المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

authentication required

 

 

هذه القصيدة من روائع القصائد الّتي نظمت في حضرة الإمام الشّهيد الحسين(ع)، وهذا ليس بغريب على الشّاعر الكبير والمبدع بولس سلامة، حيث نجد رقّة الطّبع ودقّة المعنى وحركيّة التّصوير وجماليّة الصّورة، وكأنّك تحيا الواقعة في كربلاء بمشاعرك وكيانك، خارقاً حدود الزَّمان والمكان، وما عليك إلا أن تقرأ على مهل:

أنــزلوه بكــربلاء وشادوا                            حوله من رماحـهم أسـوارا

لا دفاعاً عـن الحسين ولكن                     أهل بيت الرّسول صاروا أُسارى

قال: ما هـذه البقـاعُ فقالوا                       كربلاء فقــال: ويحــكِ دارا

هاهنا يشربُ الثّرى مـن دمانا                    ويثيرُ الجمـادَ دمــعُ العذارى

بالمصير المحتوم أنبأنـي جدي                وهيهــات أدفــع الأقـدارا

إن خَلَتْ هـذه البقـاع من                       الأزهار تمسي قبورُنا أزهــارا

أو نجوماً عـلى الصّعيد تهاوت                في الدّياجير تُطلـعُ الأنـوارا

تتلاقى الأكبـادُ من كُلّ صوبٍ                فوقَها والعيـونُ تهمـي ادّكارا

مَنْ رآها بكـى ومن لم يزرها                   حَمَّل الــرّيحَ قلبُه تـِذكــارا

كربلاء!! ستصبــحين محجّاً                 وتصيرين كالهـواءِ انتشــارا

ذكركِ المفجع الألــيم سيغدو                في البرايا مثلَ الضّيـاءِ اشتهارا

فيكون الهدى لمــن رام هدياً                 وفخاراً لمـن يــرومُ الفخارا

كُلّما يُذكـر الحســينُ شهيداً                  موكبُ الــدّهر يُنبت الأحرارا

فيجيءُ الأحرار في الكون بعدي           حيثما ســرْتُ يلثمون الغبارا

وينادون دولــةَ الظّلـم حيدي                 قد نقلنا عــن الحسين الشِّعارا

فليمت كــلّ ظالــمٍ مستبدٍّ                    فإذا لــم يمــت قتيلاً توارى

ويعــودون والكـرامةُ مَدَّت                   حول هامــاتهم سنـاءً وغارا

فإذا أُكـرهوا ومــاتوا ليـوثاً                   خَلّدَ الحـقُّ للأُسـود انتصـارا

سَمِعَتْ زينبُ مقــالَ حسـينٍ                فأحسَّتْ في مُقلتيـها الـدوارا

خالتِ الأزرقَ المفضَّض ســقفاً            أمسكتْهُ النّـجومُ أن ينهـارا

خالتِ الأرضَ وهـي صمّاءُ حزناً           حمأً تحـتَ رجِلهــا مَــوّارا

ليتني مُـتُّ يـا حسينُ فلـمْ                  أسمع كَلاماً أرى عَليـه احتضارا

فُنيــتْ عِتـرةُ الرّسولِ فأنتَ                الكـوكبُ الـفردُ لا يزالُ منارا

مات جدّي فانـهدَّت الوردةُ الـ            زهـراءُ حزنـاً، وخلَّفتنا صغارا

ومضى الوالـدُ العــظيمُ شهيداً              فاستــبدّ الزّمـانُ والظّلُّ جارا

وأخوك الّـذي فقدنـاهُ مسموماً           فبتنا مـن الخــطوبِ سُكارى

لا تَمُتْ يـا حسينُ تفديكَ منّا            مُهجـاتٌ لـم تقرب الأوزارا

فتقيكَ الجفــونُ والهُدب نرخيها        ونلقـي دون المنــون ستارا

شقّت الجيــبَ زينـبٌ وتلتهـا             طاهـراتٌ فمـا تركن إزارا

لاطمــاتٍ خـُدودهـنَّ حزانى              ناثراتٍ شعــورهنَّ دثــارا

فدعاهـنَّ لاصـطبـارٍ حسينٌ              فكأنَّ المياه تطفئ نــارا

قـال: إن مـتُّ فالعـزاءُ لكنّ              الله يُعطي من جــوده إمطارا

يلبسُ العاقلُ الحكيمُ لباسَ الصَّبر     إن كانـتْ الخـطوبُ كبارا

إنَّ هـذه الدّنيـا سحابةُ صيفٍ           ومتــى كانـت الغيومُ قرارا

حُـبّيَ المـوتُ يُلبسُ الموتَ ذلاً       مثلمـا يكسفُ اللّهيبُ البخارا

 

المصدر: موقع السيد محمد فضل الله
almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 282 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

108,874

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن