استعمل العرب الطب النفسي في علاج أمراض يكاد يعجز الطب عن علاجها اليوم بشكل قاطع، مثل مرض السُمنة الذي ينتشر في العالم اليوم، خاصة في مجتمعاتنا الاستهلاكية بلا وعي، فالخدمة اليوم "من الباب إلى الباب"، ولم يعد الواحد منا يكلف نفسه أي عناء، فمن السيارة إلى المكتب وهكذا.

 

قيل: لا تهدوا العاقل إحدى خصلتين: إما أن يهتم لآخرته ومعاده أو الدنيا ومعاشه، والشحم مع الهم لا ينعقد، وقيل إن ملكاً في الزمان الأول كان مثقلاً (سميناً) كثير الشحم لا ينتفع بنفسه، فجمع الأطباء ومن يعملون في الطب وقال: احتالوا إليَّ بحيلة يخفّ عني لحمي هذا قليلاً.

 

فما قدروا له على شيء، فبعث له رجل عاقل أديب متطبّب فارِه، فبعث إليه وأشخصه فقال له: عالجني ولك الغنى. قال: أصلح الله الملك أنا متطبب منجّم دعني حتى أنظر الليلة في طالعك. أي دواء يوافق طالعك فأسقيك، قال: فغدا عليه، فقال: أيها الملك، الأمان، قال: لك الأمان. قال: رأيت طالعك يدل على أن الباقي من عمرك شهر، فإذا أحببت عالجتك، وإن أردت بيان ذلك، فاحبسني عندك، فإن كان لقولي حقيقة فخلّ عنّي، وإلا فاستقصّ مني، قال: فحبسه قال: ثم رفع الملك الملاهي واحتجب عن الناس، وخلا وحده مهتماً كلما انسلخ يوم ازداد غماً حتى هزل وخفّ لحمه ومضى لذلك ثمانية وعشرين يوماً، فبعث إليه وأخرجه، فقال: ما ترى. قال: أعز الله الملك. أنا أهون على الله عزّ وجلّ من أن أعلم الغيب، والله ما أعرف عمري، فكيف أعرف عمرك! إنه لم يكن عندي دواء إلا الغم، فلم أقدر أن أجلب إليك الغم إلا بهذه العلّة، فأذاب الشحم، فأجازه وأحسن إليه.

لفظة البُلعُوم ممّا جاءَ منحوتاً من كلام العرب وهو مَجْرَى الطَّعامِ في الحَلْق، وقد يحذف فيقال بُلْعُم.

ومن ذلك بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء.

وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، وهو عربيٌّ صحيحٌ معروف، وذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد.

طرفة بن العبد:

أَسلَمَني قوْمـــــي ولــــــم يغضَبوا

لِسَوْءةٍ، حلـــــّتْ بهمْ، فادحَهْ

كـــــــــلُّ خليلٍ كنتُ خــــــاللتُهُ

لا تــــــــركَ اللَّهُ لــه واضِحهْ

كلُّهـــــُــــــمُ أروَغُ مــــن ثعلـــب

مــــــا أشبهَ اللّيْلَة َ بالبارحَـه