<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

وهناك نقطة هامة لا بد من مراعاتها في التعامل مع الطفل ، وهي ما يعرف بـ " سيكولوجية التعلق " حيث يميل الإنسان إلى التعلق الوجداني بأشخاص معينين يقومون على رعايته ويميل إلى استمرارية هذا التعلق حتى يستشعر الطمأنينة والأمان ، لذلك لا يجب قطع تعلقاته من وقت لآخر وبشكل مفاجيئ ، وهذا يحدث كثيرا ـ للاسف ـ لهؤلاء الأطفال ، حيث تنتقل كفالتهم عدة مرات منلاأم الأصلية إلى الشارع ثم إلى قسم الشرطة ، ثم إلى دار الرعاية ، ثم إلى مرضعة تكفلة حتى سن سنتين حتى يتعلق بها كأم فينتزع من من حضانتها ويلقى به مرة أخرى في دار الرعاية ، ثم تأتي أرة بديلة تأخذه لعدة سنوات فيتعلق بها ثم يفاجأ بعودته قسرا مرة أخرى إلى دار الرعاية .. وهكذا . وهذا التقلب يحرم الطفل من التعلق الدائم الذي يمنحه الشعور بالانتماء والأمان .

والطفل المتبني ( أو المكفول ) بعد أن يعرف حقيقة تبنيه ( أو كفالته ) تحدث لديه ازدواجية في الانتماء يجدها في خياله بين الأبوين الحقيقيين والأبوين المتبنيين ، وربما يحل ها الصراع بتوجيه عدوانه إلى أحد طرفي الصراع . وبما أن الأبوين الأصليين غير متأحين فهو غالبا يخرج عدوانه نحو الأبوين المتبنيين ، وقد رايت شابا رباه شخص غير أبيه وأحسن معاملته حتى أصبح طبيبا ولكنه كان يشعر ناحيته بمشاعر عدائية لا يعرف لها سبباً .

ويظل الطفل المتبني يحلم برؤية أبويه الأصليين ويسعى لذلك كثيراً وحين يقابلهم أو يقابل أحدهم لا يشعر ناحيتهم بمشاعر قوية ولكنه يطمئن إلى هويته وأصله ويجب أن يحتفظ بعلاقة ما تضمن له استمرار ذلك على الرغم من عدم شعوره بالحب لهم .

وهنا يتساءل البعض هل من الأفضل رعاية الطفل في دار رعاية أم في أسرة بديلة ؟

والإجابة على هذا السؤال تضع في الاعتبار الأول مصلحة الطفل وظروفه ، فدار الرعاية لا تعطي للطفل الجو الأسري الطبيعي حيث يتجمع عدد كبير ( غالبًا ) من الأطفال يقوم على رعايتهم عدد من الموظفين يقومون بأدوارهم غالباً بشكل مهني ربما يخلو من الجانب العاطفي .

ومن يزور هذه الدور فسوف يجد أطفالا خلت عيونهم من بريق الحب والحنان الذي حرموا منه ، وهم معزولون عن المجتمع طول الوقت ، ,ذكر في أحد الزيارات وجدت أن أقصى ما يتمناه هؤلاء الأطفال هو أن يحملهم الزائرون لكي ينظروا من الشباك ويشاهدوا الناس والسيارات والشوارع ، فإلى هذا الحد يعانون من الحرمان الحسي والعاطفي ، لا يعوض هذا الحرمان زيارة بعض أصحاب القلوب الرحمية لهم ، فهم يعيشون في دار الرعاية بلا روح وحين يزورهم أحد يندفعون نحوه وينادون " بابا " لأي رجل و "" ماما " لأي امرأة دون أن نحمل هذه الكلمات المهنى لعميق لها في نفوسهم كما هو الحال في الأطفال الذين يعيشون في كمف يأسرهم يتمتعون بالحب والتدليل والرعاية من أبويهم ، وعزلة هؤلاء الأطفال عن المجتمع تجعل لديهم صعوبات في التكيف حين يكبرون .

لذلك تزايدات المطالبة في كل دول العلم بتهيئة رعاية مناسبة من خلال الأسر البديلة على أن يتم ذلك بعناية شديدة وبعد دراسة أحوال الطفل داخل هذه الأسر بواسطة المؤسسات الاجتماعية المختصة حتى لا يتعرض الطفل لظروف غير مواتية .

ونح في المجتمعات العربية الإسلامية لدينا تراث أخلاقي وديني يجعل لدينا رغبة لاحتواء هؤلاء الأطفال وحسن رعايتهم حيث يقول رسولنا الكريم " خير بيوت المسمين بيت فيه يتيم يكرم " ويقول أيضا " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين " وأشار بالسبابة والوسطى ..

المصدر: ا.د.محمد المهدى استشارى الطب النفسى

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,274,531