نتناول في هذا الموضوع حكم كان وأخواتها، ومعانيها، وتصرفها وشروط عملها.
(الأمثلة): المجموعة الأولى
1. كانت المحاضرةُ متعةً.
2. صار الماءُ ثلجاً.
3. أصبحت فاطمةُ متعبةً.
4. أضحى عبدُ العزيز تاجراً.
5. ظل المطرُ منهمراً.
6. أمسى الزاهدُ متعبداً.
7. بات المديرُ مشغولاً.
8. ليس التقدمُ مستحيلاً.
المجموعة الثانية
9. ما زال الحَرُّ شديداً.
10. ما انفك المريضُ نائماً.
11.ما برح الماءُ بارداً.
12. ما فتئ الطفلُ لاهياً.
المجموعة الثالثة
13. أوصاني أبي بالبِرِّ ما دمت حياً.
أمعِن النظر في الأمثلة السابقة، تلاحظ أنها تبدأ بأفعال ناسخة ناقصة وإذا سألت ما المقصود بقولك: ناسخة، ناقصة؟ فجواب ذلك أن هذه الأفعال تدخل على الجملة الاسمية، فعندما نقول: -كما في المثال الأول- (كانت المحاضرةُ ممتعةً)، نلاحظ أن الجملة قبل دخول (كان) هي: (المحاضرةُ ممتعةٌ) فالمحاضرة (مبتدأ)، وممتعة (خبر). وعليه، فإن دخول (كان) على الجملة الاسمية نسخها بحيث أصبحت كلمة (المحاضرة) اسماً لكان مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وكلمة (ممتعة) خبراً لكان، وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهكذا تغيّر الإعراب عند دخول (كان) على الجملة الاسمية.
أما قولنا عن هذه الأفعال أنها ناقصة، فهذا مَرَدُّه أنها لا تكتفي بالاسم المرفوع بعدها بل تحتاج إلى خبر ليتمم المعنى. ومقارنة سريعة بين هذين القولين: (جاء المدير) و(كان المدير) تبين لكَ أنَّ الفعل (جاء) اكتفى بمرفوعه، ولذلك أعطى معنىً مفيداً لكن العبارة الأخرى (كان المدير) فإنها على النقيض من ذلك، لا تفيد معنىً تاماً فهي تحتاج إلى (خبر) يتمم المعنى. ولذلك، سميت (كان وأخواتها) أفعالاً ناقصة.
تأمل الجدول الآتي للإلمام بالآتي: معنى الفعل الناسخ، وتصرفه (هل يأتي في صيغة المضارع والماضي والأمر أم له صيغة واحدة أو صيغتان؟)، وشروط عمله.
حالات تأخير خبر واسم كان وأخواتها
نتناول في هذا الموضوع ثلاث نقاط، هي:
(الأمثلة): المجموعة الأولى
1. وجوب تأخير الخبر.
2. وجوب تأخير الاسم.
3. امتناع تقديم الخبر على الأفعال المبدوءة بـ (ما).
(الأمثلة):
1. كان صديقي عدوي.
2. إنما كان المتنبي شاعراً.
3. كانت فاطمةُ أبوها تاجرٌ.
4. كان في الدكان صاحبه.
5. مازال المال وفيراً.
تمثل الأمثلة الثلاثة الأولى (1، 2، 3) حالات وجوب تأخير الخبر، ففي المثال الأول تلاحظ أن الإعراب غير ظاهر، فلا يمكن أن نضع علامة من علامات الإعراب على آخر هاتين الكلمتين (صديقي، عدوي) ولذا تعيَّن أن يكون الاسم هو الكلمة الأولى، والخبر هو الكلمة الثانية.
أما المثال الثاني فلاحظ فيه أن الخبر محصور فالجملة مبدوءة بـ (إنما) وهي من أدوات الحصر.
وكذلك المثال الثالث يتناول حالة أخرى من حالات وجوب تأخير الخبر، ألا وهي مجيء الخبر جملة، فقولنا (أبوها تاجر) جملة اسمية في محل نصب خبر كان.
المثال الرابع يبيِّن لنا الحالة التي يمنتع فيها تقديم الاسم على الخبر، وذلك إذا كان الاسم متصلاً بضمير يعود على بعض. فكلمة (صاحبه) تتضمن ضميراً وهو (الهاء) وهذا الضمير يعود على كلمة سابقة وهي (الدكان)، وكذلك لا يجوز أن نقول: كان صاحبه في الدكان.
وأخيراً يوضح المثال الخامس حالة امتناع تقديم الخبر على الأفعال المبدوءة بـ (ما).
كاد و أخواتها
كاد وأخواتها أفعال ناسخة تعمل عمل كان وأخواتها فترفع المبتدأ وتنصب الخبر بشرط أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع. (الأمثلة): المجموعة الثانية المجموعة الثالثة تقدم أمثلة المجموعة الأولى أفعال المقاربة (كاد، كرب، أوشك)، ويُقْصَد بذلك قُرْب وقوع الخبر. وتلاحظ أن هذه الأفعال وأخواتها ترفع المبتدأ، وتنصب الخبر. ويجب أن يكون خبرها فعلاً مضارعاً. والفعل (أوشك) يكثر اقتران خبره بـ (أنْ)، ويَقِلُّ ذلك في (كاد) و(كرب) ويأتي إعراب مثل هذا الجمل على هذا النحو: (انظر المثال الأول في المجموعة الأولى). لاحظ أمثلة المجموعة الثانية تجد أن أفعالها (عسى، حرى، اخلولق) تفيد الرجاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفعل (عسى) يكثر اقتران خبره بـ (أنْ) أما الفعلان (حرى، وخلولق) فيجب خبرهما بـ (أنْ). أما المثالان المذكوران في المجموعة الثالثة، فإنهما يفيدان الشروع أي بدء القيام بالفعل، ويضاف إلى (طفق، أنشأ) أفعال أخرى منها: عَلِقَ، أخذ، هَبَّ، بدأن ابتدأن جَعَلَ، قام، انبرى... إلخ. ويُلاحظ أن خبر هذه الأفعال لا يقترن بـ (أنْ). |
ظن وأخواتها أفعال ناسخة تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ والخبر، ويصبح المبتدأ مفعولاً أولاً والخبر مفعولاً ثانياً وسيستعرض هذا الموضوع (ظنَّ وأخواتها) وذلك بتناول حكمها ومعانيها وتصرفها.
(الأمثلة):
المجموعة الأولى
علمت الاجتهادَ طريقَ النجاحِ.
رأيت الباطلَ مهزوماً.
وجدت راحةَ الضمير نعمة.
دريت المباراةَ مؤجلةً.
ألفيت الصبر جميلاً.
جعلت العدلَ أساسَ الحُكْمِ.
تَعَلَّمْ الوقتَ سيفاً إنْ لم تقطعه قطعك.
المجموعة الثانية
ظننتتُ الكتابَ غالياً.
حسبت العملَ سهلاً.
خلت الفريقَ منتصراً.
زعمت الإجابة صحيحةً.
عددت خالداً أخاً.
حجا القائد الجنديَّ شجاعاً.
هَبْ المعجم مفيداً في التعلُّم.
المجموعة الثالثة
جعلت الأم الدقيق خبزاً.
اتخذ الشباب الإذاعة المدرسية وسيلة لتنمية مواهبهم.
تخذت الأمطار الجو رطباً.
رد اللاعب الهزيمة نَصْراً.
وَهَبَ الأميرُ الرعيّةَ أثرياء.
صَيَّرَت الرياضةُ البدينَ نحيفاً.
دقق النظر في أمثلة المجموعة الأولى تجد أنََّ كل مثال يبدأ بفعل من أفعال القلوب، ويُراد بها تلك الأفعال التي تتصل معانيها بالقلب، فلا تُرى أو تُلْمَس، كذا يقال لها أفعال اليقين. وهذا النوع من نواسخ الجمل الاسمية ينصب المبتدأ والخبر معاً، ويصبح المبتدأ هو المفعول الأول، والخبر هو المفعول الثاني. وتعرب مثل هذه الجمل على النحو الآتي: (أنظر المثال الأول في القسم الأول).
انتبه إلى أن الفعل (تَعَلَّمْ) فعل أمر معناه: اعلم، وهو فعل جامد
تأمل أمثلة المجموعة الثانية، تلاحظ أنها تبدأ بأفعال ناسخة تدل على الرجحان، ومعانيها قائمة – أيضاً – في النفس، ولا تدل على اليقين، لأنها تعبر عن حالة من الشك القريب من درجة اليقين. ونلفت انتباهكَ إلى أنّ الفعل (هبْ) فعل أمر جامد.
أما أمثلة المجموعة الثالثة التي تبدأ - أيضاً- بأفعال ناسخة، فإنها تفيد التحويل والتغيير من حال إلى حال آخر، وتُعْرَب على النحو الذي بيّنّاه من قبل.
الحروف الناسخة
نتناول في هذا الموضوع الحروف الناسخة وقد سميت بالحروف الناسخة، لأنها عندما تدخل على الجملة الإسمية يصبح المبتدأ اسماً لها والخبر خبراً لها، وعندما نتحدث عن الحروف الناسخة فإننا نقصد بذلك إن وأخواتها.
إن وأخواتها
نتناول في هذا الموضوع معاني إنَّ وأخواتها وأقسام خبرها وتأخيره، ودخول (ما) الحرفية عليها وكسر همزة إن وجوبا وكذلك فتحها وجوباً. معاني إنّ وأخواتها |
معاني أنَّ وأخواتها على هذا النحو: (إنَّ وأنَّ) يفيدان التوكيد، و(لكنَّ) تفيد الاستدراك، و(كأنَّ) يُراد بها التشبيه، و(ليت) تأتي للتعبير عن التمني، أما (لعلَّ) فهي للترجي.
(الأمثلة):
1. إن الدرسَ مفهومٌ.
2. الجاحظ دميم لكنه كاتبٌ بارعٌ.
3. كأنّ خالد بن الوليد أسدٌ.
4. ليت الشرَّ غيرُ موجودٍ في الأرض.
5. لعل فاطمة ناجحةٌ.
بدايةً لعلك لاحظت أنّ الحروف الناسخة (إنّ/ أنّ، لكنَّ، ليت، لعلّ) دخلت على الجملة الاسمية فنصبت المبتدأ وصار اسماً لها ورفعت الخبر، وصار خبراً لها.
بالنسبة لمعاني الحروف الناسخة المشار إليها سابقاً فإننا نستعمل (إنّ/ أنّ) لتأكيد الكلام. ففي المثال الأول لو اكتفيت بقولك: الامتحانُ سهلٌ، قد يشك المستمع في هذا الكلام، وحتى تتدارك هذا الأمر (الشك)، فبمقدورك أنْ تؤكد الكلام باستعمال (إنَّ) أو (أنَّ).
تأمل المثال الثاني تلاحظ أن الحرف الناسخ (لكنَّ) يفيد الاستدراكx ، فعند قولنا: الجاحظ دميم، قد يتوقع المستمع أننا سوف نواصل الحديث على هذا النمط بذكْر صفات سلبية. ولذا نستخدم (لكن) للاستدراك ونقل الكلام إلى معنى آخر مخالف.
ويُلاحظ في المثال الثالث أن (كأنَّ) تفيد التشبيه، فخالد بن الوليد – رضي الله عنه – بطل مِغْوار، ومِنْ ثَمَّ شُبِّه بالأسد.
ويأتي المثال الرابع ليقدم لنا حرفاً آخر من حروف النسخ يفيد التمنِّي، ويستخدم للتعبير عن المعاني التي لا يمكن تحققها ففي هذا المثال (ليت الشر غير موجود في الأرض) يُستبعد اختفاء الشر من عالمنا، لذا يجب أن نستخدم هذا الحرف الناسخ عند التعبير عن المعنى المستحيل.
وأخيرا فإننا نستعمل (لعل) للدلالة على الترجي، وذلك عندما يكون الشيء المترجَّى ممكناً ومن ذلك أن ترجو النجاح أو المال وغير ذلك.
أقسام خبر إنّ وأخواتها
(الأمثلة): اقرأ الأمثلة، وأمعن النظر في الكلمات التي فوق الخط .. فماذا تلاحظ؟ لعلك أدركت – من خلال دراستك في موضوع سابق – أنَّ الخبر في المثال الأول ليس جملة ولا شبه الجملة، ولذا يقال إنه خبر (مفرد). أما خبر (كأنَّ) فإنه جملة فعلية، ويأتي الإعراب على هذا النحو: (تقول) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل، في محل رفع خبر (كأنّ). لعلك استنتجت بعد قراءة المثالين الثالث والرابع أن الخبر شبه جملة. وإذا أردنا الدقة نقول إن شبه الجملة متعلق بمحذوف خبر (لعل) في المثال الثالث، وخبر (إن) في المثال الرابع. ولمزيد من الإيضاح نقدم إعراباً للمثال الثالث: |
||||||
دخول ما الحرفية على إنّ وأخواتها
|
ساحة النقاش