نموذج عبد اللطيف الجزار المطور للتصميم التعليمي
يتكون نموذج عبد اللطيف الجزار من خمس مراحل أساسية تتضمن:الدراسة والتحليل Analysis، والتصميم Design، والإنتاج والإنشاءProduction، التقويم Evaluation، ومرحلة الاستخدام Use.يمكن تطبيق هذا النموذج على مستوى درس واحد، أو على مستوى وحدة دراسية، أو على مادة دراسية أو مقرر كامل، ويتطلب تطبيق هذا النموذج المعرفة المسبقة بتكنولوجيا التعليم، والوسائط التعليمية.وهناك بعض الإجراءات التعليمية التي يجب أن تراعى عند تطبيق هذا النموذج، مثل الواقع التعليمي، والأهداف التعليمية، والمقاييس والاختبارات التي تستخدم للحكم على تحقق الأهداف، واستراتيجيات التعليم والتدريس، ومصادر التعلُّم، ودور كل من المتعلمين والعناصر البشرية الأخرى. ويتناول النموذج كذلك هيكل البناء الأولي، وعمليات التعديل والتقويم، والتغذية الرجعية التي تساعد في عمليات الترابط والتعديل في كل خطوات السير في بناء المنظومة التعليمية.
تخطيط النموذج:
أولا: مرحلة الدراسة والتحليل: Analysis
1- تحديد خصائص المتعلمين
يتم في البداية الخصائص الأساسية للمتعلمين كالمرحلة العمرية، وعدد المتعلمين، ونوعهم، والصف الدراسي، والمادة التي سيتم تدريسها.
التصنيف العقلي المعرفي:
يتم ذكر فئة المتعلمين وخصائصها وفقا لمراحل النمو العقلي عند بياجيه، وكذلك مرحلة النمو النفسي والاجتماعي التي ينتمي لها المتعلمين وفقا لتقسيم أريكسون، وذكر خصائص هذه الفئة. وفيما يلي سردا وتلخيصا لهذه المراحل وخصائصها:
مرحل النمو العقلي عند بياجيه:
افترض بياجيه في نظريته أن النمو العقلي يسير في تسلسل ثابت يمر به الأفراد، وهذا التغير متدرج مرحلي أي لا يمكن الوصول إلى مرحلة قبل المرحلة التي تسبقها، وكل مرحلة هي نتاج للمرحلة السابقة وإعداد للمرحلة التالية. وحدد أعمارا زمنية دقيقة وليست ثابتة لكل مرحلة عقلية. فالأساس عند بياجيه ليس التقسيمات الزمنية بل تدرج العمليات العقلية ومرحليتها.
1- مرحلة النمو الحسي الحركي (من بداية الميلاد حتى عمر سنتين):- يدرك الطفل في بدايته ما يحيط به من أشياء عن طريق الأفعال المنعكسة التي يولد بها, والممثلة في حواس النظر, والشم, والتذوق، واللمس، وعن طريق التفاعل مع هذه الاشياء حركيا. وتنمو قدراته المعرفية الأساسية عن طريق الخبرة والتجربة، والحس والحركة.- يتعلم الطفل فكرة دوام الأشياء أي الاعتقاد باستمرار وجود الشيء حتى وإن كان خارج الرؤيا، ويستمر ذلك حتى نهاية العام الأول.- تنمو لدى الطفل القدرة على التوصل إلى استعمالات جديدة لأشياء قديمة ليحل مشكلة ما.- يتطور في نهاية المرحلة يتطور الوعي بالذات باعتباره شيء مستقل عن البيئة المحيطة وتبدأ عملية اكتساب اللغة، وفي مدة قصيرة من 18-24 شهر يتحول من كائن عضوي يعتمد على استعدادات وراثية وحركات انعكاسية إلى شخص يستخدم التفكير الرمزي.
2- مرحلة ما قبل العمليات ( 2 إلى 7 سنوات):- تتكون في هذه المرحلة بعض مظاهر النمو العقلي منها: استخدام اللغة بشكل كبير و التعامل بالرموز.- من خصائص هذه المرحلة تكون المفاهيم أهمها مفهوم التصنيف (كاللون والنوع).3- يتمركز الطفل في هذه المرحلة حول ذاته، فيصف بياجيه تفكير الطفل في هذه المرحلة بأنه متمركز حول الذات (egocentric) فالأطفال يرون العالم من خلال تجاربهم ويجدون صعوبة في فهم وجهات نظر الأخرى والبديلة ولا يستطيع توقع كيف تبدو الأشياء بالنسبة للأخر. فالطفل ليس مشغول في نفسه بل دائم التركيز في نفسه.
3- مرحلة العمليات العيانية أو المحسوسة "المادية" (7- 12 سنة):- تمثل هذه المرحلة مرحلة التعليم الابتدائي، وفيها تنمو المهارات المعرفية، حيث يستطيع الأطفال القيام ببعض الأعمال العقلية كالجمع والطرح ذهنيا.- تزداد لدى الأطفال القدرة على التصنيف.- يتطور لدى الأطفال مفهوم ثبات الأشياء.- تنمو قدرة الطفل على الترتيب المتسلسل للأشياء على أساس بعد واحد فقط.- يفهم كثير من المصطلحات النسبية الدالة مثل (أطول، وأقصر).
4- مرحلة العمليات الصورية أو الشكلية (12 – 20 سنة):- تمثل هذه المرحلة مرحلة المراهقة، فتزداد قدرة الأفراد في هذه المرحلة على التفكير المجرد, فالمراهق يفكر في الأشياء الموجودة في ذهنه وعقله بعيد عن الأشياء المادية.- يستطيع المراهق استخدام عدد متنوع من العمليات المعرفيه في حل المشكلات، ويكون أكثر مرونة في التفكير والاستدلال, وتزداد القدرة على توليد الأفكار وإيجاد البدائل لحل مشكلة ما.
مرحل النمو النفسي والاجتماعي عند أريكسون:
قسم أريكسون مراحل النمو إلى ثمان مراحل على أساس النمو النفسي الاجتماعي، وقد أسس أريكسون تقسيمه على افتراض وجود أزمات نمو حرجة تظهر في مراحل النمو المختلفة. وهو يرى أن الفرد عليه أن يواجه تلك الأزمات في مراحلها ويتغلب عليها لكي ينتقل إلى المراحل التالية وإذا أخفق في مواجهة أزمة تظهر آثارها في المراحل التالية:1- الإحساس بالثقة مقابل عدم الثقة (0 – 18 شهر):- يعتبر أريكسون أن الاحساس بالثقة بالنفس والبيئة أول مكونات الشخصية السوية، وتظهر في السنة الأولى لأنها سنوات التواكل الكلي على الآخرين.- يتمثل الإحساس بالثقة في سهولة حصول الطفل على الغذاء، النوم، الراحة، اللذة. فإذا تحقق ذلك وثق بنفسه وبالآخرين، وذلك يتحقق من خلال أساليب التربية السليمة والجو العائلي المتماسك. والعكس يحدث في حال عدم توفير البيئة للأساسيات مما ينعكس على فقدان الثقة بالنفس والآخرين.
2- الاحساس بالاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشك (18شهر – 3 سنوات):- بعد أن يتمكن الطفل من زرع بذور الثقة بالنفس في المرحلة الأولى يبدأ بتأكيد الإحساس بالاستقلالية (من خلال القيام ببعض المهام بنفسه دون مساعدة الآخرين).- يلعب الجو الأسري والكبار دورا في تنمية الاستقلالية بإتباع أساليب التنشئة الأسرية التي تجمع بين الحزم والتسامح وتجنيبه مشاعر الخجل والشك في قيمته كشخص وجدوى أفعاله. بينما تولد الأجواء الاستبدادية وأساليب الحماية الزائدة مشاعر الشك والتبعية.
3- الاحساس بالمبادأة مقابل الاحساس بالذنب (3- 6 سنوات):- يسعى الطفل فيهذه المرحلة لاكتشاف العالم المحيط به والأشخاص المحيطين به والارتباط معهم والاقتناع بامتلاكه قدرة تمكنه من التأثير في الأشياء والحوادث.- يقحم نفسه ونشاطاته في المجال الخارجي. فاذا اعيق الفرد عن تحقيق مطالب وحاجات المرحلة فإنه يشعر بالذنب ويصبح انسان خائف متردد غير قادر على التعبير عن استقلاله (سلوك المبادأة).
4- الإحساس بالكفاية مقابل الشعور بالدونية (6 – 12 سنة):- تنمو في هذه المرحلة مهارات الطفل اللازمة للمشاركة في النشاطات المختلفة ليصبح فردا منتجا قادرا على التحصيل والانجاز.- اذا حقق الطفل نجاحات أكثر من الاخفاقات والفشل في المدرسة أو المنزل سينمو لديه شعور بالكفاية. ولو تعذر ذلك ينمو لديه احساس الدونية والنقص.
5- الإحساس بالهوية مقابل الإحساس باضطراب الدور ( 12- 18 سنة):- تبدأ تلك المرحلة مع المراهقة, حيث يبحث المراهق وباستمرار عن ذاته وهويته، ويتساءل باستمرار من أنا؟ من أكون؟ ما دوري في المجتمع؟- إذا تمكن المراهق من تحديد هويته وأهدافه يتمكن من توجيه امكاناته وقواه الذاتية لتحقيق أهدافه ويتمكن من حل مشكلاته. وفي حال لم يتحقق ذلك يحدث ما يسمى غموض الدور ويعجز عن التكيف. ويعبر عن ذلك الاخفاق باضطرابات وسلوكيات كالعصيان والتمرد والشك.
6- الإحساس بالألفة مقابل الإحساس بالعزلة (18- 35 سنة):- إذا تم يتعرف الفرد على هوية مستقلة في هذه المرحلة ودور واضح بنجاح فإنه يدمج هويته مع هوية الآخرين.- يبدأ الإحساس بالود والألفة مع الآخرين ومشاركتهم حياتهم ويتمكن من تحقيق الزواج الناجح والصداقة المتينة. وإذا أخفق في تحقيق مطالب المرحلة يكون الفرد أقرب للعزلة والفشل الاجتماعي.
7- الإحساس بالإنتاجية مقابل الاستغراق في الذات (35 سنة – التقاعد):- يفترض أن يكون الفرد قادر على العطاء والإنتاج والخلق سواء كان ذلك بالزواج أو الأبوة أو الابداع والابتكار.- يولد الاخفاق في تنمية الإنتاجيه الانغماس بالذات ويطلب من الآخرين التساهل معه.
8- الاحساس بتكامل الذات مقابل الاحساس باليأس (سنوات التقاعد- نهاية الحياة):- يتحقق احساس الفرد بتكامل الذات بعد نجاحه في المراحل السابقة. حيث تكمن جذور المرحلة في نجاح الفرد في تحقيق الثقة بنفسه والاستقلالية والانتاج الخلاق، والقدرة على تحمل المسؤولية والزعامة وقبول دوره في الحياة.- ينمو مفهوم ثابت عن الذات وفخر بالانجازات، والعكس يجده عندما يشعر الفرد باليأس والقنوط عند الفشل باجتياز الأزمات.
تحديد الحاجات التعليمية والغرض العام:
- يتم في هذه الخطوة تحديد النقص في الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية لدى المتعلمين، وما يتطلب إكسابه لهم في هذه الجوانب.- يتم كذلك تحديد قائمة بالحاجات التعليمية أو المهارات المطلوب إكسابها للمتعلمين.
المصادر والموارد المتاحة:
يتم في هذه الخطوة سرد الإمكانات والتجهيزات التعليمية المتوفرة والمتاحة والتي يمكن استخدامها لخدمة العملية التعليمية.وعادة ما يتوفر في المؤسسات التعليمية التجهيزات التالية:- معمل حاسوب، وما يتضمنه من:- أجهزة حاسب- أجهزة عرض داتا شو أو LCD- مكبرات صوت، ومايكروفونات.- شبكة حاسبات- وصلة إنترنت- برمجيات خاصةويتم سرد هذه الإمكانات والتجهيزات من خلال الجدول الآتي:
المصدر | النوع | إمكانية التوفر | الجهاز المستخدم |
ساحة النقاش