<!--<!--
أنفلونزا الرعب من النساء
بقلم . سمير أبو الحمد
فى عصرالطاعة العمياء والمشاعر البكر أيام أن كان جدى يسافر إلى صعيد مصر تاركا جدتى مع صغارهما وحدهم وفى وجوده هناك كان يعرف ماذا تفعل داخل أركان بيتها الصغير وماذا طهت لهم من طعام ومن زارتها من الجارات وكيف مرضت مرضا شديدا ولم تفكر لحظه واحده فى الذهاب إلى الطبيب أثناء غيابه . كان جدى يعرف على البعد كل الطقوس التى تفعلها جدتى وماكان هناك إتصالات تليفونيه بينهما ولا رسائل من خلال الموبايلات ولابريد الكترونى . فقط كان يثق انه لوتركها وسط رجال العالم أجمع ستبقى كما هى العفيفه الطاهره النقيه . وكانت جدتى رحمها الله إمراة رائعة الحسن فى صباها وشبابها . كان ينهرها فلا يلقى إعتراضا منها سوى الهمس . كان أحيانا يعاملها بقسوة وغلظة رجال الجنوب فلايرى منها إلاتقربا وتوددا وإبتساما . وفى ضيق الحال كان يقول لها ليس فى إستطاعتى حين تطلب حاجه للبيت وما طلبت على مدى أكثر من خمسين عاما عاشتها مع جدى أن يشترى لها ( إيشارب ) أوحتى باكو لبان . فتضحك فى وجهه بنفس راضيه قائله ( روح ربنا يفتحها فى وشك ويرزقك برزقنا ورزق عيالنا دى دخلتك علينا بالدنيا ) كانت تمكث فى البيت لاتغادر عتبته بالسنه وحين تقول لها إحدى الجارات فى زياره ( عاش من شافك ياام محمد ) وهو عمى الاكبر رحمه الله . كانت ترد قائله فى خجل لم يعرف له الوجود مثيلا ( الواحده ملهاش غير بيتها وعيالها والله قلة فضا ) كان عصر جدتى وامى عصر المراه الامان – الزوجه الثقه – البنت العفه . الصدق . الارتياح . الحياء . أما فى عصر سارس وأنفلونزا الطيور والخنازير . حكى لى أحدالشباب انه داخ السبع دوخات كى يشترى لزوجته هديه ( ذهب ) فى عيد ميلادها وعندما راح يفاجأها لم يجد سموها فى البيت فقد خرجت دون إذنه . لم يعاتبها بعد عودتها حتى لايعكر صفو اليوم الذى ما شهد الزمان مثله فاذا بها تصرخ فى وجهه بطريقة حيوانيه ( إيه الذوق الهباب ده جايبلى فى عيد ميلادى غويشه هو فيه حد لسه بيلبس الحاجات المتخلفه دى غير ( ...... ) إنت ياراجل ما بتشوفش الرجاله الشيك فى الافلام والمسلسلات بيجيبوا لستاتهم إيه فى المناسبات اللى زى دى قال وعاملهالى مفاجأه . وحكى لى مهندس ناجح ان صوت زوجته التى كانت فاتنه وهامسه أثناء الخطوبه أصبح بعد الزواج يفوق صوت ( كراكات الترسانه البحريه ) لاعلاقة له بالهمس وان أسرار بيتهما يعرفها سكان ( بر مصر ) وانه لو اتى لها بكوكب عطارد ما سمع منها كلمة شكرا . فليس على لسانها سوى عبارة واحده ( هو انت بس اللى بتجيب ماكل الرجاله منغنغه ستاتها فى العز ) وأذكرأنى زرت أحد نجوم الفن من جيل الوسط فى بيته فهالنى ما رأيت فى ذلك البيت ( الحلم ) فقد غابت عنه النظافه تماما . وعندما لاحظ إستغرابى قال لى : متستغربش يااستاذ الهانم مش فاضيه لنا وكمان طفشت الشغاله . وللعلم الهانم زوجته لاتعمل . وفى مكالمه هاتفيه إنفعاليه قال لى أحد الشباب . انفلونزا طيوروخنازير إيه يااستاذ اللى بتتكلمواوتكتبوا عنها ليل ونهارإحنا بنعانى من أخطر أنفلونزا فى التاريخ وهى ( أنفلونزا الرعب من النساء ) والله العظيم يا استاذ أناوكتير من أصحابى خايفين نتزوج لاننا مرعوبين من بنات اليومين دول ( يقصد الرعب من إنعدام الحياء والثقه وعدم إحترام الزوج والانحطاط الاخلاقى ) أيها الساده ألهذه الدرجه صارت المراه فى ذلك العصر مرعبه . ألهذه الدرجه صار الرجل لاحول له ولا قوه أمام سطوتها وجبروتها . ألهذه الدرجه إنهار ت كل الاشياء الجميله وصار القبح هو الاساس . أنا لا أعمم فهناك الطيبات المطيعات الحييات العفيفات . لكن النساء المرعبات صرن السواد الاعظم فى عالم تحكمه النساء .
ساحة النقاش