المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

 

 

كتبت ـ علا علي فهمي :

"سميرة موسى" هي أول عالمة ذرة مصرية وعربية، ولقبت بإسم "ميس كورى الشرق"، ولقد ولدت "سميرة موسى" عام 1917 م بمحافظة الغربية.

ولقد اختارت سميرة موسى كلية العلوم بجامعة القاهرة ، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة ، حينما كانت أمنية أى فتاة فى ذلك الوقت هى الالتحاق بكلية الآداب وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور على مشرفة ، أول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم .

حصلت العالمة الراحلة على بكالوريوس العلوم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، وكانت الأولى على دفعتها ، واعترضت إدارة الجامعة على تعيينها معيدة ، حيث لم يكن تقرر بعد تعيين المرأة فى هيئة التدريس بالجامعة ، غير أن الدكتور مصطفى مشرفة أصر على تعيينها وهدد بالاستقالة من الجامعة إذا لم يتم ذلك ، فاجتمع مجلس الوزراء وأصدر قرارا بتعيينها فى الجامعة .

وسافرت فى بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووى ، وحصلت على الدكتوراة فى الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة ، وكانت مدة البعثة ثلاث سنوات لكنها استطاعت أن تحصل على الدكتوراة فى أقل من عامين ، فكانت أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراة ، وأطلقوا عليها اسم "مس كورى المصرية" .

قضت سميرة موسى السنة الثالثة فى أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلق قبولاً فى العالم الغربي آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون فى متناول الجميع ، ولكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التى توصلت إليها العالمة المصرية .

كانت العالمة الراحلة تأمل أن يكون لمصر والوطن العربى مكاناً وسط هذا التقدم العلمى الكبير ، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووى يسهم فى تحقيق السلام ، فإن أى دولة تتبنى فكرة السلام لابد وأن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التى دكت هيروشيما وناجازاكي فى عام 1945م ، ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووى فى المنطقة .

كانت سميرة موسى تأمل أيضا أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبى حيث كانت تقول : أمنيتى أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين ، كما كانت عضوا فى كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التى شكلتها وزارة الصحة المصرية .


كانت الدكتورة سميرة موسى قد استجابت إلى دعوة للسفر إلى أمريكا فى عام 1951 م .

وتلقت عروضاً لكى تبقى فى أمريكا ولتحصل على الجنسية الأمريكية، لكنها رفضت بقولها : "ينتظرنى وطن غالى يسمى مصر" وكانت تقول لوالدها فى رسائلها : "لو كان فى مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة" .

وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية فى ضواحى كاليفورنيا فى 15 أغسطس ، وفى طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقى بها فى وادى عميق .

قفز سائق السيارة واختفى إلى الأبد ، وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسماً مستعاراً ، وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها

 ورغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيل د. سميرة ، مازال حادث مقتلها فى أمريكا محاطاً بالغموض ، وفى آخر رسالة لها كانت تقول : "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية فى أمريكا ، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادى خدمات جليلة فى هذا الميدان ، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام" . حيث كانت تنوى إنشاء معمل خاص لها فى منطقة الهرم.

 

 

almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 65 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

132,374

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن