يعد البيض غذاء سريع الهضم وسهلاً، كونه يشكل وجبة خفيفة تتناسب مع السحور الصحي البسيط الذي يتكون عادة، من البيض والفول والخبز الأسمر والحليب واللبن والزبادي ومشتقات الألبان، ونادرا ما يدخل البيض في الإفطار إلا فيما ندر، ولكنه يستخدم بشكل واسع لتزيين وجه الأطباق الرمضانية والسلطات، كما يدخل في عمل الكثير من الحشوات.
حماية القلب
يؤكد خبراء الصحة والتغذية أن تناول البيض باعتدال لا يشكل أي خطر على الصحة، ولا يعرض الإنسان لزيادة في الكوليسترول، أو يشكل أي مشاكل للقلب، وفي شهر رمضان، ومع ذلك يشدد خبراء الصحة على تحديد كميات صفار البيض الذي يجب على الإنسان تناوله، حيث إن صفار البيضة الواحدة يحتوي على ثلثي حاجة الإنسان اليومية من الكوليسترول، وبالتالي بإمكان الإنسان أن يتناول بيضة واحدة في اليوم في حالة تم تحديد استهلاك الكوليسترول من مصادره الأخرى، مثل اللحوم ومنتجات الألبان.
ويعد البيض أيضا طعاماً مثالياً، فهو غني بمضادات الأكسدة والبروتين والمواد الغذائية الحيوية المهمة للجسم. ووجدت دراسة نشرت في مجلة “كيمياء الغذاء” أن تناول البيض بطريقة معتدلة كان مرتبطا في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، لما يحتويه من نسب عالية من المواد المضادة للأكسدة، كما أنه عامل مساعد في خفض ضغط الدم.
بالإضافة لاحتواء البيض على مواد مضادة للأكسدة، فهو مصدر توريد للبروتين والمواد الغذائية الأخرى وبعدد سعرات حرارية قليلة، وهو أيضا منخفض الكربوهيدرات، كما يحتوي البيض على مادة (الكولين) التي تساعد في الحد من التهاب الكلى، وتقي من خطر متلازمة التمثيل الغذائي. وقد وجدت دراسة في مجلة “الكلية الأميركية للتغذية”، أن هناك ارتباطا حقيقيا بين مادة (الكولين) الموجودة في البيض والمساعدة في نمو أدمغة الأجنة لدى السيدات الحوامل، وكذلك فإن مادة (الكولين) تساعد في الحفاظ على النسب الطبيعية للأحماض الأمينية، مما يلعب دورا مساعدا في الحد من خطر تطور حالات الزهايمر.
تثبيط الشهية
وجدت دراسة أخرى أن البيض أيضا قد يلعب دورا مهما في عملية إنقاص الوزنو فهو يعتبر مثبطاً للشهية ويشعر من يتناوله بالشبع، بالإضافة إلى احتوائه على عدد قليل من السعرات الحرارية، إذ إن تناوله في وجبة الإفطار الصباحية، عادة ما تساعد في تقليل كميات الطعام التي يتم تناولها خلال اليوم. وتؤكد بعض الدراسات السابقة أهمية تناول البيض، حيث وجد خبراء التغذية أن البيض يعد من بين أفضل الأطعمة المفيدة لصحة الإنسان، ففي الوقت الذي يتخلى فيه بعض الأشخاص الذين يتبعون برامج التخسيس عن تناول البيض على وجه السرعة، بسبب قلقهم حول محتوياته من الدهون والكولسترول، يرى البعض الآخر بأن الفوائد الصحية للبيض تفوق الجوانب السلبية الأخرى.
ويعتبر البيض من المواد الغذائية الغنية بالبروتين، وهو ضروري بكميات معتدلة للأطفال والشباب، ولا يجوز الإكثار من تناوله عند كبار السن (بيضة إلى بيضتين أسبوعياً فقط)، ويتساوى البيض ذو القشرة البنية في القيمة الغذائية مع البيض ذي القشرة البيضاء، ورغم أن البيض قد يبدو باهظ الثمن حاليا، إلا أن قيمته الغذائية مرتفعة جداً.
ويجب اختيار البيض الطازج والنظيف والخالي من البقع والكسور، والبيضة الجيدة لا يصدر عنها صوت عند هزّها ولا تطفو عند وضعها في الماء، وينظف البيض جيداً وبسرعة بإسفنجة خاصة مع قليل من محلول الصابون، ويجفف قبل حفظه في البراد، ويفضل أن يحفظ بعيداً عن الأطعمة الأخرى ذات الروائح النفاذة، كما لا يجوز نقعه لفترات طويلة في المنظفات أو المعقمات، لأن غشاء البيض نفاذ، وقد تتسرب بعض العناصر الضارة إلى داخل البيضة.
كثيراً ما يصاب الدجاج والبيض بالسالمونيلا، لذلك لا يجوز تناول البيض نيئاً، بل يجب أن يتم تحضيره بشكل سليم وصحي قبل تناوله، لذا يجب أن يتم سلق البيض جيداً لمدة تتراوح من سبع إلى عشر دقائق. وقد ينطوي قلي البيض دون خفقه وتقليبه على مخاطر من وجود السالمونيلا الحية في الجزء العلوي منه، لعدم تعرض جميع أجزائه للحرارة الكافية، وحين الرغبة بإعداد البيض بهذا الشكل، يجب أن يتم الطهي ببطء ولفترة زمنية أطول.
أما الطريقة الأسلم في تحضير البيض، فهي قليه بعد خفقه جيداً وتعريضه للحرارة الكافية مع التقليب البسيط أثناء القلي، لضمان القضاء على جميع الجراثيم التي قد تكون فيه.
ساحة النقاش