مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة
(وحدة التأهيل البصري)
ادوار معلم واختصاصي المعاقين بصريا
يناير 2009
هناك العديد من الأدوار الواجب توافرها في معلم واختصاصي المعاقين بصريا من أهمها :
يعد إعداد وتنظيم البيئة التعليمية المناسبة للتلاميذ المعاقين بصريا من أهم ادوار معلم هذه الفئة من التلاميذ حيث يواجه المعلم مسئولية تهيئة بيئة تعليمية تساعد التلاميذ المعوقين بصريا على الإدراك الأكمل والواقعي للبيئة التي ينتمون إليها قدر الإمكان و نجاح المعلم في هذا الدور يجعل عملية التعليم مثمرة و ايجابية حيث تتاح للتلميذ المعوق بصريا فرص الاندماج في مواقف تعليمية يجد لها اثر محسوسا في حياته خارج المدرسة و لذلك فان المعلم حينما يقوم بتحديد الأهداف والوسائل والإجراءات اللازمة لتحقيقها يجب إن يضع في اعتباره ضرورة التناسق التام بين هذه الأهداف وعناصر البيئة.و إن يدرك أن أداء التلميذ المعاق بصريا للمهارة المستهدفة داخل حجرة الدراسة ليس ضمانا لقدرته على أداء نفس هذه المهارات في المواقف الأكثر شمولا و اتساعا خارج المدرسة إلا إذا كانت حجرة الدراسة جزءا حقيقيا من البيئة الخارجية وكان تنظيم المواقف التعليمية يتيح للتلميذ المعوق بصريا الفرص المتعددة لاكتساب الخبرات المباشرة داخل أو خارج حجرة الدراسة.
كما ينبغي على المعلم حينما يقوم بإعداد المواقف التعليمية الملائمة للتلميذ المعوق بصريا وما تتضمنه من خبرات أن يراعى الأسس التي اصطلح عليها واضعو المناهج الدراسية مثل الاستمرار والخبرة و اتصالها بحياة التلميذ المعوق بصريا في البيئة و ملامتها لحاجاته و ميوله و مستوى تحصيله وان تشكل تلك الخبرات في مجموعها وحدة كلية مترابطة ومتناسقة بحيث يكون كل منها مدعمة للأخرى لتكون في النهاية تنظيما كليا متكاملا ليس به نقص أو إغفال لمكونات شخصية التلميذ المعاق بصريا البدنية و العقلية والاجتماعية و الانفعالية .
ولمعلم التلاميذ المعوقين بصريا دور حيوا يتعلق بالتقويم الشامل للتلميذ المعوق بصريا معرفيا و مهاريا ووجدانيا ويتطلب قيامة بهذا الدور أن يكون ملما بقاعدة عريضة من المعلومات الخاصة بجوانب النمو المختلفة لدى التلميذ المعوق بصريا وعلاقة الإعاقة البصرية بكل منها ،ويمكن للمعلم أن يستخدم الطرق الرسمية في التقويم كتطبيق الاختبارات والمقاييس ،أو الطرق الغير رسمية كالملاحظة المباشرة والغير مباشرة والمقابلات الشخصية مع أولياء الأمور والأخصائيين،ومن خلال هذين الأسلوبين يتوفر للمعلم البيانات الكمية والكيفية الأزمة لعملية التقويم .
ويستطيع المعلم من خلال القيام بهذا الدور تحديد وتحليل حاجات النمو المختلفة لدى التلميذ المعوق بصريا والتي تعتبر الأساس المنطقي الذي تعتمد علية عملية تحديد الأهداف والطرق والأساليب والوسائل التعليمية والأنشطة وأساليب التقويم الملائمة لتلك الحاجات وتعمل على إشباعها ،بما يعد منطلقا قويا لعملية التعلم بحيث تصبح دافعا وحافزا للتلميذ المعوق بصريا للتقدم نحو تحقيق المزيد من الأهداف المرجوة .
وفى هذا السياق فان المعلم مطالب بإعداد خطط تربوية فردية لكل تلميذ معوق بصريا على أساس استخدام أسلوب التعليم الفردي أو التفرد وذلك في ضوء كفاءات التلميذ وحاجات نموه الخاصة
ويعنى ذلك إن دور المعلم في عملية التقويم لا يقتصر على مجرد التعرف على قدرات وميول واستعدادات التلميذ المعوق بصريا ،وإنما يتعداه إلى دور أكثر عمقا من حيث تحديد الأساليب والإجراءات التي يمكن من خلالها تنمية هذه القدرات والميول ،
كما يقوم المعلم بدور ذي أهمية خاصة ،حيث ينبغي عليه تدريب التلميذ المعوق بصريا على ممارسة مهارات الإدارة الذاتية والتي تساعده على التخلص سمة الاعتمادية وتحفزه على القيام والمشاركة في جميع الأنشطة التي تتطلبها العملية التعليمية .
ويعد تعزيز قنوات التفاعل بين المعلم والتلميذ المعوق بصريا من الأدوار المميزة التي ينبغي على معلم التلاميذ المعوقين بصريا ، فإذا كان فقد البصر يعوق هؤلاء التلاميذ عن إدراك انطباعات المعلم البدنية كالإشارات و إيماءات الرأس وتغيرات الوجه إثناء أدائهم في المواقف التعليمية المختلفة سواء تلك الانطباعات المقترنة بأداءات و سلوكيات ناجحة منها ، فان استخدام أساليب التعزيز البدني واللفظي يكتسب أهميه كبيره في توجيه مسار العلاقة التفاعلية بين المعلم والتلاميذ المعاقين بصريا .
وهنا يصبح التعزيز والتشجيع من قبل المعلم أمرا ضروريا للتلميذ المعوق بصريا كي يستخدم قدراته ويستثمر طاقاته لأنه في غياب ذلك التعزيز و التشجيع تتناقص دافعتيه بصوره مستمرة و يصبح أكثر اعتمادا على الآخرين ويقل اكتراثه بان يكون مستقلا .
ورغم أن تدريب التلميذ المعوق بصريا على فنيات الحركة و التوجه لا يعتبر من المسؤوليات المباشرة لمعلم التلاميذ المعاقين بصريا ، إلا إن ذلك لا يعفيه من الدور الهام الذي يجب أن يقوم به في تنمية المهارات الحركية للتلميذ المعوق بصريا الثناء ممارسة أي من الأنشطة التعليمية داخل أو خارج المدرسة ، ولا يستثني من لاشترك فئ الناشطة المختلفة .
كما ينبغي على المعلم إن يمارس دوره في التفاعل على المستوى التربوي والاجتماعي بينه وبين غيره من المعلمين وأولياء الأمور والأخصائيين الذين يتابعون التلميذ المعوق بصريا، والمعلم مطالب هنا بتكوين شبكه من الاتصالات الفعالة بينه وبين هؤلاء الإفراد وأيضا مع المؤسسات والهيئات المهتمة بمجال تربية وتعليم المعوقين بصريا و ذلك حتى تتحقق الاستفادة من كل الموارد البشرية والمادية المتاحة وتوجيهها نحو تحقيق قدر مناسب من التكيف الشخصي والاجتماعي للتلميذ المعوق بصريا .
وبالنظر إلى سمة التغير التي تميز المجتمعات كافة ، فان ادوار المعلم دائمة التغير أيضا،ويتجسد ذلك التغير في ممارسة المعلم الميدانية التي تعكس ما حدث من تطور في المجتمع الذي ينتمي إليه ،ذلك إن ادوار معلم التلاميذ المعوقين بصريا ترتبط بالتغير الحادث فئ التفكير التربوي عامة وفى مجال المعوقين بصريا خاصة ،فالمعلم لم يعد مجرد ناقل للمعلومات إلى عقول التلاميذ ، بل أصبحت له ادوار أخرى تستهدف جعل المعلم قائدا ومنظما ومديرا للمواقف التعليمية ، بحيث يستطيع من خلال ما يتيحه للتلاميذ المعوقين بصريا من خبرات تحقق المستويات العليا من الأهداف .
ويوضح ذلك إن معلم التلاميذ المعوقين بصر يا حتى يواكب التطور في الفكر التربوي يجب أن يمارس أدوارا غير تقليدية بان يكون مجددا ومبتكرا وموجها وقادرا على إدارة التفاعلات بينه وبين التلاميذ المعوقين بصريا من الكفاءات الأساسية اللازمة لتنفيذ المنهج الدراسي ويجعله قادرا ترجمة المعرفة النظرية إلى مواقف تعليمية و تفاعلات سلوكية ناجحة بينه وبين التلاميذ فيقوم بتنظيم المواقف التعليمية من خلال صياغته للأهداف المرجوة
صياغته إجرائية سليمة وما يترتب عليها من استخدام وأساليب التدريس واختيار واستخدام الوسائل التعليمية والأنشطة وأساليب التقويم الملائمة لطبيعة الإعاقة البصرية مما يتيح تحقيق أقصى استفادة ممكنة من حواس التلاميذ المعوقين بصريا السليمة .
ولان المعلم هو أكثر إطراف العملية التعليمية تفاعلا مع التلاميذ المعوقين بصريا وإسهاما في التنفيذ المباشر للمنهج الدراسي فأنة ينبغي عليه أن يكون فعال في اختيار المحتوى وتنظيمه بما يتلاءم مع خصائص المعوقين بصريا وحاجات غيرهم وذلك لان خبراته وممارساته الميدانية تتيح له القدرة على التشخيص والكشف عن نواحي القصور في محتوى المنهج الدراسي واقتراح الحلول المناسبة .
كما إن لمعلم التلاميذ المعوقين بصريا دورا هاما بوصفة مشاركا فعالا وأساسيا في تهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ المنهج الدراسي إذ أن تنفيذ المنهج بطبيعة الحال يخضع لجهات أشراف يختلف دورها عن ادوار المعلم ولذلك فهو ليس معنيا فقط بتنفيذ المنهج وان يجب أن يكون مشاركا في جميع العمليات التنظيمية والرادارية ذات الصلة الوثيقة بالعمليات التنفيذية للمنهج والتي يمكن آن تؤثر على تحقيق الأهداف المرجوة منه .
ومن الضروري لمعلم التلاميذ المعاقين بصريا فئ ذات الوقت آن يكون لدية قدرة عالية على الضبط والتنسيق بين المنهج الدراسي بأهدافه المحددة وبين المجتمع واتجاهاته نحو التلاميذ المعاقين بصريا والتي تعكسها أساليب التنشئة السائدة وتاثيرتها على مستوى انجازهم والمعلم هنا مطالب من خلال ممارسة دور القدوة وبتاثيرة الشخصي على التلاميذ المعوقين بصريا بان يكون قادرا على الموائمة بين المجتمع واتجاهاته نحوهم وبين التلاميذ المعاقين بصريا بما تشبعوا به من مفاهيم وقيم وعادات بتأثير البيئة التي يعيشون فيها وذلك بالصورة التي تعمل على تعديل الاتجاهات السلبية وتنمية الاتجاهات الايجابية ومن ثم مساعدة التلاميذ المعوقين بصريا على تقبل دواتهم وإيمانهم بقدرتهم على ألمساهمه في عملية التنمية في المجتمع
وزيادة على ذلك فان معلم التلاميذ المعوقين بصريا ينبغا أن يمارس دورا هاما إذ يجب آن يكون باحثا تربويا مطلعا على احدث البحوث والدراسات المعنية بتربية التلاميذ المعوقين بصريا وان يكون قادرا على التنظير من خلال ممارساته الميدانية ولدية الاستعداد للنقد الذات لجميع ما يقوم به من أنشطة وممارسات في العملية التعليمية .
ولمعلم اللغة العربية للتلاميذ المعاقين بصريا أدوارا عامة على جانب كبير من الاهميه منها دوره في إدارة التعليم الصفي والإشراف عليه ودورة في التثقيف والتوجيه والإرشاد التربوي لتلاميذه ودوره في نقل الحضارة والتراث غالى تلاميذه غالى غير ذلك من الأدوار العامة التي تتطلب ضرورة الاهتمام ببرامج أعداده اهتماما كبيرا .
أما ادوار الخاصة في تعليم اللغة العربية فتختلف باختلاف فروع اللغة العربية وطبيعة كل منها فدورة في مادة القراءة مثلا ينبغ أن ينصب على تشجيع التلميذ المعوق بصريا على القراءة والإفادة منها والاطلاع العام وكسب المعارف والخبرات إلى آن يصل إلى حد تصبح معه عادة تلقائية لديه يمارسها باستمرار داخل المدرسة وخارجها لان تمثل جانبا مهما من جوانب ثقافته واعدادة للحياة باعتبارها مفتاح للتعليم ونافذة من نوافذ المعرفة يطل منها على الفكر الانسانى وحضارته
ودورة فا تدريس الأدب والنصوص كمثال أخر هو مساعدة التلميذ المعوق بصريا على الإفادة من هذه المواد فئ تنمية الذوق الادبى وتربية حسه الفتى بما يعرض المعلم على تلاميذ المعوقين بصريا من الأساليب الأدبية والصور الرائعة التي تحتويها النصوص الأدبية والشعر والنثر ودورة في تدريس القواعد النحوية كمثال ثالث هو إن يمد التلميذ المعوق بصريا ببعض المعايير والقواعد ليسترشد بها في عصمة قلمت ولسانه من الخطأ .
وهذه الأدوار خاصة كانت أو عامة وان اختلف ترتيب بعض أهميتها بين معلم وأخر يعتمد مقياس النجاح فيها على كفاءة المعلم أولا وهذا يتطلب إن يعد إعدادا سليما قائما على معايير موضوعية سليمة بعيدة عن الأهواء الشخصية والرغبات العامة . .
نشرت فى 19 سبتمبر 2011
بواسطة alghadalmoshreq
مؤسسة الغد المشرق
مؤسسة التنمية الاجتماعية ( الغد المشرق ) لذوى الاحتياجات الخاصة مؤسسة اهلية لاتهدف للربح تأسست تحت رقم 904 لسنة 2004 بجمهورية مصر العربية بهدف دعم وتنمية القدرات البشرية والمؤسسية خاصة لفئات ذوى الاعاقة والشباب والمرأة فى مجالات التنمية المجتمعية والتعليم والتنمية الاقتصادية وتوجيه سياسة الفرد نحو ايمانه بقدراته ومنها المشاركة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
370,588
ساحة النقاش