شكوى من استمرار الاكفان .. والطائفة مستعدة للقتال مع الاسد لا حبا به ولكن خوفا على نفسها؟

دمشق ليست الوحيدة التي باتت تهتز تحت قدمي الرئيس السوري بشار الاسد، بل الطائفة العلوية التي ينظر اليها كواحد من الاعمدة المهمة لبقاء نظامه، فهناك حنق متزايد في داخل الطائفة مما يشكل تهديدا له. فالطائفة وان وقفت وراء الاسد خوفا على المستقبل من نظام تحكمه الغالبية السنية، لكن اصواتا وهمسات بدأت تسمح داخل ابناء الطائفة وفي مراكز تجمعهم حول المصير الذي يقودهم اليه بشار. وترى صحيفة ‘واشنطن بوست’ الى حادث اطلاق نار في بلدة القرداحة التي جاءت منها عائلة الاسد الشهر الماضي، واعتقال ناشط علوي بارز يمكن اعتبارهما اشارة عن مظاهر عدم الارتياح لدى قطاع من ابناء الطائفة التي لم تتخل بعد عن دعمها للنظام.

وتعترف الصحيفة انه وان لم تظهر اية بوادر عن تغير في موقف الطائفة وانها على حافة الانضمام للمعارضة المتشرذمة التي لم تقم بجهود للترحيب بهم، بل ان من دعم الاصلاح من ابنائها في بداية الانتفاضة غير موقفه ودعم النظام بعد عسكرة الانتفاضة واستهداف الجماعات السلفية لهم. ومع ذلك فهناك اشارات من ان الانتفاضة التي مضى عليها 19 شهرا بدأت تترك اثرها على الطائفة. ونقلت عن باحث في الجامعة الامريكية ببيروت قوله ان العلويين يرون ان بقاء الاسد في الحكم مرتبط بدعمهم له، ولكنهم يشعرون انه يجرهم لنزاع لا يمكنهم الانتصار فيه.

وتنقل عن جوشوا لانديز الباحث في جامعة اوكلاهوما والمتزوج من علوية مما يعطيه القدرة على رصد ما يحدث في الطائفة، قوله ان الاسد تدخل شخصيا في حادث القرداحة، ويقول ناشط ان الخلاف بين محمد الاسد (شيخ الجبل) وشاكر عثمان كان على تجارة تهريب للسجائر وغيرها من البضائع مؤكدا ان تحميل الحادث اكبر مما يحتمل امر عبثي.

ومع ذلك تقول الصحيفة ان الشكوك حول دوافع الخلاف تنبع من ان اطلاق النار حدث في مقهى يعود لعائلة الخير التي تعتبر من اكبر المنافسين لعائلة الاسد وجاء بعد ايام من اعتقال قيادي بارز في العائلة وهو عبدالعزيز الخير، الذي كان ضمن وفد من التنسيقيات الذين اعتقلوا فور وصولهم لمطار دمشق بعد رحلة الى الصين وروسيا، وتنقل عن ناشط في دمشق قوله ان الاعتقال جاء بسبب شك النظام من ان روسيا كانت تهيىء الخير للعب دور بارز في حكومة ما بعد الاسد. ويعتقد الناشط ان الحادث يشير الى شق في الطائفة.

حزب الله خائف ايضا

وليست الطائفة العلوية هي الخائفة على مصيرها، فحزب الله اللبناني يدافع ايضا عن النظام السوري ونفسه كذلك. فقد قالت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان الحزب ينجر شيئا فشيئا للحرب الاهلية في سورية، ويتهم باستخدام قواعده العسكرية في سهل البقاع لضرب مواقع المعارضين للاسد في داخل سورية. ونقلت عن مواطن لبناني في قرية قريبة من الحدود مع سورية قوله ان الحزب يركز هجماته على القرى التي يتجمع فيها الجيش السوري الحر من اجل اضعافه قبل ان يشن هجوما بريا عليها.

واكد ابو عبيدة هذا انه شاهد الصواريخ التي تطلق من داخل لبنان، وقال مراسل الصحيفة انه زار الهرمل ومناطق حزب الله حيث سمع اصوات قاذفات الصواريخ. وتضيف ان رجال حزب الله يقومون بحراسة الطرق في سياراتهم (سوف) بحثا عن اي شخص يراقبهم. واشار ابو عبيدة الى عمارة استطلاع يستخدمها حزب الله كنقطة لتخزين الصواريخ كما زعم.

ويأتي الحديث عن قصف حزب الله في ظل احاديث عن مقاتلين لحزب الله يقاتلون الى جانب الجيش السوري. ويقول محلل لبناني ان حزب الله لا يقاتل لحماية النظام السوري بل لحماية نفسه، وان الحزب يقوم بحماية طريق التهريب لنقل الاسلحة القادمة من ايران.

المصدر: أخبار البلد

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,307,660