يلجأ المعلمون إلي قياس تحصيل طلابهم بغرض الحصول علي بيانات تستخدم كأسس أو معايير للتمييز بين هؤلاء الطلاب أو تصنيفهم أو توجيههم وإرشادهم تربويا وتعليميا إلي أنواع التعليم المناسبة لهم والمتوافرة ... ومن أهم هذه الوسائل التي يستخدمها المعلمون الاختبارات التحريرية سواء أكانت من صنعهم أم أنها اختبارات مصممة من قبل مؤسسات تعليمية معتمدة ومعترف بها , هذه الاختبارات يمكن تصنيفها بحسب استجابة الطالب عليها وطريقة التطبيق إلي ثلاثة أنواع هي :
1- الاختبارات التحريرية وتتضمن :
- الاختبارات المقالية .
- الاختبارات الموضوعية .
2- الاختبارات العملية ( الأدائية أو المعملية ) .
3- الاختبارات الشفهية .
وفيما يلي عرض لتلك الاختبارات التحريرية ( المقالية والموضوعية )
أولا – الاختبارات المقالية :
ويسمي هذا النوع من الاختبارات بالاختبارات التقليدية , وهو يعد من أقدم أنواع الاختبارات التحريرية وأكثرها انتشارا وشيوعا واستخداما في المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة وكذلك الجامعات لما له من صدي واسع عند واضعي ومعدو ذلك النوع من الاختبارات بسبب سهولة الإعداد والتطبيق علي أعداد كبيرة في وقت واحد مع قلة التكاليف , فضلا عن أن لهذا النوع من الاختبارات من مميزات إذا ما أعد لقياس مستويات عليا من العمليات العلقية مثل : التحليل والتركيب والتقويم وحل المشكلات ...
وفي هذا النوع من الاختبارات يسترسل الطالب في الإجابة المناسبة عن الأسئلة بطريقة تحريرية وبشئ من الحرية النسبية بحسب طبيعة الموقف في اختيار المادة التي يراها مناسبة , ومحاولا استدعائها من الذاكرة وتنظيمها وتنسيقها وتكاملها بالطريقة التي تحلو له ضمن نطاق السؤال المطروح , وعادة ما تبدا هذه الاختبارات بكلمات أو أفعال أمر مثل : ناقش , قارن , اشرح , علل , وضح , اذكر , استنتج , لخص , عدد , اكتب ما تعرفه عن ... ألخ , بهدف أن يجيب الطالب عن الأسئلة بألفاظة وأسلةبه الخاص , وقد تتراوح هذه الإجابة بين عدة سطور وبين عشرات الصفحات .
وبالرغم من من الانتقادات الشديدة الموجهة لهذا النوع من الاختبارات المقالية من قبل المسؤلين والعاملين والقائمين علي العملية التعليمية , وكذا المختصين في مجال القياس النفسي والتقويم التربوي , إلا أنها مازالت مدخلا واسعا وأسلوبا شائعا يستخدمه المعلمون لقياس تحصيل طلابهم رغم ما يكتنفها من عيوب وسلبيات كالذاتية الكبيرة المتضمنة في فهم الطالب للسؤال في إجابته عنه وفي تصحيح تلك الإجابات , فضلا عن استخدامها في غير موضعها حيث تستخدم لقياس الحفظ والتذكر بدلا من العمليات العقلية العليا .
وفيما يلي استعراض ومناقشة لأسس وشروط إعداد أسئلة المقال , ومجالات استخدام تلك الاختبارات المقالية , وعيوب الاختبارات المقالية , ارشادات لتحسين الاختبارات المقالية بحيث تكون أكثر موضوعية وأقل ذاتية في التصحيح , ومدي ارتباط موضوعية بشروط الاختبار الجيد والتي تتمثل أيضا في مناقشة شرطي الصدق والثبات , وشروط إعداد أسئلة المقال وما يستلزم مراعاته عند إعدادها.
أ- أسس كتبة الاختبارات المقالية بعامة :
- خصص لكل هدف من الأهداف التعليمية سؤالا يقيسه .
- اجعل أسئلتك واضحة ومفهومة , وبشكل يتطلب إجابة محددة وواضحة , وأن تفهم الأسئلة علي نحو واحد من جميع الطلاب .
- يفضل أن يبدأ السؤال بعبارت مثل : ( قارن بين ... من حيث ) ,( بين الأسباب التي أدت إلي ...) ,( بين لماذا ...) , وتجنب بقدر الامكان أن يبدأ السؤال بعبارات مثل : عدد – اذكر – متي – اكتب ما تعرفه عن – اشرح – لماذا – ما رأيك ؟
- قدر الزمن اللازم للإجابة علي جميع الأسئلة في الاختبار بما يتناسب والطالب المتوسط .
- اجعل الأسئلة متعلقة بأساسيات المادة وليس بالشاذ أو الغريب والهوامش أو المقدمة .
- ابتعد عن وضع أسئلة اختيارية , لأن هذا لن يسمح بالمقارنة بين الطلاب .
- اجعل أسئلتك ذات إجابات قصيرة , لأن هذا يساعدك علي وضع عدد أكبر من الأسئلة وبالتالي اختبارك أكثر صدقا .
- قدر الزمن المناسب اللازم للإجابة عن السؤال , وحدد الدرجات التي ستعطيها للسؤال .
- ركز علي قياس المهارات التي تلعب دورا في انتقال أثر التعلم إلي مواقف جديدة في الحياة .
- لا ترتجل وضع الأسئلة في صبيحة يوم الاختبار, أو في غرفة الصف , بل وفر لها وقتا كافيا للتفكير فيها وإعادة النظر إليها .
- راع مستويات الطلاب عند وضع الاختبارات ( أي مراعاة الفروق الفردية ) , ولتكن هناك أسئلة متنوعة من حيث الصعوبة ( أسئلة سهلة , متوسطة , صعبة ) ..ومن حيث الأهداف التي تقيسها ( معرفة , فهم , تطبيق , تحليل ...ألخ )
- استخدم الاختبارات امقالية إن كان غرضك التعرف علي قدرة الطلاب علي استدعاء المعلومات , ومناقشة الحقائق مناقشة موضوعية والتعبير بوضوح وترتيب سليم ,ومدي تكامل الأفكار والربط بينها
- عدم كتابة سؤال تعتمد إجابته علي ما قبله .
- أن يتم وضع إجابة نموذجية لكل سؤال للتأكد من سلامة صياغة السؤال , وتحديد المطلوب من السؤال بشكل دقيق , وتحديد الوقت اللازم للإجابة عن السؤال , وتقدير الدرجات الخاصة بكل سؤال في ضوء مقارنة أهميتة بأهمية الأسئلة الأخري بالاختبار .
- يجب ألاتكون عبارة السؤال منزوعة بحرفيتها من المقرر لأن الهدف من السؤال هو قدرة التلميذ علي توظيف المعرفة وليس مجرد استدعاء معلومات كما وردت في الكتاب المقرر .
( ب ) شروط إعداد الأسئلة المقالية :
- أن تكون المشكلة في السؤال محددة وغير غامضة .
- استخدام الكلمات التي تؤدي إلي نفس المعني لكل الطلاب .
- وضع أسئلة كثيرة بحيث تغطي كل المنهج , وأن تكون مناسبة لزمن الامتحان .
- وضع أسئلة المقال لقياس الأنماط العليا من التفكير , ومناقشة الأفكار المركبة مع الابتعاد عن أسئلة الحفظ والتذكر .
- وضع أسئلة تتطلب إجابات قصيرة ومحددة
- تحديد درجة كل سؤا بناء علي عناصر الإجابة المتوقعة للسؤال .
- قيام أكثر من مصحح بتصحيح السؤال الواحد , أو قيام كل مصحح بتصحيح سؤال واحد فقط بورقة الإجابة .
- أن يجيب الطلاب عن كل أسئلة الاختبار كاملة , أي جعل كل الأسئلة اجبارية دون اختيار .
- صياغة الأسئلة بأسلوب بسيط حتي يتمكن الطلاب من فهم المطلوب
- أن تكون الأسئلة مرتبطة بأهداف المقرر ارتباطا وثيقا .
- إعادة اللنظر في صياغة الأسئلة بعد وضع الإجابة النموذجية لها .
ويلاحظ أن الشروط السابقة تعكس ضرورة الاهتمام بالأسئلة المقالية ذات الإجابات القصيرة ( المحددة ) , حيث يؤدي ذلك إلي إمكانية وضع أكبر عدد من الأسئلة في الاختبار الواحد , كما أن الإجابة عنها تكون محددة بنقاط معينة لا تستغرق وقتا طويلا في التصحيح .
(جـ) مجالات استخدام الاختبارات المقالية والغرض منها :
- قياس حجم معارف اطالب في مادة ما , وقدرته علي استدعائها من الذاكرة .
- قياس القدرة التعبيرية للطالب , وقدرته علي إنتقاء الأفكار وربطها وتنظيمها وتسلسلها والتعبير عنها بفعالية .
- توجيه انتباه اطالب إلي قطاعات كبيرة وجوانب متكاملة من المادة الدراسية , وليس إلي أجزاء من المعلومات التي يكون فيها رابط المعني ضعيفا .
- تقييم القدرة الإبداعية والأصالة الذاتية عند الطالب , فالقدرة علي تنظيم المادة وتنسيقها والقدرة علي صياغة الفروض المناسبة تعطي فكرة عن جوانب الإبداع الشخصي لدي الطالب .
- قياس ميول واتجاهات الطلاب وآرائهم وقيمهم من خلال مناقشتهم للقضايا التي تتناول الأسئلة .
- التعرف إلي خصائص شخصية معينة لدي الطالب , حيث أكد " سمز ( Sims) علي قيمة الاختبارات المقالية كوسيلة اسقاطية تشير إلي أن إستجابات الطالب للاختبار يمكن أن تزودنا بإشارات وتلميحات عن دينامية الوظيفة العقلية لديه , ولكننا عادة ما ننظر إلي هذه الاختبارات كوسيلة لقياس تحصيل الطالب أكثر منه كأداة لتفسير شخصيته .
- قياس الأهداف التدريسية ( التعليمية ) المحددة والأهداف التربوية التي يكون التعبير الكتابي مهما فيها , كإجراء مقارنة بين شيئين أو تكوين رأي والدفاع عنه , أو بيان العلة أو السبب , أو التحليل , أو اقتراح حلول للمشكلات .
- عندم يكون وقت إعداد الاختبار محددا , وعندما يكون عدد التلاميذ قليلا .
- عندما تكون تكاليف طباعة الاختبارات الموضوعية مرتفعة ولا تسمح الامكانات المادية بذلك .
(د) مميزات الاختبارات المقالية :
- يتم إعدادها بسرعة وسهولة , مما يوفر الكثير من وقت المعلم وجهده
- تطلق حرية الطالب في معالجة الأسئلة بألفاظة الخاصة وتنظيم الأفكار وربطها ببعضها البعض , وترتيب المعلومات واستخلاص انتائج ضمن حدود الأسئلة المطروحة عليه .
- يبرز الطالب من خلالها قدرته علي الابتكار وعلي اختيار الحقائق والافكار المتعلقة بالاختبار وتنظيمها في كل متناسق بصورة متكاملة , أي يمكن استخدامها لقياس القدرة علي التفكير والتنظيم والتطبيق والابتكار والتقويم وبالتالي فهي تستخدم لقياس نواتج التعلم المختلفة والعمليات العقلية العليا.
- تساعد علي الكشف عن قدرة الطالب علي التحليل والتفسير والنقد وإبداء الرأي الشخصي وإصدار الأحكام .
- توفر للطالب أسلوب تعلم جديد عن الممارسة الفعلية في مناقشة المفاهيم وتحليلها والتأليف بين أجزاء المادة تأليفا منطقيا .
- تميز بين التلميذ المستوعب للمادة والتلميذ الذي يعتمد علي حفظ المادة حفظا صما .
- الإجابة عن عدد قليل من الأسئلة إجابة كاملة ودقيقة .
- قياس أهداف تربوية بعيدة أرقي من الأهداف التي تقيسها الاختبارات الأخري , فاقدرة علي وضع الفروض وصياغتها وتعميم الخبرات إلي الميادين والمواقف الجديدة التي لايمكن أن تقوم بها إلا الاختبارات المقالية .
- تحتاج إلي نوع من الاستعداد أشمل وأكثر فائدة للطلاب منه في حالة استعدادهم للاختبارات الموضوعية .
(هـ) عيوب الاختبارات المقالية :
- درجة الصدق فيها ضعيفة ( عدم الصدق ) حيث قلة عدد الأسئلة التي لا تتناول إلا عينة صغيرة من موضوعات الدراسة وأهدافها , ولاتغطي جميع أجزاء المادة , فالطالب الذي يحصل علي (90%) في اختبار ما , لا يعني أنه يعرف ( 90%) من المادة التي وضع فيها الاختبار , وإنما من المادة التي غطتها الأسئلة فقط , مما يعني افتقارها لصفتي الشمول والتمثيل لمحتوي المادة الدراسية .
- تلعب الصدفة أو الحظ دورا كبيرا في نجاح الطالب أو تفوقه فينجح الطالب إذا جاءت الأسئلة من المواضع أو الأجزاء التي استذكرها , ويرسب إذا جاءت من الأجزاء التي لم يستذكرها أو يدرسها .
- تتيح هذه الاختبارات للطالب مجالا للمراوغة , فيجيب علي معلومات ليس لها علاقة بالاختبار , ويستخدم أساليب متنوعة ليوحي للمعلم تمكنه من لمادة , فيكتب الصفحات الطوال دون أن يكون لها أدني علاقة بالمادة , ومع ذلك يحصل علي درجات بدلا من أن يأخذ صفرا , وهذا ما يؤكد عدم الموضوعية في تحديد الدرجات أثناء التصحيح , فقد تتراوح درجات الإجابة الواحدة من الدرجة شبه النهائية إلي درجة الرسوب وذلك باختلاف المصحح .
- يتطلب الاختبار المقالي كتابة عدد من الصفحات في وقت محدد , مما يجعل الطالب يميل إلي الحفظ كي يجيب عن أسئلة ااختبار في هذا الوقت , فضلا عن أن بعض الأسئلة تشجع علي الحفظ أكثر من الفهم مثل : اذكر , عرف , متي , لخص , عدد ...ألخ .
- اختلاف أمزجة امعلمين واتجاهاتهم عند التصحيح , فهناك معلم متشدد وآخر متسامح ومتعاطف مع الطلاب .
- أثر الهالة : فإذا عرف المعلم اسم اطالب الذي يصحح ورقته فإن الصورة اعالقة بذهن المعلم عن هذا الطاب تؤثر في تقديره وبالعكس إذا كان الطالب ضعيفا أو مشاغبا فقد يجور عليه .
- يتأثر المعلم في تقديره لدرجات الطالب بإجابة الطالب في السؤال السابق , فإذا كانت إجابة الطالب عليه جيدة يتساهل معه في السؤال اللاحق , كما تتأثر درجة الطالب في كثير من الأحيان بالزيادة أوالنقص بمستوي إجابات زملائه اللذين يصحح المعلم أوراقهم قبل ورقته , فقد يعطي المعلم تقديرا " جيدا جدا أو ممتازا " لورقة إجابة متوسطة , إذا كان قد قرأ قبلها مجموعة أوراق ذات إجابات سيئة .
- يتأثر المصحح ( المعلم ) في تقديره لدرجة الطالب بعدة عوامل مثل : خط الطالب , والإملاء والنظافة والترتيب ...ألخ , فكثيرا ما ي}ثر جمال الخط والأناقة والترتيب والتنظيم ...علي المصحح فيعطيه انطباعا حسنا مما يؤثر علي الدرجة التي تعطي للسؤال , وكثيرا ما يكون لرداءة الخط , وقبح الأسلوب تأثيرا سيئا علي المعلم , لدرجة إغفاله بعض العناصر الجيدة في الإجابة .
- غموض بعض الأسئلة , وربما تكون مبهمة , ويتضح ذلك من كثرة استفسار الطلاب عنها , كما أن فهمها يتم من قبلهم بأشكال مختلفة ومتباينة , مما قد ينجم عنه عدم تمكن بعضهم من فهم ما تتطلبه الأسئلة ومن إعطاء الإجابة الصحيحة , لا بسبب ضعف مستواهم بالمادة المقاسه , وإنما نتيجة لعدم وضوح المطلوب من السؤال لديهم .
- تأخذ من اطالب وقتا طويلا في كتابة الإجابات , هذا الوقت يمكن أن يستعمله الطالب في إظهار قدرته علي معرفة المادة والتعرف علي الإجابة الصحيحة لوكانت الأسئلة موضوعية .
- تلعب المهارات اللغوية العليا ( المرتفعة ) للطالب , والتي تتمثل في قدرته علي التعبير الكتابي , وعرض المعلومات والربط بينها , دورا كبيرا في حصوله علي درجات مرتفعة علي إجابات قد لا تتضمن أفكار جوهرية أو رئيسه أو موضوعات ذات قيمة , مما يعني أن أسلوب الإجابة ونمطها قد يؤثر علي كم الدرجات المعطاه بغض النظر عن سلامة المضمون ودقته .
- تدخل عناصر ذاتيه في التصحيح تؤدي إلي انعدام التجانس والتوافق والانسجام بين تقديرات المصححين بل حتي بين تقدير المصحح نفسه من مرة إلي أخري , وقد بينت الدراسات السابقة أن نفس الإجابة لسؤال معين حصلت علي درجات /تقديرات مختلفة اختلافا بينا عند عرضها علي عدد من المصححين كل علي حدة , فضلا عن أنها أكثر الاختبارات قابلية للتحيز
- يستغرق تصحيحها وقتا طويلا , نظرا لطول الإجابات الناجم عن وجود اعتقاد لدي بعض الطلاب بأن الكم له تأثير علي ارتفاع الدرجات , حتي لو أن هذا الكم لا علاقة له بالإجابة المطلوبة , ولا يخفي ما يترتب علي ذلك من إرهاق للمعلم واستنزاف للكثير من وقته وجهده كما قد يضطر إلي أن يصحح الاختبار علي أكثر من جلسة , مما ينسيه أسس التصحيح .
- لا تزود المعلم والطلاب بالتغذية الراجعة المناسبة , مما يحول دون قيام الطالب بمحاولة علاج نقاط الضعف , ويحول دون قيام المعلم بتحسين ممارساته التعليمية .
- يصعب إخضاع نتائج هذه الاختبارات لطرق البحث والإحصاء بسبب صعوبة وضع معايير واضحة لأداء التلاميذ/الطلاب عن أسئلتها .
(و) ارشادات لتحسين الاختبارات المقالية :
فيما يلي عدد من المقترحات والارشادات لتحسين مهارة إعداد الأسئلة المقالية أو الاختبارات المقالية من حيث : مهارة وضع الأسئلة وصياغتها , وطرق تصحيح الأسئلة وتقدير الدرجات بحيث تكون أكثر موضوعية وأقل ذاتية في التصحيح حيث ترتبط موضوعية الاختبار بشروط الاختبار الجيد والتي تتمثل في الصدق والثبات .
أولا – بالنسبة لمهارة وضع الأسئلة وصياغتها :
- حدد الأهداف التعليمية للمادة ( أهداف تدريس المادة ) المراد قياسها والتي يمكن تحقيقها بحيث تكون شاملة لمستويات الأهداف من معرفة وفهم وتطبيق وتحليل وتركيب وتقويم .
- حلل المنهج أو المقرر الدراسي ثم صنف المحتوي إلي عناوين وموضوعات رئيسه ثم ضع الأسئلة لتكون شاملة قدر الإمكان لجميع أجزاء المحتوي والأهداف التعليمية الخاصة , ويفضل أن يخصص لكل هدف من الأهداف سؤالا يقيسه .
- حدد عدد الأسئلة في الاختبار مراعيا أهمية كل سؤال قبل البدء في كتابته .
- اجعل أسئلتك واضحة المعني ومفهومة جيدا علي نحو واحد من جميع الطلاب , وبشكل يتطلب إجابة محددة , موضحا للطالب ما تريده , وماذا تريد أن تعرفه عن مهارات الطالب في التحصيل فبدلا من أن تسأل هذا السؤال : " ناقش بالتفصيل أنواع الأسئلة الاختبارية موضحا رأيك فيه ؟" -هذا السؤال غير محدد – اجعل السؤال علي النحو التالي " قارن بين الأسئلة المقالية والأسئلة اموضوعية من حيث مزايا وعيوب كل منهما " . فصياغة السؤال بالصورة الأخيرة لا يساعد الطالب علي تحديد إجابته فقط بل يساعد علي إيجاد نوع من الاتفاق والتجانس والنسجام في تقدير المصححين .
- حدد الزمن اللازم للإجابة عن جميع الأسئلة في الاختبار , وتأكد من أن لا تكون الأسئلة أكثر أو أطول من أن يجيب عنها الطالب المتوسط في ازمن المحدد .
- ابتعد عن وضع أسئلة اختيارية لأن هذا لن يسمح بالمقارنة بين الطلاب اللذين أجابوا عن أسئلة مختلفة , ولكن اجعل أسئلتك إجبارية حتي لا يلجأ الطلاب إلي حذف أجزاء من المادة علي افتراض أنهم سوف يختارون الإجابة عن الأسئلة التي تم مراجعتها واستذكارها فقط .
- اجعل أسئلتك ذات إجابات محددة قصيرة لأن هذا يساعدك علي وضع عدد أكبر من الأسئلة وبالتالي يكون اختبارك أكثر صدقا في اوظيفة التي يقيسها ولا تجعله بأية حال من الأحوال من الاختبارات ذات السؤال الواحد أو السؤالين لأن هذا يجعل اختبارك لا يصلح بأي معيار أن يكون مقياسا جيدا للتحصيل وشاملا ولا يقضي علي عامل النجاح بالصدفة أو الحظ ولا يحقق الموضوعية في التصحيح .
- ركز علي قياس المهارات التي تلعب دورا كبيرا وفعالا في انتقال أثر التعلم إلي مواقف جديدة في الحياة .
- اجعل الأسئلة متعلقة بأساسيات المادة ادراسية وليس بالشاذ أو الغريب أو الهوامش أو المقدمة .
- عدم كتابة سؤال تعتمد إجابته علي ما قبله , حتي يعطي للطالب الفرصة الكاملة للإجابة عن كل سؤا بشكل مستقل .
- اخف أية بيانات يمكن أن تحدد شخصية الطالب , حيث تؤثر هذه المعلومات علي الدرجات التي يعطونها للطلاب .
ثانيا – بالنسبة لطرق تصحيح الأسئلة وتقدير الدرجات :
نظرا لما يؤخذ علي الأسئلة امقالية بأنها تتصف باذاتية وقابليتها للتحيز من جانب المصحح حيث نجد أن درجة الطالب تتوقف علي المصحح وحالته المزاجية فقد نجد أن طالبا ما قد ينجح عند مصحح ويبرسب عند مصحح آخر ومن ثم فهناك مجموعة من طرق المقترحات أو الارشادات لمعالجة وتحسين طرق تصحيح هذه اسئلة أو الاختبارات من أهمها ما يلي :
(أ) التصحيح وفق الطريقة التحليلية : ويتم ذلك حسب ما يلي :
- ضع إجابة نموذجية لكل سؤال وقسم إجابة كل سؤال إلي عناصر أو أجزاء واجعل لكل عنصر جزءا من الدرجة المخصصة لهذا السؤال وتمسك بذلك .
- حدد ادرجة المخصصة لكل سؤال واكتبها في ورقة الأسئلة فمن حق الطالب أن يعرف ذلك حتي يحسن توزيع وقته وجهده أثناء الإجابة فمن غير المعقول أن يضيع الطالب أكثر من نصف الامتحان للإجابة عن سؤال مخصص له (10%) من الدرجة الكلية للاختبار , فمعرفة الطاب لقيمة الدرجة ربما يجعلة يقتصر في الإجابة عن مثل هذا السؤال ليوفر وقته ويستغله في الإجابة عن أسئلة أخري محدد لها درجات أكثر , كما أن تحديد الدرجة علي كل سؤال يساعد الطالب علي تجميع أفكاره وانتقاء المعلومات المهمة والرئيسه .
- اقرأ عدد من أوراق إجابات الطلاب قبل التصحيح للتأكد من أن السؤال كان مفهوما من قبل جميع الطلاب وقارن بين إجاباتهم بالإجابة النموذجية فقد يذكر الطلاب نقاطا لم يأخذها المصحح بعين الاعتبار وبذلك فقد تستطيع التعديل أو إعادة النظر فيها إذا رأيت ذلك مناسبا .
- عند التصحيح , صحح كل سؤال علي انفراد في جميع الأوراق ولجميع الطلبة ثم السؤال الثاني أيضا في جميع الأوراق وهكذا ...حتي تنتهي من تصحيح جميع الأوراق فهذا الأسلوب يساعد امصحح علي تذكر أسس التصحيح الخاصة بكل سؤال ومقارنة إجابات الطاب بها ومن ثم المحافظة علي مستوي واحد في التصحيح , وكذلك حتي لا يتأثر تقديرك للدرجة بفكرتك السابقة عن الطالب مما يكفل الموضوعية في تقديراتك بدلا من تصحيح ورقة ورقة بصورة كاملة .
- تجنب تماما عدم معرفة اسم الطالب الذي تصحح له ورقته وكل ما يستدل منه علي هويته لتخلص من أثر الهالة وما ينتج عن ذلك من محاباه أو تحيز وحتي لا تتأثر بفكرتك عنه أو بشخصيته أو بأية عوامل أخري خارجة عما كتبه في ورقته .
- يجب الاهتما بالمعلومات المطلوبة عند التصحيح وأن لا يأخذ في الحسبان الأسلوب والخط والإملاء والإعراب ومالم يكن هذا من صميم اهتمام الاختبار كاختبار اللغة مثلا وما تتطلبه من مثل هذه الأمور المهمة ويكتفي بلفت نظر الطالب وانتباهه إليها ولا يحاسب نفسه عليها .
- يفضل تصحيح جميع أوراق الإجابة في جلسة واحدة ما أمكن ذلك وذلك لضمان تشابه الظروف التي يتم فيها التصحيح ومن أهمها الحالة المزاجية والنفسية للمعلم أو المصحح .
- يستحسن إذا كان ممكنا أن يساعد المصحح أحد الزملاء ممن يدرسون المادة نفسها , في إعادة تصحيح بعض الإجابات حتي يعطيه تغذية راجعة عن مدي صلاحية عمليات التصحيح اتي قام بها .
(ب) التصحيح وفق الطريقة الكلية :
وتعتمد هذه الطريقة علي قيام المصحح بقراءة مجموعة الأوراق الامتحانية ثم تصنيفها إلي عدة فئات حسب مستوي كل منها , بناء علي الانطباع العام الذي يتكون لديه ( المصحح ) نتيجة قراءة كل ما جاء في ورقة الامتحان كوحدة واحدة واعطاء تقدير أو درجة كلية علي الإجابة فإذا كان الغرض من الاختبار يتطلب توزيع اطلاب إلي مستويات مختلفة مثل : ممتاز , متوسط أوعادي , ضعيف , ومن ثم يصبح لدينا ثلاث فئات من الأوراق هي : فئة الممتازين وتضم الأوراق ذات الدرجات العيا , ثم فئة المتوسطين وتحتوي علي الأوراق ذات الدرجات المتوسطة , ثم فئة الضعفاء وتتضمن الأوراق ذات الدرجات الضعيفة أوالدنيا , وفي ضوء هذاه الطريقة يمكن المقارنة بين تعليقات مشجعة وتعزيزية مثل : ممتاز , جيد جدا , منظم , حاول أن تعمل أحسن في المرات القادمة , مرتب ونظيف ...ألخ وأحيانا تسمي هذا الطريقة بالطريقة الانطباعية أو النسبية .
(جـ) طريقة مزج الطريقتين ( الكلية والتحليلية معا ) :
وهناك من يمزج بين الطريقتين – الكلية والتحليلية معا – حيث يتم تصنيف الأوراق أولا طبقا للطريقة الكلية أي حسب الانطباع العام لمستوي هذه الأوراق ثم تصحح بالطريقة التحليلية .
(ز) صدق وثبات أسئلة المقال :
لتحقيق صدق وثبات اختبار المقال يجب أن يشتمل الاختبار علي عدد كبير من الأسئلة الممثلة لمحتوي المقرر وذلك لأن عدد أسئلة الاختبار يؤثر بدرجة كبيرة علي صدقه وثباته , ومن ثم فإن أول خطوه في إعداد اختبار المقال هي تحديد الأهداف التعليمية بصورة إجرائية في صورة جدول المواصفات حتي يمكن مراعاة تلك المواصفات في وضع أسئلة اختبار المقالوالتي يجب أن تغطي معظم الأهداف التعليمية ( الإجرائية ) .
وحيث أن الغرض من اختبار المقال هو قياس قدرة الطلاب علي إعطاء الإجابات وتنظيمها بطريقة تكاملية ومبتكرة إلا أنه في الواقع يستغرق الطلاب معظم وقت الامتحان في محاولة تذكر المعلومات واستدعائها أكثر من تنظيمها وصياغتها في صورة مبتكرة , ومن ثم فإن الاختبار لا يؤدي الغرض الذي وضع من أجله وهو قياس العمليات العقلية العليا المراد قياسها بل أصبح يركز علي عمليات الحفظ والتذكر والاسترجاع وهذا لا يؤدي إلي حل مشكلة صدق الاختبار التي تعتمد علي زيادة عدد الأسئلة التي تغطي محتوي المنهج أو المقرر والأهداف التعليمية .
أما بالنسبة لمشكلة ثبات ااختبار فتشمل جانبين هما :
ثبات المصحح , وثبات الأداة نفسها , ومن الممكن حل مشكلة ثبات المصحح ( المتمثلة في الذاتية ) باشتراك أكثر من مصحح للسؤال الواحد وحساب متوسط درجات امصححين حتي يمكن أن نقلل من ذاتية المصحح , وقد أكدت نتائج الدراسات السابقة أن هناك الكثير من العوامل المؤثرة علي تقدير الدرجات من بين أهمها : تنسيق كراسة الإجابة وتنظيمها , وجودة الخط ووضوحه , التعبير الصحيح لفظيا , الأخطاء الإملائية , تنسيق الإجابة ...وغيرها من العوامل العديدة الأخري مما يؤثر علي المصحح وتقدير الدرجات . وبالنسبة لثبات الأداة نفسها ( الاختبار ) فإنه أمر غير مضمون حتي ولو كان ثبات المصحح مرتفعا وذلك لأن ثبات التصحيح لا يعني اتساق الاختبار , حيث أنه يمكن وضع الكثير من الأسئلة لقياس نفس الهدف ولكن كل سؤال يقيس عمليات عقلية مختلفة , وقد أكدت نتائج الدراسات السابقة أن ثبات الأداة بطريقة الصور المتكافئة بلغ ( 60%) بينما ثبات التصحيح باستخدام أربعة مصححين لكل سؤال بلغ ( 73%)
ومن المعروف لدينا أن اختبارات المقال تستغرق وقتا طويلا ولكي يخقق المصحح ثباتا في تقدير الدرجات يجب أن يعطي وقتا أطول في عملية التصحيح كما يجب أن يعد المصحح نموذج " إجاية نموذجية " كاملا لكل سؤال علي حدة قبل إجراء عملية التصحيح حتي ولو كان هو أستاذ امادة وتكون تلك الإجابة هي " معيار " الحكم علي إجابات الطلاب ويقترح استخدام إحدي الطرق سافة الذكر في التصحيح لتحقيق أكبر قدر ممكن من الموضوعية والثبات .
ثانيا – الاختبارات الموضوعية :
وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي يتم الإجابة عنها عن طريق الاختيار بين مجموعة البدائل أو الاستجابات المتعددة اتي تلي كل سؤال وتسمي أسئلة هذا النوع من الاختبارات بأسئلة " التعرف " ومن أنواع هذه الأسئلة ما يلي :
1- أسئلة التكميل .
2- أسئلة الصواب والخطأ .
3- أسئلة الاختيار من متعدد .
4- أسئلة المقابلة أو المزاوجة .
وكثيرا ما تستخدم هذه الأنواع من الأسئلة في الاختبارات امدرسية لسهولة استخدامها وتصحيحها ولأهميتها في عملية التقويم الأساسي فضلا عن إمكانية استخدامها في جميع المقررات الدراسية وكذا ارتباطها إلي حد كبير بالأهداف التعليمية الإجرائية في جميع المستويات المعرفية ويعتمد اختيار أنواع الأسئلة المناسبة بهذه الاختبارات علي الركائز الآتية :
- نوع المعلومات المطلوب تقييمها
- طبيعة المحتوي العلمي للمقرر أو الموضوع نفسه .
- الأهداف اتعليمية المراد تحقيقها من محتوي الموضوع .
- الوقت المحدد لأداء الاختبار ( زمن تطبيق الاختبار )
- المستوي العلمي للطلبة الذين سيوضع لهم الاختبار
وتعرف الاختبارات الموضوعية بأنها تلك الاختبارات التي تخلو أسئلتها من الذاتية مما يعني أنها تتحرر من ذاتية المصحح عند تقديره لدرجات اطلاب وتحقيق الموضوعية ولهذه الأنواع من ااختبارات مميزات عديدة من بينها ما يلي :
- لا تحتاج إلي الكثير من اوقت عند الإجابة عن أسئلتها
- سهولة وسرعة تصحيح الإجابات مما يمكن المعلمين من تقديم التغذية الراجعة لتلاميذهم بصورة فورية .
- سهولة تغطية محتوي المقررالدراسي وباتالي فهي تغطي معظم الأهداف التعليمية للمحتوي الدراسي وبذلك تعد أكثر شمولية .
- سهولة إعداد الأسئلة وصياغتها , مما يجعل الهدف منها واضحا والإجابة عليها محددة مما يقلل من غموض الأسئلة وصعوبتها بدرجة كبيرة .
- لا تتأثر بقدرة الطالب اللفظية أو التعبيرية أو سوء خطه أو تنظيمه لورقة الإجابة أو أخطاءه الإملائية والنحوية ,...ألخ فالاستجابات تعتمد علي التعرف علي الإجابة الصحيحة من بين الإجابات المعطاه .
- الموضوعية في تصحيح الإجابات وتقدير الدرجات وكذا موضوعية النتيجة انهائية
- عدم تأثير عامل الخداع في النتيجة النهائية للطالب فالإجابة عن كل سؤال محدد جيدا ومعروفه ولا تحتاج سوي اختيار حرف معين أو وضع علامة أو كتابة كلمة ...ألخ .
وكما أن لهذا النوع من الاختبارات مميزات كثيرة فله أيضا نصيب من العيوب ينبغي التنويه عنها كي نضعها موضع الاعتبار عند تصميم تلك الاختبارات وإعداد أسئلتها ومن بين تلك العيوب ما يلي :
- إلغاء عملية التفكير والتنظيم والقدرة التعبيرية وكذلك القدرة علي الابتكار والابداع والتفسير لدي الطلاب فالإجابات محددة ومعطاه عقب كل سؤال بورقة الإجابة .
- يحتاج معدو ومصممو هذه الأنواع من الاختبارات إلي التدريب الجيد علي مهاراة إعداد أسئلة تلك الأنواع بطريقة جيدة .
- يحتاج إعداد وبناء بدائل الإجابة الجيدة عن الأسئلة إلي وقت وجهد كبيرين وبخاصة إذا كانت هذه الأسئلة تقيس مستويات عقلية عليا .
- عدم توافر فرصة تعبير الطالب عن نفسه أو عن رأيه عند الإجابة الصحيحة
- ارتفاع أثر التخمين فعند عجز الطالب عن معرفة الإجابة الصحيحة فإن أول ما يفكر فيه هو اختيار الإجابات عشوائيا من بين بدائل الإجابات المعطاه عقب كل سؤا , وبخاصة في أسئلة الصواب والخطأ
وفيما يلي استعراض ومناقشة لهذه الأنواع من ااختبارات أو الأسئلة الموضوعية :
( 1) اختبارات التكميل أو الاستدعاء COMPLET TEST
وهي تعتبر من الاختبارات الواقعة في الوسط بين الاختبارات المقالية والموضوعية فهي تتطلب الكتابة وكذلك تتدخل في تصحيحها ذاتية المصحح مثل الاختبارات المقالية , كما أنها تشارك الاختبارات الموضوعية في الشمول والسهولة النسبية في التصحيح , حيث تتطلب من المفحوص إجابات قصيرة بكلمة أو بكلمات معينة حتي يكتمل معني الجملة أو العبارة , وغالبا ما يطلق علي هذا النوع من الاختبارات بالاختبارات شبه الموضوعية حيث تقع بين أسئلة الاستدعاء ( المقال ) وبين أسئلة التعرف ( الموضوعية ) ويستخدم هذا النوع من ااختبارات لقياس مستويات بسيطة من الأهداف مثل : تذكر الرموز أو المصطلحات والأسماء والتواريخ والأحداث وحل المسائل العددية ويغلب استخدامه في المرحلة الابتدائية أكثر من غيرها , ويمكن استخدامها في قياس الفهم أيضا ,كما يستخدم في استدعاء الحقائق والمعلومات وتذكرها مثل الحقائق العلمية والأدبية كمعاني المفردات وتحديد التعاريف وتفسيرها أحيانا .
وهناك نوعان من أسئلة التكميل هما :
(أ) سؤال سهل مباشر يتطلب كتابة إجابة بسيطة في نهاية السؤال
(ب) سؤال تكميلي يتطلب وضع الإجابة في المكان الخالي
وهناك مميزات لأسئلة التكميل عن أسئلة الإجابات القصيرة أو الأسئلة الموضوعية الأخري , والميزة الأساسية هي أن أسئلة التكميل تقلل من أثر التخمين لأن الطاب لا يختار إجابة من الإجابات المعطاه له بل يقوم بوضع إجابه من عنده , ولذاك فإن أسئلة التكميل من أحسن الطرق لقياس ( تقييم ) الأهداف التربوية في المستوي الأول من تصنيف بلوم ( المعرفة ) إذ أنه يجب أن يكون لدي الطالب مقدار معين من المعلومات والحقائق قبل أن يستطيع الإجابة عن تلك الأسئلة .
والميزة الثانية هي أن هذا النوع من الأسئلة يتفق مع طريقة التدريس الواقعية ( طريقة سقراط التي تأخذ صورة سؤال وجواب ) ومن ثم فأنها تعتبر منطقية ومتصلة اتصالا مباشرا بالواقع والعيب الأساسي لهذا النوع من الأسئلة هو أن التصحيح ليس موضوعيا بدرجة كبيرة .
فكثيرا ما يأتي الطلاب بإجابات صحيحة غير متوقعة وغير موجودة في نموذج الإجابة فإذا لم يعدل نموذج (مفتاح التصحيح ) فإنه قد تحدث أخطاء تؤثر في عملية التصحيح وتقدير الدرجات . , كما أن الموضوعية تقل أيضا عندما تستخدم كلمات غامضة في اسؤال نظرا لسهولة إعداد تلك الأسئلة فغالبا ما تكون من نوع أسئلة التعرف أو إعطاء اسم معين مما يقود واضع الأسئلة إلي الوقوع في أخطاء الكلمات الغامضة أو الأماكن الخالية غير المناسبة وهناك بعض التوجيهات لإعداد أسئلة التكميل .
أسس إعداد أسئلة التكميل :
- أن يتطلب السؤال ( أو المكان الخالي ) إجابات قصيرة ومحددة واضحة .
- إذاكان هناك أكثر من إجابة صحيحة فيجب أن تعطي الدرجة علي أية إجابة منها .
- يجب أن تبلغ الطلاب عما إذا كان هجاء الكلمات اللغوية له دخل في الدرجة علي السؤال .
- عند اختيار فهم المصطلخات والتعريفات فيجب أن يعطي المصطلح أولا ويطلب التعريف من الطالب , أحسن من أن يعطي التعريف ويطلب منه المصطلح وذلك لأنه عادة لا يستفيد الطلاب من أسلوب التداعي وترابط المعاني كما أن طلب التعريف هو مقياس جيد لمعلومات الطلاب عن ذلك المفهوم .
- تجنب العبارات المشوهه التي تحوي أماكن خالية غير مناسبة إذ أنه يجب أن يكون المكان الخالي للعبارة المطلوب تعلمها أو معرفة ما إذا كان الطالب قد تعلمها ( وليس أي نوع من العبارات أو الكلمات )
- من المستحسن في أسئلة التكميل أن يكون المكان الخالي ( أو الأماكن الخالية ) في نهاية السؤال أو المنتصف وليس في بداية السؤال حتي تتاح الفرصة أمام الطالب لفهم معني السؤال جيدا وتحديد الإجابة المطلوبة ( الصحيحة )
- يفضل عدم استعمال عبارات الكتاب نفسها حتي نجعل الطالب يفهم ما يدرسه لا أن يحفظه غيبا أو صما دون فهم .
- يجب ألا تكون الفراغات أكثر من اثنين أو ثلاثة فراغات لأن ذلك يساعد علي وجود أكثر من إجابة .
- يجب الابتعاد عما يوحي بالجزء الناقص في الجملة أو الفقرة .
- يجب أن تكون الكلمات الناقصة بالعبارة رئيسه ولها أهميتها ودلالتها .
- يجب أن يخصص الفراغ المطلوب تكملته لقياس الجوانب المهمة من المادة الدراسية
- يفضل أن يكون في كل فقرة فرا�
ساحة النقاش