<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
منذ أزمان بعيدة والرجل يلاحق المرأة، يخطب ودها ويطلب يدها؛ يعبّر لها عن حبه بالكلمات العذبة التي تخرجه من خشونته. كان ذلك جزءاً من واجبات الرجل، تلك الواجبات التي يكتسبها الرجل منذ طفولته ويقبلها بشكل تلقائي وعن طيب خاطر. وقد اعتُبرت المؤسسة الزوجية مسؤولية الرجل أولاً، ومن ثم مسؤولية المرأة في المقام الثاني.
واليوم، بعدما نالت المرأة ما نالت من حقوق وامتيازات، هل تغيّر الوضع في ما يتعلق بواجب الرجل في السعي وراء المرأة؟ تغير، ولكن ليس كثيراً. فحتى في المجتمعات الأكثر تحرراً، ما زال التقليد يقوم على طلب اليد من قبل الرجل، والقبول بعبارة (Ido) من المرأة. ولم يحدث أن سمعنا عن انكسار هذه القاعدة أو تغيرها.
في غانا نشرت الصحف حكاية أثارت الكثير من النقاش عن "كاركا" الفتاة الغانية التي هاجرت إلى الولايات المتحدة، وأمضت هناك سنوات طويلة تقلدت فيها مكانة عالية وأصبحت من الأثرياء، كما أنها أصبحت من ناشطات حقوق المرأة في بلد يحتضن أكبر عدد من المنظمات المدنية التي يدعو بعضها لتحرير المرأة، ويذهب قسم آخر إلى مطالب تصل إلى حدود الانفلات من كل قيمة مجتمعية وعائلية. ظلت كاركا تحمل في ذاكرتها ووجدانها قصة حب كان ملتهبة بينها وبين زميل لها في المدرسة الثانوية، تركته في غانا وسافرت بحثاً عن الثراء، ثم انقطعت أخباره عنها ولم تفلح كل محاولاتها لمعرفة مكانه لكي تساعده على الذهاب إلى الولايات المتحدة وتتويج قصة حبهما بالزواج هناك. وأخيراً جاءت اللحظة التي تعيّن فيها على كاركا الذهاب بنفسها إلى بلدها الأم غانا لتبحث عن الحبيب الضائع، وهكذا فعلت. عادت كاركا إلى حيث القبيلة والأهل والمعارف القدامى، واستُقبلت بحفاوة كبيرة أدخلت في قلبها السعادة كما تقول، ثم سرعان ما بدأت تنفيذ مهمتها المتمثلة بالبحث عن الحبيب.
ولم تستغرق المهمة وقتاً طويلاً، إذ نجحت كاركا في تحديد مكانه في مدينة تبعد عشرات الكيلومترات عن القرية التي يعيش فيها أهلها.
قررت كاركا الذهاب إلى المكان، ولكنها قبل ذلك أفصحت لوالدها عن مهمتها، فغضب الأب لمّا عرف ما تنوي كاركا فعله، وذكَرها بالأصول والتقاليد قائلاً لها إن البحث عن الطرف الآخر هو من مهمة الرجل، وطالبها بألا تفعل ما يجعلها ترخص نفسها وتقلل قيمتها أمام الناس. ولم يكن بوسع كاركا أن تفعل غير أن تطيع أوامر والدها، فعاطفتها المنقسمة بين تعلقها بأهلها وبين رغبتها في استعادة الحبيب لم تساعدها على اتخاذ قرار ربما يكون مصيرياً في خسارة الأهل والقبيلة. كما أن كل ما تعلمته من تحرر وندية ومساواة في أمريكا لم يكن كافياً لكسر التقاليد القبلية التي رضعتها مع حليب الطفولة. فتحت قصة كاركا الباب لكثير من الجدل على صفحات الجرائد في غانا كما في أمريكا نفسها. ودفعت الحكاية بعض المنظمات النسائية إلى ربط القصة بقمع المرأة في العالم الثالث ومصادرة حريتها في اختيار من تحب. لكن كاتبة أمريكية تدعى لو لا، خرجت عن سرب المنتقدين وكتبت مقالة تساءلت فيها إن كانت المرأة في أمريكا نفسها تذهب إلى الرجل لتطلب يده للزواج. وأشارت تلك الكاتبة إلى أن المرأة الأمريكية حتى في العلاقات المنفتحة غالباً ما تنتظر الإيماءات والإشارات من الرجل. وإذا ما كانت لديها بعض الرغبة في المفاتحة، فإنها تكظمها انتظاراً لمعرفة ما يفكر فيه الرجل.
- قضية شائكة:
هذا الجدل حول ما إذا كان من المناسب أن تطلب المرأة يد الرجل ليس أمريكياً أو غانياً فحسب، إنما هو نقاش عالمي تحفل به المنتديات الإلكترونية على شبكة الإنترنت. وفي منتدى (aldwly.com) طرح أحد المشاركين القضية نفسها على شكل مقال قصير بعنوان "هل سيأتي يوم تطلب فيه المرأة يد الرجل للزواج؟".
ساحة النقاش