قــــــــاتــلـــــتـــــــي
اني اتحرك...
اسمع...
فكل الاموات يسمعون
لكني قتلت....
من زمن ليس ببعيد
فأنا أذكر اني منذ لحظات كنت أعيش
اتنفس........
وأذوق طعم الرمان........
وأشتم عطرا للكون.......
إني أذكر أني منذ لحظات....
تذوقت للماء مزنا يسكر
وللخبز والملح طعما يشهي
أتذكر اني منذ لحظات.........
كان لساعاتي اجراس تذكرني
بل كانت ترفق حين تدور عقاربها
اسمع لها قرعا تتراقص معها روحي.........
والقلب ... قلبي كان يحدثني كثيراً.....
عني... وعن جسدي المسكون بالمرح......
وبالصبر......
وبالنرجسية الخضراء.........
وبالحب لنفسي..........
وبسين تتخالط في فكري.........
تجتمع فيها معاجم الكلمات.........
سين الساعات
سين النفس
سين السمر
سين سرور
سين سعادتي........
لا زلت أذكر اني سافرت.......
وقطعت ملاين الامتار........
وأذكر اني كنت اقف الى الناس
وصليت صلات الكسوف
أذكر اني كنت من لحظات........
اراقب رنين هاتفي المحمول........
يطلبني شخصا ربما أخطاء بالأرقام.....
و أجيب عفوا لست أنا من تريد......!
أذكر اني كنت أجلس على طاولة واحتسي فنجان الشاي...
اتحدث مع رفيق لي.....
يطلب مني أن أقف الى جواره......
في لحطة يأس... أو حب......!!!
لكني الأن
أسمع عن شيء حدث.....
او حلم لربما انه سيحدث......
لكني ميت........
وعلمت ان الاصوات يسمعها الاموات..
اني ميت
اني مقتول
فما زال الخنجر في عنقي يقتص من الماضي
لكني لا انزف ابداً
لم انزف........
وما زلت اسمع اصوات حولي
تقتص من الخنجر
بصمات الخنجر لأصابعي اليسرى......
لا أدري متى لا مست الخنجر يوما..
ما زلت اتحرك برغم الموت......
لكني ميت........
فالجسد المار أمامي الآن ليس أنا......
فأنا ميت......
مقتول....!!!
والخنجر في عنقي مغروس......
والموت ما زال يفوح في انفي....
لكني اسمع....
أستمع لقاتلتي........
اسمع قاتلتي تتكلم.......
لربما عني ....؟
لا أفهم..!
لا أفهم عن ماذا تتكلم......؟
لكني اعرفها.... قاتلتي
وهذا خنجرها في عنقي....
وأشم رائحة يدها اليمنى.....
تحاول قتلي.....
لكني أسمعها........
وعلمت بأن الميت يسمع....!
وأنا ميت ....مقتول....
والخنجر ما زال في عنقي.......
والقاتل مجهول
قاتلتي ...
تمرح... وتفوح ... وتحب...
وتستمتع بتعذيبي...
وتستمع في موتي...
وفي قتلي....
وفي تعذيبي........
وفي حب...قاتل..
تبتسم قاتلتي .....
ففنجان الشاي امام مقعدي الشاغر
لم يشرب...
وصديقي وحيدا يحرسه ...
لا أدري من من ؟
تلفوني المحمول يهتز...
فقد ماتت نغمات رناته في جسدي...
لكنه يستقبل كل من يسأل...
وعلمت بأن الميت يسمع.....
تبتسم قاتلتي.....
فالخبز....
والملح...
وطعم الماء
وشهية كل الرمان....
ونسيم الصبح.....
والشمس تشرق دون صلاة كسوف......
والخنجر في عنقي.......
يحدثها عني........
وعن ماضي....
وعن حب ربما عاش معي....
عن قاتلتي........
عن جسد مات...
وقاتله مجهول.......
لكني اعرفه.....
اعرف خنجره....
يدها....
قاتلتي.....
الزبير الغشيمي
تعز 1\2\2011
ساحة النقاش