حاول ألا تشتري البضائع التي تحتاج إلى صيانة كثيرة واختر ما خف وزنه منها

يحيى أبوسالم

مازال عشرات مستخدمي التكنولوجيا الحديثة وتقنياتها المختلفة، يعانون مشكلة جوهرية تتمثل في عدم الثقة الكاملة في عملية الشراء عبر الإنترنت، ومازال هؤلاء يواجهون رهبة مثل عمليات الشراء هذه، ويعتقد وبكل جوارحه أنه إذا قام بها، سينصب عليه، ولن تصله المواد التي اشتراها عبر الإنترنت ودفع ثمنها وثمن شحنها كاملاً وبشكل مسبق. ورغم تطور عملية الشراء الإلكتروني إلى درجة أصبح فيها المشتري هو الأساس الذي يجب حمايته والحفاظ على أمواله من قبل مواقع البيع المختلفة، ورغم العديد من الضمانات التي تقدمها مثل هذه المواقع للمشترين، إلا أن عملية الشرار الإلكتروني عبر الإنترنت مازالت تمثل خطراً حقيقياً على العديد من الزبائن، يمكن تجنبه، بالتأكد من بعض الأمور التي لا يجب إغفالها قبل عملية الشراء هذه.

لعل ما تأتي به المواقع الإلكترونية المتخصصة بالبيع والشراء، من ميزات وخصائص قد لا يراها العديد من المستهلكين متوافرة في أسواقهم ومتاجرهم المحلية، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بثمن المنتج وتوافره. فقد تجد مثلاً أحد المنتجات بغض النظر عن ماهيتها، تأتي بسعر يضاعف أو أكثر السعر الذي تجدها به على أحد مواقع البيع الإلكترونية، وحتى بعد حساب مصاريف الشحن لدولتك، وهذا من جانب.

ومن جانب آخر، فإن توافر بعض المواد في المتاجر الإلكترونية المختلفة، وعدم توافرها أو تأخر ذلك في الأسواق والمتاجر المحلية، ورغبة الشخص الملحة في الحصول على هذه المواد وشرائها، والتي تجعله يتوجه إلى عملية الشراء عبر المواقع الإلكترونية عندما يرى أن الصورة هنالك وفي هذه المتاجر الإلكترونية، مختلفة ومتنوعة، وأقل ثمناً، وأكثر سهولة، فهي تتم بضغطة زر واحدة، ودون أن تتحرك من مكانك، وأنت أمام كمبيوترك.

 

مع كل هذه الميزات التي تأتي بها عمليات الشراء عبر الإنترنت، بدايةً من سهولتها والأسعار التنافسية التي لا تتوافر على المستوى المحلي، ووفرة وتنوع المواد فيها، التي قد لا نراها في السوق المحلية، ومع رغبة العديد من المستخدمين لخوض هذه التجربة، والبدء فوراً بعملية الشراء الإلكترونية هذه، يجب الإشارة إلى أنه ومع كل هذه الميزات والإيجابيات التي تأتي بها عملية الشراء عبر الإنترنت، فإن هذه الأخيرة قد تأتي بعض مستخدميها بالعديد من المشاكل، وقد تتحول إيجابياتها الكثيرة إلى سلبيات أكثر، إذا ما أسيء استخدامها، وإذا ما لم تتم بالطريقة الصحيحة والسليمة، الأمر الذي قد يجعل المشتري لا يخسر قيمة البضاعة والمواد الذي اشتراها فحسب، بل قد يؤدي إلى سرقة بطاقته الائتمانية أو أي معلومات مالية سريه خاصة، لا يجوز لغيره الاطلاع عليها.

 

وتعتبر عملية الشراء عبر الإنترنت ومن مواقع البيع المختلفة، وخصوصاً تلك الخارجية التي تتطلب منك تزوديها بمعلومات بطاقتك الائتمانية أو معلومات سرية خاصة أخرى بك، حتى تتمكن من إتمام عملية الشراء عبرها بنجاح، ولهذا حاول إذا رغبت في الشراء عبر الإنترنت التأكد من الأمور التالية:

أولاً: تحصين كمبيوترك: يجب عليك في اللحظة التي تنوي بها الشراء عبر الإنترنت، أن تعتبر أنك وكمبيوتر الشخصي، معرضين للاختراق، ولذلك يجب عليك أن تتأكد من أن كمبيوترك الشخصي الخاص بك والذي ستشتري من خلاله آمن ومحمي بشكل كامل، واحذر كل الحذر من استخدام أجهزة الغير في فتح حساباتك الخاصة أو الشراء من خلالها، فهنالك الآلاف من البرامج القادرة على تسجيل كافة المعلومات الخاصة بك بمجرد طباعتك لها على لوحة المفاتيح. وهي برامج ليس بالضرورة أن يقوم الشخص بتحميلها وتثبيتها على جهازه، إنما الأجهزة التي لا توجد بها برامج حماية كاملة، تكون معرضة وبشكل سهل لمثل هذه البرامج الخبيثة والضارة.

ولا تكتف على كمبيوترك الذي تقوم بعملية الشراء من خلاله، بتوافر برامج الحماية من الفيروسات عليه فقط، وابحث إذا كنت تنوي الشراء من خلال هذا الكمبيوتر على برامج الحماية من الإنترنت، أو برامج الحماية الكاملة التي قد تتطلب أجهزة قوية للتعامل معها، على العكس من النوع الأول، والذي يعتبر مثاليا لمثل عمليات الشراء عبر الإنترنت ولا يؤثر على أداء الكمبيوتر.

ثانياً: اختر موقع الشراء المناسب: وهي الخطوة الثانية المهمة التي توازي أهميتها أهمية الخطوة الأولى، حيث إنك حتى لو كان كمبيوترك محصناً ومحمياً بشكل كامل، فقد تجد نفسك تدفع الأموال لبضائع وهمية لن تصلك أبداً، إذا لم تختر الموقع الإلكتروني المناسب، ولم تتأكد من سلامته وأمانه، واشتريت أو وضعت معلومات بطاقتك الائتمانية في مواقع إلكترونية تفتقر لأبسط وأقل شروط الأمن والآمن، ولا توفر للمشتري إلا النذر اليسير من الضمانات حول المواد والبضائع التي اشتراها من خلالها. فمثل مواقع الشراء الإلكترونية هذه، قد لا تكتفي بعدم إرسال البضائع للمشتري فحسب، بل قد تنصب عليه وتسرق منه معلومات بطاقته الائتمانية أو أرقام حسابه البنكي، أو أي معلومات أخرى قام بتزويد الموقع بها. ولهذا، فإن عملية اختيار الموقع الإلكتروني والتعرف على الضمانات التي يوفرها للمشترين، وخصوصاً ضمان إرجاع المبلغ المدفوع كاملاً للبضائع التي لم تصله، والذي يضمن لك بأنه لن يعطي معلوماتك السرية الشخصية والمالية، لأي جهة أخرى، وأن أي شخص آخر لن يتمكن من الإطلاع عليها سواه. وغير ذلك من ضمانات الأمان والحماية من الاختراق والسرقة، هي من الأمور المهمة التي يجب التأكد من في الموقع الإلكتروني قبل عملية الشراء منه. ولعل أبرز هذه المواقع الإلكترونية، والتي تضمن حماية معلوماتك السرية، وتضمن لك توصيل موادك وبضائعك بسلاسة، هما موقع «Amazon» وموقع «eBay»، حيث يضمن لك الأخير إرجاع المبلغ المدفوع كاملاً إذا لم تصلك البضائع التي اشتريتها، بشرط التقيد بشروطه.

ثالثا: عملية الدفع: تختلف عمليات الدفع عبر المواقع الإلكترونية، حسب شروط الموقع والمتوافر لديه، وبغض النظر عن طريقة الدفع، والتي يعتبر أشهرها، الدفع عبر البطاقة الائتمانية، والتي تستخدمها أغلب المواقع الإلكترونية، وهي أن تقوم بوضع معلومات هذه البطاقة كاملة في أحد المواقع الإلكترونية بنية وقصد الشراء، ما يعني أنك تعطي للموقع إذا لم يكن آمناً الحق بالتصرف الكامل بالبطاقة، ولهذا حاول ألا تغفل ولا تستهين بأهمية الخطوتين الأولى والثانية. والطريقة الأخرى، وهي التي تعتبر أكثر أمناً من الأولى هي الدفع عبر مواقع الدفع الإلكتروني مثل «باي بال»، ورغم ميزات هذه الطريقة وأمانها الأكثر، إلا أن أغلب المواقع الإلكترونية لا تتعامل بها. وآخر هذه الطرق هو الدفع عبر إرسال الأموال عبر الحوالات النقدية، وهي من أخطر الطرق وأقلها أماناً. ولهذا حاول إصدار بطاقة ائتمانية تحتوي على أقل مبلغ ممكن، اجعلها بطاقة الإنترنت لديك، وهي متوافرة لدى معظم البنوك على أساس أنها بطاقة الإنترنت، ورغم أن عدداً كبيراً من مواقع الشراء قد لا يقبل التعامل مع هذا النوع من البطاقات الإلكترونية، فيكون الحل الأمثل هو استخدام بطاقة ائتمانية بمبلغ قليل لمثل هذا الغرض.

رابعاً: عملية الشحن: رغم أن معظم مواقع الشراء الإلكترونية تسمح اليوم لشحن البضائع المشتراة من خلالها لأغلب بلدان العالم، إلا أن بعضها لا يسمح بذلك، وذلك راجع لسياسات وشروط خاصة بالموقع. وإذا كنت ترغب في شراء بضاعة معنية، وفاجأك الموقع أنه لا يرسل لدولتك، يمكنك شراء عنوان بريدي في هذه الدولة التي يقع بها الموقع الإلكتروني، ومثال على ذلك إذا رغبت في الشراء من موقع «أمازون البريطاني»، يجب عليك هنا أن تقوم بتوفير عنوان محلي في بريطانيا، يكون بمثابة عنوان الشحن الخاص بك. حيث تشتري وأنت جالس أمام كمبيوترك في دولتك، ولنقل مثلاً الإمارات، من هذا الموقع الإلكتروني البريطاني ما تشاء، وخصوصاً الإلكترونيات أو المواد الرقمية، وعندما تحدد وجهة الشحن التي ستكون في حالتك هذه هي بريطانيا، تقوم بتعبئة عنوانك البريدي البريطاني الذي اشتريته أو استأجرته من شركات الشحن المختلفة، التي تقدم مثل هذه الخدمات، مثل شركة «آرامكس» وخدمتها «تسوق واشحن» أو غيرها.

الفائدة القصوى

قد تكون عملية الشراء عبر الإنترنت، عملية مفيدة جداً من الناحية المادية، وخصوصاً إذا ما كان فرق السعر بين البضاعة التي ترغب في شرائها أعلى بكثير محلياً، عن ثمنها في المتاجر الإلكترونية، عدا عن عدم توافرها أساساً في السوق المحلي. ولكن يجب عليك الانتباه جيداً وحساب كافة التكاليف للبضاعة المراد شراؤها، فقد تشتري شيئاً ما من الإنترنت بسعر أفضل وأقل من سعره في السوق المحلي، ولكن قد تدفع ثمن للشحن يجعل سعر الذي اشتريته من الإنترنت يوازي سعره محلياً أو يزيد، عدا عن أنك لن تحصل في أغلب الأحوال على ضمانة وكفالة للأشياء التي تشرتيها من الإنترنت، لاختلاف مواصفات الأجهزة التكنولوجية مثلا، الأميركية أو الأوروبية عن الأنواع التي تصدر للأسواق المحلية والمنطقة. ولهذا قم بشراء البضائع التي لا تحتاج إلى ضمانة، أو التي تضمن أنت أن أعطالها ومشاكلها قليلة، أو القابلة للتصليح بسهولة، وغير القابلة للكسر والخفيفة الوزن حتى لا تكون مثل هذه البضائع التي تشتريها من الإنترنت، سبباً في دفع الأموال دون فائدة أو لشراء بعض المواد والبضائع التي ربما قد تتوافر وبأسعار قريبه إلى تلك الموجودة على المواقع الإلكترونية، وتأتيك بالكفالة والضمان الكامل عليها في حال خرابها.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 25 نوفمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,308,617