حسن فايق وإسماعيل ياسين في مشهد من فيلم «زواج بالإيجار»
رغم مرور 32 عاماً على رحيل حسن فايق الذي يعد واحداً من جيل الرواد في حركة الفن العربي، وأحد أبرز نجوم فن الضحك والكوميديا، وصاحب أشهر ضحكة في تاريخ السينما، فإن أعماله السينمائية والمسرحية لا تزال محفورة في وجدان جمهوره الذي ترتسم البسمة على وجهه بمجرد مشاهدة أي من أعماله التي يجلجل فيها بضحكته الطفولية البريئة التي كانت من أهم سمات شخصيته وأسلوبه السهل الممتنع.
سعيد ياسين - ولد حسن فايق محمد الخولي في مدينة الاسكندرية عام 1898 لأب كان يعمل موظفاً في الجمارك، وبعد فترة قليلة من مولده ترك والده العمل ورحل مع زوجته وأولاده الثلاثة إلى القاهرة حيث استقر في ضاحية حلوان، وافتتح فيها محلاً لتجارة الأقمشة، وبعد سنوات قليلة توسعت تجارة الأب حتى أصبح واحداً من كبار التجار ومن علية القوم في هذه المنطقة، وخلال تلك الفترة كان الأب يصحب ابنه معه الى كازينو حلوان ليستمع الى الغناء ويشاهد عروض فرقة سلامة حجازي، ومن هنا تعلق الابن بالفن ووجد نفسه مشدوداً الى هذا العالم.
وبعدما حصل على الشهادة الابتدائية أقام والده حفلاً دعا اليه كبار القوم، وفرقة عكاشة لتحيي الحفل فما كان من حسن المحتفى به إلا أن قام أمام الجميع وقلد سلامة حجازي، وهو ما دفع أحد الممثلين بفرقة عكاشة الى أن يطلب منه أن يزوره في القاهرة مؤكداً له أن مستقبله في الفن، لكن سعادة الطفل لم تكتمل، حيث اكتفى والده بما حصل عليه ابنه من تعليم وجعله يترك المدرسة والدراسة ليساعده في تجارته وليعلمه أصول وقواعد مهنته ليرثها من بعده.
حب الفن
ورغم عمله في تجارة الأقمشة فإن حبه للفن والتمثيل ظل في وجدانه، ولم يستمر الأمر طويلاً حيث توفى الوالد بعد عامين، وقرر حسن ترك التجارة والاتجاه الى التمثيل وشجعه شقيقه الذي تولى تجارة الأب، والتحق بفرقة علي مراد المسرحية، وشارك في بطولة مسرحية «فران البندقية» مع الممثلة روزاليوسف، ورغم نجاحه في تجربته الأولى، فقد اتجه الى عزيز عيد وكون معه ومع نجيب الريحاني وروزاليوسف وأمين عطا الله، فرقته المسرحية التي كانت أولى عروضها مسرحية «خلي بالك من ايميليس».
لم يستمر طويلاً مع الفرقة، حيث انتقل الى عدد من الفرق الأخرى منها فرقة «اتحاد التمثيل» مع عباس فارس وحسين رياض وفرقة عبدالرحمن رشدي، وأنشأ حسن فايق بعد ذلك فرقة مسرحية حملت اسمه وضم اليها العديد من زملائه من بينهم يوسف وهبي، وقدم من خلالها العديد من العروض الناجحة منها ملكة الجمال، ومحمد وحنا، التي قدمت رداً على محاولات إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط عام 1919.
أشعار وطنية
خلال تلك الفترة أنشد حسن فايق أشعاره وأزجاله الوطنية والاجتماعية، وهو ما جعله يحظى بقدر ملحوظ من الشهرة ليس فقط في الأوساط الفنية بل في الأوساط السياسية والشعبية.
وبعدما أوقف عروض فرقته لأسباب مادية تنقل بين أكثر من فرقة منها فرقتا يوسف وهبي وفاطمة رشدي، وكانت بداية الانطلاقة الكبرى في حياته حين دعاه زميله القديم نجيب الريحاني للانضمام الى فرقته، وقدم معه العديد من المسرحيات الناجحة، وبعد رحيل الريحاني اكتفى بالأفلام السينمائية التي كان يقدمها، الى أن انضم لفرقة اسماعيل ياسين عام 1955 واستمر بها حتى مطلع الستينيات، وعندما تم إنشاء فرق التليفزيون المسرحية تحت إشراف السيد بدير كان من أوائل المنضمين اليها وشارك في العديد من عروضها.
مسيرة
وتوالت أفلامه بعد ذلك ومنها أبو ظريفة، مع أمينة محمد ونشيد الأمل، مع أم كلثوم وزكي طليمات واستيفان روستي وعباس فارس، وسلامة في خير، وثمن السعادة، وقلب امرأة، وسي عمر، وانتصار الشباب، ومن فات قديمه وجوهرة، بالإضافة إلى عشرات الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً وقتها، ولا تزال تعرض حتى الآن.
ولم يجرب فايق البطولة السينمائية المطلقة إلا في فيلمين فقط، الأول حسن ومرقص وكوهين عام 1954 والثاني العقل والمال.
وخلال الستينيات شارك في بطولة فيلمين هما معبودة الجماهير أمام عبدالحليم حافظ وشادية عام 1967 وخطيب ماما أمام أحمد مظهر ومديحة يسري ونبيلة عبيد عام 1971.
تزوج من خارج الوسط الفني من أم أولاده، وعقب رحيلها تزوج عام 1960 من فتاة تصغره بثلاثين عاماً اسمها حورية صبور كانت خير معين له حين أصيب في بداية عام 1965 بارتفاع في ضغط الدم كان سبباً في إصابته بشلل نصفي، وتم نقله إلى المستشفى الإيطالي في القاهرة، ولكن حالته الصحية ساءت بعد ذلك وهو ما استدعى سفره وعلاجه في الخارج، ومع ازدياد آلام المرض طلب العودة الى القاهرة، وظل على حاله لسنوات طويلة وصلت الى 15 عاماً، يعاني العزلة والمرض، حتى توفي في سبتمبر 1980 عن 82 عاماً.
«بسلامته عاوز يتجوز»
بدأ مشواره السينمائي عام 1932 من خلال أول فيلم ناطق في السينما مع المخرج محمد كريم وهو «أولاد الذوات» أمام يوسف وهبي وأمينة رزق وسراج منير، وشارك مع استيفان روستي ومحمد الكحلاوي وسميرة خلوصي ومختار حسين في فيلم عنتر أفندي عام 1935 وكان النجاح السينمائي الحقيقى له عام 1936 من خلال فيلم بسلامته عاوز يتجوز، أمام نجيب الريحاني وعبدالفتاح القصري وماري منيب وبشارة واكيم.
ساحة النقاش