<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

 

  على جمال الدين ناصف

يكتب :

أصحاب العقول دعونى أقول ..!!

 

 

     جلست أشاهد على مسرح الاحداث العربية .  و ما يعرف بالربيع العربى و لعله خارج نطاق أن يسمى ربيع .. أنه الشتاء القارس بنزيف الدماء ،    لم يجول بخاطرى أن يأتى يوم كى أمسك بقلمى كى أناشد فى الجميع إنسانيته الذى فطر عليها و خلق بها و لولاها ما كان ينتمى الى عالمنا ، عالم الانسان ،  فقد هجرت هذا العالم و ذهبت أنظر الى عالم الحيوان و أطالع ما يصنع و جدته فيه من يفترس و يقتل غيره و ضعيفه كى يطعم نفسه من شدة جوعه ... و هنا وجدت مبررا بأن دافع القتل له ما يبرره عند الحيوان من دوافع قد أجد نفسى أحترمها و لكن عجبت من هذا الانسان الذى يقتل من بنى جلدته بدوافع أقل رقيا من دوافع القتل عند الحيوان .. يا له من عجب هذا الانسان إن جاز لى أن أناديه بالانسان ..!! ألم ترى معى ما نحن نصنعه الان فى أنفسنا بأيدينا لا بأيادى غيرنا ...!! ألم ترى هذا المشهد الذى يستحل قتل إنسان من بنى جلدتنا و خلق من نفس مادة خلقنا .. و له من الآمال و الطموح مثل ما لنا ،  لا فرق بين جندى أمن مركزى و وزيرا يزهو بمقعده ،  فكلاهما إنسان وجد ليحيا بقدر الله ،  أبدع الله فى خلق الاثنين معا ، عجزت علوم الدنيا على أن تأتى بمثله من خلق سخرت له كل ما فى الكون ليبقى حيا بيننا ،   لماذا نذهب لقتله و سفك دمائة ؟  هل نحن أقتربنا من النهاية ؟  و صدر لنا التكليف بأن نقضى على ما تبقى من الخليقة بقتل أنفسنا ؟  لا أجد مبرر مطلقا أن يستهان بحياة إنسان أبدع الله فى خلقه لينعم بعيش طيب بين قوما يشعرون مدى قسوة أن يفقد إنسان إبن له أو شقيق أو عزيز ... لماذا سكتت الالسن و تكلم السلاح ؟؟ لماذا يتكالب الجميع على إقتناء السلاح و الاحتفاظ به ،  ما هو سر أن تحمل سلاح أبيض بين يديك ؟  هل رخصت حياة الناس الى هذا الحد فرخصت أنت حياتك ؟ ما هذا القتل و السحل و الاعتداء الهمجى على الإنسان ؟

 

       إن من غالب الظن أن الإنسان يتعامل مع أخيه الإنسان بإنسانيته ،  الإنسان العاقل المدرك ، الإنسان الأخلاقى الذى يستحسن الخير و الحب و الجمال ،  و يتقبح القبح و الشر فى سلوكه ،  و يستشعر قيمتها فى وعيه و وجدانه .  

 

 

 

 

 

 

        و حينما يتصرف الإنسان كعقل و شعور وجدانى و إرادة و مشاعر ، كى يتحرك و يعمل من منطق قيم الحق و الخير و الجمال و ما إلى ذلك من القيم الإنسانية يكون بذلك قد تحرك من خلال إنسانيته ،   فهو يستطيع أن يفهم أنه إنسان عندما يحق الحق و يبطل الباطل ،  و يستطيع أيضا  أن يفهم أنه إنسان عندما يرفض الظلم و العدوان على الآخرين ,  و عندما يميز بين العدل و الظلم ،  فينصر المظلوم و يردع الظالم .  

 

     هنا أسأل لماذا كل هذا القتل للنفس و كيف صار الانسان يتلذذ بقتل أخيه الانسان و ما نراه اليوم من تعدى فى شوارع مصرنا من جنود للشرطة و أفراد من الشعب .  من أفراد من الشعب و ضد جنود الشرطه ،  و من البلطجيه الذين خرجوا عن حدود البشرية فقتلوا و فزعوا و إستباحوا المال و العرض و كل شئ ... ها هم من نطلق عليهم لفظ إنسان .. أشك فى ذلك ..!! أى إنسان الذى يغتال حلم الاخر و حياته و بيده و بقصده ،  أى حاكم يتلذذ بقتل شعبه لينعم بحكمة ؟  أى إنسان هذا الذى يدمر فى الارض و من عليها .. أى إنسان يفسد كل ما يملكه الغير بظن أنه يسعى لخير البشرية .... ألم يكن أفضل عندما يرى الحكام أن شعوبهم قد ضاق بها منهم فيسارع لان يعتزل و يعتذر ... ألم يكن أوقع أن يتخلى عن عناده و تمسكة بما هو ليس دائما له و يرحل فى هدوء .. ربما إن فعل هذا فقد وضع الجميع بين حيرة ألا ينسى له فضل أنه إستبقى حياة الناس و رحل ليعيش حياته ... ولكن ما نراه من سفك الدماء و قتل الشعوب و تدمير ممتكات الشعب ، ما هو إلا صورة أدنى رقيا من  الحيوان ... قلتها فى بداية مقالى أننى أتفهم دوافع الحيوان فى القتل و لكنى ما زلت لا أتفهم دوافع الانسان فى قتل أخيه الانسان فى ساحه الشتاء المدمم بنزيف دماء الناس ... هل يا أيها العقلاء تفيقوا مما أنتم فيه فتنعموا بالحياة التى قدرها خالقكم و ترحموا غيركم و تبقوا على حياتهم .. هل لى أن اسأل قبل أن تشرع فى قتل نفس أن تقف للحظة و تسأل ماذا لو كنت أنت عندها سوف تتراجع مرات و مرات و يعم فى المحروسه السلام و المحبه و الرخاء فهل من أصحاب العقول و لا لسه راح نقول ....

 


 

alynassef

على جمال الدين ناصف - بورسعيد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2011 بواسطة alynassef

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,948