الخضراوات النيئة غنية بالفيتامين “دي”
لن يجد الأطفال الذين يُصابون كثيراً بالزكام ونزلات البرد كل فصل شتاء دواءً أفضل من تناول جرعات إضافية من فيتامين “دي” على شكل مكملات أو عناصر غذائية أو من الشمس مباشرةً، وفق ما ذكره فريق من الباحثين الأميركيين في دراسة حديثة نشروا نتائجها في العدد الأخير من مجلة “طب الأطفال”؛ فجعل هؤلاء الأطفال يتناولون كميات كافية من مكملات فيتامين “دي” يُقلل مخاطر تعرضهم للزكام ونزلات البرد إلى النصف.
عوز فيتاميني
تشير الدراسة إلى أن انخفاض مستويات فيتامين “دي” لدى الطفل هو أحد أبرز الأسباب التي تجعله أكثر عُرضةً للإصابة بالزكام ونزلات البرد. وتُعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تربط على نحو مباشر بين زيادة تناول مكملات فيتامين “دي”، وتقليل مخاطر الإصابة بأحد الأمراض الموسمية الأكثر انتشاراً في العالم.
ويقول الدكتور كارلوس كامارجو، من مستشفى ماساشوسيتس العام في بوسطن وزملاؤه، إنه تم في إطار سلسلة دراسات “السماء الزرقاء” إجراء دراسة شملت 247 طفلاً يدرسون في الصفين الثالث والرابع بمدينة أولان باتور عاصمة منغوليا، وإن اختيار هذه المدينة دون غيرها يعود إلى كونها تجمع بين صفتين هما اشتداد البرد في فصل الشتاء، وارتفاعها العالي عن سطح البحر بشكل يقيد إلى حد كبير الوقت الذي يفترض أن يقضيه الأطفال في اللعب خارج بيوتهم، وحرمانهم بالتالي من تمكين أجسامهم من امتصاص ما يكفيها من فيتامين “دي” عبر أشعة الشمس. ناهيك عن كون الأطعمة والحليب في منغوليا لا تحوي عادةً مكملات غذائية أو مقويات من قبيل فيتامين “دي”.
وقاية مثالية
في مستهل الدراسة، سجل الباحثون أن معدل مستوى فيتامين “دي” في دم جسم كل طفل هو قرابة 7 نانوجرام في كل ميليلتر، ما يعني أنه أقل من المستوى الطبيعي باعتبار أن كل من يحوي دمه أقل من 20 نانوجرام في الميليلتر يُصنف ضمن من يعانون بفقر فيتامين “دي”. وقدم الباحثون لنصف الأطفال المشاركين في الدراسة (104) حليباً طبيعياً خالياً من أية فيتامينات “دي”، بينما قدموا للنصف الآخر من الأطفال حليباً مقوى بنحو 300 وحدة عالمية من فيتامين “دي” يومياً.
وبعد ثلاثة أشهر على هذه الحال، لوحظ أن مستويات فيتامين “دي” في دم أطفال المجموعة الأولى لم تتغير، بينما زادت مستويات فيتامين “دي” لدى أطفال المجموعة الثانية ووصلت إلى 19 نانوجرام في كل ميليلتر. ومع انقضاء الأشهر الثلاثة، أجرى الباحثون مقابلات مع آباء وأولياء الأطفال المشاركين حول حجم إصابة أبنائهم بأمراض المجاري التنفسية العليا كالزكام ونزلات البرد، فوجدوا أن الأطفال الذين تناولوا حليباً مقوى بمكملات فيتامين “دي” كانوا أقل عرضةً للإصابة بالزكام بنسبة 50%.
ضريبة العصر
تجدر الإشارة إلى أن مدينة أولان باتور تعلو عن سطح البحر بنفس مستوى علو مدينتي مين وواشنطن الأميركيتين، ما يعني أن نتائج هذه الدراسة تنطبق أكثر على الأطفال القاطنين في هاتين المدينتين دون غيرهما. وتشير دراسات ممولة من السلطات الصحية الأميركية إلى أن زهاء 20% من الأطفال الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 12 سنةً يعانون من فقر فيتامين “دي”.
وترتفع هذه النســبة لتصل إلى 50% في صفوف الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية. ولا يُخفي الباحثون قلقهم بشأن تعرض الأطفال المستمر والمتكرر للزكام ونزلات البرد، مع إقرارهم بأن ذلك نتيجة حتمية للزومهم البيت أكثر بسبب البرد القارس لفصل الشتاء، وأيضاً بسـبب تغير نمط عيــش الصغار وتفضــــيل أعداد متزايدة من أطفال الجيل الحالي لعب ألعاب الفيديو في البيت على اللعب مع أقرانهم خارج المنزل.
ساحة النقاش