مصر هى خالتى
بقلم . سمير أبو الحمد
كنا فى سنى عمرنا الاولى فى صباحات كانت تختبأ فيها الشمس خلف غيمات الاحتلال اللعين نردد خلف المعلم بيت الشعر الذى كان يلقيه على مسامعنا وكأنه لم يولد من رحم الشعر العربى سواه ( انا المصرى كريم العنصرين ... بنيت المجد بين الاهرمين ) وكان يأخذه الحماس الذى ربما لم يعرفه فنان الشعب سيد درويش وهو يغنى تلك الكلمات ( الثوره ) ولم نكن وقتها نعرف ماذا تعنى كلمة وطن ؟ لكن تعلمنا فى الامسيات الحزينه فى بيوتنا الضيقه ان السكوت ( حريه ) وان النوم ( أمان ) والخضوع ( طوق نجاه ) والاستسلام ( كسرة خبز وجرعة ماء وسقف وأربع حيطان ) قالوا لنا دون أن يعلمونا ذلك فى المدارس ( طنش تعيش ) علمونا بطرق ملتويه أن ابجديات الرياده والتألق والوصول فى عصرنا ( فاقد القيد ) فى سجل العصور المشرقه . هى التسيب والفوضويه والانتهازيه والوصوليه والعاب التلت ورقات وان الشرف عمله فقدت قيمتها فى بنوك تعاملاتنا وان الذمه والضمير والامانه أوبئه قاتله يجب أن تتكاتف كل مؤسسات دولة ( مصر هى خالتى ) من أجل محاربتها والقضاء عليها فكل القيم الراقيه تعطل ركب الوطن الذى صار شعاره ( اللى يتجوز امى اقوله يابابا ) وليس عمى . ونسى من علمونا رغما عنا وياخيبة ما تعلمناه ان المصرى الذى بنى الاهرامات وحفر القناه واقام السد وسحق الغزاه على مر العصور سيأتى عليه اليوم الذى سيفشل فيه فى كل امتحانات الصمت والقمع والاستسلام الاجباريه وانه اختار اختبار التحرر ونجح فيه بدرجة امتياز غير مسبوق فى تاريخ الشعوب وغدا جند مصر ودرعها الواقى وحراسها وقواتها المسلحه بالايمان والثقه والصدق هم اساتذة التحضر والرقى والامن والامان الذين سيضعون مقررات الحريه والامان فى مصر الحقيقيه الحره بالتعاون مع جنود الشرطه ( أمن مصر الداخلى ) ورجال مصر الشرفاء فى شتى المجالات دون إتهام ليس له سند لاحد من عصر مضى فكل الانظمه على مر الزمان سجل لها التاريخ إنجازات مثلما سجل لها إخفاقات . والوقت ليس وقت الليل بعدما أشرقت الشمس من جديد معلنة بداية عصر عاد فيه الصغار يغنون فى طابور المدرسه ( مصرهى امى . نيلها هو دمى .. شمسها فى سمارى .. شكلها ف ملامحى . حتى لونى قمحى . لون خيرك يامصر )
ساحة النقاش