في مثل هذا اليوم 31 من شهر يناير/كانون الأول عام 1950 أعلن الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" شروعه في إنتاج القنبلة الهيدروجينية، والتي تزيد قوتها التدميرية أكثر من مئة مرة عن قنبلة هيروشيما الذرية، وبالفعل اختبرت الولايات المتحدة أول قنبلة هيدروجينية في الأول من تشرين الثاني نوفمبر من عام 1952 في جزيرة مارشال بالمحيط الهادي.
في هذا العام 2015 وبمناسبة مرور سبعين عام على إطلاق قنبلتي هيروشيما وناجازاكي ينتظر العالم من الدول النووية لاسيما الولايات المتحدة إعلان البدء بخطوات عملية ملموسة لحظر الأسلحة النووية والبدء بإخلاء العالم منها، نعم خطوة طالما انتظرتها شعوب العالم وأيدتها معظم حكومات العالم لاسيما في مؤتمرات أوسلو ونهاريت بالمكسيك وفيينا مؤخراً.
إنها خطوة تنتظرها شعوب العالم في أكثر من مناسبة، وعبرت عنها مؤتمرات عديدة استضافتها هيروشيما، ومنظمات ضحايا القنبلة النووية الهيباكوشا، وعبرت عنها جمهورية جزر مارشال الصغيرة في الرابع والعشرين من شهر أبريل/نيسان 2014 وفي خطوة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، فقد تقدمت بدعوى قضائية تستهدف الدول التسع النووية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وتتهم فيها جزر مارشال الدول التسع "بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي" لتقاعسها عن مواصلة المفاوضات حسبما تقضي اتفاقية منع الانتشار النووي التي يبلغ عدد أعضائها 190، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1970، والتي تلزم من ينضم إليها بموجب المادة السادسة منها بوقف الانتشار النووي، والسعي في أقرب وقت ممكن إلى نزع السلاح النووي، وهذا ينطبق على أعضاء الاتفاقية من الدول النووية: الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة وفرنسا والصين الشعبية، أما غير المنضمين كالهند وباكستان وكوريا الشمالية واسرائيل فتقاضيهم بموجب القانون الدولي العرفي.
تكتسب جزر مارشال أهمية خاصة حيث تمثل أهم ضحايا الأسلحة النووية، فقد كانت خلال الفترة 1946-1958 موقعا للتجارب النووية الأمريكية التي بلغ عدد تفجيراتها 67، وهي ما تعادل في شدتها التدميرية إلقاء قنبلة ونصف من قنابل هيروشيما كل يوم ولمدة 12 سنة، الأمر الذي ألحق أضراراً جسيمة في بيئتها قد تمتد لمئات السنين.
وفي انتظار هذا اليوم، لايسعنا إلا أن نطالب منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، ووسائل الإعلام، والحكومات أن تعمل على تسريع العمل للقضاء على الأسلحة النووية ودعم الجهود العالمية في هذا الشأن، والتي بدأت خطواتها الأولى منذ أن خبر العالم ولأول مرة العواقب الإنسانية الكارثية للسلاح النووي في هيروشيما وناجازاكي عام 1945.
وفي هذه المناسبة نؤكد أن سلامة وأمن كوكبنا لا يتحقق إلا بإزالة ما عليه من 19 ألف رأس نووي بشكل تام وعاجل، فهذه الأسلحة النووية ونحو 2000 طن من اليورانيوم والبلوتونيم المخصب هي الخطر الحقيقي الذي يهددنا جميعاً، بل وتهدد هذه الأسلحة في كل لحظة البنية التحتية والبيئية للحياة على وجه الأرض، ولهذا كله أعلنت نحو 146 دولة تأييدها إطلاق مفاوضات دولية لإنجاز اتفاقية شاملة وملزمة تحظر تصنيع وحيازة واستخدام الأسلحة النووية لأن التخلص منها هو الأمن الحقيقي للبشرية، وسلامة بيئتنا ورفاه شعوبنا
الشبكة العربية للأمن الإنساني
ساحة النقاش