عمر الشريف وأحمد رمزي في «حنان وحنين»
سعيد ياسين
غيب الموت عصر الجمعة الماضي واحداً من أهم فناني الزمن الجميل هو أحمد رمزي الذى حمل العديد من الألقاب من بينها «دونجوان السينما العربية» عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد أن اختل توازنه أثناء وجوده في حمام منزله في الساحل الشمالي، فسقط على رأسه. رمزي كان يعيش في إحدى القرى السياحية على ساحل البحر المتوسط 70 كيلو غرب الاسكندرية، التي عاش فيها خلال الأعوام العشرين الماضية هرباً من زحام القاهرة، وحي الزمالك الذى كان يسكن فيه، وفرض على نفسه حاجزاً من السرية بعيداً عن أعين الفضوليين، كما قاطع الصحف ووسائل الإعلام مكتفيا بمساعده حمدي، الذى كان يمثل همزة الوصل مع المحيطين به.
سعيد ياسين - ولد رمزي محمود بيومي مسعود فى حى الزمالك فى القاهرة فى 23 مارس 1930 لأب مصري كان يعمل طبيباً وأم اسكتلندية ، وتلقى تعليمه الابتدائى فى مدرسة الناصرية الابتدائية فى منطقة معروف.
وتوفى والده نتيجة أزمة قلبية بعد خسارة كل أمواله فى البورصة فى يوم واحد عام 1939، وعملت والدته مشرفة على طالبات كلية الطب لتربي ولديها بمرتبها حتى أصبح ابنها الأكبر «حسن» طبيب عظام على نهج والده، والتحق أحمد بمدرسة فيكتوريا وزامل فيها عمر الشريف، ودرس بعد ذلك فى كلية الطب ثلاثة أعوام، ومع بداية مشواره الفنى ترك الطب ودرس فى كلية التجارة.
محبة الفن
وجاء حبه للفن من خلال عمر الشريف الذى ربطته به علاقة صداقة قوية قامت على المحبة منذ أيام الدراسة، واستمرت حتى وفاته، وكان شاهداً على لحظة مهمة من حياته عندما قرر الزواج من فاتن حمامة، وأثناء جلوسه ذات ليلة فى صالة البلياردو كعادته، لمحه المخرج حلمي حليم ولاحظ سلوكه وتعبيراته، فعرض عليه العمل معه في السينما عام 1955 فى فيلم أيامنا الحلوة مع صديقه عمر الشريف وفاتن حمامة والوجه الجديد وقتها عبد الحليم حافظ الذى شارك معه بعد ذلك فى أفلام، أيام وليالى، الوسادة الخالية، بنات اليوم.
وأشتهر بأدوار الشاب الوسيم، خفيف الظل في العديد من الأفلام الناجحة والبارزة في تاريخ السينما المصرية، وساعده فى أدواره عشقه وممارسته للرياضة والتى جعلته صاحب جسد ممشوق وقوام سليم.
أفلام ناجحة
وقدم عدداً من الأفلام الناجحة مع اسماعيل ياسين منها، إسماعيل ياسين في الاسطول، إسماعيل ياسين في دمشق، ابن حميدو، الذى استمر عرضه لمدة ستة أشهر، وقدم خلال الفترة من 1956 وحتى 1972 أكثر من 60 فيلماً منها صراع في المينا أمام رشدى أباظة وهند رستم، أين عمرى أمام يحيي شاهين وماجدة وزكى رستم، لا تطفئ الشمس أمام فاتن حمامة ونادية لطفى وشكرى سرحان، لن أعترف أمام فاتن حمامة وأحمد مظهر، القلب له أحكام أمام فاتن حمامة، ودعت حبك أمام فريد الأطرش وشادية، الأخ الكبير أمام فريد شوقى وهند رستم، رجل بلا قلب أمام يحيي شاهين وهند رستم وزهرة العلا، النظارة السوداء أمام نادية لطفى وأحمد مظهر، علمونى الحب أمام سعد عبد الوهاب وايمان، عائلة زيزي أمام سعاد حسنى وفؤاد المهنس، السبع بنات أمام حسين رياض ونادية لطفى وزيزى البدراوى وعبد السلام النابلسى.
وفى عام 1973 قدم فيلمى شلة المراهقين أمام ميرفت أمين ومريم فخر الدين وعماد حمدى، وغرام تلميذة أمام نجلاء فتحى وسهير البابلى، أما فى عام 1974 فقدم فيلمى الأبطال أمام فريد شوقى، والعمالقة أمام ناهد شريف وبوسى وسمير صبرى.
قط الصحراء
وعاد إلى السينما عام 1995 بعد غياب 20 عاماً منذ قدم مع فاتن حمامة فيلم حكاية وراء كل باب، وجاءت عودته من خلال فيلم قط الصحراء أمام لاعب الكونغ فو العالمى يوسف منصور، ثم شارك بعده فى عام 2001 فى فيلم الوردة الحمراء أمام يسرا ومصطفى فهمى وإخراج إيناس الدغيدى.
وفى عام 2000 شارك مع فاتن حمامة فى بطولة مسلسل وجه القمر من تأليف ماجدة خير الله وإخراج عادل الأعصر، وكان آخر أعماله قبل أربعة أعوام من خلال مسلسل حنان وحنين أمام عمر الشريف وتأليف وإخراج إيناس بكر.
وكان أجره فى الخمسينيات من القرن الماضى من أعلى الأجور بين كبار النجوم من أمثال شكرى سرحان ورشدى أباظة وعمر الشريف، حيث كان يتقاضى عن الفيلم الواحد 400 جنيه، وكان أول من حصل على أجر 800 جنيه عن فيلم«غريبة» أول أفلام نجاة الصغيرة، ورغم أن المنتج رمسيس نجيب رفض هذا الأجر، إلا أن المخرج أحمد بدرخان أقنعه بأنه الوحيد الذى يصلح للدور، فوافق مضطراً.
وكان رمزى متصالحاً مع نفسه بدرجة كبيرة، لدرجة أنه كان يؤكد دائماً عدم رضاه عن أعماله الفنية التى قدمها على اعتبار أنه قدم بعضها على سبيل المجاملة وبعضها كونه لم يكن يجد عملاً يقوم به.
واعترف فى الكثير من حواراته بأنه عاش العديد من قصص الحب وأنها كانت حقيقية، رغم فشل بعضها.
وتزوج خلال مشواره ثلاثة مرات الأولى من عطية الله الدرملي عام 1956 وأنجب منها ابنته باكينام، ثم من الفنانة نجوي فؤاد والتى لم يستمر زواجه بها أكثر من شهر، وكانت الثالثة من اليونانية نيكول التى أنجب منها ابنته نائلة، وابنه نواف، الذى ولد مصاباً بإعاقة ذهنية، وهو يتعلم ويعيش مع والدته فى لندن.
إضاءة
قبل ثلاثة أعوام قدم الفنان أحمد رمزي قصة حياته فى حلقات فى برنامج حمل عنوان «الأستاذ والتلميذ» وقدمه أحمد السقا وأخرجه نبيل عبد النعيم، وكان يعتز كثيراً بفيلم أيامنا الحلوة على اعتبار أنه كان أول أفلامه السينمائية، وفيلم ثرثرة فوق النيل أمام سهير رمزى وعماد حمدى وميرفت أمين عن قصة لنجيب محفوظ وإخراج حسين كمال، الذى كان يعتبره من أفضل ما قدمه فى السينما.
ساحة النقاش