يقول الخبراء .. إن هناك علاقة قوية بين الضغوط النفسية وبين اصابة النساء بالأمراض، لأن المرأة عندما تتعرض للضغط النفسى سواء فى المنزل أو العمل فإن ذلك يؤثر على سلامة قلبها وجلدها كما يؤثر على وزنها

تشير د . رشا الجندى مدرس علم النفس بكليةالتربية جامعة بنى سويف إلى أن هناك دلائل واضحة على أن الضغط النفسى الشديد يكون بيئة تجعل المرأة أكثر عرضة للنوبات القلبية وحالات الموت المفاجئ، وأكدت الدراسات أن الضغوط المتزايدة التى تتعرض لها فى العمل تزيد من اصابتها بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50% ، حيث أنها تحد من إنتاج "الاستروجين" الذى يحميها من التعرض لأمراض القلب كما أنه يغير من توازن نسب المواد الكيميائية فى الدماغ مما يؤدى إلى ضيق الأوعية الدموية، وهى أحد الأسباب الرئيسية التى تسبب لها الصداع النفسى وأمراض الجلد المعروفة، مثل حب الشباب والصدفية و يؤدى أيضا الى تساقط الشعر وهشاشة الأظافر، ومن المعروف أن الضغط النفسى المزمن يضعف نظام المناعة فى الجسم وقد يتسبب فى الاصابة بكثير من الأمراض النادرة والمزمنة وغير المعروفة. لذلك يجب أن تتعرف المرأة بشكل جيد على شكل الضغط النفسى الذى تتعرض وتعانى منه ويتلخص ببساطة في: شعور دائم بالاجهاد وأوجاع بالرأس أو ارتفاع فى معدل ضربات القلب، أو إضطرابات فى المعدة أو شعور بالقلق المستمر وصعوبة فى التركيز وفى اتخاذ القرارات.

زيادة الرشح

وتقول د.رشا لا يمكن للمرء أن يتخيل أنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالرشح فى الفترات التى يعانى خلالها من الإجهاد النفسى لكن هذه هى الحقيقة لأن الجسم تحت تأثيرالتوتر يفرز مادة «سيتوكينز» وهى مادة مضادة للالتهابات وعلى الرغم من أن هذه المادة تكافح الفيروسات فإنها تزيد من احتقان الأنف وقد أظهرت الأبحاث أن النزاعات عموماً وفقدان الوظيفة أو أى حدث آخر يثير التوتر ويدوم أكثر من شهر يمكن أن يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالرشح. وتضيف أن أفضل وسيلة لمواجهة ذلك التوتر هو ممارسة الرياضة بانتظام لانها تخفض مستويات هرمونات الإجهاد النفسي، ممايؤدى إلى عودة الجهاز المناعى لكفاءته وأداء عمله على الوجه الأمثل وبالتالى وإلى راحة القلب والجهاز التنفسي، خاصه بعد أن أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يواظبون على ممارسة الرياضة يكونون أقل عرضة للإصابة بالرشح حتى فى الحالات التى كان الباحثون يعرضونهم فيها عمداً إلى فيروسات .

الحليب الدافيء

وتنصح د.رشا الجندى المرأة وتقول: خصصى وقتا محددا لاستعراض أسباب قلقك بدلاً من جعلها تؤثر عليك فى كل ساعة وكل دقيقة من وقتك، فيمكنك مثلاً أن تخصصى ربع ساعة مساءً كل يوم لتكتبى فيها كل ما يزعجك ويقلقك، وعندما تكتبين أسباب قلقك على الورقة تكونين قد حررت ذهنك وسمحت له بالراحة. إذا كانت قضايا العمل هى ما يقلقك خصصى وقتا لتنظيم برنامج العمل لليوم التالي، ووضع سلم أولويات للقيام به لأن مجرد التعرف على أولى المهمات لديك يساعدك على الشعور بالارتياح عندما تأوين إلى فراشك، ومن المفيد أيضاً إخلاء غرفة نومك من كل الأشياء التى يمكن أن تسبب لك التوتر، فهذا يحول دون أن يربط ذهنك بين مكان نومك والقلق، ومن المفيد سماع بعض أنغام الموسيقى الهادئة أو القيام بتمارين التنفس أو شرب كوب من الحليب الدافئ حتى تشعرين بالارتياح والرغبة فى النوم، وعندما يحين موعد نومك احرصى على بقاء الاضواء خافتة حتى لا يتلقى جسمك عبر الأضواء إشارة الاستيقاظ، كما يمكنك أ-ن تشعرى بتحسن حالتك الانفعالية إذا تحدثت عن مشكلاتك لصديقة موثوق فيها أو أحد أفراد العائلة وهذه وسيلة فاعلة للتخلص من الضغوط النفسية.

وأخيرا تؤكد رشا الجندى ضرورة عدم تناول العقاقير الطبية المهدئة دون استشارة الطبيب، ذلك أن الجسم يعتاد عليها فلا يصبح لها تأثير علاجى مما قد يضطرك إلى زيادة جرعاته وهو ما يشكل خطراً شديدا عليك.