الميشابي

الإهتمام بالإدارة والقيادة ، والفكر الإستراتيجي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلوك التنظيمي (1)

أبعاد السلوك التنظيمي

 

أولاً : مفهوم السلوك التنظيمي

هو حقل  يهتم بدراسة ( سلوك ، اتجاهات ،  أراء ) العاملين في المنظمات وتأثير التنظيمات الرسمية و الغير رسمية  علي أدراك و مشاعر و أداء العاملين وتأثير البيئة علي المنظمة و قوى البشرية العاملة بها و أهدافها ، بالإضافة إلي تأثير العاملين علي التنظيم و كفاءته  .

يركز المفهوم علي الأتي :

1.  الأفراد والمجموعات وسلوكهم اتجاهاتهم .

2.  علاقة البيئة مع التنظيم .

3.  مدى تأثير العاملين علي الأهداف . 

4. أهمية العلوم السلوكية واستخدام الأسلوب العلمي  للدراسة .

صفات السلوك التنظيمي :

1. بصورة عامة هو : طريقة للتفكير  .وبصفة خاصة هو : مجال للمعرفة  بعضها أدوار أساسية .

2. يقوم علي المنهج العلمي الغير عشوائي  .

3. يركز علي  السلوك داخل التنظيم  وكل ما يتعلق فكفائتة .

4. هناك اتفاق حول موضوعات / مجال تكوين السلوك التنظيمي  ولكن هناك عدم اتفاق حول من منهم الأهم .

5. هناك اتفاق حول  الموضوعات الرئيسية وهي محور السلوك التنظيمي مثل ( الدوافع , الحوافز , القيادة , القوة الثقة , التفاوض, الاتجاهات , الإدراك , ديناميكية المجموعات , إدارة النزاعات , التطوير التنظيمي ) .

دواعي الاهتمام  بالسلوك التنظيمي

1. رجل الإدارة  في حاجة إلي نظريات تمده بالأسس والمبادئ العلمية التي تساعده في معالجة  وحل المشاكل وتوجيه العملية التنظيمية   

2.  حجم المنظمات الكبير يحتاج إلي أعداد كبيرة من الموظفين هؤلاء يحتاجون إلي التنسيق  ، فهم حاجاتهم ، حل مشاكلهم   

3.  التقنية الحديثة جعلت المنظمة أكثر تعقيدا مما يحتاج إلي فهم أعمق للاتصال , التفاهم وحل النزاعات  

4.  ( طالبين الخدمة ) احتياجاتهم تختلف عن العاملين ولهذا كان لابد من  فهم  رغباتهم ودوافعهم     

5.  معرفة وتحليل شخصية الأفراد وتكوينهم النفسي   

6.  حماية النفس البشرية مما يهددها من ( القلق , الإحباط , الصراع , وعدم التوازن النفسي )

7. تغيير التعامل للسلوك البشري وتحويله من المقاومة إلي ( روح الفريق  والتعاون , الإبداع )

8. زيادة مقومات القيادة الإدارية للمدير وتعريفة بالدوافع , الحاجات ,  مكونات الشخصية , الاتجاهات , القدرات , الميول )  

 

ثانيا : تطور السلوك التنظيمي

1. ( هيل و إيجان ) : قالا أن هناك علاقة غير متكافئة بين الملاك والعمال . الأفراد في عزلة , ومنعدمين الشخصية بالرغم من امتلاكهم لقدرات ومواهب طبيعية . فهم يؤدون العمل  بدون قناعة ولا رضاء نفسي ،  فهو عبء عليهم لابد من التخلص منة  إذا سنحت الفرصة ، والدافع الوحيد لديهم هو المال .

2. ماكس ويبر : ( المنظمة  عبارة عن تسلسل هرمي للسلطة من القمة للقاعدة , الدولة لابد أن تتدخل في الأنشطة الإدارية  ) .

صفات الجهاز الإداري المثالي : ( له خصائص وسمات  حتى يحقق الكفاية ) :

§  تقسيم العمل .

§  الفصل بين أعمال الموظف الخاصة والعامة  .

§   شغل الوظائف بالتعيين وليس بالترشيح .

§ اختيار الموظف  الكفء المناسب لمهارات العمل .

§  الترقية علي أساس الأقدمية والإنجاز .  

§  رقابة أداء الموظف.

§  حق الموظف في الراتب المجزي + العلاوة .

§  لقد أهتم ماكس ويبر بخصائص التنظيم المثالي والحوافز المادية لدفع  الفرد للعمل . لكنة لم يهتم  بتقدير المتغيرات النفسية والاجتماعية للموظف ، ولم يهتم أيضا بالبيئة الداخلية للمنظمة وأثارها علي معنويات الأفراد وإنتاجهم   ، كما أنة لم يهتم  بالبيئة الخارجية وتأثيرها علي كفاءة المنظمة وعامليها .  

3.  سقمند فرويد ركز علي  :  

1.  وضع مفاهيم حول حياه الأفراد والجماعات والمنظمات والمجتمع .

2.  الجماعات تضع قيود علي  حرية الأفراد . إلا أن الأفراد يحققوا أهدافهم ويحتمون من الأخطار من خلال انضمامهم للمجموعة .

3. سلوك الفرد يتأثر بمكونات شخصيته (أللهو) وهي مركز الرغبات والغرائز  وتوجه سلوكه لتحقيق أقصي متعة :

• الأنا ) وهي عقل الفرد يهدف إلي تحقيق أهداف (أللهو )ولكن علي حسب الظروف المتاحة  .

•   ( الأنا العليا ) وهي الشعور الأسمى الذي يحدد الخطأ والصواب  كما تدعوا أليه الأديان والأعراف .

•  ( أللهو ، الأنا ، الأنا العليا ) هي مكونات شخصية موروثة ولكنها  تتأثر بالخبرة والتعلم ) .

المناهج العلمية

الإدارة العلمية ( فردريك  تيلور ) : أهتم بدراسة ( الوقت ، الحركة ، الحوافز المادية ) السبب في ذلك هو أن العمال يعملون بطريقة تختلف عما يجب فعلة ، وكان لابد من إيجاد طريقة أفضل لأداء الأعمال أي ( تحديد الوقت ، الحركة اللازمة بتأدية العمل ) مما يؤدي إلي

 ( العقلانية ، الموضوعية ، الفعالية ، الاقتصادية ) للعمل .

الانتقادات الموجهة له :  بالرغم من أنة أثبت إمكانية دراسة الإدارة  بطريقة علمية إلا أنة أهمل الجانب الإنساني ، تعمل مع العاملين كآله ، ركز علي الجوانب المادية فقط لتوجيه سلوك الفرد والجماعة.

العلاقات الإنسانية

1. ( التون مايو) درا ستة في مصنع هوثورن :

§   هدف الدراسات التي أجريت  : هو معرفة العلاقات بين العوامل المادية ( الإضاءة ، الراحة ، الأجور ) علي إنتاجية العامل .

§   التوقعات كانت : توحي بوجود علاقات إيجابية أي إذا ذادت إضاءة يزيد الأداء  والعكس صحيح . لكن النتائج أظهرت خلاف ذلك ( فلم تكن للعوامل المادية تأثير إيجابي علي إنتاجية الفرد بل أثبت أن الاعتبارات الاجتماعية

§        كان لها تأثير أكثر علي المعنويات والإنتاجية ) .

2. ( شستر برنا رد )  في كتابة ( أداء المديرين ) أستعرض حق ممارسة السلطة في المنظمات الإنتاجية ) وتمثل رأيه :  الأوامر الصادرة من  الإدارة  العليا قد لا ينفذها المرؤوسين وذلك لسببين هما :

أ.  قد تكون صعبة التنفيذ   .

ب. اعتقاد المرؤوسين أنها ليست من صلاحيات التي أصدرها .

وأن المنظمة هي نظام تعاوني لابد المرؤوسين أن يتقبلوا السلطة وأن يكون هناك توازن بين ما يقدمه الموظف وما يحصل علية .

3. دوجلاس مكر يجر : وضع افتراضات حول (ما هي النفس البشرية ) وسلوك المدير يعتمد علي تبنية لأحد النظريتين :

§   نظرية  (  X ) تفرض أن الإنسان لا يحب العمل ، ولا تحمل المسئولية ، يفضل أن يكون تابع  ولهذا لابد المنظمة  أن تستخدم العقاب والتهديد والحوافز المادية لدفعة للتحقيق الأهداف .

§   نظرية (   Y  ) تفرض أن الفرد بطبيعته يحب العمل وتحمل المسئولية ويعمل ليس فقط خوفا من العقاب ولكن أيضا رغبة في الثواب . ولكي تدفعه للعمل لابد أن تعطي له فرصة للمشاركة والرقابة الذاتية وتطوير صفاته الإنسانية .

المنهج السلوكي

1. إبرا هام ماسلو (السلم الهرمي للحاجات الإنسانية )

من أهم النظريات لتفسير السلوك الإنساني . يتحدد السلوك الإنساني بناء علي حاجات الفرد ومدي إشباعها  وهذه الحاجات تأخذ شكل هرمي وتتدرج من أسفل إلي أعلي .

2. هربت سيمون : حاول فهم السلوك عن طريق (تحليل صناعة القرارات ) ويري بأن المنظمة عبارة عن مجموعة أفراد يتخذون قرارات من أجل تحقيق هدف مشترك .

3. هيرزبرج : ركز  علي العوامل التي تؤثر  في رضاء الفرد وأنها تزيد من إنتاجيته ، ويعتقد بأن العوامل التي ( تؤدي إلي الرضاء ) إذا انعدمت تؤدي إلي عدم الرضاء ، وأن العوامل التي (   تؤدي إلي عدم الرضاء ) إذا انعدمت تؤدي إلي الرضاء .

4. ونستر ليكرت : ركز علي أنة إذا أعتمد  النمط القيادي علي المشاركة سيزيد ( الرضاء ، الفاعلية ) في التنظيم .

 

ثالثاً : أهمية دراسة السلوك التنظيمي

لا بد آن نعرف سلوك الفرد و الجماعة . ما هي ( مواقفهم ، ردود أفعالهم ، أدوارهم ، قدراتهم ) ومعرفة العوامل المؤثرة عليهم . لقد استمدت هذه الأهمية من الاعتبارات آلاتية :

§  وجود علاقة بين بيئة العمل ( الداخلية ، المادية ، المعنوية ) و ( إنتاجية الفرد ) .

§  ينتج الصراع نتيجة التفاعل بين مستويات التنظيم .

§  انحرافات الموظفين والتي تعيق التنظيم من تحقيق أهدافه .

§  كفاءة التنظيم تتأثر بسلوك الأفراد .

§ يتأثر الفرد بحالته النفسية والتي تؤثر بدورها علي أداءه .

§ الأسلوب القيادي يؤثر علي سلوكيات المرؤوسين .

§  يعتمد سلوك الفرد علي إشباع  حاجاته والتي تشبع عن طريق المنظمة . 

§   الدراسات العلمية تساعد في تحديد نوعية الحوافز المناسبة لكل مستوى فغالبا ( المادية لمستوى الإدارة العليا ) ( المعنوية للمستويات الأقل ) .

§  معرفة ما تقدمه البيئة من ( فرص , قيود ) تؤثر إيجابي أو سلبي علي السلوك .

§  معرفة  أسباب السلوك والتحكم فيها يساعد علي التنبؤ بالسلوك و توجيهه .

§ معرفة كيفية تنمية وتحسين سلوك الأفراد بتحديد (  الفروق الفردية+المكانيان الإنتاجية ) لكل منهم . 

§  وجود علاقة بين اتجاهات الفرد وسلوكه .

§  حب الفرد ورغبته في التعلم   واكتساب مفاهيم جديدة ,فعلي الإدارة بتهيئة هذه الظروف .

§  تعزيز السلوك الإيجابي بالمكافئة حتى يستمر .

§   لابد من فهم المعايير التي تفرضها التنظيمات الغير رسمية وتلزم بها كل من يرغب في الاشتراك أو الاستمرار فيه.

رابعاً : مساهمات العلوم الأخرى في السلوك التنظيمي

علم النفس : وهو يسعى لـ ( دراسة ، قياس ، تفسير ، تغيير ) سلوك الفرد ، مثال كنظريات ( التعلم ، الشخصية ) . علم النفس الإداري والذي ساهم بالتالي : ( الإجهاد العصبي ، الملل ، التدريب ، الأشراف ، اختبارات التعين ، القيادة ، الحوافز ، التقييم ، الرضاء الوظيفي ) .

علم الاجتماع : وهو يدرس الناس في علاقاتهم بالآخرين . وتتمثل مساهماته : دراسة ( المجموعات ، التنظيم الرسمي ، البيروقراطية ، الاتصالات ، القوة ، الخلافات ) .

علم النفس الاجتماعي : وهو يفسر السلوك ( الفردي ، الاجتماعي ) و يفسر ( كيف و لماذا ) يتصرف الأفراد . وتتمثل مساهماته : ( مفهوم التغيير ، التخفيف من مقاومة التغيير ، الاتصالات ، إشباع الحاجات ) .

علم الأنثروبولوجي : يدرس المجتمعات البدائية وتأثيرها علي ثقافة الإنسان . فثقافته هي التي تحدد طريقة سلوكه وتفكيره . وهذا ما يوضح الفرق بين سلوكيات آهل الريف والمدينة .  

 علم السياسة :  يدرس سلوك الفرد والجماعات في البيئة السياسية وكيفية استخدامها لتحقيق مصالحة الشخصية . وتتمثل مساهماته : ( الخلافات ، القوة ) .

المصدر: 1. علي محمد إبراهيم كردي ، الإدارة والقيادة ، ط 1 ، وادي النيل للتنمية البشرية ، القاهرة – 2011 م . 2. فؤاد القاضي ، السلوك التنظيمي والإدارة ، ط 1 ، دار المعارف ، القاهرة – 2006 . 3. Gary Johns , Organizational Behavior , 4th Edit , Harper Collins , 1996. 4. J. Greenberg , Behavior in Organizations , 6th Edit, Prentice Hall , New Jersey – 1997.
alikordi

د . علي كردي

ساحة النقاش

د . علي محمد إبراهيم كردي

alikordi
الاهتمام بموضوعات الإدارة بمختلف أقسامهاوالقيادة ، علم الإستراتيجية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

502,543