إغلاق

 

 التصادم مع الواقع من المشكلات التي قد تواجه أحد الزوجين أو كلاهما معا, بسبب أوهام الخيال لإختلاف الحياة الواقعية عن الصورة المثالية التي يحملها الزوجان عن الزواج, والذي يرجع إلى القصور في فهم النفس البشرية بما تحتويه من جوانب مختلفة إيجابية وسلبية فهناك من لديهم بعض التصورات الخيالية المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة, وعندما لا يحقق الشريك هذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم, فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو ويحبونه كما هو, وإنما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له, فإن لم يحققها سخطوا عليه وعلى الحياه, وهؤلاء يفشلون فى رؤية إيجابيات الشريك لأنهم مشغولون بسلبياته ونقائصه.

كل فتاة لديها فارس أحلامها الذي يعيش في عالم خيالها هي فقط وربما لا يوجد مثله في عالم الواقع ورغم أنها تكون مقتنعة بعدم وجوده الفعلي إلا أنها تراها تبحث عنه هنا وهناك وغالبا لا ياتي الفارس المغوار ليطير بها على حصانه الابيض, إن الفتاة التي تضع في ذهنها نموذجاً متكاملاً للزوج ربما لا تجده في شريك حياتها، وكذلك الزوج الذي يبحث في فتاته عن نموذج متخيل في ذهنه ويريد أن يسقطه على شريكته سيواجه كثيراً من المشكلات عندما لا يصبح الشريك حسب النموذج المرسوم مسبقاً.

فقد تحلم الكثير من الفتيات بصفات كثيرة لفارس الأحلام، من حيث الوسامة والشاعرية، لضمان السعادة الزوجية ولكن فى بعض الاوقات" تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن "، فنجد الفتاة بعد ان اصبحت زوجة مسؤلة عن بيت واسرة  تفكر مليا فى صفات زوجها فترى الكثير من العيوب قد ظهرت لها على السطح فتبدو وكأنها لم ترى هذا الزوج من قبل فتستنكر الزوجة وجود كل هذه الصفات فى الزوج فى فترة الخطوبة ولذلك قد تنشب الكثير من المشاكل الزوجية وبالتدريج تختفى السعادة الزوجية بسبب هذه التغيرات الطارئة التى ظهرت بعد الزواج للزوجة حيث تشكل لها مشكلة زوجية لم تكن لها فى الحسبان, مما يشكل عقبة وتعكير لصفو الحياة الزوجية.

إذ ان البعض يعيش في عالم من الأحلام الوردية ويتصور بأن المستقبل سيكون جنّة وارفة الظلال، ولكن، وبعد أن يلج دنياه الجديدة إذا به يبحث عن تلك الجنة الموعودة فلا يعثر عليها، فيلقي باللوم على زوجه محمّلاً إياه مسؤولية ذلك، ويبدأ بذلك فصل النزاع المرير يفقد الحياة طعمها ومعناها، في حين أن بعض الأماني والآمال تبلغ من الخيال بحيث لا يمكن أن تحقق على أرض الواقع, إن المرأة والرجل في واقع الأمر ليسا بملكين وانما يعيش في أرض الواقع بعيدين عن الجنة الموعودة وعوالم الخيال ومن يعيش في هذا العالم لا بد أن يخطىء أو يصيب.

وما أكثر أولئك الذين يبنون لأزواجهم، على أساس من الأحلام والآمال العريضة، قصوراً كبيرة من الخيال، وإذا بهم يجدونها مجرد أنقاض وخرائب، فيشعرون بالحرمان بعد أن عاشوا ـ كما صورت لهم تلك الأحلام ـ في قصور فخمة وحياة مرفهة, وعندما يصطدمون بالواقع المرير يخفون مشاعرهم وراء الستائر مدة ما، ولكنها سرعان ما تسقط وتظهر جميع الحقائق ويبدأ النزاع.

ربما نشاهد بعض الأزواج من الشباب في حالة من النزاع والخلاف الدائمين، دون أن نجد سبباً واضحاً لذلك سوى الوعود القديمة التي ظهر زيفها وبطلانها فيما بعد, فالوعود التي بنيت عليها الآمال العراض تنتهي إلى لا شيء، والينبوع العذب لم يكن سوى سراب بعيد, وفي مثل هذه الحالة لا يمكن أن نتوقع سكوت الطرف المعنيّ أو أن ننتظر أن يغض طرفه عن ذلك، وهكذا يتفجر النزاع.

أمضى الخبير النفسي الأمريكي جون غوتمان زهاء عشرين سنة في دراسة العلاقات الزوجية، وتوصل إلى نتيجة حاسمة للغاية مفادها أن الفرق بين النجاح والفشل هو نفسه الفرق بين القدرة وعدم القدرة على حل المشكلات الزوجية، ومن البديهيات التي أشار إليهاغووتمان في أحد أبحاثه، أن الشبان والشابات المقبلين على الزواج يتوهمون أنهم متجهون إلى حياة ليس فيها عراك ولا صراع ولا مشكلات.

وحتى عندما يتحدث أحد عن ضرورة حدوث تلك المشكلات في الحياة الزوجية، فإن غير المتزوجين يأخذون تلك الأحاديث بقليل من الجدية، ويستسهلون القول: إن كل شيء سيكون محلولاً! غير أن الأمر البديهي هنا هو أن المشكلات لا بد من وقوعها, كما أن من الضروري وجود المشكلات لأسباب عديدة منها تأكيد الإختلاف والتحاور وإثراء التجربة، والأهم من ذلك هو العثور على حلول لما يواجه الإثنين من معضلات موضوعية، تفرضها الوقائع اليومية.

الحــل: في الواقعـية من الزوجين قبل الزواج وبعد الزواج وقبول الحياة بحلوها ومره والرضا بالنصيب والأمر الواقع والفهم الصحيح للنفس البشرية بما تحتويه من جوانب مختلفة إيجابية وسلبية فكل فرد لدية من الخير والشر ويوصف بما تسيطر عليه إحدى هذه القوى, وينبغي عدم تحميل النفس فوق طاقتها من خلال الوعود المزيفة من أحد الطرفين قبل الزواج أو بعده بالقول أوبالعمل قال تعالى:« لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "(البقرة: آية 286).

- ليس كل ما يتمناه المرء يدركه: هذه حقيقة يجب أن توضع في الحسبان, وهناك فرق كبير بين الواقع والخيال, وقال الشاعر:

فياليت المطالب بالتمني      ولكن تؤخذ الـدنيا غلابا

- وما لا يدرك كله لا يترك كله, فلا يصح أن تنتهي العلاقة بمجرد التصادم مع الواقع وإكتشاف سوء الإختيار فكل إنسان كما فيه عيوب فيه الكثير من المميزات, فقد يكون هذا الشريك المغضوب عليه من الأخر فارس وفتاة أحلام أناس أخرين, لذا ينبغي التكيف مع الظروف والأوضاع الجديدة سواء الإجتماعية منها أو المادية.

- دور الوالـدين: وينبغي على الوالدين مصارحة الأبناء بكافة العقبات والمعيقات التي يمكن أن تواجههم في الحياة حتى لا يصطدموا بالواقع, وتوجيههم لما فيه الخير والرشاد لهم, وإخبارهم بأن الأحلام قد تكون حقيقة بحسن التخطيط والأخذ بالأسباب المشروعة, وينبغي على الوالدين أن يعلموهم من تجاربهم السابقة مع الحياة دون مكاشفة النقاط السلبية مع توضيح الدروس المستفادة منها بطريقة غير مباشرة حتى لا تهتز الصورة.

alielrome

(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)

ساحة النقاش

على الرومى 0533264023

alielrome
على الرومى 0533264023 »

ابحث

عدد زيارات الموقع

9,180