ليس هناك ما هو أسوء من الجهل
إن الحياة مليئة بالأحداث, ففي كل يوم تولد أحدث جديدة, وتكتشف فيه حلول لتساؤلات الأمس, تعزز فيه المعرفة إذا لم تجدد, جعلت هكذا الحياة فهي مشتقة من اسمها. وهذا يعني أن كل شيء فيها له تغيرات متتابعة, فقد كنت بالأمس لا تعرف شيء ثم اهتديت إلى المعرفة والعلم, ثم اهتديت إلى الرشد والحكمة. فما تعلمته بالأمس فقد أصبحت تعيه اليوم وما كنت تجهله بالأمس أصبحت تعرفه اليوم.
إن المعرفة في هذه الحياة هي حيويتها فبدون تطلع إلى المعرفة كل يوم وكل ساعة وكل لحطة فإنه لا شك في أنك قد أصبحت غير حي.
إن المعرفة والتعلم هما وقود هذه الحياة اللذان نستدل يهما على أننا أحياء, لكن إن هناك ثمة معضلات في السعي وراء هذه الحياة ( المعرفة والتعلم ) هذه المعضلات وكأنها الآفة التي تنخر الشجرة الشامخة أو الفاكهة اللذيذة. إنها الاستيعاب الناقص لتلك المعرفة أو لذلك العلم, ليس هناك ما هو أمتع من أن تتعلم كل يوم شيء أو أشياء جديدة, أو أن تعي شيء أو أشياء جديدة, والأجمل منه و الامتع منه هو أن تعي ما وعيته وأن تتعلم ما تعلمته.
فما هو التعلم لما تعلمته وما هو الوعي لما وعيت. ؟ إنه الإدراك لذاتك ومعرفة قدراتك وتقديرك لنفسك, وهذا يعني أنك تعرف حقيقة ما تعلمته, وإن حقيقة ما تعلمته هو تعي مضمون ما لديك. قد يرى الشخص نفسه في لحطة أنه أصبح فتي العلم وقوي المعرفة , لكنه سرعان ما يجد نفسه متعريا من كل ذلك . وهذا لا ينقص من شأنه, أو يقلل من ذاته , لكن هذه هي الحقيقة التي يجب أن يُعترف بها لان هذا هو حقيقة الأمر , وهذا الاعتراف لا شك بأنه يجعلك قادرا على الطهور بمطهر أجمل وأفضل مما أنت عليه, يجعلك تضع حدا في تجاوزاتك وحدا لاندفاعاتك. إن العلم والمعرف هما وليدتان بالنسبة لنا. فنحن قبل وجودهما امتلكنا العقل الذي هو مصدر التفكير ومنبع العلوم وأساس للمعرفة .
وهذا يجعلنا حين نسعى لنتعلم ندرك ما نتعلمه نميزه في مجمله ونعيه في تفاصيله.
إنه يجب أن نعي ونعرف أن السعي نحو التعلم والمعرفة له ميزة خاصة ممتعة وفريدة, وإن إبداء ما تعلمناه له خاصية أكثر إمتاعا. فإن وعينا ذلك لا شك بأننا سوف نكون أكثر قدرة على امتلاك تلك الخاصية, فلا نسرف أو نستعجل في طرح ما تعلمناه قبل أن نعيه. إن ما نتعلمه بمثابة ثمرة, وإن الوعي لما تعلمناه بمثابة المذاق الحلو لتك الثمرة, وإن التحقق منه بمثابة الفائدة التي تحمله تلك الثمرة عند نضوجها . فبدون الفائدة تصبح الثمرة لا معنى لها , وبدون المذاق تصبح غير مستساغة للآكلين.
إشراقة \ تعلم لكن كن واعيا لما تتعلمه وتحقق من نضوجه.
الزبير سالم الغشيمي تعز 24\7\2010م
المصدر: من كتاباتي
E-mail : [email protected]
نشرت فى 21 يوليو 2011
بواسطة alzubairYemen
الزبيرسالم عبدالله الغشيمي
إنسان بسيط, الحب طبعه والأمل حياته. »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
98,412
ساحة النقاش