<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

      على جمال الدين ناصف

يكتب :

المسجد و رسالته الروحية و الإجتماعية

 

       تحدثت فى يوم من الأيام مع سيدة أجنبية على جانب عالى من المعرفه ،  عندما كنت فى زيارة للدنمارك عام 1985 و كان حديثى عما يتم داخل المؤسسات التعليمية الاولى فى بلدانهم من مناهج و كيفية تربية النشئ ،  و كنت أظن وقتها أن التلميذ عندما يبدأ مراحل التعليم تكون المؤسسة التعليمية هى الجهة التى تقوم على تربية و تعليم النشئ بعد أسرته .. مثلما كنا نعتقد و مازلنا .. أن المدرسة للتربية  و للتعليم .. و كنت حريص فى حديثى معها أن أكتشف ما هيه البرامج التى تلقى علي الدارسين و التى تعمل على تنمية الجانب الاخلاقى فى المؤسسات التعليمية ،  فقد فاجئتنى بالقول بأنه ليس هناك برامج معينه و لا دروس خاصة بذلك ،  و لكن تلقى فيهما محاضرات فى مناسبات ، و أهم ما يقوم بهذه المهمة " الكنيسة " فهى تنظم دروسا للنشئ و الشباب فى هذا المجال ،  و يقوم بها بعض الرجال المعنيين بذلك فيكفوننا بذلك مؤونة الدروس فى المدارس ،  و إلقاؤها فى الكنائس يجعل لها معنى أجمل ، و احتراماً أوفر و طعما أحلى .

 

      هنا قد أنتقل ذهنى بسرعة من الكنيسة عندهم إلى المسجد عندنا ،  و رحت أسأل نفسى ما هى الوظيفه الاجتماعية التى يؤديها المسجد فى الأمم الإسلامية ؟  لعلى أفهم أن لمسجد الحى وظيفة اجتماعية هامة بجانب وظيفته الدينية ، ألا و هى الإشراف على تجلية الروح و تهذيب النفس عن طريق تنظيم لمحاضرات فى الموضوعات التى تمس العصر ، و المشكلات التى  تعرض فى كل زمان ،  كما يكون من مهمته الاجتماعيه الاشراف على حالة الحى الإجتماعية و ما يصاب به من فقر و بؤس و إنغماس فى المخدرات و ما إلى ذلك ،  و تنظيم الإحسان و القيام بالخدمة العامة بين الأغنياء و الفقراء ،  و ما يجب أن يقدمه من إسداء النصح و الارشاد للأسر فيما يعرض لهم من متاعب و صعاب . 

 

     أننى  أفهم بأن لمسجد الحى أن يكون كمستشفى الحى ، مع الفارق بأن المستشفى تداوى الامراض العضوية ، بينما المسجد يداوى الأمراض الروحية و الاجتماعية .  أنى افهم بأن يكون إمام المسجد كمدير المستشفى يعرف مرضى الحى ، و يعرف علاجهم ، و يكون صلة تآلف بين أهل الحى ،  يأخذ من غنيهم لفقيرهم ، و من صحيحهم لمريضهم ،  و يقضى على المنازعات و الخصومات ما استطاع ،  و يثقف الجهلاء ، و يتخذ من المثقفين من أهل الحى أعواناً و أنصاراً ، يخطبون و يعظون ،  و يعلمون و يثقفون ... إذ ذاك يشعر أهل الحى بأن المسجد ضرورة من ضرورت الحياة ،  و تتعدد أدواره بجانب العبادات ليصبح قوى الاثر فى النواحى الروحية و الاجتماعية و التعليمية ،  لتصبح قلوب أهل الحى معلقه به ، يغارون عليه و يعملون على ترقيته من حيث النظام و النظافة و إمامه و خطباؤه ،  يشعرون أنه لهم وهم له ،  قد يكون هذا رؤيتنا بالنسبة للمسجد و دورة الاجتماعى .  فأين مسجدنا منا ، و أين نحن من المسجد ؟  

 

    قد يبدو لى  أنه قد أعتزل الناس و أعتزله الناس ، و إختلفت النظرات اليه و تعددت و أتفقت جميعها على انها دار للعبادة فقط ،  و نظرت اليه مصلحة الاثار من حيث بنائة فعدته آثارا , و حتى الناس فى نظرتهم إلى نظامه فعدوه كذلك " آثارا "  فليس يؤمه مع شديد الاسف فى الغالب إلا الطبقة الفقيرة البائسه ، أو الموظف الذى أحيل إلى المعاش ،  أو من تقدم به السن من عامة الناس ،  لكن مع شديد الأسف معظم الشباب المثقفون و من أنعم الله عليهم بشئ من رغد العيش فلا يفكرون فى المسجد ، و إن دخلوا اليه لا يعرفون كيف تؤدى شعائره إلا القليل النادر ،  و بالتالى نرى الناس قد إنقسمت بين رواد المساجد و هم معظمهم من الشيوخ و العجائز و الفقراء ،  و بينما رواد  السينما و المسرح و خلافه ، فقد أختص فئة الفتيان والفتيات و الأغنياء ،  و ليست هذا تحريضا على غلق دور المسرح و السنيما و الكوفى شوب و خلافه ولكنها غاية مقصدها أن تذكر بأن لكل إنسان واجب مع نفسه و مع ربه و مع الاخرين فإن أنت عشت لنفسك فقط فلا تلومن الاخرين عندما يتعاملون معك على نفس المستوى ... إن الحياة تدعونا جميعا أن نعيش فى تعاون و ترابط و أن نبذل من الجهد ما يحقق للإنسان ذاته و يحرص فيه على رضاء الله والعباد ... و إننى أجد أحيانا الحق و ألتمس للناس بعض العذر فى الإنصراف عن المساجد ،  فلو عرف الخطباء كيف يكلمون الناس ، و عرف رجال الدين كيف يصلون إلى قلوبهم ، و شعرالناس  أنهم يجدون فى المسجد متعة روحية وغذاء دينياً و إجتماعياً ، لتغير الحال و ازدحم المسجد بالناس من جميع الطبقات . 

 

       ألم يحن الأن نستعيد دور المسجد فى الحى ، بعدما فقدت المدرسة التى كنا نعتمد عليها فى الماضى نهج التربية و أخذت وإستخدمت فى معظم الاحيان أسلوب الترهيب و العصا ،  فلا هى حققت الغاية المرجوة ولا هى بحالة تطمئن اليها ،  و أصبح الناس اليوم يخافون من المدرسه و من أصدقاء السوء و كأن المدرسة مكان يخشى فيه على الأبناء بعدما كان مكان يرسل فيه الابناء ليتعلموا أصول الاخلاق و التربية بجانب التعليم للعلموالمعارف .. اصبحت  فى الغالب المدرسه فى وقتنا الحالى هى المكان الذى يلتقى فيه المدرس مع الطلاب للاتفاق على الدرس الخصوصى ... ألم نصحوا من هذا الثبات العميق و نستعيد دور المسجد و المدرسة و لتكون المدرسة و الجامعات منارة للعلم و التعليم .. و يظل المسجد صاحب الرساله الروحيه والاجتماعيه فى المجتمع .

 

المصدر: على جمال الدين ناصف
alynassef

على جمال الدين ناصف - بورسعيد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 5 نوفمبر 2011 بواسطة alynassef

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,949