<!--<!--<!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->لقد مرت الطفولة في الماضي بعصور اسيئت فيها معاملة الأطفال واعتبرت القسوة والتخويف وسيلة لتربيتهم وقد ثبت خطأ ذلك علميا وان الصغار هم الطرف الأضعف في العلاقة مع الكبار فطفل الانسان عاجز بيولوجيا ويحتاج الى الاعتماد العضوي على أبويه لكي يعيش فهو لا يستطيع ان يطعم نفسه أو يحمي نفسه من المخاطر الا بواسطة الكبار وفي هذه المقالة محاولة لفهم أهم الاضطرابات النفسية والجسدية التي تصيب الطفل مع بعض الإرشادات والنصائح التي تفيد الوالدين حتى تكون وسيلة إقناع واقتناع وهو ما يتطلع أليه كثير من الناس – فالطفولة السعيدة تعني شبابا سليما يمتد ليكون المجتمع الذي هو امتداد لتاريخ الانسان بل والحياة والوجود..
أولا: كيف تربي طفلك ؟
للتربية دور هام في الصحة النفسية .. فإذا نشأ الطفل بطريقة سليمة اكتسب شخصية طبيعية وعاش مستريح النفس أما إذا نبت عود الغرس معوجا منذ بدايته لازمه ذلك الاعوجاج مستقبلا ، وكان من الصعب إصلاحه – وفيما يلي بعض النقاط الهامة والضرورية في مجال تربية الأطفال :-
تنمية الشعور الديني (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) حديث شريف فالدين هو محور حياة الفرد وبدونه تصبح الحياة بلا هدف والأيمان بالله هو الجوهر – لذلك لا بد من تعريف الطفل بدينه بطريقة سهلة ومبسطة ومحببا الى نفسه مثل غرس محبة الله والأيمان به في قلب الطفل منذ نشاته الأولى ، وترغيب الأطفال في الجنة وإنها لمن صلى وصام وأطاع والديه نعلمهم القرآن الكريم وحفظ قصارى السور – وتعويدهم على الصلاة منذ الصغر ...تحذير الأطفال البعد عن المحرمات مثل الميسر والخمر والسرقة والمخدرات .. تعويد الأطفال الصدق قولا وعملا ..ولا نكذب عليهم ولو مازحين وإذا وعدناهم بشيء يجب ان نفي ونحفظ ألسنتنا أمامهم ونحذرهم من الكلام البذيء ..تشجيع الأطفال على قراءة الكتب الهادفة والمفيدة والبدء بقصص الأنبياء وتبسيطها لهم .تعويد الأطفال النظافة والعادات الصحية السليمة .
العلاقة بين الوالدين : أن الخلافات بين الوالدين تسبب للابن صراعا نفسيا ويفقد الحب والحنان مما يدفعه الى سلوك عدواني معاد للمجتمع .
تفضيل أحد الأبناء : ان التفضيل بين الاخوة يجعل الطفل يشعر بحاجة زائدة للرعاية مما يؤدي الى صعوبة تكيفه مع الآخرين وتكوين الصراعات .
القسوة أو التدليل الزائد كلاهما خطأ فالقسوة تؤدي الى تبلد وعناد الطفل كما ان الإسراف في التدليل يجعل الابن غير واقعي ولا يستطيع الاعتماد على نفسه.
اللعب : أحيانا يغضب الآباء من لعب أبنائهم بالمنزل ويمنعوهم من ذلك وهم لا يدركون ان حرمان الطفل من اللعب يعرضه للكبت والاكتئاب واضطراب الشخصية .
فترة المراهقة : تعتبر من أهم مراحل نمو الانسان ورغم ذلك يحدث بها كثير من الأخطاء التربوية التي يجب على الوالدين إدراكها ومحاولة تجنبها .
ثانيا : السمنة والبدانه في الأطفال :
إذا استبعدنا العوامل العضوية نجد أنه في معظم الأحوال يكون الإفراط في الطعام عملية تعويضية لتحقيق الإشباع النفسي حين يكون هناك فشل أو إحباط في الحياة أو كنوع من الهروب من المشاكل أو تعبيرا عن القلق والاكتئاب النفسي عند الأطفال ..الذي غالبا ما يرجع أسبابه الى الجو الأسرى غير الطبيعي المملوء بالاضطرابات والمشاحنات والأساليب التربوية الخاطئة .. ومن الدراسات الإحصائية وجد ان نسبة البدانة تزيد في الأطفال الأسر الكادحة عنها في الأسر الميسرة... وزيادة الوزن تسبب بجانب تشويه المظهر العام بعض أمراض القلب والإعياء السريع والتعب من أقل مجهود .. كما أن الطفل البدين يكون عرضة للسخرية من أصدقائه وزملائه مما يدفعه الى الابتعاد عنهم والانطواء ومزيدا من الاكتئاب ثم مزيدا من الأكل وهكذا .. ولذلك يجب على الآهل اتباع أساليب التربية الصحية وتعويد الطفل على ممارسة التمرينات الرياضية يوميا بجانب اتباع نظام غذائي سليم والطفل البدين غالبا ما يكون رجلا بدينا ..ل ذا يجب الاقتداء بقول الرسول الكريم(ص) (صوموا تصحوا) .
ثالثا : طفلي الصغير يبكي على باب المدرسة :
على أبواب الحضانات والمدارس الابتدائية خاصة في الفترة الأولى من العام الدراسي تتكرر صورة دائمة :طفل يبكي في حرقة عند وداع أبيه أو أمه لأنه لا يرغب في مفارقتهم والبقاء خلف هذه الأسوار وسط هذا الجو الجديد! يرجع هذا الى المخاوف المرضية من المدرسة التي تنتاب الطفل لسبب أو لاخر مثل سوء العلاقات الأسرية والتربية الخطأ مما يؤثر على الطفل بالاكتئاب أو القلق النفسي أو الانطواء والميول العدوانية وقد يعاني الطفل من اضطراب إفراط الحركة ونقص الانتباه واخطر ما تفعله الأسرة في هذا المجال إحاطة الطفل بجو من الكراهية نتيجة لعدم رغبته في الذهاب للمدرسة والقسوة عليه وكثرة تأنيبه مما يؤدي الى عدم التحصيل والاستيعاب الدراسي وحتى لا ينزعج الوالدان من سلوك رفض الذهاب للمدرسة نشير الى أن أغلب الحالات تختفي بالتدريج ويساعد على ذلك اتباع الوالدين للتعليمات الآتية :-
التشجيع المستمر للطفل مع تدريبه بالتدريج على الاستيعاب المدرسي بدونه أهانه أو عنف وفي الوقت نفسه تهيأ للطفل صورة طيبة عما يحدث داخل المدرسة قبل أن تذهب أليها ، مثل وجود العاب مناسبة وامكانية اللعب هناك مع أصدقائه جدد كما يجب على الام وضع الأطعمة في حقيبته المدرسية حتى لا يشعر بالحرمان بالمقارنة لما يحدث في البيت .
شحذ همة مقدرات الطفل ومنع اخوته الكبار من اطلاق ألقاب سخرية عليه تحد من قدراته حتى لا يشعر بالعدوانية.
زيارة الطفل أثناء اليوم الدراسي على فترات متباعدة خاصة في الأسابيع الاولى تساعد على معرفة المعوقات التي تعترضه داخل المدرسة .
هناك العديد من الوسائل التي تجعل الطفل يحب القراءة وبالتالي يقبل على الدراسة في المرحلة الأولى من ضمنها توفير الكتب الملونة المدعمة بالصور .
يجب عان نحترم إرادة الطفل داخل المنزل إذا كان ما يريده صواب حتى لا يشعر بأنه مهمل أو عديم القيمة أو اقل من بقية أخوته .
رابعا : التهتهة واللجلجلة :
تعتبر التهتهة من اكثر عيوب النطق شيوعا بين الأطفال حيث تتراوح نسبتها بين 1-3 % وأسبابها كثيرة ومعقدة ولكن النظرية القائلة بأن أساسها ومنشأها يرجعان الى عوامل نفسية هي أكثر النظريات قبولا علميا ولعل أهم هذه العوامل القلق النفسي وانعدام الشعور بالأمان عند الطفل أو عندما يكون في صحبة أشخاص غرباء عليه .. أو الإحساس بسوء التوافق المدرسي أو إجبار الطفل العسر على استعمال يده اليمنى الى آخر الأسباب التربوية غير الصحيحة وعلاج التهتهة ممكن وميسور خاصة بعد التأكد من خلو المريض من الأسباب العضوية .. وعلاج التهتهة يتم عن طريق جلسات نفسية عند الطبيب النفسي وجلسات علاج تخاطب يقوم به أخصائي التخاطب – هذا فضلا عن دور المعلمين والآباء الذي يتلخص في الآتي :-
1- يجب عليهم خلق علاقة مع الطفل يسودها المودة والثقة .
2- محاولة تفهم الصعوبات والمشكلات النفسية التي يعاني منها الطفل.
3- عدم التعجل في سلامة مخارج الحروف والمقاطع في نطق الطفل وعدم توجيه اللوم أو السخرية أليه ويجب ايضا الاهتمام بحديث الطفل والإصغاء أليه بكل إخلاص وود وعطف
خامسا: الصداع عند الأطفال:
الصداع من الأعراض الشائعة في كثير من أمراض الطفولة سواء كانت نفسية أو عضوية – وفيما يلي نذكر اكثر أسباب الصداع انتشارا عند الأطفال :
الصداع النفسي: يحدث هذا الصداع نتيجة لتقلصات عضلات فروة الرأس بسبب القلق النفسي والتوتر والاكتئاب النفسي الذي يرجع الى المشاكل الأسرية .
الأمراض المعوية : عادة ما يشكو الطفل من ثقل بالرأس مع ارتفاع في الحرارة ورفض الطعام وعدم قابليته للعب .
الصداع النصفي "الشقيقة " يعاني الطفل من نوبات متكررة من الألم في أحد نصفي الرأس والوجه أو على جانبي الرأس مع القيء أحيانا أو اضطراب الرؤية وقد يكون الصداع النصفي مصاحب لأوجاع البطن والإسهال والغثيان .
الصرع في كثير من حالات الصرع تبدأ بصداع والذي يكون بمثابة إنذار لحدوث النوبة الصرعية عند الأطفال المصابين بالصرع.
أورام المخ في هذه الحالة يكون الصداع مصحوبا بخلل في الجهاز العصبي وزغللة وقيء..وبصفة عامة إذا اشتكى الطفل من أي صداع على الوالدين استشارة الطبيب لاكتشاف علاج السبب مبكرا ..
سادسا التبول اللا إرادي :
ترجع معظم حالات سلس البول عند الأطفال الى عوامل نفسية .. فيحدث مثلا عندما يجد الطفل شقيقه الأصغر يتلقى رعاية واهتماما من الوالدين أكثر منه .. أو عندما ينشأ في أسرة غير مترابطة كنوع من الانتقام أو عندما لا يجد الطفل من يهتم به بتعليمه أو إرشاده أو لقسوة الوالدين وسوء معاملتهم .. الخ وقد يرجع التبول اللا ارادي في حالات نادرة الى أسباب عضوية مثل التهابات وتشوهات قناة مجرى البول- مرض البول السكري - الصرع – تشوهات خلقية في العمود الفقري . وسلس البول من الأمراض التي تشفي تماما بأذن الله وذلك بالعلاجات النفسية عند الطبيب النفسي وباتباع الإرشادات التالية :-
- تناول العلاج حسب تعليمات الطبيب .
- عدم شرب الماء والسوائل قبل النوم بساعتين
- إقناع الطفل بالتبول في الحمام قبل الذهاب للفراش
- أيقاظ الطفل أثناء نومه مرة أو مرتين لافراغ المثانة .
- منع تناول الأطعمة الحراقة والمخلالات.
- عدم معاقبة الطفل أو ضربه أو توبيخه إذا تبول أثناء النوم مع منحه مكافأة " حلوى مثلا" في الصباح عندما لا يبلل فراشه .
- تصحيح العلاقات السرية وطرق التربية .
سابعا الحركة المفرطة ونقص الانتباه عند الأطفال :-
يقصد بها الزيادة المفرطة في حركة الطفل والتي يصعب التحكم فيها – فيصحبها عدم القدرة على الاستقرار أو التركيز أو تثبيت الانتباه – وقد يكون منشأ هذه الظاهرة القلق النفسي عند الأطفال لأي سبب من السباب السالف ذكرها وقد يصحبها غالبا مظاهر الاضطرابات العضوية – وتصل نسبة انتشار هذا المرض 3 - 5 % من الأطفال عامة .. وقد يتقبل أفراد الأسرة هذه الأعراض الى ان يصل الطفل الى سن المدرسة وحينئذ تصبح ظاهرة مرضية تستحق العلاج فالطفل لا يستطيع الاستقرار في مكان محدد ولا يستطيع التركيز في دروسه مما يؤدي الى صعوبة التذكر والميل الى الإشباع الفوري مع عدم التحكم أو الصبر لتحقيق رغباته كما يميل الى تدمير الأشياء وإثارة الضوضاء والاحتكاك بالآخرين وقد يفيد تخطيط كهرباء المخ في تشخيص هذه الحالات وغالبا تكون درجة الذكاء في المعدل الطبيعي عند هذا الطفل وكذلك يحتاج الى أجراء بعض الاختبارات النفسية ومثلا هؤلاء الأطفال يتم استقبالهم في العيادات النفسية حيث يوصف لهم بعض العقاقير المفيدة لهذا الاضطراب كما يحتاجون الى علاج نفسي لخلق علاقة جيدة وصحيحة بين الطفل المريض واسرته التي يجب توعيتها وتبصيرها بطبيعة المرض وكيفية التعامل مع هذا الطفل.
المصدر: د.علاء فرغلي
استشاري الطب النفسي
نشرت فى 17 أغسطس 2012
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,408,464
ساحة النقاش