<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

هل السمنة تسبب الإكتئاب أم العكس هذا التساؤل يجيب عنه من خلال دراسة حديثة الأطباء النفسيون بأن كلا الحالتين صحيح فإحساس الإنسان بتدهور مظهره نتيجة للسمنة مع الإحباط المتكرر بسبب الفشل في خفض الوزن أو المحافظة على الوزن بالإضافة إلى النقص الشديد في مادة السيروتونين أثناء الرجيم القاسي قد يؤدي ذلك كله إلى الإكتئاب ومادة السيروتونين مسئولة عن الصحة البدنية والنفسية واتزان الشهية ، كما أن بعض حالات الإكتئاب قد تؤدي إلى فتح الشهية وزيادة الوزن حيث يلجأ المريض إلى التهام كميات كبيرة من الطعام وخاصة الشيكولاته والحلويات والسكريات كوسيلة لإزالة التوتر النفسي والإحساس بالهدوء .

ويضيف أطباء الغدد الصماء أن عدم اتزان نسبة إفراز بعض الهرمونات يؤدي إلى الإصابة بالسمنة و الإكتئاب خاصة بين الإناث وهناك فترات حرجة للإصابة وأهمها فترة البلوغ والحمل والرضاعة وفترة انقطاع الطمث ، ومن المعروف أن هذه الفترات يصاحبها اضطرا بات في هرمونات الجسم وخاصة هرمونات الأنوثة ولذلك فالإصابة بالنسبة للإناث ضعف الرجال . وأثبتت الدراسات أن التوتر الدائم والحاد يؤدي إلى زيادة إفراز الأدرينالين والكورتيزون مما يؤدي لإختلال في كيمياء المخ والخلايا العصبية وبالتالي خلل في الشهية والمزاج كما تؤكد العديد من الأبحاث أن نقص هرمونات الغدة الدرقية تؤدي إلى خفض معدل التمثيل الغذائي واعتلال المزاج وبالتالي إلى الإصابة بالسمنة و الإكتئاب ومن منهم المسبب للآخر  ؟ وهناك عوامل كثيرة تؤثر على العادات الغذائية حيث قال باحثون بريطانيون أن من بداهة الآراء الاجتماعية التي تقر أن لتناول نوع وكمية الطعام اثر في إحداث السمنة للمرء ولكن هذه السمنة تزيد نسبتها مع تناول الطعام بشراهة ويختفي أي أثر لها بممارسة ألعاب رياضية محددة . ولهذا الموضوع صلة بجوانب أخرى لها أيضا الدور المشهود في زيادة أو نقصان وزن الجسم ، فقد حذر علماء النفس مؤخرا أن العمل الكثير لساعات طويلة وما يصاحبه من توترات وضغوط نفسية بسبب عدم الرضا التام لإنجازات مهام العمل يؤثر على العادات الغذائية للأشخاص ما يعمل على زيادة الرغبة لتناول الطعام بشراهة لنوع الأطعمة الدهنية والدسمة وتم تبرير ذلك بأن بعض الناس يتفاعلون مع التوتر والضغط النفسي بالميل لتناول الطعام بشراهة . وتقول الدكتور مها راداميس أخصائية السمنة التخسيس وعضو الجمعية الأمريكية للتخسيس إن هناك علاقة بين الضغط العصبي والسمنة وقد يتعرض له الأطفال في المدرسة وأثناء الامتحانات أو يصيب الأم في بيتها نتيجة قلقها على أولادها أو رجل الأعمال المتخوف من تعثر أعماله ، وكل هذه المظاهر قد تؤدي في النهاية إلى السمنة بسبب ما يترتب عليها من تناول الأطعمة بشراهة وهذا يحدث عن طريق أكثر من خطوة تحدث كلها في المخ حيث تعمل منطقة في قاع المخ تسمى الهيبوسالمس ـ على إفراز هرمون الكورتيزون الذي يساعد في التعامل مع المواقف التي يتعرض لها الإنسان وهذا يجعل الجسم يقوم بحرق بعض السكريات ليمده بالطاقة اللازمة للانفعال والتفكير والمشكلة تكمن في أن الكورتيزون تأثيره يختلف من السن الصغيرة إلى السن الكبيرة ففي السن الصغيرة يفرز الكورتيزون عند الانفعال والتعامل مع الموقف ثم ينتهي تأثيره على الجسم بانتهاء هذا الموقف ولكن في السن الكبيرة يفرز الكورتيزون ولا ينتهي تأثيره حتى بعد انتهاء الموقف لفترة طويلة وهنا تكمن الخطورة لأن في هذه الحالة يعمل الكورتيزون كفاتح للشهية فيبدأ الإنسان يشعر بالجوع بعد الانفعال أو الضغط العصبي ويشعر بأنه يحتاج لوجبة كلها سكريات لتعوضه عن الذي حرقه وأكثر الناس التي تتأثر بالضغوط العصبية هم رجال الأعمال ويكون تركيز الدهون حول منطقة البطن لأنها أكثر منطقة يؤثر في تخزينها الكورتيزون . وتأثر الناس  بالضغط العصبي يختلف فلدينا أشخاص سريعة الحرق وآخرون يتم الحرق لديهم ببطئ والمجموعة الأولى عندما تنفعل تشعر بالجوع الشديد ورغبة شديدة لتناول الحلويات والنشويات والسكريات باستمرار وهؤلاء هم الأكثر تأثرا بشكل لافت في منطقة البطن بسبب تركيز الدهون في تلك المنطقة أما المجموعة الثانية بطيئة الحرق فهي تبحث أساسا عن مادة الكفايين أو القهوة لتساعدها في التعامل مع المواقف وهم يلجؤن إلى تناول الحلويات أو الكفايين وفي الحالتين تكون النتيجة سيئة لما لذلك من تأثير يزيد من الضغط العصبي فيزيد إفراز الكورتيزون وتناول الطعام ويؤدي ذلك في النهاية إلى السمنة . والحلول تكمن في البعد عن تناول القهوة في حالة الانفعالات العصبية لأن الكفايين يزيد الضغط العصبي ويجعل المناعة الطبيعية للجسم تقل ويؤثر على خلايا المخ ويؤثر على حرق الدهون ويسبب زيادة الوزن فيجب تقليل تناول المشروبات أثناء الانفعالات . وبشكل عام فيجب على الإنسان أن يعرف أن المشكلة ليست في البحث عن نظام غذائي لخفض الوزن لفترة محدودة تنتهي ويعود كل شئ إلى أصله ، ولكن الحقيقة تكمن في أن من لا يرغب في زيادة وزنه وما يترتب عليها من مظهر محبط أن يغير من نمط حياته وعاداته الغذائية بشكل دائم بحيث يحرص على ممارسة الرياضة وتناول الوجبات في أوقات محددة والبعد عن تناول الدهون والإكثار من الخضروات والفاكهة فلابد من أن يكون الطعام في كل الأوقات صحي بصرف النظر عن أي نظم أو برامج صحية ولا بد من شرب كميات كبيرة من المياه تصل إلى 3 لتر في اليوم فهذا مفيد للجسم .

المصدر: مجلة النفس المطمئنة السنة العشرون - العدد 80 – يناير

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,408,210