قالت صحيفة “ذي تايمز” في تقرير لمراسلتها شيرا فرينكل الموجودة في مدينة أنطاكية التركية ان سفينة “انتصار” الليبية رست في ميناء الاسكندرون التركي وعلى ظهرها معونة من المجلس الوطني الليبي للاغاثة والمساندة. وعلى متنها أيضا شحنة كبيرة من صواريخ أرض – جو المضادة للطائرات وفيما يأتي نص التقرير:
“علمت التايمز ان سفينة ليبية تحمل أكبر شحنة من الاسلحة لسوريا منذ الانتفاضة رست في تركيا، وانها في طريقها الى الثوار على الخطوط الامامية.
وتتضمن هذه الشحنة التي تقدر زنتها باكثر من 400 طن صواريخ أرض – جو مضادة للطائرات من طراز “سام-7″ وقذائف صاروخية الدفع من طراز “آر بي جيه”، قالت مصادر سورية انها قد تغير من ميزان اللعبة بالنسبة الى الثوار.
وقال ابو محمد، احد افراد الجيش السوري الحر، الذي اسهم في نقل الشحنة من المخازن الى الحدود “هذه اكبر شحنة من المساعدات تتسلمها وحدات الثوار المقاتلة. وبامكان هذه الاشياء ان تغير المد في القتال، اذا استُخدمت بطريقة صحيحة”.
وقد سمح لـ”التايمز” ان تشاهد السفينة الليبية “انتصار” في ميناء الاسكندرون والاوراق المختومة من قبل سلطات الميناء وقبطان السفينة عمر أمسيب، وهو ليبي من بنغازي، ورئيس منظمة تدعى المجلس الوطني الليبي للاغاثة والمساندة، التي تدعم الانتفاضة السورية.
واثار حجم الشحنة وكيفية توزيعها خلافا بين الجيش السوري الحر والاخوان المسلمين الذين سيطروا على الشحنة لدى وصولها الى تركيا.
وقد نقل اكثر من 80 في المائة من شحنة السفينة، التي تضم بعض التجهيزات الانسانية، الى سوريا. وقال أمسيب ومجموعة من الليبيين الذين وصلوا على الباخرة انهم يعدون العدة للسفر مع الشحنة الاخيرة الى سوريا لضمان توزيعها.
واكدت صور الفيديو والصور الفوتوغرافية القول بان الاسلحة وصلت وانها نُقلت الى منطقة الحدود، وانها كانت اكبر عملية نقل للتجهيزات منذ بدء الانتفاضة السورية للاطاحة بنظام الاسد في آذار (مارس) 2011.
وقال أمسيب : “لا استطيع ان اكشف لوسائل الاعلام كل ما نقوم به. ولكني استطيع الحديث عن الادوية والمعونة الانسانية. فقد نقلت سفينتنا شحنة عاجلة مما يحتاج اليه الشعب السوري لانجاح ثورتهم”. وقال ان الشحنة حُملت في بنغازي في اعقاب نداء عاجل من الثوار السوريين الى المجموعات المعنية بالثورة الليبية.
وقال ايضا انهم “قالوا ان الظروف وعدم توفر الاسلحة والتجهيزات تعيق تقدم الثورة السورية نحو النجاح. وقد شاهدنا الان انهم بحاجة الى المزيد”.
يذكر ان كميات هائلة من الاسلحة التي جمعها نظام العقيد معمر القذافي فُقدت خلال الثورة التي اطاحت به. وقد وُزعت الصور الفوتوغرافية لصناديق “سام-7″ على نطاق واسع فيما أكد المسؤولون الليبيون أن أكثر من 5 آلاف صاروخ اختفت.
واعربت وكالات الاستخبارات الغربية عن القلق من ان تكون الاسلحة الليبية قد وجدت طريقها الى مجموعات مسلحة في الشرق الاوسط وافريقيا وفي ما وراء حدودها.
وكانت عدة محاولات سابقة لسفن ليبية لتوفير المعونة الى الثوار السوريين قد باءت بالفشل. ففي نيسان (ابريل) صادرت السلطات اللبنانية شحنة كبيرة من الاسلحة الليبية، بما فيها قذائف “آر بي جيه” وذخيرة ثقيلة من احدى السفن التي اعتُرضت في البحر الابيض المتوسط. وقد حاولت السفينة الوصول الى ميناء طرابلس اللبناني، حيث تعيش غالبية سنية تدعم الثورة السورية ضد الرئيس الاسد.
واعرب أمسيب عن سعادته لوصول سفينته الى تركيا، رغم ان الامر استغرق عدة اسابيع لانجاز المستندات الخاصة بسماح سلطات الميناء التركي بانزال الشحنة. واكد مسؤول في مقاطعة هاتاي، بشرط عدم الكشف عن هويته، ان السفينة رست في ميناء الاسكندرون وان حمولتها عوملت حسب “الأنظمة المحلية”.
وتذمر الثوار السوريون من ان النزاع في صفوفهم تسبب في تأخير وصول الاسلحة الى سوريا.
وقال سليمان الهواري، وهو استرالي من اصل سوري يقيم في انطاكية ويعمل مع أمسيب ، ان “كل فرد كان يريد قطعة من السفينة. فهناك جماعات تريد ان تشارك في الغنيمة وتطالب بالشحنة لنفسها. واستغرق تنظيم عملية النقل زمنا طويلا”.
وقالت فالتن تيسيجريا وسمر سرويل، وهما فتاتان سوريتان من النشطاء تعملان مع الجيش السوري الحر، ان الجماعات السورية التي تربط نفسها مع حركة الاخوان المسلمين اجرت محادثات مطولة وحصلت على حصة كبيرة من شحنة السفينة.
وقالت سرويل: “يحاول الاخوان المسلمون القيام بدور اكبر في سوريا، ويدركون انه اذا هم سيطروا على الشحنة فان ذلك سيساعدهم. ونعتقد ان الليبيين استُغلوا من قبل الاخوان المسلمين لتسليمهم الشحنة – بدلا من توزيعها بالتساوي”.
الا ان أمسيب رفض الكشف عن الوحدات التي تسلمت الشحنة او كيف جرى توزيعها. وقال ان “الشعب السوري يحتاج الى توحيد صفوفه والتوقف عن النزاع فيما بينهم. ولدينا تجربة في ليبيا. خذوا ما نوفره لكم وقاتلوا به الاسد”.
ساحة النقاش