رمضان شهر الوحدة ومن معاني الوحدة التي نستشعرها نحن السوريون في كل مكان وحدة التضامن مع كل من أصيب في ثورتنا المباركة ووحدة التضامن مع كل يتيم وكل أرملة وكل مصاب ، نستشعرها ويأتي رمضان فيعمق شعورنا بالوحدة وحدة القضية والمصير وحدة الهدف والفكرة وحدة المصاب .. يأتي شهر رمضان فيؤكد أن سورية كلها تريد التخلص من الظالمين من درعا إلى دمشق إلى حمص فحماة إلى حلب فالدير فاللاذقية. تلتهب المعارك في سورية كلها للتخلص من فرعون سورية وقاتل أطفالها وتتوحد جبهات ثوارها في دمشق وحلب وحمص وحماة لتؤكد على وحدة الدم السوري .
رمضان شهر الوحدة على مستوى الأمة فها هي أمتنا العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها تتضامن معنا في معاناتنا، فيطلق السعوديون حملة لجمع التبرعات وتقدم الجامعة العربية مائة مليون دولار للاجئين وتقوم دول الجوار باستقبال المواطنين السوريين الذين يفرّون من إرهاب النظام الغاشم ويفرّون بأطفالهم ونسائهم إلى الأردن وتركيا ولبنان والعراق، وحدة الأمة وتضامنها مع الشعب السوري في كثير من المواقف التي يصعب أن تحصى ولكننا نشكر كل من وقف إلى جانبنا ونؤكد أن شعبنا لا ينسى الجميل وليس بناكر للجميل، وفي شهر الوحدة ندعو كل المسلمين أن يتوحدوا مع هموم شعوبنا المسلمة في كل مكان.. من بورما إلى أفغانستان إلى سوريا إلى فلسطين .
رمضان يأتينا ليوحد مشاعرنا اتجاه الطفولة المقتولة في سوريا فيصيبنا الحزن والألم ، يأتي ليوحد مشاعرنا تجاه أمهاتنا اللواتي فقدن أبنائهن وأقض الفراق مضاجعهن يدعون في ليلة الظلماء اللهم انتقم من قاتل ابني ، يأتي ليوحد مشاعرنا تجاه من فقدن معيلهن فأصبحن بلا معيل ، يثير فينا الغضب على من أدمع عيون أطفالنا وأقض مضاجع أمهاتنا وأحزن أخواتنا ودمر بيوتنا ومدننا ويجعلنا نرفض الأعذار لمن يقول بحوار مع القاتل أو حلول وسط فالمجرم الذي نتحدث عنه لم يدع لمثل هذا الموضوع موقع في نفوسنا .
رمضان يأتي ليقول لأمة العرب والإسلام أنتم تصومون شهراً واحداً كلكم تتبعون فيه سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان ..وكان يبشر من يكفل اليتامى: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى" يأتي رمضان ليؤكد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد" فدعوتنا للمسلمين اليوم في هذا الشهر أن يدعموا شعبنا في محنته ويقفوا بجانب شعبنا من أجل أن ينال حريته وكرامته. ليس المطلوب كثرة بيانات ولا كلمات بل المطلوب أن تقفوا في وجه عدونا الذي يرمينا عن قوس واحدة يجتمع فيها إيران وروسيا ويسكت فيه العالم ويتواطأ في صمته على قتل أطفالنا ونسائنا وتدمير مدننا وهذا الصمت الذي جعله شريكاً في القتل والتدمير وذبح شعبنا.
رمضان الوحدة الشعبية والثورية والعربية والإسلامية جاء ليؤكد كل هذه المعاني وثورتنا تنتقل من نصر إلى نصر وتتقدم من مدينة إلى مدينة ويخسر نيرون سوريا بيادقه بيدق تلو آخر.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فاصبروا وصابروا يا شعبنا الحر الأبي وتوحدوا واعملوا فالله معنا وشعوب أمتنا العربية والإسلامية ستقف إلى جانبنا دوماً والله أكبر ولله الحمد .
ساحة النقاش