غادة إبراهيم وجمال اسماعيل في أحد مشاهد مسلسل «اغتيال شمس»
سعيد ياسين
تفاعل عشرات الفنانين والفنانات مع المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت تمثل للبعض منهم ملاذاً آمناً لنشر أخباره بنفسه من دون الحاجة الى وسيط صحفي، وتأكيد أو نفي ما يتم نشره في الصحف المطبوعة، ولا يزال فريق آخر من الفنانين بعيدا تماماً عن هذه الأدوات، ويخرجون بين الحين والآخر ليؤكدوا من خلال الصحف المطبوعة أنهم لا علاقة لهم بحساباتهم الالكترونية التي تحمل صورهم وآراءهم وتصل الأمور ببعضهم الى تحرير محاضر في أقسام الشرطة لغلق هذه الحسابات.
حول توجه الكثير من الفنانين إلى إطلاق المواقع الرسمية، التي تحمل أسماءهم، يقول كريم عبدالعزيز إنه أطلق مع بداية العام الجديد موقعاً رسمياً خاصاً به على الإنترنت، تم ربطه بكافة مواقع التواصل على الشبكة العنكبوتية، مشيراً إلى أن قيامه بهذه الخطوة جاء بعدما دأب بعض الأشخاص على انتحال شخصيته وإبداء آراء تنسب إليه، رغم أنه غير مسؤول عنها تماماً وأنه ينوي التواصل مع كافة وسائل الإعلام من خلال موقعه الرسمي، وكذلك التواصل مع جمهوره كل أسبوعين على أن يشمل الموقع أخباره وجميع أعماله الفنية.
أما الفنان غسان مطر فيرى أن علاقة عدد كبير من الفنانين بالساحة الالكترونية محدودة للغاية وأحياناً منعدمة، وأنهم غير قادرين على التواصل مع جمهورهم الكترونياً ويبقى الصحفي هو همزة الوصل بينهم وبين جمهورهم من خلال المطبوعة الورقية خصوصاً من يرتبطون بعلاقات صداقة مع صحفيين، امتدت لسنوات طويلة ولدت ثقة كبيرة بينهم مع وجود قطاع عريض من الجمهور يهتم بالصحافة المكتوبة وما يصدر عنها من أخبار.
تواصل مع المعجبين
وقال إن تزايد نشاط بعض الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يساهم في تواصلهم مع معجبيهم للتحدث إليهم عن أمور جديدة وليس لنقل أدق تفاصيل حياتهم اليومية بطريقة تصل بالبعض إلى درجة الإدمان. وتعد غادة إبراهيم من أكثر الفنانات تفاعلاً مع جمهورها من خلال صفحتها على «فيس بوك» سواء من خلال نشر صور أعمالها أو الحفلات التي تشارك فيها، حيث أوضح أن هذه الوسائل التفاعلية توفر أسهل طريقة لنشر الأخبار أو التَّواصل بين الفنان وجمهوره بشكل يومي وأنها كسرت الحاجز، الذي كانت الصحافة التقليدية تضعه باحتكارها أخبار الفنانين وطرق الوصول لهم.
وحول أهمية هذه المواقع، قالت إن هذه المواقع تعمل على تقريب الفنان أكثر مع معجبيه بحيث يصبح هناك تعايش يومي بينهم من حيث معرفة أخباره أو مشاركتهم الآراء وكل أمورهم اليومية وللصحافة دور كبير في نشر أخبار الفنان، كما أن هناك بعضاً ممن يعكسون هذه الأخبار برؤية صحفية، وهذا يختلف عن التواصل مع المعجبين خصوصاً وأن الفنان يعد محور عمل الصحافة الفنية على عكس الجمهور الذي ليس له أي غاية إلا الاعجاب فقط.
سحر الكلمة
أما المؤلف محمد عزيز، فأشار إلى أنه لا يزال للكلمة المطبوعة سحرها إضافة إلى مصداقيتها عند القارئ وخصوصاً إذا كانت مكتوبة في صحيفة أو مجلة كبرى ورغم انتشار مواقع التواصل الاجتماعي فإن العلاقة بين الفنان والصحفي لم تتأثر. وقال: مهما كانت صفحة الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً بها عدة آلاف من الأصدقاء يعرفون ويتابعون أخباره فهي لا تضاهي خبراً يقرأه مئات الآلاف وعادة الفنان لا يكتب عن نفسه خبراً على «الفيس بوك» بل ينقل الخبر كما هو من الجريدة أو المجلة التي نشرته. ويرى أن كل صحفي فني يحب أن يقرأ له أكبر عدد من القراء وأن نشر الخبر أو المقال الذي كتبه عن الفنان على الموقع الالكتروني يزيد من قراء الصحفي من ناحية ومن إلقاء الضوء وانتشار خبر الفنان من ناحية أخرى.
وترى المؤلفة والناقدة ماجدة خير الله أن كل الطرق الدعائية لبث أخبار الفنانين جيدة سواء عبر الصحف والمجلات أو المواقع الالكترونية أو عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هذا الأمر يشبه الدعاية التي تتم بخصوص الأفلام والتي تتراوح بين الاعلانات في الصحف والأفيشات والملصقات في الشوارع والأماكن العامة، وترى أن كل هذه العوامل تمثل أنواعاً مختلفة من الجذب ورغم الجمهور الكبير للمواقع الالكترونية، فإن الفنان لا يستطيع الاعتماد عليها بمفردها.
وعن أهمية الكلمة المطبوعة قال الناقد محمد عبدالفتاح إنها تظل هي اللصيقة والأكثر حميمية للقارئ لأنه يمسكها في يده، بعكس قراءة رسائل الاتصال الالكترونية التي لا تعيش طويلاً وأن الكلمة المطبوعة تظل في ذهن المتلقي من خلال تخيل القارئ لعنوان وشكل الخبر وصورة الفنان المنشورة.
علاقة حية
ويرى أن علاقة الفنان بالصحفي والعكس ستظل حية ولن يستغني أحدهما عن الآخر لأن «تويتر، وفيس بوك» وغيرهما معنيتان بالخبر الوقتي غير الموثق على عكس الصحافة الأكثر معايشة للواقع ولمن يحتفظ بها من الفنانين كأرشيف ووثيقة.
وبين أنه لا توجد وسيلة اتصال حديثة تلغي الأخرى فالتلفزيون لم يلغ الاذاعة والسينما لم تلغ المسرح وهذا يعني وجود نوع من التعايش والتكامل بين هذه الوسائل والوسائط وهو ما يحدث تماماً في علاقة الفنان بالصحفي سواء كان يكتب أخباره بنفسه على حساباته التفاعلية الخاصة أو من خلال المطبوعة التي يعمل فيها الصحفي.
أما الكاتب والمؤلف سامي كمال الدين، فقال إن الفنان لا يستغني عن الصحفي مهما تعددت وسائل اتصاله المباشرة مع الجمهور لأنه يظل دائماً في حاجة إلى من يسأل عنه ويتقصى أخباره ويكتبها له بدلاً من أن يكتبها بنفسه، كما أن الفنان في حاجة إلى الأسئلة الكاشفة التي يسألها له الصحفي وهو ما لا يستطيع القيام بــه من تلقاء نفسه.
وأشار إلى أن الايجابي في حسابات الفنانين الخاصة على مواقعهم الاجتماعية يكمن في امكانية قيامهم بتكذيب أي خبر ينشر عنهم في أي وقت من دون الحاجة الى الاتصال بالصحفي أو الصحيفة للتأكد من صحة الخبر، وانتظار نشر تكذيبه لاحقاً، خصوصاً وأن العديد من الصحفيين أصبحوا يتلقفون أخبار بعض الفنانين من خلال حساباتهم الالكترونية الخاصة، والتي تكون أسرع في النشر.
ساحة النقاش