الروابي الخضراء

الإستفادة والإفادة :لعل الكلمة التي تنفعني لم أقرأها بعد

....... لأنني أحب العدل والإخاء والحريـــة ..
لأنني أشعر إن عدلت مع غيري ، فكأنني عدلت مع نفسي ، وإن ظلمت غيري ظلمت نفسي ..
لأنني أنزع إلى التوافق والانسجام مع الجميـــــــــــع ..
على ضوء هذا الإدراك يتضح لنا خلال عملية التطور ، تطور الفرد والجماعة ، وتطور السلالة البشرية التي لا تنفصل الجماعة عنها ، كما لا ينفصل الفرد عن الجماعة ..
يتضح لنا غرض الحياة منَّا وفينا ، وأننا أداة مكلفة في الواقع ، وهذا هو شرفنا / بتحويل التيار الحي _ المتصل بالطاقة المادِّية الأولى والمنبثق منها في تحرك الوحدة الشاملة للوجود ، نحو سدرة منتهاها وغاية انطلاقهـــا _ بتحويل التيار الحي الزاخر بالإمكانات منذ فجـــر الحياة ، إلى فكــر وشعور وإشراق ، وقِيَم حق ومحبة وجمال _ وهي قِيَم الإنسان والمجتمع ..
ويتضح لنا أيضاً أيَّة قيمة هي الشخصية البشرية ، أو بالحري هو الإنسان على إطلاقــــه ......

الحق .. الحقيقة أو الله أو المطلق أو ما يسمونه كذلك وفق الأديان والمذاهب – والأزمنة والأمكنة .. هو الحقيقة الأخيرة للوجود التي ينشدها المؤمن _ والعابد _ والصوفي _ والكاتب _ والشاعر _ والموسيقي _ والفنان والعالم _ والملحد _ والكافر _ على السواء .. لأن ما من أحد إلاَّ وينشد الحقيقة ، والحقيقة كالسعادة التي لا تنفصل عنهــا هي مطلب كل كائن ، هي مطلب الوجود فينا مطلب الحياة ، هي عودة الوجود الظاهر إلى _ محوره ومصدر انطلاقه – إلى نقطة بيكاره على حد التعبير الشهير ، والإستناره فيما نقوله ونستشعره – ونعمله – ونكتبه – ونتقصَّاه – ونتصوره - ونرجوه - ونتأمله بهذا المحور الأخير أكنَّا متنبيهين لذلك أم لم نكن متنبيهين ، أكنا في جهل مغلف أم في علم يقين ...
في هذا المعنى الأصيل لمعنى الحقيقة كان يقول المهاتما / غاندي / "" ظللت أربعين سنة أفتش عن اللـه وأحد ده وأتصوره بأنه هو الحقيقة ..
فلما بلغت سن الأربعين أدركت أن الحقيقة _ أي حقيقة الوجود _ هي التي يسمونها الله ""
إن الحقيقة الأخيرة للوجود هي / الحق _ هي المطلق _ هي اللــــــــــه ..
وهذه الحقيقة ليست بحاجة إلى دليل عقلي أو حجة معنوية لتثبيتها وتأكيد وجودهـــا .. إن ضعفاء العقول والبُله هم وحدهم بحاجة إلى البرهان عن وجود هذه الحقيقــــــــــــة .........
وفي هذا التوجه إلى المحراب الشريف _ محراب الحقيقة المغلفَّة في الوجود الظاهر _ وفي ذات الإنسان بشكل خاص _ كل عمل _ كل فكرة _ كل شعور أو عاطفة _ كل تطلع _ كل عيش _ يتخــــذ معنىً صافياً معيناً ويشكل مسلكاً بهِّياً وجاذباً _ ويكون خطوة متحفزة تالية تتقدم بنا نحو المعرفة ونحو الإطمئنان _ نحو الرجولة الحقيقية _ نحو السعادة ........
.............. وفي الحقيقة الحريــــــــــــة هي الوعي .......... الحرية هي تحديد آخـــر ووجه مماثل للوعي ... ولا تكون حرية _ ولا تقدم بدون الوعي _ الوعي هو جوهر الوجود ... هو اليقظة التي هي عين هذا الوجود ... والتي بهــــــــــا نُعاين الشاهد والمشهود ..........
فكيف تريدون أو يريد الناس أن يكونوا أحراراً _ أو يتكلموا عن الحرية في جميع مستويات تحققهـــــــــــا _ وهـــــم لا يعون مصدر هذه الحرية ووجـــه انعكاسها ومنطلق تنزلها واستقطابهـــا الرفيع ......... ؟
/ ثورة في عالم الإنسان / المعلم كمال جنبلاط / بتصرف بسيط ..........
________________________________________

 

المصدر: / ثورة في عالم الإنسان / المعلم كمال جنبلاط / بتصرف بسيط ..........
alnawrs

لا أحد له الحق في الخلود إلا خالق الخلــود..أما البقية فهـــــي دائما مجــــرد عـــد، لشـــيء أسمـــه الرحيل

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 171 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2011 بواسطة alnawrs

ساحة النقاش

salmanzenaldin

alnawrs
التواصل الفكري مع الأسرة البشرية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,423