اللواء عفت السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات لسمير ابو الحمد :
قرار العبور كان قرارا فرديا للرئيس السادات
طرد الخبراء الروس من مصر كان اهم خدعه فى تاريخ الحروب
خط بارليف كان اقوى مما صور لنا الاعلام الدولى
تفرق العرب بعد اكتوبر بحثا عن زعامه وهميه
لو اعتمد الرئيس السادات على راى القائد العام للقوات المسلحه لعاشت مصر فى ليل النكسه طويلا
حاوره - سمير ابو الحمد
[email protected]
كنت وابناء جيلى قاب قوسين او ادنى من الايمان بان النور( حرام ) فما كانت هناك عبارة اشد وقعا على اسماعنا من عبارة ( غاره عاره طفو النور ) كأنه كتب علينا ان نعيش فى الظلام . وما كانت هناك بارقة امل فى عودة النهار . كانت كل الايام تتلون بعتمة 1967 حتى كان السادس من اكتوبر الذى جاء يحمل بشارات العمار والرخاء ويبدد خيبات السنوان الماضيه ويؤكد للعالم اجمع ان مصر لا تنكسر ولا تنكس رايه وان ملحمه العبور هى جسر العبور الحقيقى لكل ابناء الوطن العربى من عصر الخضوع الى عصر الرياده رغم كل مايحدث من انتهاكات من قبل الاحتلال الاسرائيلى وليس هناك ادل على ذلك من اعتراف ( حاييم هيرتزوج ) احد اعمدة وخبراء العسكريه الاسرائيليه الذى خدم فى الجيش البريطانى فى شمال غرب اوروبا اثناء الحرب العالميه الثانيه واشرف على انشاء جهاز مخابرات الجيش الاسرائيلى . وعمل كملحق عسكرى لواشنطن من سنة 1950 حتى سنة 1954 وبعد حرب 67 عين اول حاكم عسكرى للضفه الغربيه ثم مندوب اسرائيل لدى الامم المتحده خلال السبعينات واستقال من الجيش برتبة ميجور ( جنرال ) يقول حاييم هيرتزوج ان القوات المسلحه المصريه اكتسحت قواتنا اكتساحا مما اصاب قيادة القطاع الجنوبى بسيناء والقياده العامه فى تل ابيب بالذهول . وعندما زار وزير الدفاع الاسرائيلى مقر القياده الجنوبيه لم يقل سوى ( يالهول ماصادفتم ) ولان ابناء هذا الجيل لايدركون حقيقة ماجرى لانهم متعطشون لمعرفة اسرار تلك الملحمه التى ماعرف التاريخ العسكرى العالمى اروع منها على مر عصوره لانهم يبحثون عن احداث غير مصنوعه . عن ملامح غير مشوهه . يبحثون عن تاريخ النماء والرخاء والعمار والسلام الذى كانت محطته الاولى ( 6 أكتوبر 1973 ) كان لابد من الجلوس على طاولة احد خبراء العسكريه المصريه . ولانه واحد من هؤلاء الخبراء ولانه كان الاقرب لصاحب قرار العبور بحكم انه شقيقه الاصغر . ولانه كان واحدا من ضباط مصر الشرفاء المخلصين الذين شاركوا فى عودة النهار الى وطن جريح عانى من ظلام الاحتلال طويلا كان هذا الحوار . انه اللواء محمد عفت السادات الخبير العسكرى به التقيت ودائما نلتقى . حين اخبرته ان حوارى معه هذه المره يختلف عن كل الحوارات السابقه . ابتسم ابتسامه تنم عن معرفته لما افكر فيه . قال : تحب نبدأ منين .؟ قلت : من قبل النهار : قال قصدك قبل اكتوبر؟ قات نعم ولتكن بداية الحوار .
كيف كان الطريق الى أكتوبر .
.. منذ نكسة 67 حاولت مصر الضغط على اسرائيل لكى تقبل تنفيذ القرار رقم 242 ثم قامت بدعم منظمة التحرير الفلسطينيه لتفعيل النشاط الفلسطينى المقاوم للاحتلال ثم قامت بمرحلة الدفاع والصمود ثم طورته الى مرحلة الدفاع النشط ثم طورته الى حرب الاستنزاف ثم قبلت مصر مبادرة ( روجرز ) ثم قامت بعرض مبادرة للانسحاب الجزئى الاسرائيلى والذى لم يمكن من فتح السويس امام التجاره الدوليه ورد عليها السكرتيرالعام للامم المتحده بمبادره شامله تشمل انسحاب اسرائيل من جميع الاراضى والعوده الى حدود 67 على ان تعقد مصر واسرائيل معاهدة سلام دائمه كل ذلك قوبل بالرفض المطلق من اسرائيل مع ما صاحب خطابها من غطرسه وعنجهيه وتعال فلم يكن امام مصر من بد سوى التحريك للسلام والاسترخاء فى المنطقه من خلال عمليات عسكريه . وقام الرئيس باختيار اتباع الاستراتيجيه العربيه الشامله فى بيئه لاتحبزالقوه كوسيله للتفاهم اضافة الى معاهدة الاسترخاء فى الشرق الاوسط التى عقدت بين نيكسون وبرجينيف ثم بدأ التفكيرفى دخول معركة محدوده مع اسرائيل تتحدى نظرية الامن الاسرائيلى وتكبد اسرائيل اكبر خسائر وتجبرها على تغيير النظره العسكريه والنفسيه والسياسيه التى تنظربها للعرب ومشاكلها مع العرب خاصة القضيه الفلسطينيه بالدرجه الاولى وما يتعلق بالاراضى السوريه واللبنانيه ورغم ما اعترض مخطط الاعداد للمعركه من سوء علاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت بسبب شجب مصر للانقلاب الشيوعى الذى حدث فى السودان والذى ادى الى قطع العلاقات بين السودان والاتحاد السوفيتى وكذلك انشغال الاتحاد السوفيتى بامذاد الهند بالذخائرفى حربها ضد باكستان مما اخر شحنات الاسلحه التى وعدت بها مصر من قبل الاتحاد السوفيتى وذلك لارسالها الى الهند لمساعدتها فى حربها ضد باكستان يضاف الى ذلك طرد الخبراء الروس فى عام 1972 . وان كانت هذه الخطوه ساعدت على خطة استكمال الخداع الاستراتيجى الذى يؤكد ان مصردوله داعيه للسلام . والدليل طرد الخبراء الروس وهم من البلد الذى سيمد مصربالاسلحه . وبدأ العمل على اشراك سوريا كجبهه ثانيه فى القتال وتشتيت قوات العدو ومن ثم شكلت لجنه لاول مره فى التاريخ ( لجنة الحكماء ) من اربعه من رؤساء الدول الافريقيه زارت مصر واسرائيل ثم اصدرت بيانا بان الاحتلال الاسرائيلى للاراضى العربيه هوشبيه بالاستعمار الاجنبى فى القاره الافريقيه وقررت قطع علاقتها مع اسرائيل وبعد الحرب قامت باقى الدول الافريقيه بقطع علاقتها مع اسرائيل عدا اربع دول هى ( ديسيتو . سوزيلاند . ملاوى . موريشيوش . وهذه هى الدول التى ظلت محتفظه بعلاقتها مع اسرائيل . وفى الطريق الى اكتوبر قامت مصر عن طريق مجموعه عدم الانحياز بعرض القضيه على الجمعيه العامه للام المتحده لصالح الحق العربى . كذلك درست مصر استخدام البترول او النفط كسلاح فى الحرب واتفق على خطه تنفيذه وكذلك قامت مصر بالاستجابه لرغبة الولايات المتحده فى اجراء مباحثات سريه بخصوص نزاع الشرق الاوسط كنوع من تمهيد الساحه الامريكيه . ثم عملت مصر على مستوى دول المؤتمر الاسلامى وحصلت على التأييد الكامل فى حقها لتحرير الاراضى المحتله فى سوريا ولبنان والاردن وفلسطين . واستطاعت مصر ان تحشد الرأى العام العالمى محليا واقليميا ودوليا لصالح قضية تحرير الارض . ومن هنا بدأ التخطيط الجدى فى اتخاذ خطوه عسكريه لتحرير الارض وبالفعل اتفق فى اغسطس 1973 بين مصر وسوريا على القيام بالحرب فكانت حرب اكتوبر .
لماذا السادس من اكتوبر والثانيه ظهرا بالتحديد ؟
.. اثناء التجهيز لحرب اكتوبر قامت هيئة العمليات بالقوات المسلحه المصريه بدراسة جميع الاعياد اليهوديه خلال العام ووجد إنها 11 عيدا - ثلاثه منهم فى شهر اكتوبر . عيد الغفران . عيد التوراه . عيد المظلات . درست هذه الاعياد من زاوية تاثيرها على التعبئه العامه العسكريه لاسرائيل ذلك ان اسرائيل تعتمد على إذاعة كلمه كوديه او جمله فى الاذاعه والتليفزيون يفهم منها انه مطلوب الاستدعاء لمسكرات القوات المسلحه الاسرائيليه كل حسب سلاحه . ووجد ان عيد الغفران هو العيد الوحيد الذى يقع فى اكتوبر وتمنع فيه الحركه والنشاط بجميع انواعه . كان مطلوبا ايضا يوم يكون فيه النصف الاول من الليل ( مقمر ) حتى يتم فيه فرد الكبارى والمعديات والبراطيم التى سوف تمرعليها الدبابات المصريه ووجد انه 6 اكتوبر . وكان مطلوبا ايضا ان تكون نسبة المد والجزر اقل مايكون وكذلك سرعة التيار وكان ذلك يناسب 6 اكتوبر وكان شهر اكتوبر ايضا شهرا مناسبا لسوريا ذلك ان بعده سيتساقط الثلج على مسرح العمليات مما يعوق العمليات العسكريه . كذلك كان من المقرر ان تتم انتخابات ( اتحاد العمال الاسرائيلى ) فى اواخر سبتمبرواوائل اكتوبر وكذلك انتخابات ( الكنيست ) البرلمان الاسرائيلى فى 21 اكتوبر وعلوم ان ان جمهور الناخبين هم جنود احتياط وبالتالى سينشغلون حتى هذه العمليه . كل ذلك كان يؤكد ان يوم 6 اكتوبر هو اليوم الانسب وقد وقد وجد ان عيد الغفران يوم السبت هو العيد الوحيد الذى تتوقف فيه اعمال الاذاعه والتليفزيون والنشر وخلافه واخيرا صاحب ذلك اليوم شهر رمضان مما رفع من معنويات المقاتل المصرى الذى ابتغى الشهاده ورفع شعار( الله اكبر ) اما عن الساعه ولماذا كانت الثانيه بالتحديد . وجد ان الشمس فى ذلك التوقيت تكون فى عيون مراكز العدو مما يجعل الرؤيه شبه مستحيله .
هل كان قرار العبورقرارا فرديا للرئيس السادات ام قرارا جماعيا لقادة الجيش ؟
ساحة النقاش