أختلف وتغير العالم وتنوعت وسائل الموصلات وتنوعت فنون الأتصال وتغير طرق الأبحار وسار العالم قرية صغيرة , وعمت تكنولوجيا الأرقام ، ونسيت الأقلام والأوراق بعد أن ظهر المديا , وتنوعت البنيان , وظهرت ناطحات السحب عالية فى الأفاق , ولكن هل تغير الأنسان ؟ أجيب عليك وأقول لك لم يتغير إلا القشرة الخارجية منه , ولاكن الباطن مازال عبدا للأصنام للميتغير إلا ملابسه ومظهره الخارجى , أما الرواسب الداخلية لم يتم تنقيتها بعد , تغيرت أشكال القناع وألوانه ولكن الباطن لم يتغير
هل مازالت الأنسان عبد للأصنام؟
أقول لك نعم , لقد تغيرت أشكال الأصنام بعد أن كانت تملىء الشوارع والأركان , تغيرت أشكالها ، بدلان أن تكون أصنام من تمر أو حجر أوحديد , أصبحت تأخذ أنماط أخرى وأشكالا عده .
هل تعرفون ماهى تلك الأصنام ؟
أنها طرق العيش أنها الحياة التى نكررها كل يوم , إنها الأعلام الذى رسم طرق للحياة وأسلوب للعيش و نمطا للحياة , أصبح اليوم يتعبده الناس ويظنون أنهم أن طبقوا النمط وطريقة العيش التى تنشر فى الصحف والمجلات ووسائل الأعلام المختلفه , فأنهم حينها سيكونون فى منتهى السعادة , فأصنام وهياكل الأمس لم تتغير بعد , صارت اليوم فى الشوارع وفى الرؤس وفى البيوت ,
هذه الأصنام التى لا تنفع ولا تضرر أصبح أولادنا اليوم يتقربون أليها ويعيشون لها , فكل يوم يطيعون ويدفعون من أعمارهم أوقاتهم لهذه الأصنام التى لا تنفع ولا تفيد ولا تسمن من جوعا قط , ولكن هذه الأصنام مثل أى أصنام تكمن قوتها فى أعتراف الناس لها وأهتمامهم بها أما إذا عزل الناس هنا عرفوا قيمتها , فهى تأخذ قوتها مما يهتمون بها .
اليوم أن أدعوك أن تحطم أصنامك أن تحطم مالا ينفعك ولا يفيدك ، أريد أن تفكر فى طريقة أخرى للعيش ، أريدك لا تسمع الأعلام الذى يرسم لك خريطة سربية لشىء أسمه السعاده ويقول أنها الجنه , الجنه والسعاده ليست من هذا الطريق الذى يدعون إليه ,
إنه له طريق أخر هناك رجل بعيد يدعو إليه وهم يضعون أصابعهم فى أذانهم من حوله هناك , إنظر أليه أن الناس تهرب منه ولا تريد أن تنظر إليه أنه يدعو لشيء جديد , شيىء مختلف عما تعيش , يقول هناك طريق للسعاده مختلف ,
ويريد أن يحطم أصنام قومك , أذهب إليه أسمع منه , لا تفعل مثل أقارنك رفضوا أن يسمعوا , ورفضوا أن ينظروا إليه ، لأنهم لا يريدون التغير ,أنهم ألفوا أبائهم الأولون .
هذه رسالة موجه إلى أحبابى , الوقفون فى الطريق لا يتحركون