authentication required

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

منذ الأحداث المروعة التي اندلعت في أمريكا في شهر سبتمبر الماضي.. و مصطلح الإرهاب يجري علي الألسنة في الشرق الأوسط و الغرب علي أنه العدو اللدود لكل الشعوب, و تتجمع القوي العالمية, وتتحالف علي القضاء عليه في أي موقع من المعمورة.. غير أن مفهوم هذا المصطلح يتحدد لدي كل فريق بما يراه و بما استقر في أعماقه دون الرجوع إلى المصادر الموثوق فيها و التي من شانها إن تكون معيارا وميزانا لما يوضع من مصطلحات ..وقد يكون العرب مسوقين في مفهومهم لهذا المصطلح علي أساس ما شاع لدي الغرب و ما نقله ألينا المترجمون , مما كان مساعدا لكثير من الدوائر الغربية إن يطلقون هذا الوصف علي كل مسلم مستحضرين ما حدث في الغابر من حروب صليبية هزمهم المسلمون..

فذا رجعنا إلى لغة العرب و ما نزل بها من نص مقدس و هما الأساس المكين الذي ينبغي إن يعود إليه كل من يريد الأصالة و العمق- فأننا نجد لفظ "الرهبة" يعني الخوف و الخشية ,قال تعالي {انهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا ورهبا و كانوا لنا خاشعين} و الرهبانية و الرهبان من هذا الوادي فهي اللجوء إلى المعابد و الكهوف لعبادة الله و طاعته رغبة في ثوابه و رهبة من عقابه , قال تعالي :{ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا} و قال متحدثا عن اتباع سيدنا عيسي السلام :{و جعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة و رحمة و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله}..

ألواح سيدنا موسى تلقاها متضمنة للهدي و الرحمة لمن يرهب ربه , قال تعالي :{و لما سكت عن موسى الغضب اخذ الألواح و في نسختها هدي و رحمة للذين هم لربهم يرهبون}..

1.   و خطاب الله لبني إسرائيل يطالبهم بالوفاء بعهدهم و الرهبة من عقاب الله . قال تعالي :{ و أوفوا بعهدي أوف بعهدكم و إياي فارهبون }..

2.   و المسلمون مرهوبون من قبل أعدائهم من اليهود و غيرهم ,قال تعالي :{لا نتم اشد رهبة في صدورهم من الله}..

3.   و حين أراد السحرة إدخال هذه الرهبة في صدور المشاهدين عبر القران عن ذلك بقوله :{سحروا أعين الناس و استرهبوهم وجاءوا بسحر عظيم }..

4.   وحين طلب الله عز وجل من المؤمنين أن يتخذوا أسباب القوة من كل مصادرها حدد الهدف من ذلك بان من شان القوي إن يرهبه عدوه فلا يقدم علي حربه ,قال تعالي :{و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم}..

و بناء علي كل هذه النصوص –وهي افصح ما ورد في هذه اللغة –يتحدد معني الإرهاب و بخاصة من الآية الأخيرة فهو تحصيل و سائل القوة لأحداث الراهبة في نفوس العدو فيمتنع من إيقاد نار الحرب , وإذا حصل المسلمون أسباب القوة فانهم لن يستخدموها في العدوان علي الآخرين لأنهم محكومون بأوامر ربهم :{ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}و بذلك يتحقق السلام العالمي المنشود ,فلا عدوان من جانب أعداء الإسلام لخوفهم من قوة المسلمين ,و لا عدوان من جانب المسلمين طاعة لأوامر رب العالمين .. هذا هو الإرهاب المشروع في الإسلام .أما الإرهاب الممنوع فهو إرهاب الآمنين المسالمين من أي ملة تحالف الإسلام , ذلك إن هذا النوع مرفوض في نصوص مقدسة ,انطلاقا من انه عدوان ,و المسلمون مأمورون بعدم الاعتداء , سوء كان هذا الاعتداء علي مسلم أم علي مسالم..

قال صلي الله عليه و سلم :"ظهر المسلم حمي إلا بحقه ". وقال :"من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله و هو عليه غضبان ". وقال :"لا تروعوا المسلم فان روعة المسلم ظلم عظيم"..

ومن البديهي في المجتمع المسلم إن المسالم فيه له كل حقوق المسلم فالقاعدة المشهورة في هذا :" لهم مالنا و عليهم ما علينا "و تطبيقا لذلك ماروي إن زيد بن سعنه –وهو من أحبار اليهود –اقرض النبي صلي الله عليه و سلم قريا كان محتاجا إليه لسد خلل في شئون نفر من المؤلفة قلوبهم , ثم رأي إن يذهب قبل موعد الوفاء ليطالبه بالدين ,قال :فأتيته فآخذت بمجامع قميصه وردائه,ونظرت إليه بوجه غليظ, قلت له: يا محمد إلا تقضينى حقي ؟ فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مطلا , ولقد كان لي بمخالطتكم علم ,فنظر إلى عمر و عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير, ثم رماني ببصره , و قال : يا عدو الله أتقول لرسول الله ما اسمع , وتضيع به ما أرى ؟‍‍‍‍‍‍ :: فو الذي نفسي بيده لولا ما أحاذر فوته (و هو رضا رسول الله )لضربت بسيفي رأسك . فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا عمر آنا و هو كنا أحوج إلى غير هذا :إن تأمرني بحسن الأداء , وتآمره بحسن اتباعه ,اذهب به يا عمر و زده عشرين صاعا من تمر مكان ما روعته"..

هكذا يعطي الرسول صلي الله عليه و سلم عوضا ليهودي روعه عمر بعد إن أساء الأدب في معرض الطلب ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍::

وهذا هو الإسلام..

المصدر: بقلم د. محمد المختار محمد المهدى

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,340,006