<!--<!--
زنا فى حضرة قانون الفن
بقلم .. سمير أبو الحمد
( إيه الحكايه هو القمر ساب مكانه ونزل على الارض ولاإيه ؟ ياأرض إحفظى ماعليكى . أول مره أشوف العسل ماشى على الارض زينا .. هو مصنع السكر نقلوه فى شارعنا ولاإيه ) تلك عينة من عبارات تنتشر على ألسنة الشباب فى شوارعنا وحاراتنا الشعبيه حين يشاهدون انثى . لكنها فى نظر القانون المصرى كلمات خادشه للحياء . فالقانون يعاقب كل من يخدش حياء انثى فى الطريق العام ولو بعبارة ياعسل ياسكر بالحبس مده لاتزيد عن 6 شهور أو على أقل تقدير بغرامه ماليه رغم ان تلك العبارات تطرب وتسعد اى إمراه فى العالم . وهو نفس القانون الذى يصفق بحرارة واعجاب غير مسبوق فى كل قوانين الكرة الارضية ولا فى قانون ساكسونيا حتى بل ويحمى كل من يقبل ويعرى ويضاجع ممثله ويفعل بها كل مايبيد القيم والمبادئ ويدوس على سلسفين جدود الاخلاق . وليس هناك أدل على ذلك اكثر مما نراه على شاشاتنا المصريه والعربيه . افعال فاضحه فجه . فمسك اليد فى الطرقات ممنوع بأمر القانون وتقبيل الام أوالابنه أو الخاله أو العمه فى شارع أو ميدان عام جريمه لاتغتفر فى نظر القانون المصرى بينما خلع ملابس أنثى وتقبيلها ومضاجعتها والزنا مع سبق الاصرار والترصد على شاشات السينما على مرأى ومسمع من الصغار والكبارفى شتى بقاع العالم . من الاعمال البطوليه التى تستحق الاشاده والدروع والميداليات الذهبيه وتمثيل مصرفى المهرجانات والمحافل الدوليه وتهليل الصحافه وكأن الوقاحه والسفاله صارت تفوق عبقرية بناء الاهرامات .. وأضحك ساخرا من أعماقى وأنا أسترجع أحد المشاهد التليفزيونيه التى تصور ذلك الشيخ الذى بلغ به الكبر عتيا وهو يعانق حفيدته الجامعيه فى أحد شوارع القاهره لينتهى به المطاف متهما بجريمة إرتكاب ( فعل فاضح ) فى الطريق العام . أليست هذه مأساه . رجل من عصر ( أحمس ) كما يقول العامه فى وطنى يعانق حفيدته وهو يصطحبها إلى البيت وربما لم يره ( صريخ ابن يومين ) سوى عين القانون الذى لايغفل ولاينام عن رصد الافعال البريئه . يتهم بإرتكاب فعل فاضح . بينما ممثل يقدم ( البورنو ) بوقاحه وفجور متعمدا على شاشة يشاهدها كل مخاليق ربنا نقول له برافو أحسنت وأبدعت وشرفت مصر أيها الفنان العظيم . أى إحسان وأى إبداع وأى تشريف وأى فن وأى عظمه ياساده وبناتنا وأولادنا غرقوا فى مستنقع القبح والرزيله . لقد مات الحياء ياساده . الاف البيوت خربت . قيمنا أصبحت فى خبركان . فالافعال الفاضحه التى ترتكب ليل نهار على الشاشات قادت شبابنا وفتياتنا إلى الهاويه ولست أدرى أين دور الازهر ودار الافتاء المصريه فيما يحدث ؟ لماذا لاتصدر فتوى صريحه تقول ان مايحدث على الشاشات المصريه والعربيه زنا ولاينتمى الى الفن ؟ لماذا لايكون هناك قانون يعاقب اى ممثل وممثله يتعانقان أويفعلان مايثيرالغرائزبتهمة إرتكاب فعل فاضح . وقد عرض فى أحد الافلام مشهدا لممثل وممثله يمارسان علاقه زوجيه علنيه بصوره تفوق مايحدث فى غرف النوم المغلقه وقد منح الممثل جائزه عن ذلك الدور لانه نجح فيما عجز عنه معظم الرجال فى بيوتنا المصريه والعربيه . فياعزيزى القانون المصرى سيبك من ياعسل وياسكر وياغزال ومثل هذه التفاهات وانظر لما يحدث على شاشات السينما والفضائيات . ستشعر ان القيامه غدا ..
ساحة النقاش