<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

لقد تبت أن العلم وحده عاجز عن إسعاد الإنسان. . ترى هل يسترد الإنسان سعادته وتغمره السكينة إذا عاد إلى الإيمان ؟

فمنذ فجر التاريخ نجد أن للدين دورا هاما في الوقاية من الاضطراب النفسي لا ينكره أحد ـ وهذا الدور مرتبط بالأيمان بالله الذي يعني أن العدل والرحمة والمغفرة موجودان ومعناه أيضا أن تطمئن القلوب وترتاح النفوس إزالة القلق والحزن والخاوف والوساوس والقدرة على التحكم في الشهوات والغرائز ... وصحة النفس تعني القدرة على التوافق في المجتمع والقدرة على التأقلم مع الآخرين وخلو الإنسان من الاضطرابات انفسية أي الاضطرابات في الوظائف النفسية أو العقلية التي من أهمها اضطرابات التفكير أو المشاعر أو السلوك أو الاضطراب في جميعهم معأ .

الإيمان في المقاييس النفسية :

عندما طبق المقياس النفسي الذي يقيس درجة الإيمان عند الأيمان عند الأشخاص وجد أن هناك نوعين من الأيمان هما :

الأول : الأيمان الخارجي أو " الظاهري " وهذا النوع يعني الأنانية واستخدام التظاهر بالإيمان لتحقيق الأغراض اشخصية .. وثبت أن هؤلاء الأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية كثيرة .

الثاني : الغيمان الداخلي " الحقيقي ) وأصحاب الإيمان الحقيقي يطبون تعاليم الشرعية من أجل الخوف والتقرب من الله ... وثبت أن هؤلاء الأشخاص قليلوا الإصابة بالإضطرابات النفسية ... فهم بإيمانهم يستطيعون التكيف النفسي الصحيح لمواجهة منغصات الحياة وتقبل المواقف الصعبة التي يمر بها لإنسان مثل الموت ومراحل الحياة المختلفة والكبر والشيخوخة والأحداث الحياتية .

·    دراسات عن أهمية الإيمان في الصحة النفسية

1.    الإيمان وعلاج اضطرابات الكرب : أثبتت كثير من الدراسات أن الإيمان عام لمهم يساعد الناس على الغلب على كروب وضغوط الحياة ويساعد التكييف والتأقلم .

2.    الإيمان والرضا النفسي : ثبت أن هناك تناسبا طرديا بين قوة الإيمان والإحساس بالرضا الذايت والإشباع النفسي عند جميع الأعمار وذلك لأن الجانب المعرفي للإيمان يساعد على الرؤية المستنيرة والفهم اصحيح للأمور والتفاؤل .

3.            الإيمان والقلق النفسي :  تشير الدراسات أن انتشار القلق بين أصحاب الإيمان الحقيقي أقل من غيرهم .

4.    الإيمان والاكتتاب النفسي : وجد أن الناس الأقل إيمانا يعانون من الاكتتاب النفسي بزيادة 40% عن الناس الأكثر إيمانا

5.    الانتحار : معظم الديانات حرمت الانتحار .. وفي دراسة أجريت في ماليزيا وجد أن نسبة الانتحار بين الذين يعتنقون الديانة الهندوسية تفوق كثيرا من يعتنقون الإسلام

6.    الإدمان " الخمر والمخدرات " : تبت أن نسبة الإدمان قليلة بين أصحاب الإيمان الحقيقي ووجد أن الإيمان يساعد كثيرا في الوقاية من الإدمان ويسهل البرامج العلاجية للمدمنين .

7.    الإيمان والثقة في النفس : من المعروف أن ضعف الثقة في النفس هي أساس حدوث كثير من الاضطرابات النفسية وتشير الدراسات أن الذين يتصفون بقوة الإيمان لديهم ثقة كبيرة في أنفسهم .

8.    وقد ثبت أن الإيمان يساعد الإنسان على تحقيق ذاته وإيجاد معنى لوجدوده في الحياة وإيمانه بحتمية الحياة وحتمية الموت .

وقد اقترب العالم الفسي كارل جوستاف يونج من هذا الموضوع بعد دراسات عميقة للتاريخ الإنساني ولأديان ... فقد قال : " عاجلت مئات كثيرة من المرضى .. فلم أجد مريضا واحدا من مرضاي الذين كانوا في المنتصف الثاني من عمرهم ـ أي جاوزوا سن الخامسة والثلاثين ـ من لم تكن مشكلته في أساسها افتقاره إلى وجهة نظر دينية في الحياة وأقول أن كل واحد منهم وقع فريسة المرض لأنه فقد ذلك الشئ الذي تمنحه الأديان القائمة في كل عصر لاتباعها وإنه لم يتم شفاء أحد منهم حقيقة إلا بعد أن استعاد نظرته الدينية في الحياة .

التأثيرات النفسية للإيمان بالله

·  الإيمان الصحيح يمنح الإنسان علاقة حب قوية بالله وتمتد هذه العلاقة لتشمل الناس وكل المخلوقات ، وهكذا يتخلص من الشعور بالوحدة والخوف اللذين يكمنان وراء الكثير من الاضطرابات النفسية .

·  الإيمان يوقظ الكثير من العواطف الايجابية مثل الحب والرحمة التسامح والتضحية مما يؤدي إلى شعورد داخلي بسلام نفسي إيجابي .

·  إيقاظ الأمل وروح التفاؤل تجاه الحاضر " نتيجة الإيمان بعدل الله والرضا بقضائه " وتجاه المستقبل " نتيجة الإيمان بما أعده الله من جنات للمتقين " أما الماضي فإن المؤمن على يقين من مغفرة الله ورحمته .

·  الوصول إلى درجة عالية من القوة الرحية " تسمى بالقوة النفسية " في علم النفس واليت تحافظ على تماسك الشخصية وتناسق عمل مكوناته وتجعلها أكثر فاعلية وتأثيرا وانتاجا ـ حسب مفهوم نظرية جانيت (Janet theory  ) .

·  الغيمان يساعد على عدم التردد وسرعة اتخاذ قرار صحيح وقوي وهو ما يطلق عليه " العزم " فغذا عزمت فتوك لعلى الله إن الله يحب المتوكلين " " آل عمران 59" وذلك لأن المؤمن عنده إطار مرجعي يقيس به الأمور عندما يقرر أي شئ .

·  الإحساس بالقرب من الله وإمكانية مناجاته بالدعاء والقرآن والاستغفار والتوبة إليه عند الخطأ والذنب واستجلاب رضاه بالأعمال الصالحة كل ذلك يحمى الإنسان المؤمن من التاثرات النفسية الضارة لتقلبات الحياة مصائبها .

·  يعطي الايمان الفرد إحساسا باحترام وتقبل الذات وفي نفس الوقت يتقبل واحترام الآخرين . وذلك لما للدين من قيمة عليا لدى الفرد ولدى المجتمع .

·   صور من الإيمان

1ـ الصوم :

الصيام كغيره من العبادات الإسلامية يهدف إلى الخير للمسلمين كما قال تعالى " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " فقد تبت أن للصوم فائدة عظيمة في معالجة كثير من لااضطرابات النفسية لأن الصوم يعين الإرادة السيطرة وضبط النفس ... والإنسان بقدرته على السيطرة على رغباته الحسية وإبعادها إلى مستوى غير محسوس فإن عقله وإرادته يتمرسان على تنظيم الجسم والنفس فإن صام المؤمن إيمانا واحتسابا لله  عزوجل واستشعر سكينة النفس وطمأنيته القلب وانشراح اصدر فإنه يخرج من ضيق شدائد الحياة اليومية ومشاكلها وضغوطها إلى سعة فينفسه وهدوء في أعصابه مما يؤدي غلى شفاء وتحسن العديد من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتتاب النفسي والمخاوف والأرق .

  2 ـ التوبة :

إن الشعور بالذنب سبب للإنسان الشعور بالنقص والقلق مما يؤدي إلى نشوء الاضطرابات النفسية ... ويمدنا القرآن بأسلوب فريد وناجح في علاج الشعور بالذنب ألا وهو التوبة فالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى تغفر الذنوب وتقوى في الإنسان الأمل لأنها تزيد من التفاؤل وتؤدي التوبة أيضا إلى أن يتقبل الفرد ذاته وإلى احترام وتقدير نفسه وتأكيد ذاته وزيادة ثقته فيها ورضائه عنها ويؤدي ذلك إلى بث الشعور بالأمن الطمأنينة في نفسه

3ـ الصلاة :

الصلاة عبادة يومية تجمع فضائل كثيرة من العبادات .. ودور هذه الفضائل في غصلاح النفس يتخلص في مواقيت اللاة ـ الوضوء ـ الذهاب غلى المسجد ـ أداء الصلاة ـ الصلاة والاسترخاء ـ الصلاة والنشاط النفسي والبدني.

·    النفس في القرآن الكريم:

ذكرت كلمة النفس 185 مرة في القرآن الكريم كمصطلح عام للوجود الإنساني وكجسد وسلوك ووجدان كوحدة نفس جسمية كاملة، ويصنف النموذج الصوفي النفس إلى أنواع عديدة منها النفس الإنسانية الفانيةوالنفس الباقية التى تنقسم إلى : النفس اللوامة ويطلقون عليها " الورع " والنفس الملهمة " الزهد " والنفس المطمئنة " الفقر " النفس الراضية " الصبر " النفس المرضية " التوكل " والنفس الكاملة " الرضا " وجيمع هذه الأنواع ذكرت في القرآن ، ولسنا هنا مضطرين للتأكيد على أن القرآن ليس بمرجع طبي ، ولا يجوز قياسه بالقياسات الأكاديمية الحديثة .. ولكن من وجهة نظر الطب النفسي نجد أن دقيق حازم بشأن بعض المشكلات الطب النفسية ووضع لها حكما بما فيه الخير والصالح للإنسان مثل : النهي عن الانتحار ـ الإدمان ـ الجنسية المثلية ـ وتنظيم أمور متعلقة بالزواج والطلاق وتربية الأبناء والرعاية الأسرية والتبني والأيتام والأبوة والمسئولية الشخصية ـ وموضوعات أخرى كثيرة تتضمن مبادئ محددة حول الواجبات الأخلاقية والمدنية التي تحكم التواصل والعلاقات الإنسانية .

المصدر: د . علاء الدين فرغلي استشاري الطب النفسي وعضو الجميعية العالمية للصحة النفسية

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,386,873