو كانوا في المرحلة الثانوية ، وبالمنطق نفسه لا يدرس طلبة المدرسة الثانوية بالطريقة نفسها التي يدرس بها التلاميذ في المرحلة الابتدائية .
  3. تسلسل المعلومات :
    يري ( برونر ) أن كثيرا من الموضوعات يمكن تدريسها للتلاميذ في المراحل المختلفة ، لكن الأمر يعتمد علي الكيفية التي تنظم بها هذه الموضوعات ، وهذا ما يطلق عليه أسم المنهج الحلزوني أو اللولبي ، في هذا المنهج يمكن أعادة كثير من الموضوعات في المراحل الدراسية المختلفة ، لكن بشكل موسع من جانب ، وباستخدام أنماط التعليم المختلفة من جانب أخر ، فبالنسبة له يمكن تعليم الطفل في المرحلة الابتدائية فكرة التعاون من خلال تنظيم أنشطة داخل الفصل حول هذا المفهوم ، أما في المرحلة المتوسطة ،فيمكن التطرق لهذا المفهوم من خلال التعرض لفكرة الجمعيات التعاونية مثلا وترتيب زيارات لها ، ودراسة أهدافها ، وقد ينتقل بالتلاميذ في المرحلة الثانوية إلى دراسة موضوع التعاون بين الدول في الجوانب الاقتصادية فيدرسون مثلا الفكرة الأساسية من إقامة مجلس التعاون لدول الخليج . ونلاحظ أنه في هذا الموضوع الواحد قدم للتلاميذ بالمراحل المختلفة لكن بمستويات أوسع وأكثر تشعبا وتعقيدا 
  4. التغذية الراجعة :
    من الضروري أن يعرف التلميذ مستوي أدائه في كل مرحله من مراحل التعلم لان في ذلك تعزيز لادائه الحالي . ثم الانطلاق منه إلى خطوات ومراحل أخري من الأداء ، أو تعديل في مسار الأداء الأول . 
    .أن التغذية الراجعة تقترب من مفهوم السلوكيين لموضوع تعزيز السلوك من جانب ، لكنه يختلف عنه بأن التغذية الراجعة توضح مدي الإخفاق أو النجاح في أداء التلميذ من جانب أخر . بعد توفر هذه الشروط يصبح التلميذ جاهزا ومتهيئا للتعلم بالاكتشاف .

نظرية برونر :

يرى برونر أن لكل فرد طاقة داخلية للتعلم، وأن علينا تجهيز وإثراء البيئة المحيطة بهذا المتعلم بكافة المواد والأشياء التي تعينه على استثمار هذه الطاقة الداخلية في تعلمه والذي يمكن أن يكون على شكل خبرات حسية مباشرة يتعرض لها المتعلم خاصة في مراحل تعلمه الأولى. ويركز برونر على تفاعل المتعلم مع الأشياء الموجودة من حوله في عملية تعلمه, فهو بهذا يركز بشكل غير مباشر على الطريقة الاستكشافية للتعلم, وهي ما تعني أن يتوصل المتعلم بنفسه للمعارف والمعلومات التي يحتاجها بمساعدة وتوجيه المعلم, ولعل التعلم بهذه الطريقة - طريقة الاستكشاف - هي من أبرز الأفكار الموجودة لديه, خاصة أنه لا يركز على النتيجة المكتشفة, بل يهتم بشكل كبير بالعمليات العقلية والأفعال التي يقوم بها المتعلم والتي أدت به إلى هذه النتيجة، وهذا ما يزيد الأمر روعة وجمالًا.

وقد نادى برونر بضرورة وجود نظرية في مجال التعليم تتكامل مع نظريات التعلم، وتعمل على رفع كفاءة العملية التعليمية كمًا وكيفًا من خلال تتبع الأسس والخطوات اللازمة لتقديم المادة التعليمية للمتعلمين بصورة مناسبة.

المبادئ الأساسية لنظرية (برونر) التعليمية:

  1. الميل للتعليم:
     يرى برونر أن الموقف التعليمي يعد موقفًا استقصائيًا, يقوم فيه المتعلم بالبحث عن حلول لمشكلات يتضمنها ذلك الموقف, ومن ثم  ينبغي تفاعل المتعلم مع عناصر الموقف المشكل مما يستوجب توافر قدر كاف من الميل لديه, ويتطلب ذلك أمرين:
    • أن تؤدي التربية البيئية قبل المدرسة إلى غرس هذا الميل, ومما يساعد في ذلك النمط الثقافي للبيئية والدافعية الشخصية للطفل.
    • أن يساعد المعلم على إثارة الميل لدى المتعلم من خلال المواقف التدريسية.
  2. بناء المعرفة: 
    لكي تبنى المعرفة في ذهن المتعلم بطريقة صحيحة ينبغي أن تنظم المادة الدراسية بشكل يسمح للمتعلم بتمثلها, ومن ثم يتمكن من فهمها واستيعابها, ويتوافر للمعلم في رأي (برونر) ثلاثة سبل لتحقيق ذلك:
    1. طريقة العرض: وهو الأسلوب الذي يتبعه المعلم في نقل المعرفة وتوصيلها إلى تلاميذه، ويميز (برونر) بين ثلاثة أساليب لعرض المعرفة وفق خصائص النمو العقلي للمتعلمين:
      • الأسلوب العملي الواقعي: يناسب طفل ما قبل المدرسة, وتعرض فيه المعلومات عن طريق الأفعال والأشياء والنشاط الحسي.
      • الأسلوب التصويري: يرى برونر أن الأطفال من سن الثالثة حتى الثامنة يستطيعون تكوين صور ذهنية للأشياء والأفعال, فيصبحون أكثر قدرة على التعلم بالصورة كبديل للخبرات المباشرة.
    2. الأسلوب الرمزي: ويتم العرض من خلال الكلمات أو الأرقام بدلا من استخدام الصور.
      الاقتصاد في تقديم المعلومات، ويقصد برونر الاقتصاد في مقدار المعلومات التي ينبغي تعليمها، وذلك لأن التعليم من وجهة نظره اكتشافيًا يحدث من خلال حل المشكلات, الأمر الذي يتطلب من المعلمين مراعاة عامل الاقتصاد في عرضهم المادة التعليمية.
    3. فعالية العرض: إن العرض الفعال هو الذي يبسط المعرفة العلمية أمام المتعلمين, فكلما كانت المادة مبسطة في عرضها كانت أكثر تأثيرًا في المتعلمين وأيسر استيعابًا.
  3. التسلسل في عرض الخبرات:  
    تعد بنية المعرفة المحور الرئيسي الذي تدور حوله نظرية (برونر)، لذا فأنه يرى أن التسلسل في عرض المعلومات وإعادة عرضها للمتعلمين ينبغي أن تؤدي بهم إلى فهم بنية المادة الدراسية الأمر الذي يقودهم إلى التمكن من تحويل المعرفة إلى صورة جديدة, كما أن التسلسل في عرض الخبرات يكسب المتعلم القدرة على نقل المادة المتعلمة إلى مواقف جديدة.
  4. التعزيــــــز:
     يتوقف التعلم الجيد من وجهة (برونر) على معرفة المتعلم نتائج نشاطه التعليمي, وما يقدم له من تعزيزات, وزمان ومكان تقديمها، 
    وبصفة عامة فإن نظرية (برونر) قدمت لواضعي المناهج الدراسية والمعلمين خدمة جليلة حين قدمت تصورًا لكيفية تكون البنيات المعرفية لدى المتعلمين من خلال إدراكهم خصائص الأشياء, وأوجه الشبه والاختلاف بينها, ثم إدراك الأساس التصنيفي لها, وتبويبها, وترميزها فيما بعد.

 

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,679,596