وَقدْ شَمَخْتَ بِأُفْقِ الفِكرِ مِئْذَنةً وفي رُبَى العقلِ باتَتْ تَشْمَخُ الحِكَمُ
مِنْ أينَ تَغْرُفُ حِبرَ المجدِ أوسِمَةً؟ مِنْ مَنْهلِ المُصْطفَى والآلِ يا قَلَمُ
لَكَمْ تَفتّحَ منكَ النُّورُ مُنْسَرِبَاً معَ الشُّروقِ إلى حيثُ اصْطَلَتْ ظُلَمُ
يا شاطئ الحُبِّ والوَعْيِ الّذي انْجَذَبَتْ إلى لآلئِهِ الألبابُ تَنْتَعِمُ
وِصَالُكَ الّلهَ عُرفَانٌ عُهِدْتَ بهِ ومَسْجدٌ وصَلاةٌ والتُّقى عَرِمُ
يا آيةَ الّلهِ يا عُظْمَى فَضَائِلِهِ صبراً لفقدِكَ! إنَّ الدِّينَ مُنْثَلِمُ
مُنوِّراً كُنْتَ في أحكامِهِ وهُدىً وناطِقاً بِكلامِ الّلهِ منكَ فَمُ
وثورةً كُنْهُهَا الإسلامُ، جَهْبَذُهَا عَليُّ في خيبرٍ؛ فالبَغْيُ مُنْهَزِمُ
وكنتَ تَحْلَمُ أنْ تَهْوِي دُويلتُهُ وتَصْدَحَ القُدسُ بالتَّكبيرِ والحَرَمُ
أبَا المقاومةِ الغرَّاءِ! حاضِنَها! زِمامُ إِقدامِها: فَتْوَاكَ والْحُكُمُ
عليكَ أنَّتْ يتامَى كنتَ والدَهَا بَكَتْ مَبرَّاتُكَ الزّهراءُ والقِيَمُ
وسطَّرَ الكونُ مَرْثاةً يقولُ بهَا: "رحْلتَ عنّا إلينَا أيُّها العَلَمُ"
مرثية مهداة لروح سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله المقدّس.