بسم الله الرحمن الرحيم
أنا التي قادتهم إلى الجحيم
أنا أول كلمة تسببت لصاحبها بالعذاب والخزي واللعن ومن ثم إلى موعد في غيا هيب الجحيم عقابه.
إنها أنا التي قادت إبليس إلى صقر وصبت عليه اللعنات إلى يوم الدين, وهي التي جعلت منه جنديا مخلصا ومصمما ومتحديا في إن يفسد الأرض ومن عليها, وهي التي جعلته يقول وبعزتك لأحتنكن ذريته إلى يوم الدين. أنا التي جعلته يقسم على اعتلاء كل من يقف بوجهه بالحق ويحمل الولاء للحق, جعلته يقسم بعزة من خلقة وأنطقه أن لا يدع خيرا إلا وأفسده ولا يرى جمعا إلا ويفرقه، ولا يرى حبا إلا ويفسده, أنا هي التي جعلته يتوعد بمحق الحرث والنسل, وأن يواصل إفساده ومحقة لكل كريمة ونبل وكل إيمان وتقوى.أنا هي التي جعلته يتفاخر بما أعطاه له غيره وما منحه وتفضل به عليه غيره نسيه في لحطة سذاجة حتى مع اعترافه بذلك ونسبه للذي أعطاه فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين, فجعلته يستحق العذاب المقيم في قعر الجحيم.
أنا التي جعلت فرعون ملعون من كل لاعن, هي التي أفسدت ملكة ونكست عرشه, وجعلته عبرة لكل مغفل وأحمق وجاهل, أنا هي التي جعلته يقسم أن يمحق الحرث والنسل بتقطيع يد كل من لا يعترف بأناة, وأن يصلب كل من ينكرها, هو محق أخر للحرث والنسل كالمحق الذي توعد به إبليس, فذاك محق في الخلق والإيمان وسوسة وخنوس, وهذا هو محق في الخلق والإيمان بالإكراه والتعذيب, ذاك هو محق إبليس في تبتير لـ أذان الأنعام وهذا هو محق فرعون في تبتير الأيادي والأقدام, أنا التي أستحق بها فرعون أشد العذاب, النار يعرضون عليها وفي قعرها يصلبون. أنا هي التي جعلته يتفاخر بما أعطي من الفضل والنعيم بلغ به الجهل والنكران به أطغى مما بلغ به إبليس رغم أن إبليس أعرض ولكنه أعترف بمن أعطاه, لكن أنا فرعون جعلته ينكر من أعطاه فقال أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي.
أنا هي التي جعلت النمرود بن كنعان يستحق اللعن المقيت والبهت المخزي, أنا هي التي جعلته يدعى مالا يستطيعه وأصبح يحتال على قدر ليس له به درة وصل, أنا هي التي جعلته يبحث عن تغير نواميس الكون من خلق وتمويت وينسبها لإناه, فقال أنا أحي وأميت. هذه هي أناته التي جعلته مبهوتا دليلا مستحقا لعذاب لا ينجو منه وألحقته بشراك جماعته من أصحاب الأناة,
أنا هي التي محقت وبددت بمال قارون الذي عزت العصبة من تناول مفاتيحها, أنا هي التي جعلته ينكر فضل من أغدق عليه بالمن والعطاء, أنا هي التي جعلته يردف قائلا إنما أوتيته على علم, استحق بها عذاب رآه به متمنيه ومغتبطيه, واستحق بها عذاب وخزي في الدنيا والآخرة, جعلته أية لمن حوله ولمن رآه, ولمن سوف يأتي خلفه ناكرا لمن وهبه ومترفعا بأناة.
أنا هي التي جعلت دنون يخر مغاضبا ظنا ألا مقدرة عليه ولولا استغفار وتسبيح له في ظلمات الحوت لما تداركته نعمة ربه ولما نجا من غمرة تلك الظلمات ولـ لبث في بطنه سنين.
أنا هي التي جعلت الوليد ابن المغيرة يتخلف عن إتباع الهدى الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, جعلته يقول لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم. أنا هي التي جعلته يستعظم ما أوتي من مال ومن جاه وينسى إنما هو فضل تفضل به عليه ربه فرغب بالنبوة لنفسه واستحقاقه لها وإنكاره من ينكرون عنه أناه, فستحق بها اللعن والعذاب المقيم إلى جوار فرعون وقارون والنمرود. هذه هي أناتهم الواحدة تشابه بها جميعهم فاستحقوا بها سؤ العذاب.
أنا هي التي جعلت من ابنا لنبي الله نوح أن يعرض عن دعوة نوح له للنجاة اركب معنا. قالت له أناته وأجابت أناته سأؤوي إلى جبل يعصمني من الماء, فخر غريق مغضوب عليه, لا يقبل الله فيه استغفار نبيه فقال إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح. استحقاق للعذاب الذي قادته إليه أناه بـ استعظامه لنفسه وظنه أنه ناج بأناته.
أنا هي التي جعلت أصحاب الفيل يستعرضون قوتهم, ويريدون تغير حكمة أو منحة منحها الله لقوم دون قوم جعل الله لهم مكان كريما يجتمع إليه الناس من كل مكان أمر من الله لنبيه إبراهيم بتأسيسه ودعوة الناس إليه ليكون قبلة للحاج والزائر. ويكون رفدا لقوم يسكنون تلك البلاد تساق إليه تجارات الشمال والجنوب في رحلتهم في صيف وشتاء. أراد هذا بقوة فيلته التي دللها له رب العزة, فظن أن أناته تلك بتلك القوة أنه سيهدم ما بني ويغير سنة ومنحة منحها الله لقوم دون قوم, فكانت أناته هلاكا له ولمن تبعه وكانت أناته كيد مظلا له أستحق بها الرجم ليس من الأرض بل من حيوان أصم طيور تتبعهم راجمة لهم ومميتة. ليلحق بأباطرة الأناة في قعر جهنم. يذوقون فيها سوءا العذاب.
أنا هي وحدها التي صنعت الفساد, وأفسدت الأرض ومحقت فضائل الحياة وفضائل البشر والأرض. أنا هي التي دمرت أصحابها وجعلتهم أذلاء صغائر لا يستحقون إلا اللعن الدائم وجعلتم مثلا يعلنون في كل مرة يرى العالم والبشر فيها فساد وظلم وجهل وتخلف وحروب وبطش.
وهي على مر التأريخ أورثت أصحابها الخراب والدمار, دمر بها أصحابها الشعوب وقرعت على مسامها الحروب فـأناة هتلر قادته إلى حرب كادت بل أنهت شباب ورجال أمته, بل وأحرقت الأخضر واليابس, وجعلته يمارس الرذيلة في حربه وسلمه فأستحق أن يذكر من الذين يستحقون اللعن حتى من شعبه وأمته وأجناسه الذين يدينون بدينه غير دين الحق. لعنوه حتى بني دينه, وهي أناته التي استحققته لتلك اللعنات.
ومن أمثالهم الكثير إلى زماننا هذا الذي لربما تحل وقد حلت فيهم فيمن يعظمون أناتهم. كلهم مأواهم الهلاك والدمار. وما رأيناه في الزمن الحاضر كقول بعض زعماء الأنا.
أنا مبارك الذي ما لبث يخطب في قومه وشعبه, أنا الذي صنع انتصار أكتوبر, أنا الذي أحفظ الأمن, أنا الذي أحقق الرخاء. نسي أن كل ذلك ليس له به فضل فالله هو الناصر وهو من بيده الأمن ومن يزرع الأمن والخوف, وهو الذي يرزق ويعطي ويمنح ويمنع. فكانت عاقبته الهلاك ملعونا عليه من شعبه وزبانيته.
أنا هي نفس الأناة التي طرد بها ذليلا خانعا من سبقه من زعمائها في بلاد تونس حين خرج على قومه يستطرد أناته التي لولاها ما عاش أهل تونس كما يزعمون. فكان عاقبته النكال والطرد ملعونا عليه, وشتما فيه.
أنا القذافي هي التي جعلته يطلع على قومه في محرابه خاطبا بأناته, أنا ليبيا أنا الرجل الذي وهبكم ومنحكم وحكمكم ونصركم وعلمكم ورزقكم. أنا التي جعلته يفسد في الأرض قبل العرض وبعده, نهبا واستحقاق لثروات ملاين البشر ممن أعطاه الله الملك عليهم, وبطشا وفسادا بعد استنفار أناته التي جعلته يقتل الناس ضحا, ويستفرد بمقدرات البلاد التي منحته ولائها, هي الأناة التي جعلته يفقد العقل ويمسه منها لبس إبليس جعلته يتوعد بحق الأخضر واليابس وسفك الدماء وإحلال الدمار. وهو يصنع ما أملته عليه أناه.
أنا هي أناة علي اليمن الذي أخرجته من لين القول إلى ورقة الطبع لأهل اليمن إلى عذاب يريد به تدمير قوم وإفساد حرثهم ونسلهم, هي نفس أناة إبليس الذي توعد بها ربه حين أقسم بعزته ليجوب الأرض شبراً شبرا حتى يهلك الحرث والنسل,وهاهي أناة علي اليمن تمارس نفس الدور يحاول أن يزرع الفرقة والفتن ويوقظ فتنة الجاهلية ليخلق حربا تكاد تكون بحرب داحس والغبراء لتستمر أربعين عاما بين أقوام يجزئها عقار بعير يدفعه بعضهم لبعض, ولكن أناة إبليس جعلتهم إلا يدمر بعضهم بعضا لأربعين سنة, ها هو اليوم يخرج بأناته التي لا تخالف أناة من سبقه, فأنا الذي أوحدكم وأنا الذي أؤمنكم وأنا الذي أدافع عنكم, وأنا الذي أحقق الخير وأبطل الشر. أناة جعلته يستفرد بما أخذ وما منح وما كان وما سيكون. كل شيء له ولـ أنأته وهاهي اليوم أناته تدافع عن نفسها بقتل من يرفضها ويأمر برحيلها.
إذا هي أناة الفساد التي لا تورث إلا لعنا لأصحابها وذلا مقيتا لهم. حياتهم غواية بلباس تقوى, وبقائهم استعباد وسلب واستفراد وأولوية. وموتهم أية لأصحاب الأناة. ولعن يتبعهم بها أراذلهم وأراذل القوم وسفهائهم قبل شرفاء وأعزاء القوم. وعذاب مقيم توعد به مالك الملك لإبليس ومن تبعه من أصحاب الأناة الظالمة بقولة إن جهنم لموعدكم أجمعين. صدق الله العظيم.
الزبير الغشيمي
تعز 17\4\2011م
ساحة النقاش