فارس أحلام حتشبسوت
بقلم . سمير أبو الحمد
تعلمت وامنت منذ بداية الحبو الاول فى دروب الحياه أن الايام لا تعود الى الوراء وان ما مضى من العمر قد ولى بلا رجعه الى يوم القيامه وان الله سبحانه وتعالى لم يخلق على وجه الارض من بإستطاعته إيقاف عجلة الايام عن الدوران من بإستطاعته تغيير قانون الحياه . حتى لمحت عينى على إحدى الفضائيات فى عصر ( ساقط قيد ) من سجل المقبول والمعقول وسمعت اذنى ما أضحكنى بطريقه هستيريه وأدخلنى فى دائره من الشك القاتل بأن هناك فى ذلك العصر من بإستطاعته إيقاف عجلة الايام عن الدوران . حين راحت مذيعة الفضائيه المعجزه تسأل ممثلة سينما من عصر حتشبسوت غدت ملامحها أشبه بملامح عم قرشى ( بائع الروبابيكيا ) الذى يدور عبر شوارع وحارات مدينه ودعها الجمال .. مواصفات فارس أحلام نجمتنا الجميله ايه ؟ ورحت اسأ ل نفسى اية فارس واية احلام ؟ وتلك النجمه أخبرتنى بائعة صحف عجوز فى وسط المدينه انها كانت تذهب بصحبة والدها الموظف فى الطرق والكبارى رحمه الله لمشاهدة افلامها فى سينما النصر أيام الاحتلا ل الانجليزى لمنطقة القناه – لكن جاء السؤال ( الحدث الاعظم ) ليؤكد ما قلته وكتبته ولازلت بأن أعمار النساء تحسب بطرح السنين وان قوانين الحياه لاتسرى عليهن فبإستطاعتهن إيقاف الزمن. وأعرف الكثيرات منهن منذ 25 عاما لم تزد أعمارهن ( فيمتو ثانيه ) واحده وتعاملت مع الكثيرات من نجمات الفن المصرى والعربى بحكم عملى فى مجال الاعلام وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك ان ست الحسن فى حكايات جدتى القديمه لم تكن سوى ( امراه حيزبون ) ضحكت على الشاطر حسن وأوقعته فى شراكها كما نقع نحن فى شراك عجائز تلك الايام المحزنه – فهل لغيمات الشتاء مهما كان لها من قوه أن تمنع شروق الشمس فى يوم من الايام ؟ وهل بإستطاعة الخريف بجبروته أ ن يفرض حصاره على الربيع فلا نسمع بعدها الغنوه الاشهر فى موسم العطاء ( الدنيا ربيع والجو بديع ) ؟ تلك قوانين الطبيعه التى سطرها الخالق العظيم .. اية فارس احلام يا ساده ذلك الذى يأتى فى نهايات العمر لامراه ( صناعه تايوانى ) ؟ اية فارس احلام ذلك الذى يثق فى ان الشمس بإ ستطاعتها ان تشرق فى المساء ؟ عجلة الايام تدور فى كل بلاد الدنيا وتتوقف فى عالمنا العربى وعلى شاشاته الضاحكه علينا صبح مساء واقسم ان احدى الفنانات الفاتنات فى الخمسينيات تلك الساحره التى تربعت على عرش احلام معظم ان لم يكن كل شباب الوطن العربى وانا منهم .. حين جلست امامى على مائدة عشاء فى احدى مهرجانات الفن ( سد ت نفسى عن الطعام ) لبشاعة تلك الخطوط التى رسمها الزمن على وجهها ولم تستطع كل ادوات تجميل ومساحيق عباقرة باريس والعالم ان تخفيها او حتى تخفف من قسوتها ولازالت على الشاشه مثل الكثيرات تتحدث عن فارس الاحلام صاحب المواصفات التى لا اراها تنطبق الا على الملك خفرع .. وتسألون بعدها عن سر تخلفنا ونحن اكثر الشعوب عبقريه فى تزييف الحقائق والاعمار ..
ساحة النقاش