الزبيرسالم عبدالله الغشيمي

BOA - Currently, MBA - Branch Manager

 

 

 

 

الأزمة المالية والانهيار الاقتصادي ما بين المسلمين والغرب

 

نسمع ونستمع خلال هذه السنوات ما يسمى بالانهيار الاقتصادي. وحالات الاقتصاد متراجعة النمو. وعن بطالة تزداد بوتيرة متصاعدة. وعن تضخم وعن . وعن .وعن.إلخ.....

رغم أن نشأة الأزمة المالية وبالتالي الانهيار الاقتصادي أو تراجع النمو الاقتصادي وإفلاس بعض المؤسسات المالية. نشأت وجاءت من الغرب. بل وحدثت في الغرب. لكن كسوق عالمي متكامل. أثرت هذه الأزمة على سائر بلدان العالم دون استثناء. بأحجام متباينة.

ويناقش الاقتصاديون والماليون هذه المشكلة ويخوضون فيها كثيراً. ولكننا لا نرهق أنفسنا في الوطن العربي كثيراً بمثل هذه السياسات المالية. وكما يقال المثل اليمني( ما بدا بدينا عليه) بمعنى ما حصل أو جاء جئنا عليه وعشنا فيه. المهم أن نشأة هذه الأزمة هي بالأساس بلاد الغرب. أما نحن ليس إلا متأثرون بها.بحجم علاقتنا مع تلك الهيئات المالية والمصرفية والاقتصادية. لكن كما أسلفت للعولمة تأثير بالغ في جعل السوق العالمي يبدو فيه ترابطاً تأثرا وتأثير. جعلنا إلا نتأثر به.

ولو نظرنا لاقتصادنا بشكل متجزئ. فإنه لا يمكن لبلد إسلامي أن يعيش أزمة مالية على الإطلاق. أو يعيش حالة ركود أو تضخم اقتصادي أو بطالة.  حيث أن لدينا سياسة مالية واقتصادية لا تسمح إطلاقا بمثل هذه المسميات. لكن إن عملنا بها.

هذه السياسة المالية جاءت قبل أربعة عشر قرنا من الزمان في بند  أو قاعدة من قواعد الدين الإسلامي. هذه المادة تتعلق بالسياسة المالية لدولة. هذه القاعدة جاءت تحت ما يسمى تشريع الزكاة.

الزكاة هذه القاعدة المالية التي فرضت على أفراد الدولة ممن يستخدمون المال ويدور المال في أياديهم بدفعها. وبنسبة محددة. هذا الركن المالي تغيب عنا كثيراً و أصبحت الدولة تركض نحو الضرائب وغيرها من المسميات التي في تبدو لدافعها أنها غير ملزمة له. فيتهرب من دفعها أو يتحايل في دفعها. مهما بلغت التوعية  بخصوصها. بينما الزكاة من واجب ديني يجد فيمن يستحق دفعها بأن يدفعها دون تردد. ولكن حدث تغيب كبير في التوعية والدعوة إلى دفعها. أو أن الجهة المتلقية أو التي يقع على عاتقها جمع هذه الزكاة تغيب وتلاعب بها وفي إعادة صرفها حسب المصارف المذكورة لها.

الزكاة, هذا القاعدة المالية جاءت لتنظم الحياة الاقتصادية في الدولة معتمدة في ذلك على سياسات مالية واقتصادية يفتقر إليها الاقتصاد الغربي الحديث. وهذه القواعد كفيلة برسم سياسة للسوق تعمل كما ذكرت في بحث شخصي لم ينشر ولم يعرف. ذكرت فيه بعضاً مما تحققه الزكاة. كالاتي:-

<!--أن الزكاة واجب ديني شرعة الله وواجب أخلاقي يفضي إلى سد حاجات المحتاجين.

<!-- إن الزكاة هي وسيلة من وسائل محاربة الاكتناز للمال وعليه فإنها تشجع الدافع لإيجاد وسيلة مثلى لاستثمار المال تمكنه من كسب عوائد كبيرة وبالتالي إلى دفع الزكاة التي لا تفضي إلى تناقص المال ومن ثم إلى زواله نتيجة تكرار الدفع لها. حيث أن هذا التناقص في المال يجعل صاحبه يمتنع أو يحجب على الأقل عن دفع الزكاة عنه.

<!--أن الزكاة هي أداة لإعادة توزيع المال حيث حددت لها المصارف الثمانية التي تمثل بحسب النظريات الاقتصادية المستهلك. وصر الزكاة إلى مصارفها التي هي بالأساس قاعدة مستهلكة أساسية في السوق تمثل حقنه في إعادة تدوير النقد وانتقاله من جهة إلى جهة أخرى. هذا الانتقال للنقد الذي يمثل إعادة توزيع له يعمل على تنشيط السوق وبالتالي إلى مزيد من المعاملات المالية التي تقوم بتوظيف المال وبالتالي إلى توظيف اليد العاملة وبالتالي إلى الربح.

<!--أن الزكاة لها مساهمة مباشرة وغير مباشرة في التنمية الاقتصادية وخفض البطالة وزيادة الاستثمار. بما لها من تأثير وعوامل أخرى ناتجة عنها.

<!--تنامي الأرباح بالنسبة لأصحاب الأموال نتيجة محصلة لدفع نسبة الزكاة المفروضة. هذا التنامي يتولد نتيجة لعلميات التدويل الذي يصنعه إنفاق الزكاة والتوظيف الكامل للمال.,وهو ما جاء في الأحاديث التي تصف الزكاة بأنها النماء. وكما هو معروف أن الأرباح تتوالد نتيجة لعدد المرات التي يتدفق فيها النقد دخولا وخروجا. وينتج ما يسمى بالمضاعف وإلى أخره الذي يؤدي في مجمل محصلته إلى تنامي الأرباح لأصحاب الأموال وأيضا إلى التزايد في عدد الأفراد المنتجة وتقلص في حجم البطالة التي تصل مع تكرار الدفع إلى تلاشيها.

ومن هنا يتقرر على الجهات الاقتصادية والمالية والمسئولة عن هذا البند بوضع آليات محددة تساعد في تنامي الوعي حول الزكاة كواجب ديني وأخلاقي واقتصادي. من خلال

<!-- إمكانية إيجاد وعاء مالي مستقل وواضح لجمع الزكاة ومصارفها, بحيث يثق بها الدافع ويستفيد منها أصحاب المصارف الحقيقيين للزكاة, ومن عدالة توزيعها.

<!--الوصول إلى إيجاد تنظيم ملائم ومناسب لجمع الزكاة ومن خلاله يعمل على استثمار حصيلة الزكاة في مشروعات إنتاجية تخدم المجتمع بدأ بمن يجب صرف الزكاة لهم. وغيرها مما ذكر في البحث.

 

ولا أدري إلى متى يطل الفرد المسلم يجهل بأساسيات الدين التي هي بالأساس قواعد لتنظيم الحياة البشرية برمتها.

 

 

 

 

المصدر: كتاباتي

ساحة النقاش

الزبيرسالم عبدالله الغشيمي

alzubairYemen
إنسان بسيط, الحب طبعه والأمل حياته. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

98,659